الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجتثاث الفساد ام - اجتثاث البعث

انيس الامير

2004 / 12 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يدور بين الحين والآخر في الاوساط السياسيه والاعلاميه والشعبيه جدل عقيم حول ما يسمى بـ ( اجتثاث البعث) وتبرز ازاء هذا الموضوع عدة وجهات نظر معروفة ومكرره واعتدنا ان نسمع طروحات حفظناها عن ظهر قلب لكثرة ترديدها وتكرارها فهناك من هو مع هذا ( الاجتثاث) وهناك من يقف بقوه ضده.
والامر ببساطه شديده لا يحتاج الى كل هذا الجدل والمناقشات لأن المسألة يجب ان تطرح على نحو مختلف لا علاقة له لا من قريب و لا من بعيد بالبعث او حزب البعث.
فاذا سلمنا ان العراق كان يحكمه نظام شمولي ديكتاتوري ارتكب جرائم فظيعة بحق مواطنيه وافسد عن عمد كل مفاصل الدوله وفق خطه منهاجيه تستهدف القضاء على كل ما هو وطني ونزيه وشريف في هذا البلد . واذا أفترضنا ان ما حدث في 9/4/2003 هو نهاية هذا النظام والبدء بإرساء نظام جديد يستند الى عدة مبادئ من بينها سيادة القانون والشفافيه ومكاشفة الجماهير بالحقائق. فاذا كان الامر كذلك فمن البديهي ان يباشر القائمين على الوضع الجديد بتطهير اجهزة الدوله من العناصر الفاسدة وابعادها (على الاقل) من مراكز المسؤوليه من اجل ضمان السير الحثيث نحو بناء النظام الجديد . وبداهة" يمكن القول ان عملية التطهير هذه يجب ان تشمل جميع الفاسدين سواء كانوا بعثيين ام غير بعثيين وسواء كانوا اعضاء فروع وشعب ام مجرد انصار ومؤيدين لحزب البعث.
والغريب ان شعار( اجتثاث البعث ) قد اثار زوبعة و تحديدا" خارج العراق وكأن المقصود به هو (ابادة البعثيين جميعا") في حين ان الاجراءات المتخذه في في هذا الإطار لم تتضمن سوى الفصل من الوظيفة لفئه قليله جدا" من البعثيين وهم من كانوا بمستوى اعضاء قيادات فروع وشعب وفرق في هذا الحزب دون اتخاذ أية إجراءات اخرى. ولقد جرى لاحقا" اعادة الكثير من هؤلاء الى وظائفهم بموجب استثناءات كان الكثير منها على اساس اعتبارات شخصيه او لتحقيق مكاسب حزبيه ضيقه( كما يشاع هنا وهناك) حيث تسعى بعض الاطراف السياسيه المتنفذه الى كسب هؤلاء من خلال مساعدتهم في الحصول على هذه الاستثناءات.
وعلى صعيد الواقع لايزال هناك العشرات بل المئات من الفاسدين ( بعثيين وغير بعثيين) في مواقع عليا في ادارة الدولة ولا يزاوا يمارسون نشاطاتهم الفاسدة بوتيرة اعلى من ذي قبل في ظل غياب الرقابه والمحاسبه وضعف الدوله بشكل عام.
لقد آن الأوان لكي نطوي صفحة(اجتثات البعث) وليحل محله عمل دؤؤب وهادئ و دون ضجيج اعلامي من اجل اجتثاث الفساد ورموزه في دوائر الدوله العراقيه وافساح المجال للعناصر النزيهه لاحتلال موقعها الطبيعي الذي حرمت منه ابان النظام السابق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف