الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تصحح الثورة المصرية مسارها 2

جورج فايق

2011 / 12 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


طرحت في المقال السابق بعض الأسئلة و أهمها هو عنوان المقال هل تصحح الثورة المصرية مسارها ؟ لأ ن حال البلاد و العباد لم يتغير للأفضل بعد الثورة بل بالعكس سأت الأحوال عن ما قبل الثورة و ترحم كثيرين على زمن المخلوع محمد حسني مبارك رغم أنه هو أحد الزارعين الأساسيين للفساد و الفوضى و البطجة في البلاد لكن نظامه القمعي كان قادر على السيطرة على البلطجدية في أي وقت شاء لأنه كان الراعي الرسمي لهم و كان يستخدمهم في الأنتخابات و في فض الأعتصامات
لكن الشرطة و الحكومة كان لها هيبة و قوة بل و بطش قادرة على أستخدامهم لأقرار الأمن أن أرادات و لكنها لم تكن تريد أمن المواطنين و سلامتهم بل كانت تريد حماية النظام و رموزه و فساده و لذلك كانت تقمع الشعب
و لذلك عندما نجد أن الأمن بعد الثورة يستخدم نفس أسلوب النظام القديم في فض الأعتصامات رغم أقراراه قانون ينظم و يشرع المظاهرات و الأعتصامات السلمية و لكن وجد نفس التعامل الأمني مع الأضرابات و لم يوجد الحل السياسي أو التفاوض لحل المشكلات بل وجدوا نفس التعامل الأمني و ما زاد على الشعب هو قمع الجيش بجانب الشرطة و كأن الثورة من ضمن مطالبها اعطاء الجيش حق قمع الشعب بحجة أنه حمى ثورته و انحاز لمطالبه الشرعية و رفض سحق المعتصمين في ميدان التحرير عندما طلب منه الرئيس السابق مبارك ذلك كما أشيع وقتها رغم أن المشير طنطاوي أنكر في شهادته أمام المحكمة أن مبارك طلب منه سحق المتظاهرين و فض أعتصامهم بالقوة مما يجعلنا في حيرة من أمرنا كيف أن الجيش رفض فض أعتصام التحرير بالقوة و هو لم يطلب منه ذلك من الأساس ؟
المهم أن الجيش عقب خلع مبارك طلب من الشعب وقف المظاهرات و الأعتصامات الفئوية و غير الفئوية لكي تدور عجلة الأنتاج و لا أدري أي عجلة أنتاج هذه التي يعطلها أعتصام مئات أو بضعة ألاف في أحدى ميادين القاهرة و لا أدري أيضاً ماذا تنتج مصر فالسوق المصري غارق بالمنتجات الأجنبية المستوردة و لا سيما المنتجات الصينية لرخص ثمنها و أن وجدت بعد جهد منتج مصري سوف تجد رداءة الصنع و سؤ التغليف بعكس البضائع الصينية رغم أنها هي أيضاً منخفضة الجودة لكنها تتمتع بمنظر باهر و تغليف ملفت للنظر مهما كان صغرها و قلة ثمنها
فكان بالحري أن يقال نوقف الأعتصامات و المظاهرات حتى لا تتوقف عجلة الأستيراد
و يلقي المجلس العسكري بمسؤلية عدم أستقرار البلاد أمنياً و أقتصادياً على عاتق ثوار التحرير و يسخر إعلام الدولة الفاسد في ترسيخ ذلك في عقول البسطاء الذي نخر عقولهم الجهل و التخلف مما يجعلهم يصدقون أن سبب كل ما تعانيه البلاد هو ثوار التحرير و أعتصامهم و الجملة التي يرددها الجميع ماذا يريدون ثوار التحرير ؟ و يجيبون بتلقائية جماعية لدى الكثير أنهم يريدون أسقاط المجلس العسكري و الجيش للقضاء على مصر و مستقبلها و لا يترددون هؤلاء في الأعتداء على الثوار أن أتيحت لهم الفرصة لكي يحظوا بلقب مواطنين شرفاء كما حدث قبلاً في المسيرة للمجلس العسكري و أعتدى على الثوار في العباسية متناسين هوؤلاء ما قام به هؤلاء الشباب من أجل هذه البلاد و كيف أنهم أنتزعوا أو الأصح يحاولون أنتزاع مصر من يد نظام فاسد في نفس الوقت الذي كنا فيه جميعاً منتظرين اليوم الذي نورث فيه كمجموعة من القطيع لأبن الرئيس المخحلوع جمال مبارك وقفوا هؤلاء الشباب في وجه أكبر الأنظمة القمعية و أعتاها و أنتزعوا حقوق ما كنا يوم نستجري على البوح بها خشية أن نذهب في ظلمات سجون أمن الدولة أو حتى كنا نستطيع أن نحلم بها لأننا كنا نعتقد أنها إحلام مستحيلة
و يتناسى هؤلاء الفئة من الشعب كل هذا بجانب فساد الإعلام الرسمي قبل الثورة و كيف كانوا ينافقون النظام و يعرضون الحقائق من وجه نظر نظام مبارك الفاسد و أستمروا على هذا النهج من الفساد إلى ما بعد الثورة فيعرض الأعلام المصري الرسمي الأحداث كما يتخيلها المجلس العسكري و ليس كما هي واقعة بالفعل كما تجلى هذا واضحاً في أحداث ماسبيرو و مذبحة الأقباط على يد الشرطة العسكرية فيصور التلفزيون المصري أن الأقباط هم الذين يعتدون على القوات المسلحة و أن هناك ضحايا من الجيش قتلوهم الأقباط و تصرح المذيعة بعدد قتلى الجيش و المصابين ثم وزير ال‘لام العسكري يقول عدد أخر للقتلى و المصابين يختلف مع المذيعة ثم يصرحون أن المجلس العسكري لن يصرح عن عدد القتلى حرصاً على الحالة المعنوية للجنود
و بكل وقاحة و خسة يطلب التلفزيون المصري الرسمي من المواطنيين الشرفاء النزول لماسبيرو لحماية الجيش من الأقباط و يصدق البعض و يذهب و لكن من يذهب رأى الحقيقة فينضم لنقل الشهداء أو المصابين و نشكر الله أن الأغلبية لم تستجيب لهذه الدعوة الرسمية لقيام حرب أهلية بين المسلمين و الأقباط كما كان يخطط البعض و أن كان هناك مازال عدد كبير يصدق أن الأقباط هم الذين أعتدوا على الجيش و يرى أن الأقباط يستحقون أكثر من القتل و السحل و الهرس بمدرعات و لا يمانعون في ضرب الأقباط بالقنابل النووية أو الكيماوية أن كانت موجودة لدى الجيش لأننا فئة مشاغبة و كافرة و من وجهة نظرهم نشكر ربنا و سمحاتهم العظيمة لوجودنا في مصر و لم يكلفوا هؤلاء أنفسهم مشقة التفكير لبضعة ثواني في عقلانية ما يعرضه التلفزيون المصري و لم يسألوا أنفسهم كيف يطلب التلفزيون الحكومي من مدنيين حماية القوات المسلحة من مدنيين أخرين ؟
و تناسوا التضليل الإعلامي الذي كان يمارسه التلفزيون قبل الثورة و بقى عليه بعد الثورة مع أستبدال مبارك بالمجلس العسكري و لذلك أستمرت الدعارة الإعلامية للتلفزيون المصري على أشدها و لم ينتقد أداء المجلس العسكري يوماً كما كان لم ينتقد إداء مبارك يوماً على الإعلام الرسمي و ظلت الحقيقة كما هي التي ما يريد المجلس العسكري أن ينشرها كما كان نظام مبارك يفعل و لم يعرضوا الحقيقة كما هي على إرض الواقع متناسين أن هناك أعلام خاص ينشرالأحداث كما تجري على الهواء و هناك أنترنت تبث منه الأخبار في ثواني للعالم أجمع و مع ذلك مصرين على كذبهم و نفاقهم للحاكم اي كان و كأن لم تقم ثورة أريد بها التغيير من الكذب و النفاق و الفساد إلى الصراحة و الصدق و الإصلاح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار