الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرس الديمقراطى

رشا ممتاز

2011 / 12 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان




لا ادرى لماذا ذكرنى العرس الديمقراطى الذى اقيم فى بلاد المحروسه بحدوته العمده المفترى اللذى كان يبطش بأهل قريته ويسلط عليهم بلطجيته لجمع الإتاوات وترويع الآمنين .

وبعدما تراكم الخوف و الظلم والفقر فى القرية تشجع بعض شباب القرية من ذوى التعليم العالي وتكاتفوا وتجمعوا عند احد مداخلها وعلت أصواتهم بالمطالبة برحيل العمدة هو وبلطجيته ومحاسبتهم جزاء ما اقترفوه من ظلم وجرائم فى حقهم وحق زويهم .

مطالبين بالديمقراطية فى اختيار من يمثلهم و بالحرية والحياة الكريمة ...



وعلى الرغم من عدم معرفة أهالى القريه بمعنى الديمقراطيه التى يطالب بها الشباب إلا ان عدد كبير منهم تعاطف معهم وساندهم وشاركهم الإحساس بالظلم والقهر ...

وبدا اعداد المتعاطفين فى الازدياد فخشى العمده على منصبه و هيبته وارسل بلطجيته لضرب شباب الحي الثائر وقتلهم بوحشيه وتقليع عيون اكبر عدد منهم ليكونو عبره لمن يعتبر .


لم تنجح خطتة وزاد العنف من اصرار الشباب الثائر بل فتحو صدورهم لاستقبال الموت وعيونهم لستقبال الظلام فلن يكون ظلام العمى أبشع من ظلام الذل .

ازدادت حيرة العمده وقرر الذهاب الى البندر ليستشير المعلمه شريفه وهى احد العوالم المخضرمين ورفيقه قديمه تربطه بها علاقه حميمه شبيهه بالعلاقة بين مشكاح وريمه , فعلى الرغم من الشد والجذب الدائم بينهم الا انهم فى حاجه دائمه لبعضهم .

فاشترطت عليه المعلمه بإخراجه من الورطة مقابل مشاركتها له فى حكم البلد..

وافق العمدة على شرط المعلمة وسمع مشورتها التى تلخصت فى حيله يعرفها المصريين فى المناطق الشعبيه الفقيره عندما يقعو فى ورطه أو ازمه ماليه, نصحته بإقامة عرس وهمى للديمقراطيه ... يفرح اهالى القريه ويلبى مطالب الثورجيه .

-- ولو خفت من مقاطعة اهل القريه للفرح تضامنا مع الثوار انشر خبر بفرض اتاوه كبيره على كل من يمتنع عن الحضور وعندها سيلبون النداء طائعين ! وادبح الدبايح ووزع التموين واطعم الفم تستحى العين ...



سمع العمده كلام المعلمه شريفه و انتشرت اخبار العرس والاتاوه فى القريه , و جاء بفتاه خرساء صماء كفيفة لتلعب دور العروس ديمقراطيه , وشاركت المعلمه شريفه العالمه وقامت بدور الست حوريه ومعها صبيتها عدليه, ورقصو رقصات مبتزله لقت قبولا واسعا من المطابلتيه, واتى الواد شحته اخو المعلمه شريفه وقام بدور القرداتى وعمل حركات مسليه , واتى المطرب الشعبى العتيق وغنى بصوته النشاز اغانيه الهابطه التقليديه, وجاءت خالتى ام حنفى بائعة الفجل مع المعلمه شريفه وقامت بدور الحاجه نزهيه ام العروسه ديمقراطيه, ودبحت العجول ووزعت الحاجه نزيه اكياس اللحمه و الارز و السكر والشاى والبقول , وفرشت الموائد بكل ما لذ وطاب واكل المعازيم الفته حتى امتلأت بطونهم بالسمين ونسو الشهداء و الثوار المعتصمين !

وفى اليوم التالى اجتمع العمده مع حكماء القريه وطلب منهم الحكم بينه وبين الثوار وقالهم مش انتو حضرتو فرح ديمقراطيه ؟؟

-- رد الجميع ايوه حضرنا وخيرك مغرقنا .

طيب انا سايب الحكم ليكم طلبو ديمقراطيه جبتلهم ديمقراطيه طلبو حوريه جبتلهم حوريه وعدليه كمان عايزين منى ايه تانى ؟؟

--رد اهل القريه بنفس واحد فعلا عايزين ايه تانى عداك العيب يا كبيرنا اما شباب اهوج والعيب على تربيتنا

وتطوع وفد من الحكماء بالذهاب لإقناع الشباب الثائربفض الاعتصام والعوده الى منازلهم بسلام .

وقالو لهم :العمده ما قصرش وحقق لكم كل مطالبكم واكتر, واكدو لهم انهم حضروعرس ديمقراطيه بالامس وان الفرح كان فوق الوصف والسفره كانت عمرانه من كل صنف , وتوافد اهل القريه على الفرح صف وراء صف, و حوريه الغزيه واختها عدليه رقصو احلى رقص ولمو نقوط من الاغلبيه , وبالاماره الحاجه نزيهه ام العروسه ديمقراطيه بذات نفسها وزعت علينا إشى اكياس لحمه و إوشى كياس سكر, وبواكى الشاى والرز كانوا بالكوم ونايبكم فى الحفظ والصون ,عايزين ايه تانى بقى ؟؟



لم يستجيب الشباب لطلبات حكماء القريه بفض الاعتصام واصرو على موقفهم بصبر وإيمان فطلب الحكماء مدد من اهل القريه اللذين اتو بالشوم والعصيان , ونزلو فى الشباب شتم وضرب ..

 لعب العمده دور المخلص وحاول فض الاشتباك بين اهل القريه والشباب الثائر...

 وقال لهم مش كده يا جماعه دول ولادى برضو مهما عملو والظفر ما يطلعش من اللحم ... لو عليه انا مش مدايق من وقفتهم ابدا بالعكس انا معاهم و ايدى بأدهم لكن انا همى عليكم وعلى مصالحكم كماان ..... عايزين بقى نستقر زى زمااااااان .


قال واحد من الحضور طول عمرك طيب وقلبك حنين يا كبرنا ربنا يخليك لينا ياعمدتنا و تعالى وراؤه الهتاف بحياة العمده حامى الاستقرار والمدافع عن الديار و الموت للثوار ...


وتوته توته ولم تنتهى الحدوته ...

******

لم اشارك فى هذه المسرحيه الهزليه التى اطلق عليها العرس الديمقراطى كنوع من الايهام و التضليل فبيننا وبين الديمقراطيه لازالت سنوات ضوئيه فالديمقراطيه هى الدرجة الاخيره فى سلم اوله القضاء على الفقر حتى لا يبيع المواطن صوته لمن يدفع الثمن والقضاء على الجهل حتى يستطيع المواطن اختيار من يمثله ونشرالوعى السياسى حتى يدرك معنى الديمقراطيه وغيرها من المصطلحات السياسيه ...


ما حدث يوم الانتخابات البرلمانيه يمكن تسميته بغزوة الصناديق الثانيه على غرار غزوة الصناديق الاولى التى اطلقها شيخنا السلفى الجليل اطال الله لحيته وقصر جلبابه ابا اسحق الحوينى..


وانتهت الجوله الاولى من الغزوه بانتصار دين الاخوان والسلفيين على الكفار الملحديين ودخل الدين الجديد مصر المسلمه بلد الألف مآذنه.........ولم يعد أمام المصريين الاحرار سوى خيارين إما الدخول فى دين الاخوان والسلفيين أو دفع الجزية صاغرين !

ولا عزاء للشهداء والمصابين ............ وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية كبيرة
نبيل السوري ( 2011 / 12 / 8 - 06:02 )
يا ست رشا، أنت مقلّة ونفتقد مقالاتك الهامة
مصيبتنا في هذه البلاد المتعوسة هي التسلط الديني والطغيان الأبوي
ما يحدث اليوم من هتك عرض الديمقراطية على يد الظلاميين أمر مؤسف، لكن يبدو لابد منه في شرقنا
أصل المصيبة هي حكم الطغيان الهائل لأوطاننا كلها لفترات تجاوزت 50 عاماً متحالفاً مع الكهنوت الانتهازي، ففي سوريا ومصر والعراق وتونس واليمن وغيرها قام الحكام السفلة كلهم بحملة نهب مرعبة لثروات البلاد، بالتالي إفقار هائل للشعوب وما ينتج عن ذلك من تجهيل، فدخل الشيطان الديني من هذه النافذة التي كانت تتوسع باضطراد لعقول وضمير الشعوب وتربعت الخرافة وترعرعت، فأصبح من الطبيعي أن يفوز الظلاميون في أية انتخابات، وكل الشكر في ذلك لحكم الطغيان
لكن، علينا ألا نيأس ولانقنط، بل أن نعمل بجد أكثر نحو مجتمع علماني منفتح على الجميع يؤكد على حق الأقليات قبل الأكثرية، ويعامل البشر، خاصة المرأة متساوين بدون أي تمييز. الطريق طويل لكن كان لابد من التخلص من الطغيان لكسر الستاتيك المرعب

دول النفط، سيأتيها الدور وأظن السبب هو الغباء الهائل للحكام إضافة للحداثة التي لن توفر أحداً من مطرقتها
تحية كبيرة للمتنورة رشا


2 - اتفق معك
رشا ممتاز ( 2011 / 12 / 8 - 19:28 )
أشكرك استاذ نبيل السورى واتفق تماما مع ما تفضلت به فى مداخلتك القيمه

تحياتى


3 - لا تتعجلوا عرس الديمقراطيه
ناديه احمد ( 2011 / 12 / 8 - 20:00 )
اننا لازلنا فى مرحلة التعارف , وكلنا كنا نعرف منذ فترة مدى قدرة الاخوان على الوصول بصناديق الانتخاب , والنظام السابق كان يعرف هذه المقدره ولذلك منعهم .. ولكن لاحظى ان الاخوان استعانوا بمسيحين فى حزبهم للحفاظ على شكلهم الديمقراطى , وسوف يستعينون بمسيحين فى وزارتهم الجديده اذا كان فى ذلك نجاح لوزارتهم , فالسياسه دائما لها شأن اخر .


4 - أشاركك همومك استاذة رشا
محمود كامل ( 2011 / 12 / 10 - 05:26 )
تحياتي أستاذة رشا
لكي يضمن نظام أوليغارشي عسكري بقاءه يلجأ لوسائل منها فائض من العنف لسحق فكرة الاعتراض الاجتماعي بالتدريج ثم تفريق المجتمع المحكوم لتسهيل السيادة عليه يغدو بعدها النظام الأوليغارشي الممر الوحيد للتفاعلات السياسية وهذا نموذج المجتمع الممسوك، المحروم من أي تماسك ذاتي، والذي تتحكم السلطات الحاكمة بمستوى تماسكه ووحدته
الرهان سيكون على تغير فكري انقلابي داخل جماعة الاخوان وهو رهان يبدو خاسر ولكنه الأمل الوحيد


5 - شكرا استاذ محمود
رشا ممتاز ( 2011 / 12 / 11 - 00:49 )
اشكرك على تعليقك وننتظر الامل

تحياتى

اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح