الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا يعقد فيصل الشوبكي مؤتمراً صحفياً ؟

رعد خالد تغوج

2011 / 12 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


سؤال يتبادر إلى ذهن أي صحفي أو كاتب في الأردن ولا سيما بعد الأحداث التي آلت إليها الساحة الأردنية في الشهور العِجاف الأخيرة والتي برغم تفصد الدم بالعروق حاول الحراك الشعبي المُحافظة على مطالبه دون أدنى تنازلات أو توزير على الطريقة المعهودة في الحكومات الأردنية المتوارثة.

لقد بعث فيصل الشوبكي في بداية توليه حقيبة الدائرة العامة للمخابرات برسالة للملك قال فيها أن الملك حمله أمانة ولابد أن يكون على قدر هذه الأمانة، ونحن في الأردن نعرف معنى الأمانة جيداً فقد كان أيوب عليه السلام يحمل على أكتافه حمولة تنوء عنها جبال، لهذا ندرك أيضاً أن الأمانة في كل موقع يجد الفرد نفسه فيه وليست حكراً على مدير الدائرة او غيره من رجال الدولة.

هذه هي أدنى درجة في مفهوم "التربية الوطنية" كما يقول د.علي المحافظة، فالفرد أينما حل لابد وأن يكون على قدر المسؤولية الوطنية المُناطة به، وحتى الفن والأدب لا يخلو من إشعاعات وطنية.

وعوداً إلى الشارع، ومشكلتنا في الأردن دائرة وتدور حول الشارع دائماً، فالشارع هو محور صراعنا الذي سيحدد مستقبلنا، أتقدم نحو الأمام أم إنكفائة إلى الخلف والعودة إلى ما قبل تأسيس الدولة؟، نقول أنه كثرت الأقوال التي قيلت عن دائرة المخابرات العامة وبعض هذه الأقاويل تم "أسطرته" أي تحويله إلى أسطورة في زمن وُظفت فيه التكنولوجيا من أجل إنتاج خرافة بكل ما تحويه هذه الكلمة من معنى، والكل يعرف هذا من كثرة الصحف الصفراء والمواقع الإلكترونية الداجنة التي قلبت ظهر المجن للمعايير السائدة وأستهوت فئة من الناس طاب لها أن تبتز هذه الجهة أو تلك من الجهات الحكومية، ولقد كان للكلام الذي قيل في المخابرات العامة وعنها في الشهور الأخيرة مجالاً خصباً للتأويلات، فهنالك شبه أجماع شعبي بأن دائرة المخابرات العامة تقوم بأدارة الصحف اليومية ورئاسة العديد من المواقع الإعلامية عن بُعد ، كما أن للمخابرات يداً في تشكيل مجالس النواب، وكلنا يذكر حكاية السبعين نائباً الذين زرعهم الذهبي وما صاحب هذه الحكاية من مُبالغات، وللدائرة يداً في توظيف أبناء الأردنين في الدوائر الحكومية كما أنها المسؤولة عن منع توظيف أي شخص لا تروقه أمزجة صانعي القرار في الرواق المُخابراتي، والمخابرات مسؤولة عن كميات المخدرات والأسلحة التي يمكن أن يُتاجر بها المُهربون وهم بحسب هذه الحكاية متعاونون مع المخابرات، والمخابرات تصنع معارضة زائفة هدفها قياس نبض الشارع ومعرفة منسوب الوعي الوطني وضخ المزيد من حقن الشرعية الهاشمية في الشارع لمنع أي محاولة ترمي إلى ظهور حراك شعبي قوي ومؤثر على الشعب، والمخابرات تدير ملفات سياسية وتخلق فوضى خلاقة في المجالس السياسية وتحت القبة لإيهام مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات الأن جي أوز بأن الأردن بلد ديمقراطي يسير على الطريقة الأميركية في الأكل والشرب والملبس، وغيرها من الأمور التي نسمعها يومياً ودون أي رادع من قبل الرواة أو فقهاء التزوير الذين تولى القلب التفكير محل العقل عندهم ولا يعترفون إلا بالشهوات التحتية والغرائز السفلية.

السؤال الذي نوجهه إلى اللواء فيصل الشوبكي لماذا لم تقم المخابرات في السنين الأخيرة بتمزيق كافة هذه الشائعات إن كانت فعلاً خاطئة، ولماذا لا يعقد مدير المخابرات، وهو رجل سياسي وأمني بحكم وظيفته المناطة به، مؤتمراً صحفياً يتحدث فيه عن جميع الامور التي تهم الشعب الأردني، أليس الملك وهو أعلى سلطة في البلاد يعقد عشرات المؤتمرات في الشهر، وأليس الدوبلماسيون على أختلاف ألوانهم ومشاربهم يعقدون مؤتمرات صحفية يتحدثون فيها إلى الصحفين عن العلاقات الدبلوماسية، وأليس الساسة في كل أرجاء المعمورة وعلى أختلاف أصقاعهم وأمصارهم يعقدون مؤتمراً صحفياً بين حينٍ وحين؟
*كاتب صحفي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب