الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كان الإستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية ؟

مريم نجمه

2011 / 12 / 5
ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011


ملف الحوار المتمدن .. بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس ( الحوار المتمدن ) ؟ ..... الأستاذ المحترم فواز فرحان تحية ..

السؤال رقم – 2 :
هل كان الإستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية , دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية ؟

ج - - الإستبداد والقمع المزمن في الوطن العربي .. أنتج التخلف وسحق القوى الديمقراطية واليسارية الحقيقية ,, وأطلق العنان للقوى الرجعية والرأسمالية الكومبرادورية في تضليل المجتمعات ونهب الشعوب وإذلالها – لذا نستطيع القول إن الإستبداد والقمع والقوى الرجعية صديقان لايفترقان , وعدوان تاريخياً وطبقياً للقوى التقدمية والديمقلراطية ...

إن نظام الإستبداد ليس إبن اليوم , بل هو موروث قديم قدم البشرية , من أجل ذلك قامت الشعوب قديماً وحديثاً بالتمردات والإنتفاضات والثورات عبر التاريخ للوصول إلى عالم حر.. ومستقبل أفضل , و بعضها تحرّر وتقدّم , وبعضها ما زال على الطريق يصارع , أو انتكست تجربته ليعود ثانية إلى رسم خطوة ومرحلة جديدة وهكذا ..
فالمجتمعات البشرية بصورة عامة مجتمعا ت متطورة متحركة حيّة غير ثابتة وغير ساكنة , إنها في حركة دائمة ومستمرة بطبقاتها العليا والسفلى الغنية والفقيرة الحاكمة والمحكومة المستعبَدة والمستعبدة .

تجارب الشعوب واحدة في العالم على الكرة الأرضية , تمر في حقبة تاريخية من الإستلاب والعبودية والإستبداد , نتيجة ظروف داخلية .. وخارجية , فتثور هذه الشعوب المستعبدة لتغير نمط الحياة العبودي الفارغ من الروح و المساواة والتطور , لذلك نراها كلما توفرت شروط الثورة الموضوعية لديها تنتفض لترفع عنها سياط الظلم والإستغلال والمذلة ,, لتتنفس هواء الحرية من جديد , فتحسّن من ظروفها الحياتية المعيشية وتغير من إيقاع الماضي الظالم ..الثقيل .


فنحن إذاً ,, جزء من هذا العالم المتغير في كل لحظة , فلا غرابة أن تجتاح الثورات الشعبية مجتمعاتنا العربية هذا العام لهدم الأنظمة العبودية القديمة الفاسدة الإستبدادية , وبناء أنظمة ديمقراطية جديدة في عالم حديث تتحقق فيه الكرامة الإنسانية والحرية .
..... خروجنا من إمبراطورية عثمانية مترامية الأطراف لمدة 400 عاماً أكلت الأخضر واليابس ليس بالأمر السهل إطلاقا , في نفس الوقت عندما كانت أوربا تمر في عصر النهضة , والإنتفاضات والثورات ,, امتدت أمواجه إلى بلادنا فاستقبلته شعوبنا بشغف وحب وبدّعت في الإنخراط بموج التحرّر .. في بداية القرن 20 , وخمسينيات القرن الماضي بعد فترة الإستقلال .


الحديث عن الإستبداد , والإنظمة الإستبدادية في بلادنا يطول , ولنا معه تجارب جمة متنوعة خارجية , وداخلية مؤلمة , يلزمها التوثيق والكتابة أكثر وإخراجها أفلاماً وكتباً حتى لا تنساها الأجيال الجديدة لتربيتها على النضال والدفاع عن الحق والحرية والإستقلال مهما كانت الصعوبات والتضحيات .
مرت شعوبنا بفترة إستبداد طويلة منذ عام – 1516 – 1916 - وبقيت منضوية تحت خيمة أمبراطورية تركية محتلة البلاد العربية كلها , ولم تتحرر منها إلا بعد الحرب العالمية الأولى مع تغير المجتمع الدولي إقتصاديا وعسكريا , وعوامل خارجية وداخلية تضافرت – لكن لم تدم الفرحة طويلاً لتدخل بعدها تحت مظلة إستعمار أوربي جديد متعدد الجنسيات والوصاية والحماية والإحتلال وفق أتفاقية سايكس بيكو ثم وعد بلفور وغيرها من المعاهدات والأحلاف الإستعمارية السرية والعلنية .. بقيت عقوداً وسنيناً تحت الإستعمارالعسكري القديم الفرنسي والإنكليزي والإيطالي , ثم الكيان الصهويني وبقيت كذلك حتى نهاية الحرب العالمية الثانية –
ثم دخلت في مرحلة إنقلابات عسكرية – سورية العراق , مصر , ليبيا , اليمن , السودان - لتنتهي بعدها تحت كابوس الأنظمة العسكرية الديكتاتورية الإستبدادية القمعية الوراثية العائلية أو الملكية الرجعية حتى يومنا هذا ....

- عدا مرحلة قصيرة جداً مارست فيها النظام الديمقراطي الجمهوري البرلماني
وبعد ثورات التحرر العربية من الإستعمار الأجنبي عاشت أوطاننا وشعوبنا فترة قصيرة لكنها عميقة ومؤثرة في زرع بذور الحرية وممارسة العمل السياسي الحر ونمت أشجارها في ظل التحرر والديمقراطية البرجوازية , ما زلنا حتى اليوم نتمثل بها ونترحم عليها رغم عدم إستثمارها كما يجب من قبل الأحزاب الشيوعية واليسارية - وللحقيقة والتاريخ أقولها بأن إستبداد وظلم الإستعمار أقل ألماً ووطأة من إستبداد الأنظمة العسكرية بالنسبة للحراك الجماهيري والسياسي – تجربة سورية ولبنان تقول ذلك –
......

كان لتأثيررياح الثورة الروسية الكبرى المجيدة ( ثورة أكتوبر ) في الربع الأول من القرن العشرين – 1917 – تأثيرها الإيجابي على تأسيس الحركات السياسية والأحزاب الشيوعية واليسارية والثورية في منطقتنا العربية .. والعالم –
لقد حرّكت الشعوب وأعطتها شحنة من أوكسجين الوعي الفكري والثقافي والسياسي والإنساني الأممي . فتأسست النقابات العمالية ونواة الأحزاب الشيوعية واليسارية في سورية ولبنان ومصر وفلسطين والأردن والعراق وبقية الدول العربية الأخرى بالتدريج ..


وقد كان لهذه الأحزاب تجارب نضالية جماهيرية وشعبية كفاحية طويلة وثرة وغنية ومحترمة , ضد الإقطاع والبرجوازية والإستعمار والرجعية المحلية , كتب الكثير عنها , وما زال الكثير منسيّ أو مطموس أو غير منشور لظروف قاهرة ..

هذه الأحزاب الشيوعية والعمالية .. مرّت في فترات عصيبة ومدمّرة , وفترات سلمية ديمقراطية قصيرة جداً , ولكل حزب تجربته الخاصة , وسلبياته وإيجابياته ...
وواجه الإحتلال الصهيوني , والإستعمار الإنكليزي والفرنسي والإيطالي , ثم الديكتاتوريات العسكرية الإستبدادية الفاشية , واجتاز الحرب الكونية الثانية وحروب محلية وطائفية عديدة , ومع إسرائيل وغيرها من دول الجوار ..

وخاض خلالها نضالات مسلحة كما في فلسطين ولبنان وسورية والعراق وتونس والجزائر وغيرها من الدول .. .. إلى أن أصبحت بعض الأحزاب الشيوعية التقليدية التحريفية في نهاية المطاف خدماً للأنظمة الديكتاتورية براتب , وصمت أمام مصير الشعوب المقهورة المستعبدة منذ عقود ..!
يا للسخرية ..!؟

....وقد كان لي تجربة نضالية شخصية , ومعايشة عن قرب في اختبار اساليب الأنظمة القمعية ,, وشاهدة مخضرمة على جزء من هذا النضال وكفاح الأحزاب الشيوعية واليسارية والديمقراطية في سورية ولبنان وفلسطين والعراق الأردن ووو غيرها / وبعض القراءات عن الأحزاب الأخرى ..
واليوم بعد مرور حوالي 80 – 90 عاماً من تأسيس هذه الأحزاب الشيوعية في البلاد العربية , لماذا هذا التراجع والجمود .. والموقع ؟؟؟؟؟؟؟؟
هنا السؤال المركزي ؟

هل الإستبداد هو السبب الوحيد في هذا التراجع والسقوط ؟ أم الخلل في القيادة الحزبية , أم البيئية المجتمعية ؟ أم التركيز الدولي على المنطقة ؟ أو .. أو ..
ما هو أو من السبب في ذلك ؟ علينا واجب الرد على هذا السؤال الكبير , ووقفة ضمير وتقييم لهذه المرحلة السلبية , لهذا الوضع من التراجع بعد مرحلة المدّ والتوسع الجماهيري الوطني والديمقراطي الذي كنا نحن – أي الأحزاب - من أطلقت أمواجه الثورية ..,, من هنا ومن هذا الواقع المرّ أقدّر وأثمن قادة موقع الحوار المتمدن وإدارته المحترمة بإطلاق هذه الحملة الثقافية من الحوار الصريح وطرح الأسئلة المهمة على الكتاب والكاتبات لمشاركة كل من له رؤية صغيرة أم كبيرة وتحليلاً عميقا أم بسيطاً متواضعاً .

....

أهم عوامل تراجع اليسار باعتقادي تتمثل بما يلي : عوامل داخلية , وعوامل خارجية .

والعوامل الداخلية هي قسمين أيضاً : سلطوية , والأخرى ذاتية .
لا شك أن الإستبداد والقمع الطويل المركز في الدول العربية الموجه ضد القوى الديمقراطية واليسارة دوره السلبي المؤثر وسبب رئيسي في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية ولكنه ليس الإستبداد فقد بل هناك أسباب أخرى ساعدت على إضعافه وتخلفه ..,, فالحكم الأولغارشي سبب أساسي من العوامل العديدة السلبية التي تسحق الأحزاب التقدمية واليسارية وتصادر أبسط الحريات الحزبية والنقابية وتمنع حريات المجتمع المدني ومؤسساته الديمقراطية وتنتهك حقوق الإنسان وتقف أمام حرية العمل السياسي ومدّه الطبيعي الوطني العلني خاصة في المنطقة العربية والشرق عامة –
من الجانب الاّخر لدى شعبنا تقاليد ثورية ونضالية تاريخية مجيدة و مضيئة طوال هذا الفترات السلبية التي اجتازتها شعوبنا من الماء للماء حتى نيل الإستقلال وما بعده - لم يمر الإحتلال التركي والإستعمار العسكري الغربي والديكتاتوريات في العصر الحديث دون تحد ومقاومة وتنظيم سياسي وثقافي , بل رافقه تمردات شعبية وانتفاضات ومظاهرات وثورات " وعاميات " فلاحية وعمالية مسلحة ونضالات نقابية سلمية إيجابية سرية وعلنية في كل الأوطان العربية و الهروب من الجندية – عدم دفع الضرائب – الهجرة – إخفاء مواد التموين لعساكر المحتل ووو.. ثم تنظيمات وجمعيات وأحزاب , بيانات مهرجانات مؤتمرات عمالية نسائية جماهيرية الخ ...) .


هنا ملاحظة مهمة بالنسبة للموضوع لابد من توضيحها :
إذاً ,, الإستبداد كنظام قديم وموروث كما ذكرت – عرفته بلادنا وعانت شعوبنا منه الكثير الكثير من الويلات ولها تجارب وتاريخ معه .. وهناك العوامل العديدة الداخلية والخارجية المتشابكة التي ساعدت في ترسيخه و ترسيفه سنينا وعقودا في منطقتنا أهمها :
- عامل الدين – لعب الدين دوراً سلبياً في إطالة عمرالإستبداد سواء التركي أم الأسدي –
- وجود دولة إسرائيل ( الكيان الصهيوني ) .
- الموقع الجغرافي .. الجيو بوليتيكي
- الموارد .. وخاصة الطاقة ( النفط والغاز )- والمياه
- التاريخ .. الجذور الحضارية والفكرية والثقافية .
.............

نقطة هامة إيجابية
كان لقيام الثورة البلشفية 1917 - عامل مهم وعامل يقظة للشعوب المضطهدة تحت أنظمة الإستبداد والإستغلال أن تثور وتعرف طريقها بالإهتداء على طريق ثورة لينين ..فقرب بلادنا من روسيا جعلت أفكار الشيوعية تصل بسرعة لعمال الموانئ وصياديها والكادحين والمتنورين مما أدت إلى تشكيل الوعي المبكر وتأليف نواة الأحزاب والنقابات الشيوعية ..

- إن ما يميز التجربة اليسارية , والحزبية والنضال ضد الإستعمار وطبقة الإقطاع و الإستبداد بصورة عامة عن دول وتجارب العالم هو , موقع وميزة بلادنا , و زرع الكيان الصهيوني في القسم الشرقي للوطن العربي الذي يختلف بدوره وتطوره عن القسم الغربي أيضاً أي تونس والجزائر وليبيا والمغرب –
فهنا سيكون الإستبداد مركّزاً ومعقدا أكثر من أي بلد اّخر لمحاذاته جغرافياً لدولة إسرائيل قاعدة الإستعمار ومخلبها العسكري والعنصري الإستيطاني –

نشوء الإتحاد السوفييتي وبناء الدول الإشتراكية الأولى في التاريخ , ونشوء الصين الشعبية فيما بعد - ثم انهيار تجاربهم الإشتراكية -
سياسة التفاهم السلمي ( والتسابق العسكري والإقتصادي ) بين القطبين الرئيسين في العالم ( الإتحاد السوفياتي + أميركا )سياسة تفاهم , وتناقض وصراع على كل مواقع ودول العالم وأهمها منطقتنا –

هذه عوامل أساسية علينا دراستها عند دراسة أنظمة الإستبداد ( ورؤسائها أو ممثليها ) في بلادنا لأنها تعد عوامل للتركيز على منطقتنا ووضعها تحت المراقبة المستمرة أو الحماية أو الإمبراطورية الإستعمارية الجديدة - أو الإحتلال أو الإحتواء ضمن أحلاف أو منظمات دولية تدور في فلك وهيمنة هذا أو ذاك من الدول -
فالإستبداد كنظام قديم موروث ومتراكم .. عرفته بلادنا وعانت شعوبنا منه الكثيرقديماً وحديثاً , ولها تجارب وتاريخ طويل أسود معه حتى هذه الساعة وكتابة ها البحث , الأنظمة الإستبدادية العربية وخاصة ( سورية ) ما زالت تخوض المعارك داخل المدن والشوارع والحارات لتسعة أشهر مضت تقتل شعبها وأحراره لمطالبته بالحرية والكرامة والمساواة .. شئ لا يصدّق إلا في أعتى الأنظمة الإستبدادية !؟
ولكن كل شئ تغيّر الاّن بعد ثورات الربيع العربي .......


تجارب عمرها 90 عاماً لم تحصد هذه الحركات والتنظيمات اليسارية حتى الاّن أي خطوة إلى الأمام لأحزابها وجماهيرها بل بالعكس !؟
هذا سؤال كبير يجب أن يطرح ؟ ما السبب ؟ هل العلة أو الفشل في النظرية أم في التطبيق , في البرنامج , في القيادة في الأشخاص عدم دراسة الواقع الموضوعي لمجتمعاتنا كل على حدا لماذا ..!؟؟

عندما نبحث عن جذور الإستبداد في بلادنا علينا أن نرسم خارطة سياسية للماضي والحاضر / لأن أنظمة الإستبداد وإطالة عمرها لعقود وعقود , لها عوامل داخلية .. وعوامل خارجية كما نوهت لأن الإستبداد والطغيان ليس أمراً لا مفر منه وقًدراً , لو قارناه في دول أخرى كدول أميركا اللاتينية وتحررها من الإستعمار البرتغالي والأسباني والأميركي والإنكليزي هو ليس كما سورية وفلسطين ومصر ولبنان والعراق مثلاً ...

المهم هذه لوحة جيوسياسية علينا رسمها في بدء تحليلنا لهذا الموضوع الهام المقلق والمعاش بالدم والدموع والماّسي وسبب كوارثنا وعلة ثوراتنا ومأساتنا اليوم ..

الأنظمة الإستبدادية تاّمرت وركزت على محاربة الأحزاب والتنظيمات الوطنية والديمقراطية واليسارية – الشيوعية ما عدا التي تعاونت معها وأصبحت ذيلاً ذليلاً ورقما هامشياً ليس له أي قيمة في الساحة السياسية والنضالية استخدم صورة وبرواظاً للإعلان والتشويه !

- إن أنظمة الفساد والطغيان العربية قد أجهضت كل حركة ثورية تقدمية نظيفة جديدة , وقديمة , وقطعت الطريق على أي أمل في ولادة بذور جديدة , حيث جففت التربة التي ستنمو بها هذه الأفكار , وخنقت وصادرت المناخ الملائم للحياة السياسية سواء سراً أم علناً ليس فقط جففتها بل قضت على أي نفس تحرري وتقدمي –
- لقد تفننت الأنظمة الديكتاتورية بتخريب الأجيال الجديدة وضرب الأحزاب الوطنية التحررية , ليصب في المشروع العام للمنطقة - فقد زرعت الألغام بالأحزاب التقليدية التاريخية وأنشأت مزيداً من الأحزاب الجديدة لضرب الحركة الحقيقية وتديرها من بعيد لبعيد وما أكثرها في منطقتنا , فالساحة الإعلامية مغلقة أمام الحركات النظيفة ومبعدة , وفي نفس الوقت رسمت سياسة منهجية للشباب لإبعادهم عن العمل السياسي منها : التخويف التخريب التهجير تسهيل السفر لدول النفط ودول الغرب , اللامبالاة التدخين , تدخين النارجيلة " الصرعة الجديدة " , المخدرات , إفساد مالي وأخلاقي , الرشوة , عدم الثقة والأمان بالاّخر , الإستهلاك , مراقبة الجيران والأقارب والأصدقاء والزملاء أي حولوا المجتمع كل فرد يتجسس على الاّخر .. شراء المثقفين براتب ووظيفة -


- إن النظام الطائفي في سورية والعراق وغيرها من الأوطان مثلاً , هو الذي خلق الطائفية الدينية واضطهاد القوميات الأخرى – فكل ممارسة وسياسة طائفية ستولد طائفية أخرى مقابلها – ولإرضاء الطرف الاّخرالمضطهد فسحت المجال أحيانا للممارسات الدينية المتطرفة والمتزمتة ( الحجاب المساجد الصلاة بمكبرات الصوت في الحارات – عدد المساجد في عهد البعث في سورية والعراق ازداد عشرات المرات ما قبل حكم الإستبداد البعثي ومدارس القراّن وحفظ القراّن والتطرف الديني الخ .. ) .


- ضرب النقابات والتنظيمات العمالية العريقة المجرّبة والمخلصة للطبقة العاملة وأحزابها الثورية واحتوائها والسيطرة عليها وتدجينها – كما في سورية ولبنان والعراق وغيرها واعتقال وقتل وإخفاء قيادييها , أوتجييرها للنظام , وتدجين الأحزاب وخلق أحزاب جديدة تحت يافطة يسارية تابعة للسلطة وتخدم سياسة الديكتاتور .. أو تفتيتها وشرذمتها ومحاربتها أو شلها ..

– السيطرة على الجيش , ممنوع التحزب للمنتسبين ما عدا البعث ( سورية , العراق ) -
و " تبعيث " التعليم بكل مراحله من الروضة حتى الجامعة .
- التحكم والسيطرة على مؤسسات الدولة ودوائرها المدنية من أعلى مركز حتى الاّذن ( الفرّاش ) , بمدراء أو مديرات من أجهزة القمع والمخابرت بشكل مركز وخبيث وخطة مدروسة طائفية بغيضة لمراقبة أي حركة وتسجيل أي كلمة – دولة الغستابو البوليسية بكل معنى الكلمة –

17 جهاز مخابرات وأمن وقوات خاصة لحراسة النظام وتثبيت القمع على الشعب وأحراره , مرتبط مباشرة برئيس العصابة أو المافيا أي الديكتاتور .
- من العوامل المساعدة لأنظمة الإستبداد في السيطرة على الحراك الشعبي أيضاً , تطور التكنولوجيا الحديثة وأجهزة المراقبة والإتصالات والتجسس المستوردة من دول المنظومة الإشتراكية مع الأسف ك ( تشيكوسلوفاكيا وألمانيا الديمقراطية وغيرها ) , واستعمالها في التحقيق وتعذيب الشيوعيين والأحزاب الأخرى التقدمية ومراقبة الناس في البيوت والشوارع والمؤسسات وفي أماكن العمل -


- خرّبت العلاقات الإجتماعية الإنسانية النبيلة الطبيعية للحياة .. والعائلية المقدسة في المجتمع العربي ,ومارست سياسة التخويف والرعب من العمل السياسي , ثقافة الخوف وبثها بين الناس وخاصة الدائرة المحيطة بالمناضل والسياسي المعارض وشراء الكثير مما حوله وتحويلهم إلى مخابرات من أضيق دائرة حتى أكبرها حتى جمدت الوسط الجماهيري من النشاط والحركة ..
ولا ننسى العامل الأكبر في التضييق والتطويق والقمع المقنّن وتجميد العمل السياسي الحرّ.. ل63 عاماً متواصلة ,, هو قانون الطوارئ والأحكام العرفية والمحاكم العسكرية أمام من يتحرك لمناهضة السلطة المستبدة – فكل شئ مستباح أمام السلطة للصقها بالمتهم البرئ وتقديمه للمحاكم العسكرية بإسم مناهضة أهداف الثورة - الحرية الوحدة والإشتراكية – الشعارات الجوفاء التي فرّغت من مضمونها على عهد الفاشية العربية , والإعتقال الكيفي لسنين وعقود أو مؤبد أو إختفاء أو شنق أو نفي وإبعاد ( حالات الإعدام شنقاً في الحارات أو الموت تحت التعذيب .. الموت الجماعي والإبادة الجماعية كما في العراق وسورية وفلسطين وغيرها من البلدان ) .


- القطيعة والحواجز بين الدول العربية / تعزيز وتشجيع الخلافات بين دول الجوار لمنع التواصل بين الشعوب وأحزابها التقدمية ..

- تم شراء الأحزاب القديمة التقليدية وتدجينها بالراتب وكرسي الجبهة مثال ( الشيوعي البكداشي – الإشتراكي – الناصري – القومي السوري وغيرها ...

- تخريب الإقتصاد وخاصة الزراعة والصناعة , للحيلولة دون خلق الطبقة العاملة الصناعية أو الزراعية , خدمة للسوق الأجنبية وضربة مسبقة لعدم توسع الطبقة العاملة والنقابات .

- شدة القمع والعنف والتعذيب في سجون الطغاة وحكم الفرد الشمولي ضد المعتقلين مثل تغيير إسم المعتقل لمدة 10 سنوات مثلا حتى ينسى المعتقل إسمه ,, الأعباء المادية التي يتحملها المعتقل وأسرته في الزيارات ومصاريف السجون ,,
اللعب بأسرة المعتقل والتاثير على أفراد عائلته وأهله أو زوجته لتحويلهم ضد السجين أو شراؤها في أساليب مادية وضيعة بمبالغ كبيرة من المال دون رضاء ومعرفة زوجها المعتقل أو المشرّد .. ك زوجات الرؤساء السابقين ( .........) !؟ لخلق الخلافات الزوجية وتحطيم السجين نفسيا , والتعذيب اليومي النازي حتى الموت , بتطوير وتفنن أساليب البطش الوحشية حتى نصف المعتقلين الذين خرجوا أحياء معطوبين ومشوهين فاقدي السمع أو بنصف قلب وأمراض عديدة ...

أسلوب التهديد بالقتل أو النفي ,, لكل ناشط وسياسي معروف ومؤثر في المجتمع , ومحاربته في كسب رزقه , وتخويف العمال للإتصال بأي حركة ونشاط خارج دوامهم .

بمعنى أن الساحة السياسية للعمل السياسي والقوى اليسارية كان شبه معدوم مقفل ومستحيل , يستحيل النضال تحت أي أسلوب سري أو علني – في ظل هذا الواقع الموبوء المكشوف الغير طبيعي والملغوم المستجد للنضال في سورية والعراق وليبيا بشكل خاص ..وغيرها , كأنك تمر في حقل ألغام , هذا الوضع لم يكن موجوداً في الخمسينات من القرن الماضي لأسباب عديدة لا يمكن مقارنتها بين الأمس واليوم -
في الماضي كانت الجماهير ( خام ) صافية نقية غير ملعوب فيها وغير مخرّبة ,
أجهزة المخابرات والقمع كانت بدائية وقليلة العدد جداً , ومكشوفة وتعد على الأصابع ومحتقرة من الناس , حتى لا أحد يتكلم معها لوضعية عملها بعكس اليوم تماما !
كان الناس قديما يحملون الأخلاق والوجدان الحي والشرف والقيم ونظافة اليد والشهامة والصدق , بينما اليوم في تباهي واحترام أمام اّلة القمع وعنصر الأمن والكل يريد خدمته وتقديم الهدايا له وأصبح عددهم بالملايين – أسقطت هذا المشهد ثورات الربيع العربي كلها -

أجهزة المراقبة تطورت وتعددت
قديماً كانت الجماهير تتعاطف معك لتحميك من الملاحقة والتواري من أعين السلطة – اليوم العكس تهرب منك أو تخبّر عنك –


كان العنصر الحزبي والسياسي الشيوعي واليساري هوالمسيطر على الشارع ومحترم بين الناس في الخمسينيات من القرن الماضي .
كل هذا المد الثوري وحب الجماهير الذي كان في الخمسينيات نتيجة إنتصار الصين الشعبية ووجود الإتحاد السوفياتي قاعدة الشعوب للتحرر من الإضطهاد والظلم قبل سيطرة التحريفية - هذا الجو والمناخ الديمقراطي الطبيعي للعمل السياسي لم يعد موجوداً منذ 1970 حتى اليوم .
أصبح العكس تماما مع ازدياد النعرة الطائفية وخلق الأنظمة الدينية وانتشار فكرها وتسويق ( الخمينية والوهابية السلفية والقاعدة ومليشياتها ) , و بعد انهيار الإتحاد السوفياتي وسياسة التخويف من الشيوعية والمد اليساري في منطقتنا , خلق المجتمع الرأسمالي وقائدته الإدارة الأميركية فكرة " بعبع " الإسلام السياسي لضرب التوجه اليساري .


- التبعية – أي تبعية الأحزاب الشيوعية العربية في خطها الداخلي والخارجي للخارج . هذا كان عاملاً هدّاما للاحزاب الماركسية .

- أخطاء القيادات الشيوعية وسلوكها الشخصي وممارساتها في بعض البلاد العربية ( البعد عن الجماهير الفقيرة الكادحة , الفوقية , الفكر البرجوازي , الفساد , عبادة الفرد , إنعدام الديمقراطية , المحاسبة , والنقد والنقد الذاتي في الأحزاب , عدم الإعتماد على الذات ورسم الخط الوطني والثوري للحزب , إنعدام الثقافة الحزبية والفكرية داخل التنظيم , عدم دراسة الواقع الموضوعي للبلد , ووضع خطة وبرنامج عمل ومنهج للتغيير بقيادة الطبقة العاملة وعنصر الشباب ..
 -------–
كل هذه العوامل العديدة الداخلية الذاتية والمحلية , والخارجية , قد ساندت الإستبداد وقوت من سلطته وأمدّت في عمره كل هذه السنين العجاف وما زال –


----
هناك نقطة مهمة أحب أو أوردها دائماً أذكرها لصديقاتي أو أصدقائي :
إن قيام الدول الإشتراكية روسيا ثم الصين والبقية ... والأجواء التي عكستها على نهوض الحركات اليسارية والتقدمية وتوسعها ..., عندما كانوا في الأوج لم نستفد منها ونفعّلها بخطوات جريئة , كشعار استلام السلطة مثلا , كحركات يسارية أو شيوعية كنا مطاردين ومسجونين وممنوعين من العمل العلني أيام الديكتاتوريات ( الشيلي , سورية – مصر العراق - السودان وغيرها ) , ولم تستثمرها قيادة الحزب الشيوعي السوري التي ارتكبت أخطاء لا تمحى يجب أن تحاسب عليها نتيجة سياسة التبعية – اي تسيب الجماهير وعدم طرحها شعار استلام السلطة يوم كنا نحن من يحرك الشارع في خمسينات القرن الماضي –
ولم تستفد حركات اليسار من الأنظمة الإشتراكية يوم سقطت أيضا – لا في السلم والإنتصار ولا في الحرب عدا فترة قصيرة جدا – عندما كان خط الإتحاد السوفياتي خطاً أممياً وثورياً سليماً وفترة نشوء الصين الشعبية بقيادة ماو ..

المساعدة والدعم فيما بعد كان للأنظمة الديكتاتورية ( أداة الإستعمار ) مع الأسف التي ألبستهم ( البيريه والطربوش الأحمر ) , التي ضربت نواة الأحزاب الشيوعية , وسيبّت وسجنت الكوادر الحزبية الناشطة وتفسخت الأحزاب والنقابات وكان ما كان من التشتت والتشرد , وكان بيع السلاح لها أهم من مساندة الحركات الثورية والتحررية حتى بلغت التمادي بتقديم جائزة لينين لعبد الناصر – ودعم الأنظمة العسكرية الديكتاتورية مادياً وسياسياً وعسكريًا ولوجستيا وإعلامياً وحتى اليوم مع الأسف ( روسيا , والصين , وكوبا , وفنزويلا ووو ) رغم قيام ثورات الربيع العربي الشعبية ونزيف الدماء ..!؟


- السلاح السوفياتي مع الأسف لم يستخدم طوال 60 عاماً لتحرر الشعوب وسلامها أو تحرير شبر واحد من الأرض المحتلة للعدو الصهيوني وإقامة سلام عادل , بل لذبحها وقتلها وتشريدها لأنه في يد أنظمة ديكتاتورية فاسدة وخائنة لا تؤمن بالإنسان ولا بحريته -
مع الأسف لم تستفد الحركات الشيوعية من نهوض أو إنهيار الأنظمة الإشتراكية – بل الذي استفاد هو الأنظمة العسكرية والديكتاتورية وأطال في عمرها , وهذه خيانة مبدئية , أعطاها شهادة حسن سلوك في الوقت الذي كان المناضلون والشيوعيون في المعتقلات والسجون يذوّبون في الأسيد , أو يقتلون ويغتالون في شوارع بيروت وغيرها من العواصم العربية والغربية !؟
..
الطلاب الذين يأتون من الدول الإشتراكية يتحولون إلى عناصر برجوازية بعيدة عن النضال والفكر .
- أنا متيقنة تماماً أن الأحزاب الشيوعية التحريفية العربية في سورية مثلاً , لوقدّر لها أن استلمت السلطة كحزب البعث ,, لمارست نفس سياسة البعث تمامأ , بأساليبه وسلوكه وممارساته في ضرب من ينتقدها أو المخالف لها في الطرح والرأي – لأن تفكيرها الضيق وسياسة عبادة الفرد وغياب الديمقراطية داخل ثقافة الحزب وعدم وجود تربية أخلاقية نقدية وثورية وحرية رأي , ستمارس نفس سياسة الإستبداد والنظام الأسدي كما مارسته ( ضدنا ) هي والتحريفية -

- تخلف الفكر اليساري وجموده – نتيجة القمع المركز الطويل ضده - وعدم إيجاد أو خلق مبادرات ووسائل مبتكرة حديثة في إيصال الفكر والدعاية له – هذا كان قبل اكتشاف النت وفتح المواقع كالحوار المتمدن الرائد مثلاً -

- حتى هذه الساعة ... إن الحركة الديمقراطية وكافة أسماء المعارضة في الدول العربية لا تملك إذاعة واحدة , أو محطة فضائية أو أرضية أو أو .. حتى الحزب الشيوعي السوري " العائلي " - لا يستطيع أن يصدر جريدة علنية , ولا توجد جريدة مستقلة بإسم المعارضة أو اليسار رغم أعداد كثيرة من المعارضات غنية وثرية في الداخل والخارج لكنها لم تفكر في أي مشروع إعلامي ثقافي حر , لأن همها الأول " الجيبة " وشراء العقارات والثراء قبل الفكر والدعاية .... وهذا ينطبق حتى على الأحزاب اليسارية الأخرى – منذ عشرات السنين نطرح هذه الفكرة على المعارضة السورية وخاصة المتمكنة منها بإنشاء أي مشروع إعلامي وثقافي ديمقراطي بمبادرات وتمويل ذاتي وصندوق تبرع وطني شهري .. ولكن لا حياة لمن تنادي ..!

- حالة الترهل والشيخوخة التي وصلت إليها أكثر المعارضة اليسارية المقعدة الخاملة المريضة , لا اجتماعات ولا ندوات ولا زيارات شخصية حتى ولا أي تواصل إنساني فكري إجتماعي ثقافي الخ ... كل ذلك أدى إلى إضعافها وشلها وتقاعدها ..

- إذاً , هناك عوامل ذاتية تخص اليسار وحده في بنيته الداخلية لا غيره – علينا تسليط الضوء على كل هذه الإنحرافات والممارسات والأخطاء القاتلة وانتقادها بجرأة .. كما ننتقد الأنظمة الإستبدادية الفاشية سبب علاتنا وأمراضنا ..

- فإنعدام روح الإقدام والإبتكار لدى الأحزاب الشيوعية والتقدمية .. لنشر الفكر الحر , حتى لبنان الوحيد الذي مر في فترات حرية برجوازية نسبية لم يستثمر مناخ الحرية في الإعلام المقروء والمسموع والمشاهد المرئي , فقد جيّر نضاله العريق المشرّف وتحول الحزب فيه أخيراً إلى تابع لحزب ولاية الفقيه !؟


- تشتت المعارضة , واعتقالها لفترات طويلة , و توزعها في أقطار العالم عامل سلبي أيضا في استعادة و تطوير النضال , وشراء الأنظمة الإستبدادية الكثير من اليسار في الخارج وربطه بالأجهزة الأمنية رغم بعده عن مركز الإستبداد , ولغمه بالمخابرات كما في - سورية – رغم توفر أجواء الحرية في الخارج والاّفاق المفتوحة لكل نشاط سياسي وإعلامي وغير ذلك..!؟
- الغرور والأنانية والفردية , وكل أفكار البرجوازية متأصلة في معارضة الخارج , لا حياة رفاقية ومعظمهم لا يحمل العلاقات والأخلا ق الشيوعية الراقية .

لماذا التركيز على الأحزاب التقدمية والديمقراطية واليسارية والشيوعية لماذ عليها فقط محاربتها وإجهاضها ؟ ؟
لأنها ستسقط أنظمة الذل والتبعية إذا توفرت فسحة صغيرة من الحرية وإبداء الرأي وإنتخابات حرة نزيهة – ثانيا - لأن من خلق ووضع الأنظمة الديكتاتورية ودعمها من الخارج لا يسمح لها بفتح أي كوة للتنفس الشعبي , فينتفي تسلطه هو والنظام صنيعته الذي يدعمه .. فيبقى هو من يدير اللعبة من بعيد كالدمى , فكلما كانت هذه الأنظمة تستبد بالجماهير سجناً وقتلاً وتشريدًا وتهجيراً واضطهاداً وظلمًا , كلما كانت تعطيه مساحة من الدعاية والتلميع لصورته في الخارج ومحي جرائمه ومجازره في إبادة شعبه ,, وتساعده في الدعم المادي والمعنوي والسياسي أكثر فأكثر وهذا هو منتهى العهر السياسي الدولي والمحلي ..!؟

لقد تراكمت خبرة الأنظمة الإستبدادية طوال هذه العقود الظلامية .. بإسكات صوت الجماهير الحرة والنضالات الشعبية فأصيبت المجتمعات العربية بالصمت والصبر والبركان المؤجل , ليبقى الفرد والزعيم والصوت الواحد هو المسموع , والجموع غنم تساق للذبح , أو نعم سيدي , ( الأسد للأبد ) ... ويستمر الطغيان مرحلة طويلة عقود وعقود ..

- إذا أخذنا الدول العربية من الماء للماء ومن جبال طوروس وكردستان حتى منابع النيل والخليج العربي ينطبق الوصف على كل هذه الرقعة التي تنهض من إستبداد لترتمي في استبداد اّخرجديد محلي أو خارجي طويل أو قصير ..!

رغم كل تلك اللوحة المعتمة المتشائمة التي مرت بها الأحزاب والحركات اليسارية , فشعوبنا شعوب حية نشيطة بمجرد ما يسود جو الديمقراطية فترة عام واحد ستتبدل الصورة وتعود للساحة النشاط والحركة بسرعة مذهلة وهذا ما يخافه النظام الدولي الرأسمالي العالمي من هذه الشعوب ..

ولذلك تنتفي في دول الإستبداد المؤسسات القانونية والحقوقية والإجتماعية والحركات السياسية الديمقراطية الحرة وتعدد الأحزاب , ليسود حكم الفرد ومحاكم أمن الدولة وقانون الطوارئ والمحاكم العسكرية ويختفي الدستور والإنتخابات الحرة وغياب الإعلام الحر وتسود ثقافة السلطة ثقافة الفرد والراي الواحد وتغيب حقوق الإنسان الطبيعية , حتى حق الحياة والعمل .. وتهتز الشخصية الوطنية وتصادر .

...........
يسعدني أن أتلو بعض كلمات من النشيد الهولندي التي تذكّر الأجيال دوماً بأهداف ونضال الشعب ضد الإستبداد : ( ورثت أرض الّاباء ..وسأبقى بها حتى الموت دافعت بصدق عن الحرية .. أنا درع .. وخادم .. في الدفاع عن وطني في طرد الطغاة .. وضد الإستبداد والطغيان .. ) .

ما أجمل هذه الكلمات الخالدة في النشيد الوطني لتربية الناس منذ الطفولة على عشق الوطن والحرية ومحاربة الإستبداد والطغيان والإستشهاد دفاعاً عن هذة القيم الإنسانية الخالدة ..وما أروع أن تتحقق أمنيتنا بإنتصار ثورة شبابنا في سورية وسائر الوطن العربي على الإستبداد والطغيان ليرتفع علم الحرية والإنسان والتقدم ..
تحيتي لإدارة الحوار المتمدن - مريم نجمه / لاهاي / 3 / 12 / 2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللعنةعلى كل ثورة
محمد بن عبد الله ( 2012 / 1 / 26 - 14:34 )
اغتالت مجموعة إرهابية مسلحة الأب باسيليوس نصار الكاهن في مطرانية حماة للروم الأرثوذكس في بلدة كفربهم بمحافظة حماة.

وعلم مراسل سانا بحماة من مصدر رسمي أن المجموعة المسلحة أقدمت على ارتكاب جريمتها النكراء بحق الأب نصار عندما كان يقوم بإسعاف رجل مصاب في حي الجراجمة بالمدينة.

اخر الافلام

.. وزير الخارجية الإيراني: طهران ستفكر بإرسال قوات إلى سوريا إذ


.. غانتس: كان يمكن إعادة المختطفين لكن نتنياهو ماطل في تحقيق صف




.. الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة: هناك واقع كارثي


.. من تاباتشولا في المكسيك إلى الولايات المتحدة.. مهاجرون يبحثو




.. صراعات القوى الكبرى في سوريا.. إلى أين يتجه التصعيد؟ | #غرفة