الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها ! ( من يحب ارضه لا يسعى الى خرابها ) !

سندس سالم النجار

2011 / 12 / 8
الارهاب, الحرب والسلام


" الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها ! ( من يحب ارضه لا يسعى الى خرابها ) !

( الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها )
( ادعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن )
( ان من الجهل ما قتل ) !!!


اننا في الالفية الثالثة ، وفي عصر الحرية والمساواة ، والتغيير والاصلاح ، و احترام حقوق الانسان والقضاء على التمييز بجميع اشكاله ،المرأة والرجل ، الابيض والاسود ، الاديان ، الاعراق ، المذاهب والخ ... والعالم العربي يزهو شامخا بعصرٍ ليس ككل العصور تكتسحه اجمل واعظم المواسم التي اطلّت عليه محملة برياح التغيير واتجاهاتها الى عوالم الحرية والديمقراطية بمعانيها ومغازيها الحقيقية ...
وارض كردستان ذات الحال ، التي تعيش اليوم عصرا ذهبيا ، هي الاخرى ، ربيعها الذي زها وتالق ببيداواته التي غدتْ واحات خضراء ، لمجرد الانقلاب الذي حصل في العراق بازاحة النظام الدكتاتوري المقبور ، كي تصبح نجمة في اوج القها واسمها ورسمها وحضورها على مستوى العالم ،كل شئ صار فيها ينطق بالتغيير ، بالحضارة ، بالجمال ، في معالم التطور القياسي على الاصعدة الاقتصادية والعمرانية والتنموية ...
ارتفعت فيها غبّات المباني المعاصرة كالبلدان المتقدمة من العالم ، وجميع المرافق الضرورية لحياة جديدة تنبض بالانتعاش بالرفاه بالامان وكافة تسهيلات الحياة الحرة الكريمة التي تُنعتُ بها الدولة الديمقراطية الحديثة ، حتى اصبحت مرفقا سياحيا يقصدها السواح مشارقا ومغاربا ..
كان ذلك على صعيد التغيير الديمغرافي . لكن التساؤل الهام والخطير يبقى : هل تغير الانسان ايضا مع ذلك التغيير على ارض كردستان ؟؟
وهل اجتاحت رياح التغيير، الوعي الانساني بصيغته الايجابية ام العكس للمواطن الكردي ؟ ؟
بعد ان كنا نُسعد ونفتخر ( بالتحول الديمقراطي لكردستان ) ذلك التحول العظيم الذي يتحدث عنه الناس والعالم ، بعد ان كانت تنظر الى الكرد بعين العطف والشفقة ، يوم كان الكرد يُضطهدون ويُقتلون من قبل الدكتاتور صدام ، صار العالم يضحك على هؤلاء الناس وعلى نرجسيتهم الدينية والفردية المتضخمة حد المرض ، حد السموم ، بل ومفتوحة على الجنون ، بل وسخِروا منهم ونعَتوهم ( بالمعتوهين ) اي بالعقول الغير سوية ، واعمالهم تلك ليست الا سلوكا عدوانيا اجراميا جاهلا ، فاحشا لا يسلكه انسان كردي ضد اخيه بالقومية والوطن ،،، ذاق الاضطهاد وشرب الذل و المهانة حتى التخمة وصارع القتل والسجون والدفْن بالحياة وتجرع شتى انواع الاقصاء والتعذيب والتنكيل والتقتيل والقائمة مفتوحة . ..
انهم اعداء الكرد ، بهدف الفتنة والفرقة والتضعيف والتهديم . انهم اولئك المتطرفين الذين يفسرون الدين والجهاد بطريقة تجعلهم يحققون المال والشهرة من جانب ، ويسكبون ترسبات غبائهم وضغائنهم وغيهم وحقدهم على اخوانهم في الوطن والمواطنة ...
ومما يجدر بالذكر ، ان العمليات اللا انسانية التي قاموا بها كسابقاتها ليست الا حصيلة جديدة لما كان محتبسا ومحتقنا في نفوسهم وعقولهم وقلوبهم من حقد وبغضاء ، انه سلوك ليس الا استهزاء بالاديان ورموزها وثوابتها ، وبالانسان وحقوقه الدينية والمدنية والحياتية التي كفلتها له الشرائع السماوية والدنيوية ...
تقول الآية الكريمة ( الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها ) .
جاهلين او متجاهلين ان الميثاق الانساني وحده الذي يعمل طوق نجاة لسور كردستان وحصانتها ووحدتها واسمها واهلها وقيمتها وكرامتها ، انه وحده الذي يهدف الى المساواة والعدل والاخاء والوعي الانساني ولا فرق بين مسلم وغيره الا بالعمل الايجابي والفعل الصالح ...
من يحب ارضة ووطنه لا يسعى الى خرابه واهانته وتشويه رسمه والتقليل من شانه ، بل يعمل على اصلاح ذات البين بين الجميع حيث الدين لله والوطن للجميع
(( ادْعُ الى سَبيلِ رَبِكَ بِالحِكْمةِ والمَوْعِظَةِ الحَسَنةِ وَجادلْهُم بِالتي هيَ احْسن )
..
انْ ادعى هؤلاء بانهم مسلمون ، فلنقل لهم عليهم ان يقرأوا ويتقنوا تعاليم الاسلام ومبادئهم التي ذكر فيها واكد على ( العدل والانصاف ) ، واسألهم ايضا : الا يسالون انفسهم لماذا الاعتداء على اخوانهم بالارض ، من كهنة ورجال دين وهم في اديرتهم و صومعاتهم مسالمين عابدين لربهم ، واخرون يعملون في محالهم الشرعية ليحصلوا على لقمة العيش ، التي اتاحها لهم القانون والشرع فيقوموا بحرقها وهدمها وتخريبها لا بل وسرقتها ونهبها اي اسلام اوصى بالسرقة والنهب ! ؟؟
الا يسالون انفسهم بان هؤلاء من حقهم الشرعي والرباني والانساني ان يتعاملوا كمواطنين اصلاء كما خلقهم ربهم لا كرعايا !او قُصّر !؟؟
ان ما قام به هؤلاء المتطرفين الغير اسوياء من عمل رذيل لا يمكن ان ينتهي بالاعتراف بالخطأ ولا حتى بالاعتذار ...! لا لاننا نحترف العدوانية ، بل لان الله اجاز لنا ان نكون بشرا ، والبشر بانسان ، و بني الانسان لا بد ان يفْرُق كثيرا عن بني الحيوان ، حيث ان الحيوان ليس له عقل ليدرك ويفكر ويفهم به ، والانسان له كل ذلك وعليه ان لا يخطأ ، وان خطأ ان يتعلم منه ويدرك اسبابه ودوافعه ونتائجه عند الله وعِباده ِ ، لكي لا يكرره ، وبنفس الاسلوب وذات الوحشية ، ويبدو ان هؤلاء ما زالوا في عصرو مرحلة الحيونة الحقيقية باقتراف الاخطاء المتواصلة والاعتداءات ذاتها والابشع ممن سبقتها مع اخوانهم في الله والوطن والارض ، دونما ادراك او حساب ، بل وانهم يدركون جيدا العواقب وخطورتها وانعكاساتها ، ورغم ذلك وهم مستمرون بهمجيتهم بتنفيذ اجندات المتاسلمين لخراب كردستانهم واحراقها بنيران الفتنة و الجهل و الطائفية المقيتة (( انّ مِنْ الجَّهْلِ ما قَتَلْ) !!!.
اننا كمواطنون ايزيديون ومسيحيون ، مُعتدى على حقوقهم وممتلكاتهم ومعتقداتهم وكرامتهم ومشاعرهم ، نُهيبُ بحكومة الاقليم الموقرة ، وبرلمانه وعلى راسهم الرئيس البيشمركة مسعود البرزاني ان يتخذون الاجراءات الانية والمستقبلية الاستراتيجية الهامة التالية :
1 ـ على الاحزاب الاسلامية بالاجماع ادانة الحدث اعلاميا ورسميا بوضوح وعلى الملأ .
2 ـ المحاكمة العادلة بانزال العقاب الاكبر للخطيب الاسلاموي الذي قام بتقديم المواعظ والعبر والارشادات العدوانية والتخريبية بالتحريض في خطبة الجمعة السوداء ضمن تصريحه الرسمي في المسجد بقصد الاعتداء والحرق والنهب والسلب والخراب على هذين المكوِنَين الاصيلين ( المسيحيين والايزيديين ) .
والتصدي الفعلي والجاد والواضح باتخاذ اجراءات قانونية حاسمة ورادعة لكل من صرّح ووجه وحرض وشارك ونفذ ذلك المخطط الرذيل المنافي لكل مواثيق الديمقراطية والانسانية والشرائع السماوية .
3 ـ الانتباه الدقيق والحذر ، بعدم السماح ، والتصدي لمن يكافحون جلّ جهودهم ومساعيهم و ينتظرون الاصطياد بالمياه العكرة من اعداء الكرد المستعربين والصداميين والانتهازيين من ايزيديين ومسلمين .
4 ـ ضرورة وعي وادراك واحترام ( الديمقراطية ) ومبادؤها وقواعدها وآلياتها وسبل انجاحها ، انها الوسيط الاول والاهم لبناء ( دولة الحق والقانون ) ، هذه الدولة التي سبقت الديمقراطية تاريخيا عبر الثورات الغربية ، امريكا وفرنسا وانكلترا نموذجا .. تقوم هذه الدولة في سياق حركة النهوض الاجتماهي والسياسي والاقتصادي حيث ان المواطن يعَلًّق حقه او يبقى مهددا ما لم يتخذ طابعا قانونيا يجعل كل فرد من افراد المجتمع ان يعترف بحق غيره ، وتحقيق مبدأ لا سلطة على المواطن الا ( سلطة القانون ) . ومن ثم تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية امام القانون لكلا الطرفين ( الحاكم والمحكوم ) ...
واخيرا ، مناشدتي الى كافة المسؤولين من الايزيديين في ارض الوطن عامة وكردستان خاصة من : ( كبار المسؤولين ، برلمانيين ، مدراء المراكز و البيوتات الايزيدية ، مثقفين ، وجهاء ، رجال دين ، وكافة اصحاب القرار) ،،، ( ما هذا الصمت ؟ الم يخدُشْ هذا الحدث الخطير والكبير ضد اهلكم وقومكهم ، كرامتكم وانسانيتكم وضمائركم ليتخذ كل منكم موقعه للقيام بمسؤوليته الاخلاقية و الدينية والانسانية والذاتية الواقعة على عاتقكم ، كما قام البرلماني المسيحي السيد يونادم كنا وغيره من شخصيات ورجال دين وقساوسة ، من الاخوة المسيحيين بادانة واستنكار الجريمة النكراء بجرأة وثقة ووضوح وامام الاعلام والملأ ؟؟؟

الناشطة في الشأن الايزيدي والانساني العام


سندس سالم النجار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تضامن ...وتساؤل
كاظم الأسدي ( 2011 / 12 / 9 - 17:55 )
الآخت العزيزة ..تحية وإحترام . في الوقت الذي أشاطرك فيه الأدانة لكل تلك الأعمال الشريرة ودعوتك الآخرين للوقوف بحزم وشجاعة أمامها ..وخصوصا- حكومة الأقليم ..فأنه ألا يحق لي أن أستفهم بسؤال عما حملته رياح التغيير0 ( التي إستبشر بها الجميع بما فيهم جنابك الكريم ) من مخاطر لا تختلف في جوهرها عما حصل من إعتداءات على الناس السالمين والعزل في عقر دارهم وأماكن عملهم ؟؟؟ وهل كانت أحداث كردستان تلك بالون إختبار لمديات أوسع وأحداث أفجع من الممكن أن يأتي مع نتائج الربيع العربي المزعوم ؟إنه تساؤل أرجوا أن أكون مخطأ في ما أراه على الأفق القريب؟


2 - اضعت وقتي
فرات البابلي ( 2011 / 12 / 19 - 13:00 )
اختصر القول واقول ما زدت الا وجعلت كردستان فردوس وتغاضيت عن عمد عن كل الممارسات الصدامية والشوفينية التي يتميز بها قادة الكرد وعن الاضطهاد الذي يمارسونه ضد كل من يخالفهم الراي او تسول له نفسه بالمساس بالكرسي القابعين عليه والذي اتخذوه ملكا لهم غير قابل للتغيير لا بد انك نسيت الصحفي الشاب سردشت عثمان الذي اغتالته ايدي القادة الكرد العظماء لا لسبب الا لانه كتب مقالا ازعج مضاجعهم او انك نسيت او تناسيت المذبحة التي قاموا بها ضد الاشوريين في تسعينيات القرن الماضي وصببت جام غضبك على الاحزاب الاسلامية انا اتفق معك حولهم في هذا الجزء ولكن الا تتفقين معي بان الظلم والجوع والاظطهاد هو اكبر سماد لتربة الاحزاب الاسلامية والسؤال هنا كيف للتيارات الاسلامية في الشمال عفوا كردستان (كي لا اتهم بالشوفينية) ان تكسب كل هذا الزخم الجماهيري لولا ربيع التغيير العظيم الذي تعيشه كردستان؟؟؟؟!!!!

اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا