الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق يراهن على حصان خاسر

محمد خضير عباس

2011 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ان المتابع لسياسة العراق الخارجية سوف يلاحظ وبكل بساطة مدى التخبط الواضح في اتخاذ القرارات غير المناسبة لمصلحة البلد وهذا ما لمسناه من خلال التصريحات العديدة والمتناقضة التي صدرت عن المسؤولين العراقيين بخصوص ازمة انشاء ميناء مبارك الكويتي ويرجع هذا التخبط الى الخلافات الكبيرة بين الكتل السياسية المشكلة للحكومة العراقية واختلاف توجهاتها الوطنية وتنفيذها لاجندات الدول الاقليمية وانعدام الحس الوطني لاغلبها وتتهم الحكومة العراقية ومنذ تشكيلها بالولاء لايران نتيجة النفوذ الكبير الذي يتمتع به نظام الجمهورية الاسلامية في العراق والتاثير الواضح على مجمل القرارات التي تتخذها هذه الحكومة سواء كانت على المستوى الداخلي او في رسم السياسة الخارجية للعراق واخرها الموقف المخزي المنفرد في تاييد النظام الدكتاتوري السوري وبالضد من مصالح الشعب السوري المتطلع الى نيل الحرية والديمقراطية اسوة بباقي الشعوب العربية حيث انفردت الحكومة العراقية باتخاذ قرار التحفظ تارة او رفض القرارات التي تصدرها الجامعة العربية الخاصة بالشأن السوري تارة اخرى على خلاف ما اجمع عليه القادة العرب وكان تبرير التاييد للنظام السوري يرجع الى ثلاثة اسباب معلنة وهي
1- وجود جالية عراقية كبيرة تحتظنها الجمهورية العربية السورية
2- حجم التعاون الاقتصادي الكبير بين البلدين
3- دعم القيادة السورية لانها تقف بالضد من المخططات الاسرائيلية بالمنطقة وان سوريا هي العمق الاستراتيجي للمقاومة الفلسطينية واللبنانية

ولو استعرضنا هذه الاسباب الثلاثة سوف نلاحظ انها جاءت للتسويق الاعلامي فقط حيث ان لا الحكومة السورية ولا الحكومة العراقية تكترثا لمعاناة الجالية العراقية سواء كانت في سوريا او في غيرها وخير مثال على ذلك ان الحكومة السورية تفرض على العراقيين فقط دون غيرهم من المواطنين العرب رسوم نظير دخولهم لاراضيها وان الحكومة العراقية كانت قد قدمت دعم مالي شحيح الى المفوظية العليا لشؤون اللاجئين لكي تساعد العراقيين في سوريا والذي وصل عددهم الى اكثر من مليون ونصف المليون عراقي خلال فترة الاحتراب الطائفي مقداره عشرة ملايين دولار منذ عام 2003 والى الان فاي اعتبار يوضع لهذه القضية اما من حيث التعاون الاقتصادي فان العراق اصبح سوق للبضائع الاستهلاكية والغذائية السورية مقابل لاشي يصدر من العراق الى سوريا أي بمعنى اخر ان الميزانية السورية هي المستفيدة الوحيدة من هذا التعاون الاقتصادي اما بوصف سوريا هي قلعة المقاومة والصمود بوجه العدو الاسرائيلي وانها احد طرفي معادلة التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل فان هذا الكلام قد استهلك اعلاميا منذ ايام حكم الراحل حافظ الاسد فبالله عليكم ماذا كان رد الفعل للقيادة السورية عندما قامت اسرائيل بقصف وتدمير البنية التحتية للبنان عام 2006 وماذا فعلت القيادة السورية عندما اجتاح الجيش الاسرائيلي قطاع غزة نهاية عام 2008 بل ماذا فعلت سوريا عندما قام الطيران الاسرائيلي بقصف مواقع في سوريا بحجة انها اماكن لبناء مفاعل نووي سوري سري والقائمة تطول لذا فأن موقف الحكومة العراقية الرافض لقرارات الجامعة العربية التي تدين النظام السوري جاء مطابقا لموقف ايران من هذا النظام مع العلم ان الحكومة العراقية قد ادانت سابقا ولاكثر من مرة التدخلات السورية في الشأن العراقي وخاصة الملف الامني لدرجة دفعت رئيس الحكومة العراقية السيد نوري المالكي للاعلان عن عزمه تقديم طلب شكوى الى مجلس الامن الدولي لادانة سوريا لتورطها في العمليات الارهابية التي جرت في العراق . ان هذا التأيد الغير مبرر للنظام السوري سوف يأثر سلبا على مصلحة الشعبين العراقي والسوري في مرحلة ما بعد بشار الاسد حيث ان التغيير ات رغم انف كل القوى الشعوبية الحاقدة التي تريد وضع العراقيل امام عجلة ثورة الشعوب العربية التواقة الى نيل حريتها والتعبير عن رأيها . ان هذا الموقف الذي اتخذته الحكومة العراقية جاء بالضد من الاجماع العربي وسوف ينعكس سلبا على امكانية عقد مؤتمر القمة العربية القادم في العراق كما هو مقرر فكيف ان الدولة المستظيفة التي سترأس هذه القمة تعمل على عدم تحقيق الاجماع العربي . ان المسؤولين العراقيين بتاييدهم للنظام السوري قد ناقضوا انفسهم بانفسهم من خلال مواقفهم السابقة المعلنة بمحاربة فكر البعث الشوفيني والجرائم التي ارتكبها النظام السابق بحق الشعب العراقي لدرجة اجتثاث هذا الحزب من الساحة العراقية والى الابد وتضمين ذلك في الدستور العراقي نلاحظهم اليوم يايدون توأمه في الاجرام والقتل في سوريا فاي ازدواجية وتخبط هذا الذي تنتهجه القيادة العراقية . ان المبادئ المعلنة لتوجهات الحكومة العراقية يجب ان تحترم وان لا يعلو عليها المصلحة الاقتصادية او النفعية او أي مصلحة خاصة اخرى لكي نبرهن للعالم جوهر النظام الديمقراطي الذي بنيناه بتضحية مئات الالاف من ابناء شعبنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النفاق السياسي
ناجي عبد العباس ( 2011 / 12 / 9 - 11:46 )
الاخ الكاتب المحترم
لايوجد نهج ثابت تسير عليه الحكومة العراقية بخصوص سياستها الخارجية ففي الوقت الذي ادانت الحكومة البحرينية لقمعها مظاهرات شعبها من الشيعة تقوم بتاييد النظام السوري الاستبدادي لكي يقمع شعبه الثائرضده وهو لاء من الطائفة السنية والحكومة العراقية تقول اننا مع ثورة الشعوب العربية من اجل نيلها لحريتها وهذا هو ما يسمى النفاق السياسي ان الانظمة العربية جميعها تنتهج نفس السياسة لعدم وجود مؤسسات دستورية رصينة لديها


2 - مصالحهم فوق الجميع
انس احمد ( 2011 / 12 / 13 - 09:41 )
الكاتب العزيز محمد خضير عباس تحية لك وتحية خاصة اخرى على ما تتناولة من موضيع برأيي هي غاية في الاهمية وبنفس الوقت هي محرجة لاداء الحكومةالعراقية ان مصلحة الساسة بغض النضر عن انتمائاتهم وتوجهاتهم تجدهم صحبةاما اختلافاتهم فأنها محدودة تكاد تكمن فقط في المادة وهذه حقيق

اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن