الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلاديمير بوتين الفائز الاول في الانتخابات الروسية

جورج حداد

2011 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


اعداد: جورج حداد*
فاز حزب بوتين "روسيا الموحدة" بالاكثرية المطلقة في الانتخابات النيابية الاخيرة التي جرت يوم 4 كانون الاول الجاري. ولكنه فشل في الحصول على الاكثرية الدستورية (الثلثين + 1) التي تمكنه من تشكيل حكومة منفردة وتعديل الدستور. وحل في المرتبة الثانية "الحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية" الذي يتزعمه غينادي زيوغانوف.
هذه هي الخلاصة الرئيسية للانتخابات التي جرت يوم الاحد الماضي.
وقد حصل حزب "روسيا الموحدة" على 49،54% من الاصوات، حسبما اعلن المركز الاعلامي للجنة المركزية للانتخابات، كما جاء في وكالة ريا "نوفوستي". وحصل الحزب الشيوعي على نسبة 19،16% من الاصوات، وحزب "روسيا العادلة" (حزب يزاحم حزب "روسيا الموحدة" على التقرب من بوتين) 13،22%، والحزب الدمقراطي الليبيرالي (حزب القوميين الروس بزعامة جيرينوفسكي) 11،66%. ولامكانية الدخول الى البرلمان ينبغي على اي حزب ان يحصل على نسبة 5% ـ 7% من الاصوات. والحزب الذي يحصل على هذا الحد الادنى يمكن ان يتمثل بمقعد او مقعدين فقط في البرلمان. وبهذا النظام فإن حزب "يابلوكو" (حزب ليبيرالي ذو توجهات اوروبية غربية، يتزعمه السياسي المخضرم غريغوري يافلينسكي) احتل المرتبة الخامسة وحصل فقط على 3،3% من الاصوات. وبذلك فقد الحق في ان يتمثل في البرلمان.
واعلنت اللجنة المركزية للانتخابات ان حزب "روسيا الموحدة" سيتمثل بـ 238 نائبا (من اصل 450 نائبا اعضاء مجلس الدوما ـ البرلمان) بخسارة 77 مقعدا اقل من عدد نواب الحزب في المجلس النيابي السابق. وسيتمثل الحزب الشيوعي بـ 92 نائبا، وحزب "روسيا العادلة" بـ 64 نائبا، والحزب الليبيرالي الدمقراطي بـ 56 نائبا.
وفوز حزب "روسيا الموحدة" هو واضح تماما، الا انه اضعف من فوز سنة 2007. فقبل اربع سنوات فاز الحزب بـ 64% من اصوات الناخبين. وهذه النتائج تعني ان الحزب قد حصل على الاكثرية المطلقة في دوما الدولة (البرلمان)، الا انه فقد ما يسمى الاكثرية الدستورية (الثلثين) التي تمكنه بمفرده من ادخال تعديلات على الدستور التي تحتاج الى اصوات ثلثي النواب. وقد كتبت جريدة "كومرسانت" "ان السلطة الحاكمة اصبحت تحتاج الى شركاء". وبعد ظهور النتائج يوم الاحد مساء علق بوتين على ذلك قائلا انها تعبر عن الوضع في البلاد واضاف "على اساس هذه النتائج يمكننا ان نضمن التطور المستقر لبلادنا". اما الرئيس دميتريي ميدفيدييف فاعترف ان حزب "روسيا الموحدة" اصبح يحتاج الى شركاء في الحكم وان "يدخل في اتفاقات ائتلافية". واكد الرئيس ان النتائج عبرت عن "الدمقراطية الروسية في العمل". ورفض بعض التأكيدات حول التلاعب بالانتخابات من قبل السلطة. ويقول بعض الخبراء ان تقلص النتائج التي حصل عليها حزب "روسيا الموحدة" يعود الى اعلان بوتين عن ترشيحه للانتخابات الرئاسية في اذار القادم، باعتبار ان شعبية بوتين هي اكبر من شعبية الحزب، ومع ذلك فإن الحزب بقي هو الاكثر شعبية في روسيا. وقبل الانتخابات بايام كتبت الاسوشيتد برس ان حزب بوتين "روسيا الموحدة" يعتمد كثيرا على اصوات العسكريين لتحقيق نتائج جيدة. وفي العديد من الوحدات العسكرية جرى اعداد "فطور احتفالي" للجنود والضباط.
والارجح ان يحتفظ بوريس غريزلوف بمنصبه كرئيس للبرلمان، علما انه هو نفسه يشغل منصب رئيس المجلس الاعلى لحزب "روسيا الموحدة".
وجاء في بيان المراقبين الاجانب انه بالرغم من بعض النواقص فإن الانتخابات جاءت مطابقة للقوانين الروسية وللمعايير الانتخابية الاوروبية. كما ان مجموعة مؤلفة من 51 مراقبا عالميا مستقلا من 20 بلدا اعطت تقييما عاليا للانتخابات الروسية. واشار المراقب البولوني، مدير المركز الاوروبي للتحليل الجيوبوليتيكي ماتييوش بيسكورسكي ان النواقص لم تؤثر على النتائج النهائية للانتخابات.
واشارت بعض الوكالات انه جرت بعض الاحتجاجات ضد "عدم نزاهة الانتخابات"، وقد تم اعتقال بعض المحتجين في موسكو وبتروغراد.
وقالت مجلة "شبيغل" الالمانية انه لوحظ انه في يوم الانتخابات هاجم الهاكرز المواقع الالكترونية المعارضة وعطلوها. واعرب الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي عن قلق اميركا حيال هجوم الهاكرز وتعطيل المواقع الالكترونية.
وشارك في الانتخابات في موسكو رئيس الاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف. الذي قال للصحفيين انه وجد صعوبة في اختيار الحزب الذي سيمنحه ثقته وقال "ليس هناك خيار جيد، ولكنه يوجد خيار".
ولخص بعض المراقبين الانتخابات النيابية الروسية بالاستنتاجات التالية:
ـ1ـ ان الفائز الاكبر هو فلاديمير بوتين، الذي يتزعم حزب "روسيا الموحدة" ويحظى بتأييد قطاعات واسعة في الاحزاب الاخرى، باستثناء الموالين للغرب.
ـ2ـ اصبح من المؤكد ان بوتين سيفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة في اذار 2012، والارجح ان يفوز بدورة تالية حسب الدستور ويستقبل السنة 2020 في مركز الرئاسة.
ـ3ـ ان الخط المتشدد لبوتين، في السياسة الاقتصادية والاجتماعية للدولة داخليا، وفي مواجهة الكتلة الاميركية الصهيونية ـ الاطلسية والتقارب مع الدول والشعوب الصديقة خارجيا، سيطبع بطابعه كل المرحلة القادمة، مما سيكون له نتائج وانعكاسات جذرية في الوضع الدولي برمته.
ـ4ـ ان اخشى ما تخشاه الدوائر الامبريالية والصهيونية اليوم هو قيام تقارب وثيق بين حزب "روسيا الموحدة" والحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية وغيره من الاحزاب اليسارية الاصغر حجما التي يعمل بوتين وفريقه في القوات المسلحة واجهزة الدولة لاستقطابها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يحث إسرائيل على التفكير في بديل آخر لضرب منشآت إيران ا


.. قصف متواصل على الضاحية الجنوبية واشتداد المواجهات جنوب لبنان




.. مشاهد تظهر فيضانا يغرق قرى في البوسنة


.. مظاهرة وسط العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية وا




.. انفجارات في الضاحية الجنوبية لبيروت