الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الأدب العربي ... بعض الأدباء يعانون عدم القدرة على القراءة

حلمي محمد

2011 / 12 / 8
الادب والفن


ـ لأنهم أفنوا عمرهم في الإنزاء على أنفسهم ولا يعرفون غير النمطية في كتابة وقراءة النصوص الأدبية, ولم يطوروا من أنفسهم, ويرفضون, بل ويحاربون الحداثة في الأدب وما يُدخله بعض الأدباء من الشباب المعاصرين على الأدب العربي من تطوير وتحديث في كافة المجالات الأدبية (كتابة القصة القصيرة والقصائد الشعرية غير النمطة التي اعتادوها الأخرين ولا يفقهون غيرها), والتي تثير عند بعض الأدباء النمطيين الغضب وتشعل ثوارت من التمرد على هذا النوع الجديد الحديث المطور في كتابة الأدب العربي.

ـ فهم يجتهدون في طمس معالم هذا النوع من الأدب,ويسخرون ممن يكتبونه, وينتقدونهم اسلوب لاذع, يتعدى في بعض الأحيان مداه المسموح به أدبياً.!!

ومن المؤسف أن ثورتهم تلك لا تنتهي عند هذا الحد وحسب, ولكن يزيدون من غضبهم وثورتهم على الجيل الجديد من الشباب ويعملون على إحباطهم ومحاولة إسقاط إبدعاتهم الأدبية التي يصعب على من سبقوهم في عالم الأدب أن يقتربوا من قراءة نصوصهم وكذلك يعانون من بذل الجهد في محاولة فهم النصوص لهؤلاء الكتاب المعاصرين من الشباب. ادعاءاً منهم بان ما يكتبه هؤلاء الشباب من نصوص أدبية تختلف وتبعد كل البعد عما ألفوه وتتلمذوا عليه, لم يرتقي إلى مستوى الأدب لا من قريب ولا من بعيد.!!!

... وكأن الصراع بين الأجيال لن يتغير حتى بعد أن وصلنا القرن الواحد والعشرين بل ما زالوا يعيشون على آثارهم ينعون أطلال الادب القديم. لا انكر جمال الادب القديم والذي تربينا عليه نحن أيضا ولكن لكل زمان إبداعاته ونتيجة حتمية للرغبة في التطوير والتي هي فطرة, فُطر الإنسان عليها. إذن لابد وان يطال هذا التغيير والتحديث الفن والادب.

ـ فبدلا من أن يناقشوا الشباب في أفكارهم ونصوصهم الأدبية التي تعكس أحلامهم وآلامهم والتي هي بالطبع نابعة من الحياة العصرية التي يعيشونها والتي تختلف كل الإختلاف عن أسلوب وحياة من سبقوهم من الأدباء. فكل جيل يحاول أن يجسد تجربته الخاصة التي تتلاءم مع ظروف الحياة والمجتمعات التي تحيط به وما يطرأ عليها من مستجدات.

ونظرا إلى أن الحياة العصرية التي يعيشونها أكثر تعقيدا وغموضا وصعوبة في العيش فكان من الطبيعي أن نرى ونلمس في كتاباتهم شيء من كل هذه السمات والتي تبدو لبعض الأدباء التقليديين على أنها فلسلفات ورموز وطلاسم يصعب فهمها وترجمتها إلى لغة أخرى غير اللغة العربية التي يعرفونها.

ـ وإضافة إلى كل هذا ... نجدهم ينفرون من الشباب وينفرونهم فيهم. ويقصونهم عن منابرهم الأدبية ويقيمون السدود ويوصِدون كل الأبواب التي كان حريا بهم أن يفتحوها على مصراعيها. ليتم التواصل بينهم وبين الأجيال الجديدة يتعلمون منهم ويعلمونهم يأخذون منهم الجديد ويعطوهم خبراتهم. ولكنهم آثروا المكوث والبقاء في انزوائهم الأزلي وتقوقعهم الإضمحلالي يتملكهم الكبر والعناد والإستعلاء. حسدا وخوفا من ألا يجدوا لأنفسهم مكانا ولو ضئيلا بين الجيل الصاعد من الأدباء.


إن سلوكاً كهذا الذي يتبعه بعض من أدباء الأجيال السابقة, والمنهجية التي يتهجونها في صدهم لما يقدمه الشباب من حداثة في كتابة الأدب العربي, إنه لقرصنة أدبية وصد لإبداعات ووأد لمواهب الأجيال الحالية والقادمة من الأدباء الجدد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل