الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(اذكروني عند الامير)

هيثم الساعدي

2011 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


عبارة مشهورة تناقلها الرواة والخطباء على مر الدهور والازمان حين اطلقها احد الرماة في معركة الطف بعد ان سدد سهمه ليكون اول البادئين بتنفيذ الامر الموكل اليه من قبل طاغية زمانه يزيد بن معاويه ضد الحسين واتباعه لكي يحظى بمكانة مرموقه عند الامير وقد سارت تلك الكلمه مسرى الامثال حينما يراد ان يشار الى التملق او التزلف لدى الطغاة 0تذكرت هذه الكلمه وانا استمع في يوم عاشوراه الى احد الخطباء المفوهين وبعدان سرد الروايه المعروفة عن مقتل ابي عبدالله الحسين 0شرع في قراءة اللطميات الحسينيه والجماهير المحتشده تردد ورائه وتمارس طقسها القديم والمتجدد واقصد به اللطم على الصدور متاثرين بما يعرفوه من جو الواقعه وماتثيره فيهم القصائد الحسينيه من شجى وحزن واستمر العزاء ضمن هذا الطقس الرائع 0غير ان القارئ بدء بدس كلمات لم يالفها الناس في مثل هكذا مناسبات بل كانت كصوت نشاز ضمن سمفونيه الحزن العاشوريه 0وكانت هذه الكلمات عبار ه عن دعايه رخيصه لاحدى الجهات المتنفذه في عراق اليوم وهي مقاطع من قصيده يتهجم فيها الرادود على امريكا 0 استغرب الناس في البدء من هذا السلوك الغير متسق مع اجواء الشجن والالم التي عبر عنها الشعراء في ثنايا قصائدهم في استذكار الحدث0 اما ان يدس انف امريكا ولعنها وفي هذا الوقت بالذات , فهو شئ لم بالفوه وخارج عن السياقات بل هو خلط سخيف وسمج للامرين معا 0البعض تنبه للامر وانسحب من العزاء والبعض الاخر توقف عن اللطم لحين مرور المقاطع المتعلقه بالشتم واللعن لامريكا 0احد الحاضرين همس في اذني اتعلم لماذا افتعل الرادود هذا الامر؟ قلت له لا ادري فقل انتبه الى الجالس هناك فأشار الى احد الشخوص المتجهمين والذي كان يمارس النظر باستعلاء للاخرين 0قلت له نعم ارى ذلك الشخص فقال انه مرتبط باحدى الدول المجاوره لنا والخطيب اراد ان يقدم له عربون محبه وولاء وبنفس الوقت سوف ينقل ذلك الشخص صوره جيده عن هذا الخطيب عند ولي الامر وانت تعرف ماذا يعني رضا الولي عنهم 0قلت سبحان الله قبل قليل كان ينتقد عمر بن سعد لانه اطلق سهمه وقال اذكروني عند الامير وهاهو الان يطلق سهام كلامه ليذكروه عند الامير0
اعلم ان البعض سيستغرب كلامي هذا وربما يلومني عليه لما تمثله امريكا عندهم من بؤرة شر ومثابة طغيان لا اريد ان ادخل في سجال معهم او مناكفه فلكل ظروفه 0ولكن الذي اعرفه ويعرفه كل العراقيين اننا فبل ان تاتي امريكا الينا وتخلصنا من طاغية العصر واوباشه المأفونين 0لم نكن نمارس اي طقس حسيني الا بمشقة الانفس وبعد ان نبدع في الاحتيال على رجال الامن واذنابهم لكي نمرر جزء ولو يسير من هذه 0اما الان والحمد لله فالجميع يمارسون مايحلو لهم من طقوس ومن عبادات اتحدى اكبر دوله شيعيه ستسمح بها لولا وجود الامريكان 0 افبعد كل هذا ياتي هذا الخطيب وغيره ممن ابتلانا الله بهم لكي يتبرأ ويذم ويلعن امريكا- سبحان الله لماذا هذا الجحود والانكار- وانا متاكد لوسألته رايه الحقبقي بالامر لاجابك بان لامريكا فضل كبيرعلينا لاينسى 0ولكن حب الدنيا وكما فال الامام الصادق رأس كل بلاء حب الدنيا راس كل خطيئه 0 للاسف الرغبه بالحصول على الهبات والمناصب وحطام الدنياهي التي تدفعه وغيره لانتهاج هذا الطريق 0
لااطلب من الناس حب امريكا او بغضها ولكن اتمنى ان تكون الشعائر الحسينيه بعيده عن اوحال السياسه ومشاكلها وكلنا يعلم ان العلاقات الدوليه متغيره والحقائق تتبدل تبعا للسياسه بينما واقعة الحسين محفوره باللاوعي مستقره حيث استقرار الحق0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لسنا واقعيين
علي ناصر ( 2011 / 12 / 8 - 17:14 )
اننا جاحدون حقارغم انها امريكا او هي الامبريالية واكثر انها الاستعمار ...ولكن يااحبة انها كانت سببا في خلاصنا من ابشع الدكتاتوريات في العالم الحديث ..لا اريد ان اسرد فضائع هؤلاء الاوباش وتفننهم في احتقار العراقيين وسحقهم واذلالهم لم يكن هؤلاء بشرا , لايملكون من مقومات الانسان صفة ,,فهم معروفون للشعب من اي ملة هم ,ان ابشع الانظمة في العالم لا توازي ذرة من بشاعة صدام واعوانه .هذا الكلام يفهمه على عجل وببداهة كبيرة من عرف النظام وعاش تحت قسوته واظطهاده وظلمه ..اما الذين كانوا بعيدا عن هذه المعاناة ,فلهم الحق بما يكتبون,,شكرا لك


2 - أأيد تعليق الاخ علي ناصر وفدوه لشفايفه
عبد الحسين طاهر ( 2011 / 12 / 8 - 20:18 )
أخي هيثم الساعدي اليوم وبطريق الصدفة وبعد ان شيعنا القاص والروائي محممود عبد الوهاب الى مثواه الاخير في/ ويصعب عليّ ان اقول مقبرة الحسن البصري في مدينة الزبيرالان المبدع لم يقبر ويبقى ذكراه خالدةوفي المساء كنا نجلس في مقهى الرصيف الثقافي كما اشعنا اسم المقهى التي نجتمع فيها كان احد الاصقاء يدخل على الحوار المتمدنففوجيء بمقالتك اذكروني عند الامير فصرخ بي هذا ياهو انه هيثم الساعدي وبالطبع كنت احدثهم عن تعليقاتك الجميلة على مقالاتي وكنت اراهن على انك مبدع حقيقي وبعيد كل البعد عن المراآت والنفاق وكنت وكنت اطلعهم على تعليقاتك الجميله على مواضيعي انا سعيد ان اعث على موضوعك الاول واعلق عليه سارسل ملحق للتعليق هذا لاحقا انا مسرور جدا تحياتي واعجي بشجاعتك المخلص عبد الحسين طاهر


3 - ملحق للمبدع العزيز هيثم
عبد الحسين طاهر ( 2011 / 12 / 8 - 22:25 )
هناك بعض الاخطاء في التعليقي الاول مثلا انا سعيد ان اعثر وكذلك اعجابي منذ قرات تعليقك على موضوعي حرام حرام على البصرة حلال على بغداد هذا يكفي يا صديقي موضوعك كان جميل وقوي جداًتحياتي


4 - الى الاستاذ علي ناصر
هيثم الساعدي ( 2011 / 12 / 9 - 09:51 )
شكرا لمرورك الكريم على المقالة واتمنى ان ترتفع الاصوات في العراق وكل مكان لفضح وتعرية اؤلئك المتسترين بشعارات باليه وخرقه اكل الدهر عليها وبان معدنها الرديء 0كما اود من الجميع ان يضعوا مصلحة العراق اولا وثانيا وثالثا وعدم الانجرار بمتاهات الدول الاخرى وان لانكون وقودا لمحارق جديده يشعلها الاجانب ونتلظى بنارها تحياتي


5 - الى الاستاذ عبدالحسين طاهر
هيثم الساعدي ( 2011 / 12 / 9 - 09:57 )
لذيذ انت فيما تكتب تبث فينا التساؤل وتشعل فينا نار الدهشه باستمرا اقرا ماتكتب واحس بان شرايين الخير مازالت تغذيها الدماء النقيه تحياتي وشكرا لمشاركتك

اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان