الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كُردستان العراق.. وزَحفْ الخطاب السلفي0

عارف الماضي

2011 / 12 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


لايمكن لأي مُراقب أو مُحلل سياسي مُنصف وأقصد منهم من يتابع الأحداث التي تجري في العراق وعلى مختلف الاصعده , وكذا في كردستان العراق.. أن ينظر بحسن نية أو بعفويه لما جرى من أحداث فوضويه مسعورة , استهدفت المسيحيين والايزيديين ولم تستثني طبعا الأقوام والأقليات ألدينيه والاثنيه الأخرى.. ,وان تُختزل تلك الأعمال ألمخجله.. بكونها موجهه الى محال لبيع قناني من الكحول أو فنادق سياحية أو مرافق ترفيهية ,أن مايظهر ألصوره بكونها أكثر شمولا وتعقيدا وان ألقصه قد لا تتوقف عند زاخو أو دهوك, هو خروج تلك الأعداد من المتطرفين من تحت منابر لخطباء ,نعتقد أنهم يمثلون أمتداداً عقائديا خطيراً للفكر التكفيري السلفي, والتي تَلظّت بنيرانه ألاف البشر في أرجاء العالم , وكان أكثرُ إيذاءً لشعب العراق حيث حَصد الآلاف من رجالهِ ونسائهِ وأطفالهِ وخلال السنوات المنصرمة والتي أعقبت سقوط صدام , ولما أنتجه هذا السقوط من نواتج عرضيه جاءت برمتها كتركات ثقيلة لممارسات ذلك النظام الاستبدادي الأحادي المُتخلف 0
لقد وَجّهت تلك الأحداث صدمه كبيره ,للكثيرين وخاصة من العراقيين القاطنين في وسطه وجنوبه وهم ينظرون بعيون مُفعمة بالأمل , لمستقبل كردستان العراق , لاسيما وان مئات الآلاف منهم و اللذين أستمتعوا بجمال طبيعتها بشُم جبالها وعطاء وديانها ونهضتها ألحضاريه البارقة,والتي جاءت وبدون شك نتيجة حتمية لانهيار النظام السابق وابتعاد أقدامه ألهمجيه من تلك ألمنطقه قبل أكثر من عقدين من الزمن , أضافتاً لعدم توفر بيئة مُلائمة ولا ملاذ اّمن لذلك الفكر التكفيري والذي , أساء إلى المسلمين قبل غيرهم! أخذاً على عاتقه مسؤولية مسخ الآخرين بشتى وسائل التهجير والقتل والتدمير,فشملت أعمالهم الشنيعة ومثلما يقال الأخضر و اليابس على حداَ سواء 0
ولعلنا في هذا المقال المقتضب نستطيع الوصول بقرائنا الأعزاء إلى بعض الحقائق والتي قد يعرفها الكثيرين عن طبيعة التركيبة الديموغرافيه لسكان تلك ألمنطقه ومن أبرزهم الأشوريين والكلدانيين والناطقين بالسريانية بشكل عام , وهم وبدون أي اجتهاد سُكان العراق الأصليين قبل أن يكونوا سُكان شماله منذُ اكثر من خمسة ألاف سنة مضت! وغيرهم من الصابئة واللذين يؤرخ وجودهم في هذه البلاد العريقة بأربعة ألاف عام , وغيرهم من ماسُمي جُزافاً ب( أقليات), فهم في حقيقة الأمر ليسوا غُزاة ولاطارئين, لكي يتم التعامل معهم بمختلف هذه الأساليب , والتي شملت إضافة إلى ما نَوهّت اليه, اعتداءات مُتكرره على أديرتهم وكنائسهم ومعابدهم في وسط العراق وجنوبهِ ,كان أكثرها إيلاماً الاعتداء الوحشي الدموي الغادر على(سيدة النجاة) في بغداد والذي جرى في مثل هذه الأيام من العام الماضي , وغيرها الكثير من الممارسات ألا أخلاقيه والتي يُراد منها أفراغ العراق من بعض مكوناته الاساسيه العريقة والتي تعايشت بحب ووئام وخلال حُقب زمنيه عميقة قبل ألدوله الاسلاميه مرورا بالدولة الامويه والعباسية والعثمانية وآخرها ما عُرفَ بالدولة ألعراقيه ألحديثه والتي تأسست في العقد الثاني من القرن الماضي. فلم تشهد كل تلك العصور والتي كانت بعيده عن التقدم العلمي والتقني أي من تلك الممارسات سوى ما قام بها الغزاة من وسط أسيا من اجتياح لبغداد وقتل سكانها دون تمييز ,وكما فعله (هولاكو) أو سواه0
لقد طرقت الأحداث الاخيره في أقصى كردستان ناقوس الخطر لحكومة الإقليم
بضرورة الإقدام لأخذ زمام المبادرة وضرورة تجفيف كل مصادر التكفير وإلغاء والإرهاب,والتعامل مع الموضوع بكامل الحزم والجدية والنظر لعواقبه الوخيمة على سكان ألمنطقه ومستقبلهم وأجيالهم القادمة فيما لو تفشى هذا الفكر المتدني في تلك المجتمعات ألمحليه المختلفة المذاهب والمشارب, وهو بلا شك يربوا من وراء ذلك إلى إشعال فتيلة حرب دينيه عرقيه لانهاية لها , ونعتقد جازمين أن التحري عن المُحرك الأول لهذه الأعمال الاجراميه وهم بلا شك خُطباء لديهم
أرتباطات مشبوه طُلب منهم إستغلال علوّ أصواتهم في تنفيذ ذلك المُخطط المريض والذي لمحنا لأهدافه ونواياه الخبيثة ولتبقى غايتها البعيدة إستبدال إرض السواد بأرضاً لليباب0ولكننا سنُراهن مُيقنين بوعي وتلاحم شعب كردستان العراق وقدرته الغير محدودة في دحر هؤلاء الأوغاد, وإظهار مدنهم وقراهم وقصباتهم بمظهر حضاري لائق لتكون وتبقى شوكة سميكة بعيون الحاقدين الظلاميين0
الكاتب:عارف الماضي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحلقة تستمر لهدر الطاقة ومظيعة الوقت
اسماعيل ميرشم ( 2011 / 12 / 8 - 13:34 )
يجب ان تواجه الخطاب الديني -التكفيري- الملي في مساجد كوردستان الموجه لتعبئة الشباب وشحنهم عاطفيا متخذين تبريراتهم من الواقع الفاسد الاداري والسياسي ليقوموا باعمال تخريبية وعنف ببديل وبرنامج عملي وعلمي لتوجيه الطاقات الشابة لتوجهات عصرية وجديدة تعود نفعها على الشباب اولا وعلى مستقبلهم وعلى تحسين وتطوير ثقافتهم المدنية الاعنفية، بمعنى اخر-الاستثمار في الشباب- لانهم قادة المستقبل. البحث عن اسباب وجذور ودوافع ما حصلت اولا في السليمانية قبل اشهر وقبل ايام في بهدينان، لايجاد اليات وبدائل وخطط اجتماعية واقتصادية وسياسية لتحقق للجميع حاجاتهم وطموحاتهم بشكل ايجابي لانفسهم وللمجتمع، واما اللجان والتهديد ب-التطهير- فهي قمة دلالة قصر النظر والالتجاء للاساليب البوليسية وهي فاشلة حتما بل نتائجها وخيمة وسلبية على الجميع. يجب الاستعانة بخبراء واختصاصيين في هكذا احداث والاستفادة من تجارب الشعوب الاخرى في سبيل ايجاد حل ناجع ومنع تحويل الحالة الى مزمنه فتصعب شفائها كما الحال مع واقع الشعوب العربية
فهم صنعوا بتصفيقهم وهتافاتهم دكتاتوريات قومية والان يصنعون طغاة اسلاممين مسيسين وهكذا حلقة العنف تستمر


2 - ألآليات .. هي الجواب الآمثل
عارف الماضي ( 2011 / 12 / 8 - 16:17 )
في البدء اشكر السيد أسماعيل...على اهتمامه0
ولكننا بهذه المقاله المستعجله لايمكننا معالجة كل فصول هذا الملف المعقد.. ولكن اردنا توجيه رساله انسانيه خلاقه تشمل بنود متداخله عديده.. اما عن الاليات التي أشرت لها فهي ضروريه جدا للحد من انحراف الشباب وسقوطهم بيد المُجهلين0 ولكنها جُربت في مناطق ساخنه دون ان تعطي نتائج سريعه... ان الوضع الاقتصادي في الاقليم افضل بكثير من مناطق في وسط وجنوب العراق تعاني من بطاله كبيره واهمال كبير في الخدمات.. ولكن لاتشوب هذه المناطق صراعات وتوجهات مثلما حصل الان في المناطق المشار اليها وفي هذه الايام على اقل تقدير0
0 تقبل تحياتي.. المفعمه بعطر شجيرات الفرات..وشذى نسيم دجلة الخير

اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس