الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات (الدانات العشر) ... قراءة (1)

حلمي محمد

2011 / 12 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كتب مخاطباً العالم بأسره عبر شبكات الإنترنت, من يجيد قراءة اللغة العربية ومن لا يجيدها, موجهاً خطابه إلى العامة والخاصة, العالم والجاهل, المثقف والأمي, كتب في أولى داناته العشر المدرجة ضمن مقالته, تحت عنوان "دانات ... فى زمن العته !"

كتب يقول:

*" لولا اخفاق حكاّم مصر (ونظمهم) خلال العقود الستة الماضية، لما اختار كثير من المصريين اي مرشح من المحسوبين على التيار الإسلامي. لولا اخفاق هؤلاء : سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً وثقافياً، لما دخل البرلمان المصري عضو واحد من التيار الديني. فالانسان الذي يعيش في ظروف حياتية كريمة، والذي يشارك في الحياة العامة كصاحب مصلحة في اختيار ممثليه وحكوماته ، والذي تلقى تعليماً عصرياً يقوم على تفعيل العقل بوجه عام والعقل النقدي بوجه خاص ، والذي يعيش في مناخ اجتماعي يتسم بالوضوح والعدل (والعدل فى أحسن الأحوال "نسبي")، والذي يحيا في مناخ ثقافي وإعلامي ينتمي للعصر ومسيرة التقدم الانسانية ، لايمكن ان يختار من لا علاقة لهم بالعصر والتقدم والحداثة وحقوق الانسان وحقوق المرأة. لولا اخفاق حكام مصر (ونظمهم) خلال العقود الستة الماضية في كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة ، لكان جل المصريين قد اختاروا من يشغلهم الحاضر والمستقبل ، لا من لا حديث لهم الا عن الماضي وما سلف ومن سلف."




قراءتي ...

- جاءت قراءتي لأولى الدانات العشر, كلطمة على جبيني (كمصري عربي) له عقيدة يؤمن بها ويغار عليها, وكان من دواعي أسفي أن تأتي قراءتي تلك, لداناته العشر, بعد أيام قلائل من لقائي بمجموعة من (شهود يهوه), هنا في (الغرب المتحضر الديمقراطي العلماني)..!!
الذين نستقي منهم الديمقراطية والعلمانية والتحضر, وكل ما نتشدق به من حريات فكرية, ونلهث وراءهم ونتحسس خطواتهم لكي نلحق بركبهم الحضاري. .... الخ!

وحين قارنت بين ما جاء في (الدانة) الأولى, وبين ما دار من حوار ونقاش بيني وبين جماعة (ولا أقول أفراداً) من شهود يهوة, حول تاريخ الرسالات العقائدية وتتابع الرُسل والأنبياء, وما لحق بتلك الفترة الزمنية من أحداث, (التاريخ الديني).

وجدتُ أنهم يكنون جل الاحترام والتقديس للتاريخ الإسلامي وللصحابة والتابعين لهم من الأئمة الصالحين, (والسلف .. ومن سلف) ...!!! على عكس ما جاء في خاتمة الدانة الأولى.

إن الانسان الغربي (الأوربي) البسيط الذي لم يتحصل على شهادات علمية ولم يناقش أي من رسائل الدكتوراة أو الماجيسير التي يحملها المثقف العربي, إنه ليعلم عن الدين الإسلامي وتاريخه والسالفين, ما لم يعلمه (نظيره) من المثقفين العرب.

- وإني لأعجب ..!!
هل قام (طارق حجي) بعمل استفتاء رسمي, وشعبي بين كافة الشعب المصري, ليؤكد النتيجة التي خرج إلينا بها, ويعلنها على لسان (الكثيرين) من الشعب المصري.؟؟؟!!!
أم أن ما توصل إليه وقاله, لا يمثل سوى رأيه الشخصي فقط. حيث يقول:

*" لولا اخفاق حكاّم مصر (ونظمهم) خلال العقود الستة الماضية، لما اختار كثير من المصريين اي مرشح من المحسوبين على التيار الإسلامي."

- ومن منطلق ما جاء وورد ضمن الجزئية التي بدأها بـ..
" فالانسان الذي يعيش في ظروف حياتية كريمة،" ...
إلى أن اتهى بـ...
"لايمكن ان يختار من لا علاقة لهم بالعصر والتقدم والحداثة وحقوق الانسان وحقوق المرأة."

- كواحد من أبناء الشعب المصري, الذي تحدث هو بلسان الكثيرين منهم, أقول له:

أنا .. كإنسان عاش في ظل ظروف حياتية كريمة, وتلقيتُ تعليماً عصرياً ساعدني على اعمال العقل, لا على تعطيله أو إهماله, وكإنسان أعيش في مناخ اجتماعي سليم, من أهم سماته الوضوح والعدل واحترام فكر وعقيدة الآخرين, وأحيا في مناخ ثقافي وإعلامي ينتمي للعصر, ومسيرة التقدم الانسانية, وأمارس الحياة الديمرطية الحقيقية, (وليست الديمقراطية المفتعلة المدعاة أو التي ينادي بها من لم يعرفها أو يمارسها), ولا يتعدى استيعابه لها أبعد من مسماها, وبعد أن قضيت ما يزيد عن خمسة عشرة عاماً داخل المجتمع الأوربي, وفي هذه (البيئة الصحية) فكرياً وثقافياً, والتي هي معقلاً للديمقراطية والحريات العقائدية والفكرية, والتي من مبادئها احترام الآخرين حتى وإن اختلف الفكر والمنهج بينهم, دون الحاجة إلى التشكيك في نواياهم أو الإفتراء عليهم بالكذب والباطل, ... من هنا من قلب قلعة من علمونا كيف ننطق بهجاء, وكيف نكتب أولى حروف كلمة الديمقراطية.

أقول لكَ .. لو كان لي حق التصويت, لأعطيتُ صوتي لمن يعرف حقوق الانسان وحقوق المرأة ويجُلها ويحترمُها ويُعلي من شأنها بين نساء العالم. وإن كانوا من (المحسوبين على التيار الإسلامي), على حد قولكَ.

ولم ولن أعطي صوتي لمن يُحقرها ويُحيلها إلى (دُمية) يعبث بها العابثون ويتاجرون بجسدها وعفتها وأنوثتها, ولا يصونون كرامتها.

مع الأخذ بالاعتبار أن الأغلبية العظمى في التصويت, كانت للمرأة المصرية التي قررت بكامل إرادتها وبما يُمليه عليها ضميرها, أن تعطي صوتها لمن تستأمنه على دينها وعقيدتها.

من ألمانيا الديمقراطية ... في 05.12.2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا تعتبر الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة خطوة تم


.. الناتو يعلن عن خطة شاملة لتسليح وتمويل الجيش الأوكراني




.. نافذة إنسانية.. شبح الجوع يعود إلى شمال غزة مع استمرار إغلاق


.. وزير الإعلام السعودي: دور الحكومة أصيل في تنظيم الحج ولا أحد




.. -عن روح أبي-.. طفل من غزة يوزع التمر صدقة عن والده الشهيد