الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياعرب كثروا الملاليح

حميد غني جعفر

2011 / 12 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رحم الله الفنان الكبير الراحل – عزيز علي – الذي كرس حياته وسخر كل فنه لخدمة قضية شعبه ، معبرا في كل أغانيه ومنلوجاته الرائعة عن هموم ومعاناة شعبه المبتلى بالرزايا والمحن منذ الأزل – فكان فنانا أصيلا – أشبه بقوى معارضة – لجميع الأنظمة الإستبدادية المتعاقبة ، وقد ترك لنا الفنان الكبير تراثا ثرا خالدا أبدا
حتى بات البلسم الشافي لجراحات العراقيين – العميقة المزمنة – يلجأ إليها العراقيون كل ما إشتدت بهم المحنة قتامة ... يعزوا بها أنفسهم ويخففوا بعض الشيء من ألم جراحاتهم ومعاناتهم المرة – من أجل وطنهم وشعبهم – وهي متجددة على الدوام – وكإنها قدر مكتوب على العراقيين – في كل الأزمنة والعصور ... حتى باتت منلوجاته الرائعة مصدررعب يقلق الطغاة ، ويخشون تأثيرها على الناس لانها تبعث الوعي والحماسة الوطنية .
ففي الثمانينات – من القرن الماضي – سألت أحد أصحاب محلات التسجيلات في منطقتنا عن منلوجات عزيزعلي فارتعب ونفى وجودها لديه ... وبعد الإلحاح عليه والملاطفة معه ، أعطاني – الكاسيت – لكنه إشترط عليّ ان لا أخبر أحد بذالك لانها ممنوعة ، لان الطاغية يرى فيها بانه هو المقصود بها .
وكنت أختلي في غرفتي الصغيرة – خلسة –لاستمع اليها بكل شغف فهي العزاء للنفس وهي المتنفس الوحيد عن همنا وكربنا ، ولست أدري ماذا كان يقول عزيز علي لو كان بيننا اليوم عن محنتنا ... وليس لنا من تعبير عن محنتنا اليوم إلا بما قاله الفنان الراحل :
ياعرب كثروا الملاليح ..... وسفينتنا غرفة ماي
وفوكاها معاكسه الريح ......وهذا الموج اليطوي طي
نعم انه الموج – اليطوي طي – فلا زالت سفينتنا في عباب بحر هائج تتقاذفها الأمواج المتلاطمة وتعصف بها الرياح العاتية – يمينا تارة – وتارة شمالا – فاقدة البوصلة وممزقة الأشرعة ... ومن على متنها من البشر ينادي ...الى اين المسير يا نور عيني يا عراق ... وليس من مجيب ... فالصراعات محتدمة وعلى أشدها بين الملاحين ... دون إكتراث لمصير من عليها من البشر ... والشعب المسلوب الإرادة يتلظى بنار صراعاتهم على الزعامات لا غير ...
ياعرب محنتنة محنة ... بعضنا يضادد بعضنا
والثمر للاجنبي ... مو ييزي والله انظلمنا
والظلم من يرضى بي
وأخيرا يخاطب الفنان عزيزعلي أهل الوطنية والغيرة قائلا :
ياجماعة والنبي .... والله عدنا بستان
ما ملكه إنسان .... واحنا ياوسفة علينا
تاركيه من زمان .... من زمان الرومان
بابه مهدم مطعطع ... والحرامية تحوف
والنواطير النشامى ... ذولة حلوين الجهامة
نايمين شلون نومة ... مستريحة بمذهبي
ليست هذه الكلمات مجرد عواطف ...إنها واقع حال بلادنا وشعبنا اليوم ... إنها محنة ... فالعراق هو أغنى بلدان المنطقة ... لكنه أصبح غنيمة لكل من هب ودب وشعبه يتلظى ... بطالة وجوع وحرمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طائرات بوينغ: لماذا هذه السلسلة من الحوادث؟ • فرانس 24 / FRA


.. رفح.. موجات نزوح جديدة وتحذيرات من توقف المساعدات | #غرفة_ال




.. جدل الرصيف الأميركي العائم في غزة | #غرفة_الأخبار


.. طلاب فرنسيون يطالبون بالإفراج عن زميلهم الذي اعتقلته الشرطة




.. كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية