الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الشباب يصنعون الثورات العربية، والإسلاميون يصادرونها مع متحالفيهم، فأين الديمقراطيون واليساريون والتقدميون
نبيل الحيدرى
2011 / 12 / 5ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
تحولت الثورات العربية الجديدة لتنال مستوى القضايا العالمية فى تحولات كبرى شهدها العام 2011 فى تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن وغيرها فى فترة قياسية فى عمر الشعوب، بينما كانت القضايا العربية سابقا لاتمثل هذا الإهتمام والمستوى سوى القضايا التقليدية كفلسطين وجنوب لبنان والنفط وأمثالها منذ زمن طويل.
بعد تجارب مريرة للشعوب العربية من حكومات مختلفة بأنظمة متعددة من قومية واشتراكية وإسلامية وغيرها ثبت فشلها وكونها أشبه بالإستعمار من ظلم للشعوب وفساد إجتماعى واقتصادى وسياسى رهيب واستغلال خيرات البلاد ونهبها حيث معاناة الشعوب من القهر والبطالة والإستغلال والحرمان وغيرها.
رغم الإختلاف فى تعريف الثورة وميزاتها وأنواعها، الكلاسيكية كالثورة الصناعية المنطلقة من بريطانيا فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لتجتاح بعد ذلك أوربا، والثورة التكنلوجية والمسماة (الثورة الصناعية الثانية)، أو الثورات السياسية كالثورة الفرنسية 1789-1799 وثورة مهاتما غاندى فى الهند ضد الإستعمار الأنكليزى 1915-1948 وغيرها.. وهى خارجة عن البحث الآن والدخول فى جدل الإصطلاحات، لهذا يمكن تسمية ما حصل فى تونس ومصر وغيرها بالثورات، حيث قام الشباب الحر الكريم أخيرا فى الدول العربية من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الإجتماعية وحقوق الإنسان ضد أنظمة الإستبداد والقمع والبلطجة فى ظاهرة جديدة غير مسبوقة فى عالمنا بل غير متوقعة أصلا حتى من قبل من يسمى دجلا بالنخبة والمنظرين والمفكرين على أجهزة إعلام السلطة، وهم أحيانا أقرب إلى (وعاظ السلاطين ومرتزقة الإعلام) ليمتطوا الموجات ويستغلونها لمصالحهم فى وضع العراقيل وسمى بالثورة المضادة. وما الذى يؤمَّل من مرتزقة مترفين عاشوا على موائد الطغاة منظرين لهم كأن الطغاة عباقرة العالم وفريدى الدنيا وعظماء الدهر.
كانت الثورات عظيمة ورائعة وجبارة إبتداءا بتونس ثم مصر ثم ليبيا ثم اليمن... وقد سقط الحكام المستبدون واحدا تلو الآخر وبأشكال مختلفة من هارب مثل زين العابدين ابن على وعلى صالح إلى سجين كمبارك إلى قتيل كالقذافى ...ولازال آخرون ينتظرون إنتقام الشعب كسوريا الذى يستعمل الدبابات والطائرات ومختلف الأسلحة الحية فى قصف الشعب المنادى بالحرية والكرامة والحقوق وقتله بالآلاف بلا رحمة ولا إنسانية. علما أن إيران ولاية السفيه وحزب الدعوة الحاكم فى العراق وحزب الشيطان فى لبنان يدافعون عن سيدهم وحليفهم السورى الذى خدمهم فى كل تاريخهم القذر حتى فى القتل والغدر والإختطاف والإغتصاب والترعيب أكثر من ثلاثين عاما رغم أنه بعثى باصطلاحهم وإيديولجيتهم (حزب البعث الكافر) كما سمّاه الخمينى نفسه، وهؤلاء يدعون الإسلام وتمثيل إيديولوجيته كما يزعمون زورا ونفاقا ودجلا... تحالف الشيطان بين حزب البعث السورى وحزب الله اللبنانى وحزب الدعوة والأحزاب الدينية الطائفية والمرجعيات الشيعية فى العراق وحكومة ولاية السفيه الإيرانية بات مكشوفا ظاهرا وظاهرا لايمكن التستر عليه، راجع أيضا كتاب (التحالف السورى الإيرانى والمنطقة) وغيره مما يحمل وثائق وتواريخ على تحالفات الإسلاميين مع الشيطان دون أى قيم أو مبادئ شريفة لفترات طويلة تفسّر ما نراه فى الساحة. ولايمكن لى أن أنسى الحواجز السورية فى لبنان والحرب الطائفية هناك وجبروت النظام السورى وسطوته فى لبنان فترة سطوته وجبروته
وحتى الدول التى تتوهم أنها بعيدة عن الثورات أو أيدت بعضها أولا ثم توقفت فإنها ليست ببعيدة عن نقمة شعوبها عندما تتأثر بالثورات العربية المجاورة وتريد الحرية والكرامة ومحاربة الفساد والطبقية والإستغلال...
ولم يكن الإسلاميون من رواد الثورات العربية أبداً كما لم تكن من شعاراتها؛ شعارات إسلامية أو تطبيق الشريعة أو تحريم الخمرة وأمثالها. كانت شعاراتهم واضحة حول الحرية والكرامة والإنسانية والمساواة مستعملين الوسائل الحديثة مثل فيس بوك وتويتر وأمثالها فى أرقى صورها الفنية الرائعة متأثرين بالعالم الحر رافضين الإستبداد والدكتاتورية مقدمين تضحيات هائلة فى سبيل هذه الأهداف النبيلة من شهداء ومعوقين وجرحى ومعتقلين بأرقام كبيرة وتضحيات ضخمة...
إبتدأت الثورة بتونس وبشكل بسيط ومن شخص واحد هو محمد البوعزيزى وهو يطالب بحقه فى العمل فى مدينة سيدى بو زيد فى جدال مع الشرطية فودية الحمدى حيث صفعته أمام الملأ وأهانت كرامته وأغلقت النوافذ أمامه بدلا من التفاعل معه، مما أدى أن يحرق نفسه فى الشارع أمام البلدية... وتفاعل الناس المقهورون المنهوبون معه فى مدينة بعد أخرى، حتى صارت ثورة أجبرت الدكتاتور زين العابدين ابن على لزيارة الضحية بو عزيزى فى المستشفى متوهما تهدئة الشارع الذى رفض مسرحيته وأجبره على ترك البلاد فارَّاً باحثاً عن ملاذٍ آمنٍ لم يجده إلا فى مدينة جدة بالسعودية مع زوجته الحديدية ليلى الطرابلسى ليسمع ما كره سماعه يوميا من المنابر والآذان. إنتصرت الضحية بو عزيزى على الطاغية المستبد مهما كان سلطته ونفوذه فإن الشعب أقوى منه كما قال شاعرهم
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر
الذى تحول إلى شعار يقود الجماهير فى كسر الأغلال والصمود بوجه الطغاة والإستبداد
انتقلت الثورة بعدها إلى مصر لترفع نفس الشعار (الشعب يريد إسقاط النظام) مصرّين غير مترددين، على شعارات وطنية ديمقراطية واضحة صريحة.
رغم أن عالم الإجتماع العراقى على الوردى كان يتوقع أولا الثورة فى مصرمعللا ذلك بشدة التباين الطبقى بين فئة قليلة ثرية جدا وأكثرية فقيرة جائعة محرومة فى بطالة واستغلال وقهر. كانت ساحة التحرير مركزا لتجمع الشباب الحر القوى بإرادته وتصميمه وإبائه منطلقة لمختلف المدن المصرية على رغم وسائل البلطجة والهمجية التى استعملها الطغاة كواقعة الجمل فى ساحة التحرير والقناصة على العمارات لقتل الشباب والثائرين الأحرار. وهنالك تشابه بين الأنظمة الإستبدادية ومنها اعتماد الحكومات المستبدة على البلطجة لضرب الأحرار وإرعاب الشرفاء وتهديد وقتل المناضلين وهكذا من الوسائل غير الحضارية لحكومات ضعيفة واهية سرعان ما تساقطت بأسرع مما كنا نعهده فى ثورات العالم الأخرى.
ألهمت الثورات العربية وانطلقت من المنطقة العربية إلى الشعوب العالمية لتنتقل إلى قلب الرأسمالية فى واشنطن ونيويورك ولندن، فتكون وول ستريت مركز حركة احتجاجية شبابية جديدة أمام جشع الرأسمالية وشركاتها واستغلالها بشكل تحدثوا عنه (إستلهمنا الحركات من ميادين التحرير فى الدول العربية)
رغم أن الإسلاميين لم يكونوا صانعى الثورات العربية بل كانوا مترددين كثيرا فى تأييدها، لتوهمهم عدم نجاحها أصلا، فضلا عن علاقات بعضهم مع السلطات الرسمية، لذلك لم يشتركوا أصلا فى أيام الثورات الأولى فى تونس ومصر وغيرهما. الشباب الحر والمتحضر أمثال وائل غنيم صاحب موقع (كلنا خالد سعيد) وأمثاله، هم من صنع الثورات من خلال وسائل حديثة وعصرية كالفيس بوك وتويتر وغيرهما مما حرّمها بعض الإسلاميين المتشددين باصطلاحهم كوسائل للكفار تقصد ضرب الإسلام والمسلمين ولازالت ممنوعة فى دول تدعى الإسلام زورا كولاية السفيه فى إيران خوفا من الثورة الخضراء ضد تزوير الإنتخابات وحكومة نجاد رافعة شعار (الموت للدكتاتور) قاصدين به خامنئى، وليست إيران بعيدة عن هذه الثورات والشعب ناقم وغاضب بين فقير محروم معدم من أى حقوق للكرامة وبين مهاجر باحث عن لقمة هنيئة وكرامة وإنسانية. بينما أيدت إيران ثورات تونس ومصر التى اعتبرتها زورا امتدادا لثورتها الخمينية لكنها توقفت حول ليبيا التى ساندتها فى الحرب ضد العراق وأكثر توقفا حول سوريا الحليف الدائم والإستراتيجى فى المنطقة ورئة العرب وحلقة التواصل مع لبنان والمنطقة...
إستطاع الإسلاميون بعد نجاح الإنتفاضات وتحولها إلى ثورات عارمة، أن يركبوا الموجة وأن يحسنوا إستغلالها لمصالحهم الشخصية ومصادرة الثورة وكلنا تابع مجئ القرضاوى من قطر ليمتطى صلاة الجمعة فى ميدان التحرير بالقاهرة وكأنها تشبه إلى حدٍّ ما، مجئ الخمينى إلى إيران مع الفوارق الجوهرية بينهما. لكن أهم نقطة هو سيطرة الإسلاميين والإخوان المسلمين بالذات على ميدان التحرير كاملا ومنع الشباب كليا من أى حركة حتى منع مثل وائل غنيم رائد الثورة الذى قاد ونظم الثورة من صعود منصة التحرير،علما أنه اعتقل من قبل السلطات كرمز من رموز الثورة بعيدا عن العالم الخارجى.
الملاحظ فى تونس أيضا سيطرة الغنوشى وحركة النهضة الإسلامية، وفى مصر سيطرة الإخوان المسلمين، وكذلك فى الثورات الباقية كليبيا واليمن وسوريا وغيرها. فضلا عن سيطرتهم فى العراق وفلسطين.. بل كان فوزهم فى الإنتخابات المغربية كاسحا حتى يتم تكليف عبد الإله بن كيران زعيم حزب العدالة والتنمية بتشكيل الوزارة.
علما أن الإٍسلاميين والأحزاب الدينية من الإسلام السياسى والقيادات الدينية لا تؤمن بالديمقراطية ولم تعرفها فى كل تاريخها كما لم تعهدها فى انتخابات رموزها ولا تمارسها فى كل حياتها بل كتب بعض رموزهم أن الديمقراطية صناعة غربية من الكفار تقصد هدم الإسلام فيحرم ممارستها ويمكن مراجعة إيديولوجياتهم وكتبهم لمعرفة بعدهم واستسخافهم للديمقراطية وبقاء قياداتهم دون انتخابات ديمقراطية أو ممارسات ديمقراطية.
السؤال المهم الآن هو كيف استطاع الإسلاميون مصادرة الثورة وإلغاء الآخرين حتى من الشباب أنفسهم صانعى الثورات والتيارات الأخرى المختلفة؟
هنالك أسباب كثيرة منها الظروف الموضوعية التى عاشتها المنطقة، وعاشها كل بلد على حدة فى خصوصياته؛ سوف أتجنبها فى هذا البحث. الكبت والظلم والإضطهاد والقهر التى مارستها الأنظمة الإستبدادية ومنها أحيانا ضد بعض الإسلاميين مما يجعل تعاطفا عاماً معهم خصوصا عندما يرفعون شعارات بسيطة سهلة عاطفية ساذجة مثل (الإسلام هو الحل) والناس يعيشون حالة الخوف والفزع من المستقبل المجهول، وكأنهم المخلصون للشعب، وكونهم أفضل تنظيما من غيرهم وامتلاكهم منابر كبيرة كالجوامع والتكايا والحسينيات والمساجد... ووجود دعمين لهم داخلى وخارجى من قبل قوى متعددة، رغم عدم مصداقية أكثر الإسلاميين وجهل وتجهيل الكثير من الشعوب... وأن الشباب صانعى الثورات لم يتوحدوا ولم يحسنوا استثمار الثورات، فصناعة الثورة شئ وإقناع الشعب بانتخابه شئ آخر...
هذا كله إضافة إلى عدم وجود البديل المناسب المطروح فى الساحة والقوى الديمقراطية الحقيقية بشكل صحيح من أشخاصه المناسبين حتى يقنع الشعوب فى رؤياه وممارساته والواقع المعاصر مما جعل الساحة سهلة للإسلاميين خصوصا فى القرى والأرياف والأميين غير المتعلّمين.
أما التيارات الديمقراطية واليسارية والتقدمية وغيرها، فيتصور البعض أنها الفاعل الأول والأساس والمحور فى صنع الثورات ولا أحد غيرها، بينما يتوهم البعض الآخر على نقيضه تماما بعدم وجود علاقة لهم بالثورات لاصنعا ولا استمرارا ولا مشاركة خصوصا وهو يرى بعض رموزهم وممارساتهم... وكلاهما قد جانب الحقيقة، فقد كان لبعضها مشاركات فعالة فى الثورات العربية خصوصا من الجماهير لا القيادات، ولكنها لم تستطع أن تكتسب الشارع رغم الحريات التى أتيحت لها من خلال الثورات وإنجازاتها.
أما أسباب عدم اكتسابها الشارع فهى عوامل عديدة منها
أولا عدم وجود رؤية واضحة لها خصوصا وأن هذه الثورات قد أبطلت نظرياتهم البالية
ثانيا الهوة الكبيرة بين من يدعى القيادة والثقافة وبين الشعب البسيط فبعض القيادات لازال يتكبر فى لغته وخطابه وثقافته، وكذلك سلوكه وممارساته مغرور متكبر على الشعب فضلاً أن بعضهم يعيش الإنتهازية والجهل المركب حتى توهم معرفته بكل شئ ففى الحال الذى يجهل به موقعه يجهل أنه جاهل.
ثالثا دعايات الإسلاميين ومرجعياتهم وفتاواهم ضد الأحرار الشرفاء والتيارات الديمقراطية المخلصة والوطنية
رابعا إختلاف ما يسمى بالقيادات المطروحة فيما بينها
خامسا نرجسية الكثير مما يسمى بالقيادات الموجودة
سادسا سيطرة النزعة الفردية والشخصية على زعاماتها
سابعا لازالت بعض القيادات بعيدة عن الواقع وتعيش فى عمق فهم أيديولوجى قديم فضلا عن عدم فهمها للظروف الطبيعية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية والجغرافية المعاصرة...
ثامنا عدم قدرة القيادات على النقد الذاتى أو الفكرى ولازالت عقلية تفكيرها بالية جدا مما يجعلها تتخلف كثيرا فهى تنحدر بالتيار وتبعده عن الجماهير ويثبت فشلها وإفلاسها وعدم إعطاء الشعب أصواته لها أو الإيمان بها..
تاسعا عدم انفتاح القيادات على الشخصيات الفكرية التنويرية القادرة على تلقيح الأفكار وتطويرها بشكل يناسب الواقع ويحاكيه
عاشرا سيطرة العقول الهرمة التى شاخت وهرمت وهى تعيد نفسها وأفكارها بشكل ممل غير حضارى، وطريقة تفكيرها التقليدية المملة غير الناجعة ولابد من تطعيمها بشباب فاعل جديد يعطى الحياة والحيوية
أحد عشر سيطرة الإستبداد والفردية على عقول أصحاب القرار المعدودين المكررين فى هذه التيارات دون وجوه كفوءة جديدة تنويرية بناءة
إثنا عشر عدم وضوح موقف البعض من الثورات فبينما يصدق على البعض وعاظ السلاطين وحصولهم على الإمتيازات الكبيرة من السلطات الرسمية وإذا بهم تراهم يتحدثون عن الثورات بشكل نفاقى وتزوير كامل للحقائق
الحزب الشيوعى العراقى دخل مع السلطة كونه شيعيا وحميد موسى كشيعى لا شيوعى فى مجلس الحكم للسفير الأمريكى بول بريمر، وكان الأجدر بالحزب الشيوعى تحوله إلى المعارضة فاعلا حقيقيا فى مراحل متعددة مع الشعب بديلا عن كونه جزءا من الحكومة فى وزارة معينة وتوزيع الكعكة وامتيازاتها... فضلا أن الطائفية أساسا للبلاء فى العراق ينبغى للشريف رفضه ورفض دخوله فى المحاصصة الطائفية كونه شيعيا مما يفقده المصداقية كاملا من المبادئ الرافضة للمحاصصة الطائفية وآثارها الكبيرة فى مأساة العراق...
ثلاثة عشر سيطرة إعلاميين معروفين بعلاقتهم مع السلطات الفاسدة وارتباطهم بهم ومقالاتهم وأعمدتهم المعهودة فى صحف النظام والدفاع عن الطغاة كما فى فضائياتهم الرسمية بشكل دائم لكنهم فى نفس الوقت يتصدون كإعلاميين للثورات وتحريف مبادئها والدفاع عن السلطات وفسادها.
أربعة عشر ضعف الجانب الإعلامى ورموزه. أما المؤتمرات المنعقدة حول الثورات فإنه يتصدى لها أعداء الثورات ووعاظ السلاطين ويقمعون أى فكر حر ينقد السلطات الرسمية كما لاحظناه فى مؤتمرات لندن للجنة دعم الديمقراطية التى أسست قبل ثمان سنوات بدعم من رئيس الجمهورية جلال الطالبانى، والمنتدى العراقى والتيار الديمقراطى، وكلها تعانى من إشكالات حقيقية كثيرة وسيطرة أشخاص معينين أقرب إلى وعاظ السلاطين الذين يعملون مع الحكومة منظرين لطغيانها فى قنواتهم الرسمية دوما ضد الشباب الأحرار وأعمدتهم المعروفة بل رواتبهم المتعددة من شبكة الإعلام الرسمى وقنواته وجرائده ومؤتمراته وأجندته. كذلك منع الفكر الحر والأحرار المتنورين حتى قمعه بأسلوب دكتاتوى استبداى حتى فى مؤتمرات لندن. وكان ينبغى دعوة الوطنيين المخلصين الشرفاء الناقدين للحكومة والمؤيدين للثورات حقيقة وأصحاب الرؤى الواضحة والفكر الحر والمبادئ الشريفة بدلا من وعاظ السلاطين والمتاجرين بالثورات أو من يضعون رجلا فى الدولة والحكومة وامتيازاتها وتأييدها ورجل فى المعارضة فأين المصداقية وكيف للشعب أن بؤمن بهذا المستوى من النفاق والدجل وتزوير القيم والمبادئ
خمسة عشر سيطرة أفراد معينين على القرارات بشكل مستبد واضح ثبت فشلها ونفاقها بامتياز، والحاجة إلى وجوه فكرية مؤثرة واعية منفتحة جديدة ناشطة مخلصة
ستة عشر خطابها كلاسيكى قديم معقد غير واقعى ولا مناسب، وتشوبه إشكالات كثيرة لايستطيع أن يكسب الجمهور
سبعة عشر الهوة واسعة فى نفس التيار، بين قياداته المصلحية، وبين جمهور صادق مضحى متفاعل مع الثورات والتظاهرات والشعب
ثمانية عشر الهوة الواسعة بين هذه التيارات وبين الشباب، حتى كتب مدعى الثقافة عن الشباب ذوبانهم وانحلالهم وميعانهم مع الشيشة وحفلات المجون وعدم وعيهم.. وتبين عدم وعيه وبعده عن الشباب صانعى الثورات. ولابد أن يكون للشباب دور ريادى فى هذه التيارات كعامل من عوامل إصلاحها ونضوجها وحيويتها وتطويرها...
تسعة عشر لازال دور المرأة ثانويا والقيادات ذكورية بل سمعنا فى لجنة دعم الديمقراطية بلندن مغالطات كثيرة واضحة منها ما ادعاه البعض بأن أكثر أصحاب الشهادات المزورة فى العراق هم من النساء كذلك إهانة إحدى النساء الباحثات بشكل غير حضارى ولا أخلاقى فى مؤتمر لجنة دعم الديمقراطية؟!!
عشرون لم تستفد من الثورات العربية فى نقد أنفسها وتطويرها وتفاعلها وتجديدها
واحد وعشرون لازالت الأساليب المتبعة قديمة بالية عفى عليها الدهر بينما الثورات تتحرك بسرعة فى الوسائل الحديثة مثل فيسبوك وتويتر وغيرها
إثنان وعشرون مشكلة القيادات الخارجية البعيدة عن الواقع ومعاناة المواطن
ثلاث وعشرون مشكلة تفاعل الخارج مع الداخل ومعالجة الهوة بينهما
أربع وعشرون التناقض وعدم الإنسجام بين ما يدعونه من فكر وبين الواقع المغاير والمباين تماما
خمس وعشرون كيف يحقق الديمقراطية من هو ليس ديمقراطيا أبدا ولايمارس ديمقراطية فكيف يقود مثلا التيار الديمقراطى أو لجنة دعم الديمقراطية وكيف يتأتى لها النجاح من خلال قيادات لا تتمتع بالديمقراطية والنزاهة والمصداقية، فى التيار الديمقراطى ولجنة دعم الديمقراطية والمنتدى العراقى بوجوه محدودة معروفة وكأن الساحة خالية من الكوادر والكفاءات الحقيقية.
التيار الديمقراطى فى لندن بعد فشله الذريع لسنة كاملة دون أى خدمة أو عمل معين، قام بالدعوة للمؤتمر السنوى الثانى فى الخامس من آذار 2011حيث القيادات تعين نفسها مرة ثانية لسنة جديدة أخرى باستبعاد المخلصين والمفكرين والوطنيين واستبداد واضح لاحتكار القيادة فيها فقط وأما الأوراق الموزعة فتثبت مستواهم وعدم كفاءتهم، وكذلك أساليبهم القمعية فى المؤتمر مع الأحرار لمنع أى فكر حر، ولازالوا يتفردون بالقرارات دون أعمال حقيقية فى خدمة المواطن أو الثورات بل انتهازية واضحة ورفضهم كل المقترحات من الوطنيين الشرفاء وفشلها الذريع حتى فى إقامة ولو ندوة واحدة للبرلمان البريطانى وغيره. وأما السكرتير المهوس بالأكاذيب وقصصه الخرافية والذى يوزع صوره واسمه للتيار دوما، دون قدرة فعلية أو كفاءة معينة أو أعمال حقيقية، وهو غير قادر على كتابة مقال بسيط أو موضوعا أو محاضرة حتى أنه تفاجأ بطلب محاضرة منه، عندها إتصل بى بإلحاح ثم جاءنى ليجلس معى أكثر من ساعة لأعطيه الموضوع كاملا ثم طلب منى كتابته له لأنه لايعرف كتابته، ثم كتبته له لمساعدته وهو يتوسل بذلَّة، وبعدها ذهب وألقاه كأنه له كاملا، دون أن يشير لى من قريب أو بعيد، وأقرّ لى بانبهارهم بمعلوماتى الدقيقة والمفصلة عن الموضوع. وكذلك فرض نفسه كسكرتير بأسلوب غير حضارى حتى أهان النساء الرافضات له ولتعيينه واستبداده. هذه واحدة من الإنتهازيات الكثيرة لمن يتزعم هذه التيارات المسماة زورا بالديمقراطية وهى أبعد ما تكون عن هذه المبادئ. والمفروض بعد فشل التيار الديمقراطى، الذريع لسنة كاملة دون أى عمل، عليهم أن يستقيلوا فى 5/3/2011 ويفسحوا المجال للكفاءات الوطنية الحقيقية الفاعلة المتنورة لا أن يعينوا أنفسهم رافضين الإنسحاب، سنة جديدة كقيادات فردية مستبدة بأسلوب غير علمى ولا حضارى ولا أخلاقى. أما مدير الندوات فى التيار الديمقراطى والمنتدى وأمثاله فإنه يقمع أى فكر مسنير بشكل عنيف ولايقبل نقدا ويطلب من المتداخلين عدم التعليق على الموضوع قائلا (هل عندك سؤال للمحاضر فنحن لسنا مستعدين لسماع كلام آخر) ونسى أو تناسى أن من الحضور من هو أكفأ بكثير ممن المحاضر المدعو وفق أجندة معينة، ولهم مداخلات نقدية علمية موضوعية تأييدا للثورات العربية وإبطالا لدفاع المحاضر عن السلطات والطغاة...
من خلال الأسباب والمشاكل أعلاه يمكن وضع رؤية وآفاق لعلاج المشاكل الكثيرة متى ما توفرت الإرادة الحقيقية عند أشخاص ديمقراطيين متنورين منفتحين مخلصين فالديمقراطية ثقافة منهجية وممارسة عملية وأدب وأخلاق وقيم والتجديد ضرورة موضوعية فى مختلف الأبعاد
الثورات الشبابية سمت على المرجعيات الدينية والسياسية كما سمت على الأيديولوجيات الموجودة والأحزاب الراهنة بدون قيادة واضحة ولا أيديولوجية محددة وهى تصنع خريطة جديدة للشرق الأوسط الجديد مختلفة عن الخريطة الأمريكية وأمثالها
إن الثورات لازالت تعانى من الثورات المضادة وبقايا الأنظمة الإستبدادية وأجهزتها ورموزها ولصوص الثورات والتدخلات الخارجية ومراكز القوى، فلم تحقق الثورات أهدافها بعد ولم تحصد ثمارها ومكتسباتها ولازال الطريق طويلاً مليئاً بالأشواك والعراقيل وأعداء الثورات والطابور الخامس والبلطجية، حتى أن صنع الثورات رغم صعوبتها يعد أسهل بكثير من تحقيق الأهداف وبناء الدولة المدنية الحديثة وتحقيق الديمقراطية المنشودة
ولما حكم الإسلاميون فى العراق الجريح والمنكوب أثبتوا للمواطن العراقى والعالم كله أنهم لايفكرون بالوطن أو المواطن وحقوق الإنسان أو الكرامة أو العدالة الإجتماعية سوى مصالحهم الشخصية وسرقة المال العام بينما يعيش الشعب الفقر والجوع والجهل والحرمان، وكذلك فشل أتباع ولاية السفيه فى إيران بتحقيق أدنى الكرامة للمواطن وحقوقه فبينما كان الموظف زمن الشاه يوفر من راتبه المحترم ووعدهم الخمينى بحرمة الضرائب من الماء والكهرباء والغاز التى تضاعفت أيامه فبات الموظف يعمل ثلاث وظائف صباحا مساءا وهو منهوب مسروق لاتكفيه لقمة للعيش الكريم، وتشكلت طبقة من رجال الدين والسلطة ممن سرقوا الثروة والثورة لتجتمع السلطة والمال عند حفنة من رجال الدين مثل خامنئى ورفسنجانى... وكانت الدول التى تدعى حكم الشريعة الإسلامية مثل إيران والسودان والباكستان وطالبان فى أفغانستان هى أسوأ الدول فى العالم من حيث كرامة المواطن وحقوقه... وهكذا سقطت طالبان وستسقط ولاية الفقيه وأمثالها وهذا يتيح الفرصة الكبيرة للتيارات الوطنية والتقدمية واليسارية وغيرها من طرح بديل مناسب لو استطاعت أن تكون لها الشجاعة الحقيقية والصراحة والوعى فى معالجة أزماتها في بعض ما ذكرته أعلاه.. إن سقوط النظام السورى سوف يضعف الأحزاب الطائفية فى العراق وكذلك النظام الإيرانى المستبد
أثبتت الثورات أن الشعوب العربية حية ليس كما صورها البعض ممن يسمى بالنخبة وأن شبابها حر ليس مائعا كما توهم المتوهمون، والهوة بين الشباب الحر والجماهير من جهة وبين ما يسمى بالنخبة من جهة أخرى هى هوة واسعة وكبيرة
لكن هناك استغلال للإسلاميين لركوب الموجة وتزعم الثورات وإلغاء الآخرين بل فرض أجندتهم كما يحصل فى تونس وتأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لرفض الأستاذة الجامعية الدكتورة إقبال الغربى على رأس الإذاعة التونسية بمسمع ومرأى من السلطات الدينية لحزب النهضة فيما هو أشبه بهيئات الحرس الثورى الإيرانى وقمعها للأحرار والنساء والشباب وغيرها
إذا كان التيار الإسلامى قد نجح عاطفيا خصوصا فى القرى وعند الأميين فإنه عقلا وتجربة سوف يفشل كما فشلت تجربة الدول الدينية فى القرون الوسطى فى الغرب... وفشل تجربة ولاية السفيه فى إيران وحكومة طالبان فى تخلف أفغانستان والأحزاب الطائفية فى العراق الجريح وجبهة الإنقاذ فى السودان وحماس فى فلسطين ...فعندما ينجح الإسلاميون فى الشعارات فإنهم يفشلون فشلا ذريعا فى التطبيق والممارسة وحاجة الساحة إلى البديل المناسب فى الطرح المناسب فكرا وسلوكا والأشخاص المناسبين
خصوصا وأن الثورات مستمرة وسوف تسقط عروش وعروش حتى من يتوقع أنه بمنأى عن هذه الثورات العظيمة التى نعايشها بآلامها وآمالها لحظة بلحظة، لا نسمعها أو نقرؤها كالثورات فى التاريخ والإختلاف فى نقل وقائعها وتحليلها، فهل نكون متفرجين أم فاعلين مؤثرين فى الثورات العربية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - هذا السم من ذاك الزقام ؟
سرسبيندار السندي
(
2012 / 1 / 10 - 18:01
)
بعد التحية لكاتبنا والإحترام ، سيرتشف الكل شاءو أم أبو مما عصرت أيديهم وبنكهة ألإسلام ، فلا يلمو بعد ألأن أحدا علمانيين كانو أم يساريين فهذا مصير من يخشى التحدي والسير للأمام ، فهذا الخل من العنب وهذا السم من ذاك الزقام ؟.
2 - إعجاب وانبهار بالمفكر يغور
عبد الهادى الكاظمى
(
2012 / 6 / 12 - 01:39
)
أسجل إعجابى الكبير بالمفكر الرائع الحيدرى إنه دراسة كاملة شاملة لايقولهاا إلا موسوعى شامل عظيم
.. صعود تاريخي للبتكوين... هل ينعش ترامب العملات المرقمة؟ | الم
.. #رابعة_الزيات تكشف عن عمرها الحقيقي بكل صراحة #ترند #مشاهير
.. تونس والمغرب: ماذا وراء طلب الحصول على صواريخ جافلين الأمريك
.. الجزائر: إدراج -القندورة- و-الملحفة- على قائمة التراث الثقاف
.. الجزائر: مجلس الأمة يدين -تدخل- البرلمان الأوروبي في الشؤون