الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- جنون العظمة المضطهدة البارانويا -

شمسان دبوان سعيد

2011 / 12 / 5
كتابات ساخرة


البارانويا مرض عقلي بضحاياه في العقد الرابع ، ويمتاز بأفكار هذيانية منتظمة في دارة خاصة من الدوائر العقلية ، فيكون المريض عادة في أول أمرة طبيعيا في جميع النواحي العقلية إلا في ناحية منها فيستحوذ عليه شعور بالعظمة والجاه ممزوج بألم وغيظ متولدين من الاعتقاد أن شخصا أو فئة من الناس يحاولون سلب هذا الجاه أو الحيلولة بينه وبين الوصول إليه أو القضاء على حياته . وينشأ من عدم احترام الناس له الاحترام الذي يناسب مقامه الموهوم حقده عليهم ، ونفوره منهم ، والتفكير في مقاومتهم ، وربما أدى ذلك إلى ارتكابه جريمة القتل ، غير انه إذا يأس من الاحتفاظ بمقامه فقد يقدم على الانتحار . ولما كان المريض محتفظ بقوة ذاكرته فهو يربط حوادث ماضية بحاضرة ، ويجعل منها سلسلة متصلة بالحلقات ، ترمي إلى هدف واحد ، وكل حادثة تمر أمامه يكفيها تبعا لتيار نفسيته ويجعل منها حلقة من معدن سلسلة أوهامه وقد يكتظ المريض شعوره الثائر ويحاول أن يكيف نفسه تبعا للظروف المحيطة به فيوالي عمله ويظل جنونه في حالة كامنة فحيذرونة ويخشون بأسه . ومن المرضى من يعتقد انه عظيم الشأن فيراسل الملوك مراسلة الند للند ، أو انه رسول مبعوث يهبط عليه الوحي من السماء أو انه اله الحب تخطب العذارى وده . ومن المرضى من كان يعتقد انه مدير المستشفى الذي يقيم فيه فكان يطلب من مديره الحقيقي أن ينزل له عن كرسيه ليتولى شؤونه بنفسه ويدير دفته بيده . ولو كان الأمر لا يتعدى هذا الحد من الأوهام لهان الخطب ولكانت حياة هولاء المرضى سعيدة إلا أن اصطباغ هذه الهواجس بالألم والغيظ من مؤامرات وهمية تدبر حولهم يجعل حياتهم منغصة لا تطاق . فقد يعتقد المريض الملك أن فئة من كبراء الدولة يريدون خلعه وتنصيب رجل من أعدائه مكانة للنكاية بهم أو أنهم يحولون دون وصوله إلى اريكه الحكم بالغرم من انه الوارث الشرعي للعرش ! وقد يعتقد الرسول المبعوث أن شياطين في صورة آدميين يحاولوا أن يجعلوا العلاقات بينه وبين الله جافية ... وقد يجزم المريض المعشوق بان المرأة التي تحبه قد اتفقت مع عشيق لها لتسميمه أو أنها لجأت إلى السحر لإيقاعه في حبائل الأمراض حتى ليكاد يموت أو للقضاء على أعضائه الجنسية حتى لا يكون له شأن مع النساء !!
ومن المرضى من يشعر بأنه بشدة مقاومة الوسط ، وقد يرفع أمره إلى القضاء أو يلجأ إلى العنف والمشاجرة ليلقي في روع الناس أنه رجل عظيم الشأن مفروض عليهم احترامه وخضوعهم لسيادته وقد يؤدي الأمر إلى ارتكابه جريمة ليجعل قضيته أكثر ظهورا وحقه اشد جلاء وليفهم الناس أن الأمر جدّي وان المسألة ليست كما يتوهمون !
ومما يزيد من كره الناس لهم أنهم يميلون إلى الشر والانتقام حينما يشعرون بان الناس لا يقيمون لهم الوزن الذي يزنون به أنفسهم .
وإذا اتفق أن نال أمثال هولاء الأشخاص مراكز رفيعة أو توفر لديهم مال كثير وجاه كبير ازداد اعتدادهم بأنفسهم وازدادوا إمعانا بأنفسهم وازدادوا إمعانا في هذيانهم وغالوا في تقدير عظمتهم كما لو بلغوا الجبال طولا !!!! منقول من كتاب داء العظمة . لمجموعة من المؤلفين معمر القذافي – علي صالح – بشار الاسد واخرون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل