الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رشة بلسم على الجرح العبقري‏

فوزي البكري

2011 / 12 / 5
الادب والفن


كُـتِبَت هـذه القصيـدة عندمـا كـان الفنـان الـشهـيـد لا يـزال في غيبوبته التي امتدَّت حوالي أربعين يـوماً، بـيـن الـيـوم الـذي أُصـيـب فـيـه بـرصـاصـة الغــدر واليـوم الذي أَسلـم فـيه الــروح في خـريـف 1987
(أمنية بالشفاء الى الاسم الحركي لفلسطين.. ناجي العلي..)



للحْظَـةٍ
تَـوَقَّـفَـتْ عنْ وَحْـيها السَّـمَـاءْ
وَخُـضِّـبَـتْ مَلامِـحُ المَسيحِ بِالدِّمَـاءْ
فَـأَطْـلَـقَتْ شَرَاذِمُ اليَـمِـينْ
رصاصة َ الوداعْ..
لكـنَّها في وَجْـهِـهِ الحزينْ
تحوَّلتْ لِـقُـبْـلَـةٍ
تُعـمِّـقُ الـلـقـاءْ

فَـلْـيَـفْـرَحِ الأطْـفـالُ في الخيامْ
وَلْيَرْقُصِ الأطْـفـالُ في الخيامْ
صديـقـُهُـمْ
ضميرُهُـمْ
حَـنْـظَـلَـةٌ
تـقـلَّـدَ الوسامْ
رصاصة ً جبانة ً حَـمْـقـاءْ
لـكـنَّها شهادةٌ
بأنَّ ريشة َ الـفـنَّـانِ
بينَ ابْـجَـديـةِ النِّضالِ
ألفٌ.. و.. ياءْ

يا ناجيَ الجَـمالْ
الكادِحونَ يسْـألونَ كَـيْـفَ حَـنْـظَـلَـةْ
ويطْـلـبـون مِـنْـهُ انْ يَـدُسَّ
في مرارةِ اليمين قُـنْـبـلةْ

والجَّائعونَ في مخيَّماتِ الـكَـدْحِ واجـِمُـونْ
يُصدِّقون تارةً
وتارةً يُكذِّبونْ
هَلْ يَـبْـلغُ الرَّصاصُ قِـمة َ الفنونْ؟!
وهل تُصابُ ثورةٌ بكل ذلك الجنونْ؟!

هل تُشْنَقُ الفراشة ُ البيضاءُ
في أشعةِ الصَّباحْ
هَلْ تـُخْـنَـقُ الطيورُ في اوكارِها
وتخرجُ النجومُ عن مدارِها
لأنَّ طاقـمـاً مُـشَـوَّهاً من الثُّوارِ
يُـتْـقِـنُ الـنِّـبَـاحْ؟!

شُـلَّـتْ يَـدَاك يا يمينْ
شُـلَّـتْ يداكْ
ايُّـها المَـغْـروسُ في الوجْدانِ كالسِّـكينْ
شُـلَّـتْ يَـدَاكْ
وَفُـقِـئَـتْ بِرِيـشـةِ الـنَّـقـاءِ مُـقْـلـتـاكْ

بـِالـنَّـبْـضِ خـافـقـاً فـؤادُهُ
ما زالْ
حـنْـظـلـةٌ غـداً
يـقـومُ مِـنْ سَـريـرهِ
ليصفـعَ الـوجـوهَ الكـالحـاتِ بالـنِّـعـالْ
يصوغُ مِـنْ ريشـتِـهِ الـشُّـعـاعْ
لـيـحـرقَ الـقـنـاعْ
عَـنْ سِـحْـنَـةِ الـيـمـيـنْ
ويـنـصـبَ الـكـمـيـنْ
لِـمَـنْ تـحـوَّلـوا
عـصابة ً مَـأْجـورةً منَ الرعاعْ

يا ناجيَ النضالْ
سَـلِـمْـتَ
يا حقيقـة ً أغْـرَبَ مِـنْ خَـيَـالْ
سَـلِـمْـتَ
يا أُنـشـودةً
مَـنْـقـوشة ً في دَفْـتـرِ الأطفـالْ

يا صَرْخـة ً
مَـذْبوحة ً على حناجـِـرِ الرجـالْ

يا عاشـقـاً
حـنـيـنـُهُ عـطـاءْ
الـيـكَ بـاقـة ً مِـنَ الـوفـاءْ
إلـيـكَ قُـبْـلَـة ً
مَـغْـمـوسة ً بِنَسْمةِ الرجـاءْ
عـلـيـكَ الـفُ وابـلٍ
مِـنَ الـشِّـفـاءْ

يا ناجيَ النضالِ.. قُـمْ
فالأرضُ مَـنْ يحتاجُ
عَـبْـقـرية َ الفنَّانِ
ليستِ السماءْ

يا ناجيَ النضالِ.. قُـمْ
وعـلِّـمِ الـتـاريـخَ
كيفَ تنْطقُ اليراعة ُ الخرْساءْ
وعـلِّـمِ الأجْـيـالَ
كـيـفَ - بالـمِـدَادِ -
يُـصنعُ الـفِـداءْ

١ آب ١٩٨٧

فوزي البكري شاعر فلسطيني مولود في البلدة القديمة من القدس، يعيش ويسكن فيها، له ديوانان شعريان، "صعلوك من القدس القديمة،" صادر عن دار الصوت عام ١٩٨٥، و "قناديل على السور الحزين،" صادر عام ١٩٩٧، له كراسة بعنوان "شدي حيلك يا بلد،" اصدرتها جمعية الدراسات العربية، وله كاسيت زجليات صوتية بعنوان عبد الباقي هون. له موقع http://www.fawzialbakri.org








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس