الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيام..زمان!!؟

عبد الحسين طاهر

2011 / 12 / 9
كتابات ساخرة


لا نتذكر بالضبط متى انتصبت الست كهرمانة قد بطلعتها الحلوة في الساحة المسماة باسمها وكيف وضعوا بين يديها (مسخنة) جميلة مليئة بالزيت الحامي انحنت بقامتها البهية على أربعين حرامي ، تصب على رؤوسهم الزيت المغلي وحسنا فعلت فما أحوجنا اليوم لكهرمانات بارعات لتكرار ذات الفعل .. صحيح سنحتاج الى آلاف الجرار كي نضع حرامية اليوم .. ونشوي على رؤوسهم البصل ....، عملية صعبة لكنها مفيدة ... ،وما نتذكره عندما نفد من المحافظات الجنوبية الى العاصمة بغداد لانجاز معاملة ما أو لزيارة أقارب تكون محطتنا الاولى علاوي الحلة، ولكن تلك الزيارة تكون ناقصة وغير مكتملة ان لم نأخذ جولة... على باب الشرقي .. منطقة حافظ القاضي .. حديقة الامة وشارع الرشيد مرورا بنصب الحرية وحمامات فائق حسن...
ولا تنتهي (جولتنا الحرة) بكهرمانة والأربعين حرامي .. ويوم ذاك (كنا مهابيل) .. نستمع للغناء والموسيقى ولا نغلق آذاننا بشي من الفلين أو القطن كما يراد لنا اليوم!!
ونشاهد السينما والمسرح ايضا دون أن نغشي وجوهنا بثيابنا .. والانكى من ذلك نستغفل الست كهرمانة لنرى شعرها المهفهف الحرير وهي بدون حجاب !!ولا نترك لها الفرصة كي ترتدي (بودي) سميك لتحجب تقاطيع جسمها الجميل عن عيون الأجانب وهذا بالتأكيد استغفال لها من جنابنا (وياغافلين الكم الله).
و اذا وفدنا مرة اخرى على العاصمة بغداد محطتنا الاولى ....علاوي الحلة وبعدها ننتقل مباشرة ودون سابق تخطيط الى مدينة الكاظمية كي نزور أبو الجوادين ونفي بنذورنا... ومن هناك تبدأ مشاكلنا مع (السادة الكوام) سامحهم الله والذين يراقبوننا على ما يبدو مع الزائرين بعيون لا تخطيء( كي يطرحونا أزواجا) ... والحقيقة والواقع ان سيماءنا وحركاتنا وتصرفاتنا دائما تكاد تفضحنا ولا يحتاجون الى ذكاء مفرط أو خبرة إضافية ليشخصونا من بين الزائرين، فنحن أبدا قلقون حائرون خائفون.. نشد أيدينا على فتحات جيوبنا استجابة لوصايا آبائنا عندما يسلموننا (المصرف)... دير بالك من جلاوزة بغداد... أيدك على جيبك!!
وهكذا ما أن نرفع أكفنا بالدعاء والضراعة أثناء مراسيم الزيارة حتى نعيدها سريعا وأوتوماتيكيا لنتفقد جيوبنا مرة أخرى.. وهذه سمة واحدة فقط أما السمات والعلامات الاخرى التي نعرف بها من قبل السادة الكوام فهي كثيرة... منها مثلا اننا ومنذ البداية وحين استلامنا للباب الخارجي لصحن الإمام حتى نلتصق به .. نعم نلتصق بالباب الخارجي نشم .. ونقبل .. ونمسح وجوهنا ونواصينا وهذه المرة تنفيذا لوصايا أمهاتنا .. وقد تسمعنا وبالأحرى يسمعوننا هم ونحن نناجي الباب الخارجي للصحن .. ها يا أبو الجوادين .. شهادة الجنسية أريدها من شاربك.. ها يا أبو الجوادين شهادة الجنسية ......لا تسوي بيه (دكة حنون)(1)، وعند ذاك ترتخي جفوننا عن دموع ساخنة تنحدر على خدودنا وفي هذا الجو المشحون بالبهجة والرهبة وبأشياء أخرى قد لا نعرف كنهها ... في هذه اللحظات يجتمعوا علينا سامحهم الله ليقدموا لنا المزيد من (العلوك) كي يفرغوا جيوبنا من (الخردة) ... والعلوك يا اخوان الصفا وخلان الوفا هي عبارة عن اشرطة من القماش الاخضر يقدمونها لنا بسخاء ليطالبونا بعد ذلك بتسديد اثمانها وعندما يتسلمون منا العشرات ... جمع عشرة, عشر افلوس عند ذاك يأخذهم الواهس ليقدموا المزيد منها .. يا امعودين كافي ... يا معودين بس يا عم ....ي انملت مخابينا .. لا لا زاير هاي بركات أبو الجوادين عليه السلام ... وأخذ ... وهات
ـــــــــــــــــــــــــــــ (1) دكة حنون، مثل شاع في قريتنا ، فقد ذهب حنون لاستخراج شهادة جنسية من بغداد فصادف جلاوزة بغداد ليلعب معهم لعبة قمار (تحت السبعة فوق السبعة) ، أخذوا مصرفه وعاد الى القرية مصلخ و بنعال زنوبه فشاع هذا المثل.في القرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا