الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكون الربيع الفلسطيني: ردا على الدعوة لتشكيل فصيل فلسطيني جديد

خالد عبد القادر احمد

2011 / 12 / 5
القضية الفلسطينية



دون القفز عن حقيقة وجود استقلال موضوعي للوضع القومي الفلسطيني ومع الاقرار انه لا يتمتع بحالة مباشرة من الاستقلال الجيوسياسي, مما يجعل من هذه اللا استقلالية, شرطا من الشروط التي ترهن اجندته الداخلية لعلاقتها بالاجندة الخارجية, حيث كان تاريخيا وما يزال حتى الان يرتهن الى هذه الحقيقة, مما غيب ثقافة الاستقلال ورسخ ثقافة الا متداد العضوي لوهم عمق اقليمي مفترض. اخذت صورة رؤية عرقية متخلفة تتحرك بموجب هذا الوهم الفكري.
ان القضية الفلسطينية ليست قضية العرب ولا قضية الاديان المركزية, لان مقولة العروبة بذاتها لا مركزية لها اصلا سوى المركزية الدينية, ولان القضية الفلسطينية قضية عابرة للتاريخ في الصراع العالمي وذلك بحكم مركزية موقعها الجغرافي في حركة الاتصال العالمية وحركة الصراع الامبراطوري العابر للقارات في التاريخ,
ان قضية الاستقلال بالوضع الفلسطيني عن انعكاسات الصراع العالمي عليه اصتقلالا قومي ناجزا, لا قضية استعادة النسب العرقي والنسب الثقافي الديني, هي جوهر القضية الفلسطينية, وهي المسالة الفكرية التي بسقوطها من ثقافتنا الوطنية عجز جهد المجتمع الفلسطيني تاريخيا وليس الان فقط, عن تحرير ذاته ووطنه في صورة دولة تاريخية تحصنه من تقاطع الصراعات العالمية عليه في صورة احتلال متواصل,وبقينا وطنا ومجتمعا تحت حالة احتلال متصلة تاريخيا وان تعددت الاصول العرقية والثقافية والجغرافية لحالة الاحتلال هذه, حيث فشلت كل محاولات تلافي العجز عن التحرر في ظل استمرار غياب الوعي بالخصوصية القومية الفلسطينية واستقلاليتها, واستبداله بثقافة انكار الذات والتزام منهجية ثقافة صلة النسب العرقي والديني محله, الامر الذي غيب عن القدرة الفلسطينية حل مطلب ( البديل الثوري لمنهجية القيادة السياسية لعملية التحرر ) وجعل منها مسالة موازية في ديمومة بقائها لتاريخ مسار كفاح التحرر الفلسطيني,
ان ما يدعوني لطرح هذا الموضوع هو مراقبتي ومتابعتي الدائمة, للحوار الداخلي الفلسطيني حول هذه المسالة, ومعايشتي للمحاولات الفلسطينية التي بذلت للبحث عن البديل, ولكنها كانت دائما خارج التعامل مع هذه الحقيقة واسقاطها, حيث طرح الحوار الفصائلي المريض بنفس المرض عوضا عن ذلك تفسيرا للعجز يتعلق دائما بالشفافية الاخلاقية للرموز القيادية او بوجود تنافر بين البرنامج الفصائلي سببه اغتراب البرنامج الفصائلي عن الاصالة العرقية لا لموضوعية للواقع الفلسطيني, وفي اطار خلل المعالجة هذا جاءت الانشقاقات الفصائلية وولادة فصائل جديدة زادت عددها وعمقت انقساميتها وانشقاقيتها ولم يخرج عن هذا المصير حتى الاتجاه الاجتماعي المستقل سياسيا عن غضوية تنظيم التشكيل السياسي الفلسطيني, حيث اصبحوا هم بذاتهم فصيلا يضاف الى هذه التعددية غير الطبيعية,
ان تنوع التشكيل الثقافي والمنهجي للفصائل الفلسطينية لا يلغي حقيقة انها تجتمع على اساس فكري عرقي عروبي اسلامي واحد جامع لها, والذي يلغي وينفي وجود تباين جوهري بين اتجاهات المحافظين والليبراليين وبين اتجاهات اليمين واليسار الفلسطيني, وهو الذي يهبط بالوعي الشعبي الى مستوى العجز عن الرقابة على النهج السياسي الفصائلي, ويعجزه بذاته عن المبادرة الى طرح البديل السليم حيث يغرق ايضا في الحوار الشتائمي المتسيد على حوار الاطر والفصائل والاتجاهات السياسية الفلسطينية, ويبقيه اسير نهج شخصنة الصراع ويرده الى مبرر تدني وهبوط الشفافية الاخلاقية للاخر,
ان سقوط المقولة الوطنية واستبدالها بالمقولة الاقليمية من التجسد العرقي هو الملمح الجامع لاطياف الثقافة الفلسطينية بغض النظر ان كان شكل تجليه الاعلى في الادب السياسي الفصائلي او في منهجية المناورة السياسية اثناء الصراع مع الاجندة الاجنبية ( التي تصبح هنا غير العروبية فحسب), فالتعددية لا تعني بالضرورة تميزا فكريا ومنهجيا جوهريا, لذلك لم يكن غريبا ان يتجه الحسم في تاريخ الحراك السياسي الداخلي الفلسطيني لصالح الفصيل الفلسطيني الاكثر جذرية في يمينيته _حركة حماس_ على حساب الفصيل اليميني الليبرالي _حركة فتح_, حيث لم يبقى من عامل تقييم ياخذه الشعب في اعتبار حسابات محاكمته الخاصة لهما سوى الشفافية الاخلاقية, وهل هناك من يجيد الاحتكام لهذا العامل اكثر من رجال حركة حماس الذين تظللهم المقولة الدينية؟ خاصة وان المكتب السياسي لحركة حماس لا تزال له الشخصية الفكرية واسناد البنية الحزبية التي تفتقدها حركة فتح, فلا شخصية فكرية للجنة فتح المركزية ولا بنية حزبية تسندها بل شللية تسعم في توجيه الطعنات الاخلاقية لذاتها؟
ان المخرج من مازق البحث عن البديل الثوري الفلسطيني, يعبر مطلب تحديث الاساس الفكري للثقافة المرشدة للنضال الفلسطيني, هذا التحديث الذي يشترط اولا استكشاف وتحديد حجم الاغتراب الثقافي عن الواقع الفلسطيني في موضوعية مسار تطوره تاريخيا كمسار تطور حضاري مستقل موضوعيا عن بيئته الاقليمية وفي خصوصية تقاطعه مع الحالة التاريخية للصراع العالمي, اما العودة لتكرار خطوة اضافة فصيل جديد للكم الفصائلي المتحقق فهو قفز في التجربة من نفس لمنطلقات والشروط والمنهجية القديمة, وهو ياخذ المجتمع الفلسطيني في حركة منحنى دائري نحو نقطة الانطلاق التي هي _ سلامة النوايا_.
ان محاولتنا الخروج من هذا المازق لا يجب ان تصب في خدمة الاجندات الاجنبية الحريصة على زيادة تعددية الفصائل الفلسطينية, لتدفع بها نحو الخروج عن حالة الانضباط الوطني وولوج فوضى الحراك الديموقراطي الذي لا تنظمه ثقافة وطنية سليمة, والذي نغرق في مستنقعه الان, فزيادة عدد الفصائل لا يممل على تجفيف هذا المستنقع بل يصب عليه الماء فحسب
ان التشكيل السياسي المطلوب فلسطينيا هو التشكيل الذي يحمل هذه الحداثة الفكرية ولنتذكر جميعا المقولة المسيحية في الدعاء الى الله ( لا توقعنا في التجربة)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق