الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة - أقصوصة

جمال القواسمي

2011 / 12 / 9
الادب والفن


في طفولته أدرك انه أتى الى هذه الدنيا ومعه رسالة لم يرها، لم يقرأها، لم يحملها بذاكرته أو بيده. في شبابه أدرك أنَّ لديه رسالة أتى الى هذه الأرض كي يوصلها إلى صاحبتها، ثم يَمضي. أخذ يبحث عن صاحبة الرسالة. لكن كيف يهتدي إليها وليس معه اسمها او عنوانها؟ اوقعته الحيرة ردحاً من الزمن؛ كلما رأى امرأة جميلة كان يظنُّ انَّها صاحبة الرسالة. كلُّ امرأة استظرفته وحملت رسالته كانت لا تترجمها بلغة حسية مفهومة إلا بعد تسعة أشهر، فهي رسالة لغزية تتطلب الكثير من الجهد والآلام والمواظبة حتى تفكَّ معانيها المُغلَقة. في سنيّ رشده أدرك أن الرسالة ربما لم تصل إلى صاحبتها الحقيقية. ماذا يفعل إزاء خوفه من عبء الأمانة الذي يثقل ضميره؟ في شيخوخته المتقدمة ابتسم، ( لم يكن بوسعه ان يقهقه بسبب مرضه بالقلب)؛ بدا الأمر طريفاً: إنَّ الرسالة في كل الأحوال -وصلت الى صاحبتها أم لم تصل- ستحملها امراةٌ وتترجمها طفلاً سيحمل بدوره الرسالة، ويُغيِّر من معانيها ومحتواها وشكلها قليلاً او كثيراً، وسيبحث ردحاً من الزمن عن صاحبة الرسالة، وسيدرك الطفل الذي شاخ في نهاية المطاف -كما أدرك صاحبنا في شيخوخته المتقدِّمة- بأنَّ بعض الرسائل تصل الى أصحابها، وبعض الرسائل تتعفَّن مع أوراق الخريف الصفراء، ورسائل كثيرة أخرى تصل إلى الأشخاص الخطأ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب