الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
دور اليسار والنقابات العمالية في الثورات العربية
فلاح علوان
2011 / 12 / 6ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
اسئلة الملف:
1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟
منطلق هذه الثورات هو اجتماعي، تمحور حول مطالب توفير الخبز والحرية وهذه خصائص يسارية بل اشتراكية. ان هذا يكفي لاضفاء صبغة يسارية على هذه الثورات. وبالنسبة للنقابات العمالية، والاخص الحركة العمالية، فانها لم تشارك فقط، بل ان منطلق الثورة منذ سنوات في مصر كان احتجاجات العمال منذ 2006. ولكن نقطة ضعف الحركة العمالية هي: اولا هيمنة التريديونيونية، ثانيا عدم تطوير سياسة عمالية تطرح البديل للسلطة السياسية، اي باختصار سيادة افق البرجوازية على الحركة. وفيما يخص تونس كان حضور العمال والنقابيين اشد وضوحا في انطلاق الثورة، وقد لعب الدور الحاسم في الثورة.
2- هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟
من المؤكد ان سد الطريق على كل اشكال التنظيم والنشاط بوجه اليسار ولعقود قد ترك تاثيره على نشاط وسعة وجود اليسار. ولكن سياسات اليسار الحالية وغياب تصور ماركسي عن تناسب القوى الاجتماعية وقدرة الطبقة العاملة وجماهير الكادحين، وامكانية الاشتراكية كبديل مباشر في الاوضاع الراهنة، يساهم في عزلة اليسار وهامشيته.
3- هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟
من المؤكد ان هذا وقع، ولكن النقص مازال لدى اليسار هو في قيامه بـ "مراجعة" السياسات بعد وقوع موجات الاحتجاج وتراجع دوره فيها، وليس وضع سياسة قائمة على فهم ديالكتيكي لحركة المجتمع ولعب دور مباشر قيادي.
4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟
ان التجارب التي حصلت مازالت تجارب مراحل انتقالية، وقد اشرت بوضوح مسار استعداد اشكال جديدة من اليمين والاستبداد لتولي السلطة واعادة بناء نظامها السياسي كممثل للراسمال. وبخاصة التيارات الاسلامية في تونس ومصر وحتى في ليبيا التي تراجعت الثورة فيها بفعل الحرب وهجوم الناتو. ان القوى الاسلامية ومن حولها، ليس بامكانها انجاز عملية سياسية لصالح مسار الثورة، انها تريد اعادة توزيع الثروة والراسمال من جديد، وتغيير في هيكل القوى البرجوازية.
ان دور القوى اليسارية من خلال العملية السياسية الراهنة هو على العموم غير فعال، بل انه احيانا تكميلي او شكلي، حيث لا تستطيع القوى المهيمنة الحالية الغاء دور اليسار واقصائه.
5- القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر, يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟
لا اعتقد هذا، ولا اعتقد ان ضعف اليسار نابع من تشتت او تعدد احزابه، فعلى سبيل المثال في العراق عشرات الاحزاب الاسلامية سواء الشيعية او السنية، وبالنسبة للاحزاب الشيعية فهناك عشرات وبعضها متناحر مع بعض حد الاقتتال فضلا عن التشهير، ومع ذلك فهم في السلطة اضافة الى نفوذهم وسيطرتهم على العديد من المناطق. ان اختلاف وتعدد احزاب اليسار نابع من اختلاف تصوراتها اي كان منطلقها، وبالتالي فان تجميع اراء وتصورات متباينة في اطار واحد، هو مجرد جمع الاختلافات في قاعة واحدة وليس تجميع قوى. وفيما يخص الجبهات والتحالفات فانها يمكن ان تقوم على اساس موضوع او مسالة سياسية، ولا تقوم لاجل خلق انسجام او توحيد قوى.
6ــ هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟
ان مشكلة اليسار مع الانتخابات لا تكمن في فئات المرشحين، ان الانتخابات هي اساسا اداة بيد البرجوازية لتقسيم الادوار وتقاسم النفوذ والسلطة. كما ان الجماهير بغريزتها لا تتوقع وصول اليسار عبر الية الانتخابات، وحتى في ازمات البرجوازية الحادة فان الناخبين يصوتون تارة لليمين وتارة للمعتدلين، ان الطبيعة المحافظة للانسان كما يقول تروتسكي، باعتقادي تلعب دورا في قيام الناخبين بانتخاب من يديم الاوضاع مع اصلاحات جزئية، ان وسيلة اليسار المتطلع للتغيير هي اساسا الثورة، وبالتالي فان فرصته في الانتخابات حتى في اشد حالات صعوده، عدا اوضاع تاريخية استثنائية، هي ليست سانحة للوصول للسلطة.
7- قوي اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها الفعال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع؟
قضية مساواة المراة بالرجل، تصيب بالصميم كل اسس المجتمع الذكوري القائم وكل بناه الفوقية، انها اخطر مواجهة تكشف عن حقيقة وماهية الاحزاب الاشتراكية، وكما يقول لينين بدون مساواة المراة بالرجل لا جدوى من الحديث عن الاشتراكية. انه نضال ضار بوجه التيارات السياسية التي تديم سيطرتها وهيمنتها عبر تكريس دونية المراة. ان تقوية نضال المراة التحرري ودورها في قيادة الاحزاب، سيقود الى تقوية الاحزاب المدافعة عن حرية المراة وفي نفس الوقت فرض التراجع على الاحزاب والتيارات المعادية للمراة. وبنفس الوقت هو نضال اجتماعي بوجه منظومة من القيم والتقاليد التي من خلالها تعيد الاحزاب والتيارات الرجعية واليمينية انتاج نفسها وسيطرتها، وتديم البنى العشائرية بناءها الذكوري المعادي للمراة.
ان نضال المراة نضال حي محوري لا يمكن تغيير تناسب القوى بدونه.
8ــ هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر ؟
ان هذا ممكن من خلال تبني سياسات طبقية واضحة، وتسليح الناشطين والفعالين بافق طبقي يسد الطريق على التصورات الغيبية والقدرية لحركة المجتمع. انه يتطلب مواجهة جريئة واضحة، وانتهاج سياسات اجتماعية بعيدا عن التصورات الذهنية والانتقائية واليساروية.
مع تبني الطبقات المحرومة لسياسة طبقية ستصاب تيارات الاسلام السياسي بالافلاس والتراجع، لانها تنطلق اساسا من الترويج لحقوق المظلومين ووعدهم بالحل عبر تبني سياساتها. ان قضية مساواة المراة تشكل خطا احمر بالنسبة لتيارات الاسلام السياسي، فهم يتحدثون ليل نهار عن "حقوق" المراة، في نفس الوقت الذي يؤكدون دونيتها وحق الزوج باربع زوجات وحقه في ضربها او حتى قتلها وواجبها في طاعته ... الخ.
9- ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوك والتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟
ان تكنولوجيا المعلومات والتواصل قد مكنت الناشطين في الثورات الاخيرة من التواصل الاعلامي، بل اصبح هناك نوع من الاعلام الشعبي الذي تديره شبكات الناشطين.
ولكن لا اعتقد ان الامر يستدعي تغيير هياكل الاحزاب واليات القيادة، ان الهياكل بحاجة الى تغيير والاليات كذلك ولكن بسبب عدم قدرتها على الاجابة على متطلبات الحركة، وليس لمجرد توسع الامكانات الاعلامية ووسائل الاتصال.
10- بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟
الحوار المتمدن هو مكسب لليسار وللفكر الاشتراكي، وقد رسخ مواقعه كمنبر لطرح التصورات والرؤى، انه ميدان اعترف به مئات والاف الكتاب اليساريين الذين يساهمون يوميا بالكتابة عن عشرات الموضوعات والقضايا وبخاصة في العالم العربي. ان الحوار المتمدن اصبح مؤسسة ومعلم لا يمكن تجاوزه عند الحديث عن اعلام اليسار او منابر السياسة. انه فضلا عن ذلك اصبح فرصة للتعريف بالاتجاهات العامة لليسار والحركة العمالية والاشتراكية.
ان القائمين على الحوار المتمدن هم محل تقدير واعتزاز.
شكرا لكم
فلاح علوان
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ناشطون في كندا ينظمون مسيرة تضامنية مع فلسطين
.. روسيا تجري تدريبات لإطلاق صواريخ في شرق البحر المتوسط
.. مظاهرات للمعارضة في كوريا الجنوبية أمام مقر البرلمان بعد فرض
.. رئيس كوريا الجنوبية: سأتحرك لرفع الأحكام العرفية التي أعلنته
.. عاصفة ثلجية تاريخية تُغرق البحيرات العظمى في الولايات المتحد