الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بائعوا الأمل ...والشباب.

سالم اسماعيل نوركه

2011 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


تقود الحكومات الدول باعتبارها جهة تنفيذية والبرلمانات تشرع وتراقب أدائها والقضاء سلطة حرة والصحافة سلطة رابعة محترمة وكل هذا الكلام في الدول الديمقراطية والحكومات والبرلمانات تتغير مع كل انتخاب جديد ،ومن المفروض يذهب الطالح ويبقى الصالح أو يذهب الصالح ويأتي الأصلح ،ومهمة الجميع هي حسن إدارة الدولة في كل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجوانب الأخرى ومن أهم واجبات الدولة استغلال طاقات الشباب ،وفسح الطريق لهم لمواصلة دراساتهم والأخذ بيدهم صوب النجاح ومراعاة المتميزين منهم ودفعهم باتجاه جلب المكاسب لهم وللدولة ،وعلى الدولة أن لا تكون عامل مهبط للمعنويات وعامل جلب لليأس وعلى سبيل المثال لا الحصر على الدولة أن ترسل أولائك الذين يستحقون في البعثات الدراسية الذين بإمكانهم الرجوع للوطن مكللين بالنجاح وجالبين للخبرة ومفاتيح التقدم ،أولائك الذين يعتبرون في بعثاتهم مسؤولية وأمانة لسمو الوطن والقادرين على جلب المنفعة ،نريد إرسال بعثات منتجة من خلال حسن الاختيار ومتابعتهم وتوفير فرص النجاح لهم ليكون عودتهم محمودا ،لا أن نرسل بعثات دراسية وفي الواقع هي بعثات مخابراتي كما كان يحصل( أيام زمان) !! لملاحقة العراقيين في الخارج.و كما لا تعزف السيمفونية بنجاح إلا بمعرفة الجميع لمهماتهم ضمن الفرقة وهكذا على الحكومة أن تكون قائد ناجح (للفرقة السيمفونية) ونكدح جميعا من أجل هدف. علينا أن نعرف ما الذي نكدح ونبذل الجهد من أجله؟ هناك دائما مكان في القمة لا يصل إليه كل الناس وكما لا يوجد البستاني لا توجد الحديقة كذلك القمة تحتاج إلى( سلم للارتقاء)من روح البذل والعطاء والتفاني والشاب القوي يعمل والضعيف يتمنى والهدف هو المستقبل الذي نخترعه ومن يديرون الدولة يجب أن يكونوا بائعي الأمل وموضحي المستقبل لشباب العراق ولا يكفي بأن يكون لنا عقول جيدة في إدارة الدولة بل المهم أن نستخدمها بشكل جيد وباعتقادي الشباب مثل نهر معطاء وكثير البذل والتفاني وعلى الدولة أن تستغل عطائهم وتفانيهم بشكل جيد من خلال تخطيط سليم وأفكار مفهومة (الأفكار المفهومة كالأطعمة المهضومة هي التي تفيد الجسم).
من عطاء وجهد وتفاني وإصرار الشباب تقدمت أمم ،بعض جهد الشباب يكون ذو تأثير محدود والبعض الآخر يكون ذو تأثير واسع الحدود ينقل الدولة إلى مصاف الدول المتقدمة وقصة الطالب الياباني(أوساهير) وجهده وعطائه وتفانيه خير دليل فهو الذي نقل سر قوة الغرب(أوربا) نقلها إلى اليابان ونقل اليابان إلى الغرب،هذا الطالب بعثته حكومته لدراسة أصول الميكانيكا العملية في ألمانيا-جامعة هامبورغ- وعرف نظريات الميكانيكا وبدء يفكر كيف يصنع محرك صغير ،سر الصناعة كلها وكان يقف أمام المحرك أيا كانت قوته وكأنه يقف أمام لغز لا يحل ومرة حضر لمعرض للمحركات إيطالية الصنع في ألمانيا ودفع كل ما يملك ثمنا لمحرك قوته حصانين علما كان يأكل في اليوم وجبة واحدة من الأكل وكان يصرف مصروفه الشخصي من أجل الوصول إلى هدفه وكان يرى المحرك مثل تاج من الجواهر فجلب المحرك إلى غرفته وبدء يفكك المحرك قطعة قطعة ثم شده فأشتغل وعلم رئيس البعثة بأمره فجلب له محرك عاطل وطلب منه أن يفككه ويكشف موضع الخطأ وتصحيحه فأصلحه بأدوات بسيطة من المطرقة والمبرد وعمل أوساهير من أجل اليابان في معامل صهر الحديد والنحاس والفولاذ في ألمانيا وكان في المعمل يخدم مرؤوسيه من أجل اليابان وهو من السوموراي وبمساعدة حاكم اليابان شحن قطع لمعمل لصناعة المحركات إلى اليابان وقيل له إن الحاكم يريد أن يراك فقال لن أستحق مقابلته إلا بعد أن أصنع مصنع محركات كاملا ،وحين صنع عشرة محركات صنع يابان من الألف إلى ياء بعد عدد من السنين قال أوساهير إن كان الحاكم يريد مقابلتي ألآن أنا جاهز ،فجعل عشرة محركات يابانية الصنع بالكامل تعمل في حضرة الحاكم ،فقال الحاكم :هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي صوت محركات يابانية الصنع .
هذا الطالب ذهب إلى الغرب وهو يحمل هدف سامي كان يعمل من أجل اليابان بعطاء وبذل وتفاني منقطع النضير ،لم ينصرف لأشياء لا قيمة لها بل أنصرف لنقل أوربا إلى اليابان ونقل اليابان إلى أوربا ،فهو حقق النجاح له ولأسرته ولليابان ،فالدولة أرسل في البعثات من يستحق دون واسطة ومن أرسل كان بمستوى المهمة وهكذا الحياة مثل ساحة المعركة والمعركة لا تدار إلا بأسلحة متطورة وبخطط وإقدام وهكذا الشاب الياباني والحكومة اليابانية انتصرا في معركة جلب التقدم إلى اليابان ،فكم أرسلنا بعثات إلى الخارج وكم من هذه البعثات جلب شيء إلى العراق ؟،كم وفقنا في إرسال من العناصر ذوي الكفاءة ؟علينا إرسال الشباب الذين باستطاعتهم البذل والعطاء والتفاني لخدمة العراق ،إن الشباب كونهم ثروة قادرة على العطاء والتفاني لو عجزت الدولة في التعامل معهم إيجابيا من خلال مؤسساتها قد تتحول إلى قدرة عاطلة والشاب الذي لا يعطي قيمة لهذه الفترة قد يلاقي لاحقا فترات عصيبة ويعيش بالتالي على هامش الحياة ،فهي تعطي لمن يعطيها وتبخل مع من لا يعطيها من العطاء ولا يتفانى فيها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟