الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الحسين والربيع العربي

فلاح الزركاني

2011 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر ثورة الحسين باكورة الثورات في العالم التي حملت مضامين ومفاهيم انسانية ونادت بحرية الانسان وحقوقه و كانت المنعطف الحقيقي في الفكر الثوري ضد الطغاة ، فالعرب كانت تقاتل لا لهدف إلا الغنائم أو الدفاع عن القبيلة ولم تكن الحروب والصراعات الا على أشياء تافهة لا تحمل معنى إنسانيا حقيقيا أو ليس لها قيمة تاريخية إلا سلبا وهذا ما دأبت عليه العرب حتى انطلاق الثورة المباركة للحسين والتي كانت منطلقا ثابتا لكل الأحرار بالعالم لقيمتها الإنسانية وأهدافها السامية التي طرحت موضوع الإنسان وحرياته وضرورة الثورة على الظلم وبالتالي أسقطت الأفكار التي كانت تدعو للتمسك بالحكام ( برا كان أو فاجرا ) أو تكفير الخروج على الحاكم الظالم لأنه مبعوث من الله وهي القواعد التي حددت سلوك الخلفاء والملوك حتى اليوم وهذا ما طبل ويطبل له وعاظ السلاطين الى الان ولهذا السبب حورب الحسين وحرفت ثورته من رسالة للإنسان الى مسالة طائفية تخص الشيعة ،
إن إمعان النظر في الأسباب التي دفعت بالحسين للثورة هي ظلم الحكام للشعوب لذلك استلهم أصحاب الرؤية الحرة من الثوريين والإبطال فكرة الثورة و غيروا من صيغ التاريخ وكتبوه بدمائهم وأفكارهم لا طمعا في منصب أو ثروة أو خلود إنما لرفعة الإنسان والسمو بالمجتمعات .
ولذلك فان الثورات العربية التي انطلقت وأقضت مضاجع الحكام هي الامتداد الحقيقي لثورة الحسين ومتمثلة بطروحاته في التضحية والفداء من اجل الأفضل للبشرية وهذا مالا ينكره احد ، فحين يواجه الإنسان الأعزل في ساحة للحرية وهو مطوق بالة عسكرية مدمرة لكنها لا توقفه ولا تخيفه بل تزيد من عزيمته على الانتفاضة لإسقاط الدكتاتوريات المسيطرة على مقدرات وثروات الشعوب ينفقونها كيف شاءوا وكأن البلاد والعباد ملك للحاكم وعائلته فتلك هي المضامين الحقيقية لثورة الحسين
وهنا قد يعترض بعض المشككين بالربيع العربي من أن الثورات قد انحرفت عن مسارها واستولى عليها من لا يستحقها وإن بطريقة الديمقراطية الانتخابية والجواب على ذلك حتى لو فرضا وان سرقت الثورات من أصحابها الحقيقيين فان الحكام الجدد سيفكرون الف مرة قبل ان يفعلوا او يقرروا شيئا عكس إرادة الشعوب لأنهم يعلمون بالتاكيد مصيرهم المحتوم كسابقيهم وبالتالي من الأفضل أن يستلم هؤلاء السلطة الآن من أن تستلم رموز الثورة الحقيقية الزمام لأنهم بالنتيجة سيواجهون الفشل وتكون الثورة مهددة بالانقسام وقد يكون هذا رأيا متطرفا ولكنه بالنتيجة مبررا لان التاريخ يتحدث عن فشل جميع الثوار الذي استولوا على الحكومات بمد ثوري وصاروا طغاة وتحولوا الى متسلطين لان فكرة الحكم الثوري لم تتبلور بعد والاجتهاد في ذلك يطول من كثرة المتحولين
ان الفكرة الثابتة في الثورات من الحسين الى البوعزيزي هي قدرة الانسان على تغيير الواقع الذي وضع فيه واعد له سلفا اما بمحددات عشائرية قبلية او عقائدية اديولوجية دينية او مذهبية او جتماعية او سياسية الا انها تحمل نفس المضمون في وجوب الطاعة للطغاة و أولي الأمر والانقياد دونما وعي لهم وتغييب العقل والاكتفاء بالسمع والطاعة والقناعة بان جور الحكام هو اختبار من الله للانسان ليميز الخبيث من الطيب وهي افكار اثبتت فشلها لدى الجماهير التي تنتفض الان على كل الطغاة مرددة شعار الحسين هيهات منا الذلة ولامكان لطاغية بعد الان وعلى الحكام ان يحترموا آدميتنا وحقوقنا وقدسيتنا وان يكونوا خداما لنا لا أسيادا وعبيدا لا سادة ليس من باب الذل بل من باب الوظيفة كحاكم وربما علينا ان نزيل كلمة حكام من قواميسنا البالية ونستبدلها بصفة مسؤول لدى الشعب وفي خدمته فهذا ما قامت من اجله الثورات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية