الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات مغترب

اكرام الراوي

2011 / 12 / 7
سيرة ذاتية


يوميات مغترب

اليوم وطأت ارضي بلدا" اخر غير العراق ,, الذي ولدت وترعرعت وتعلمت واحببت وبكيت وفرحت وضحكت وغضبت فيه,, وطأت قدماي بلدا" لم اكن اخطط يوما لاقيم فيه.. الا انني كنت متفائلة انني ساحظى باهتمام كبير فيه , واعامل باحترام وتقدير وسانال خلال فترة قصيرة هعملا" في احدى الصحف او المجلات فيه كوني اعمل في مجال الصحافة , الا انه اتضح بعد سنوات لاحقة انني كنت احلم في وهم كبير ...
عالم جديد مختلف عن العالم الذي قدمت منه .. اختلاف في اللغة والثقافة , اختلاف في العادات والتقاليد, اختلاف في التفكير , معاني مختلفة للاشارات والايماءات , مجتمع قروي وليس حضري كالمجتمع الذي قدمت منه, حينها لم اكن اعبأ كثيرا" بذلك, فانا بطبيعتي مرنه وبامكاني التأقلم مع اي مجتمع واي محيط اقيم فيه.
بقيت لسنوات طويلة ارى شعب هذا البلد الذي اقيم فيه شعبا" متسامحا" ودودا" اجتماعيا", انسانيا" , ينظر لشعوب العالم باحترام ويقيم البشر وفقا" لامكانياتهم العالمية والابداعية او للبلاد التي قدموا منها,فلا يعاملك احدا" بخشونة او بدون ابتسامة وادب في الشارع والحافلة والموؤسسات الرسمية , وأذا ما قارنت هذا الشعب بالعراق او بأي بلد عربي اخر , فتصيبك الدهشة , وتشعر بسعادة انك تقيم في مجتمع مثالي , الناس يتعاملون هكذا بمثالية مع بعضهم البعض, في حين شعوبنا العربية ومنها نحن, نتمتع بسرعة الغضب , والتلفظ بالفاظ نابية مع بعضنا البعض , وخاصة في حالات الغضب, والعنف يشكل جزء من شخصيتنا, فضلا" عن الصراخ او التحدث بصوت عالي , وبكثرة الكذب وتقديم الوعود بدون الالتزام بتنفيذها.
قد يبدو الامر حتى الان معقولا" وليس فيه غرابة , وخاصة لدى العرب , فالمجتمعات الغربية قدمت منذ قرون للعالم الثالث ولشعوب الدول التي تعيش في الفقر والصراعات, نموذجا" رائعا" للرفاهية والتحضر والرقي الاخلاقي والحضاري والعلمي , وكانت تلك الدول حتى الماضي القريب, هي القدوة والمثل الاعلى لدول العالم الثالث التي عاشت وتعيش اضطرابات سياسية واجتماعية وسياسية , وتخلو من العدالة الاجتماعية واحترام الانسان , الا ان الحقيقة لايعرفها او يستطيع لمسها الا ذاك الذي يقيم في تلك المجتمعات الغربية وينصهر في ثقافتها , ليكتشف حينها ان كل تلك الصور عن العالم الغربي هي صور قبيحة ومشوهة , لاتزيد عن كونها صور تبدو امام الناظر جميلة ورائعة , الا انها تخفي ورائها صورة بشعة وقبيحة لهذا العالم.
وفي هذه القصص او السلسلة ساكشف الوجه الحقيقي لتلك المجتمعات والشعوب ليرى العرب المبهورين بتلك المجتمعات الصورة الحقيقية, وليشفوا من حمى الهجرة , وليحاولوا البحث عن الشخصية العربية او الشرقية الرائعة التي لايوجد لها مثيل في العالم , ويحاولوا بناء مجتمعات عربية جديدة تجمع بين المدنية والتكنولوجية الحديثة وبين الثقافة العربية الرائعة التي تحمل اغنى كنوز الارض بكل انواعها, وليقدموا للعالم الصورة الحقيقية لتلك الشعوب وليس الصورة التي رسمها العالم الغربي لها.
-----------------------------------
اكرام الراوي /لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة