الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي وخطابه المترنح

جهاد الرنتيسي

2011 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يعكس البعد الاستشراقي في الخطاب السياسي الذي يستخدمه نوري المالكي وهو يتوجه للولايات المتحدة عمق المأزق الذي يعيشه صانع القرار العراقي مع بدء العد العكسي للانسحاب العسكري الامريكي من البلاد.
ففي مقالة نشرتها الواشنطن بوست قبيل الزيارة المرتقبة حرص المالكي على تجميل ظاهر الازمات الطاحنة دون الاقتراب من جوهرها الذي تدركه مراكز البحث والتحليل وصناعة القرار الامريكية .
على سبيل المثال لا الحصر حاول ترك انطباع بان انسيابية الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العراق رهينة بعض الوقت الذي تحتاجه حكومته لحل القضايا العالقة .
وللمالكي عدو يكاد ان يدخل بطن التاريخ الا ان رئيس الوزراء العراقي حرص على استحضاره لتسويق فكرته .
يتمثل هذا العدو في النظام السابق الذي يسعي ـ على حد ما جاء في المقال ـ لتدمير العملية السياسية في العراق .
وكما هي العادة ، لم يخل الامر من اصرار على خدعة ، ساقتها الاجهزة الامنية العراقية من قبل ، لتبرير حملة اعتقالات ، نفذتها في محافظة صلاح الدين .
وتتمثل هذه الخدعة باكتشاف الثوار الليبيين ، وثائق تثبت تورط القذافي والبعثيين العراقيين ، في محاولة انقلاب على الحكومة العراقية .
المالكي الذي يعي كغيره ، من السياسيين الذين يعيشون على كوكب الارض ، ان العالم بات قرية صغيرة ، لم يعر اهتماما لتصريحات ، ادلى بها قادة المجلس الانتقالي الليبي ، نفوا خلالها اكتشاف مثل هذه الوثائق ، الامر الذي يبطل الاتهامات الموجهة لمتهمين تم اعتقالهم على الهوية ، في محاولة لخلق عدو وهمي ، وخوض معارك وهمية ، تغطي على فشل الحكومة ، في معالجة الملفين الامني والسياسي .
سلطت المقالة التي تمهد لزيارة رئيس الوزراء العراقي الضوء مجددا على استسهاله شن الحروب على طواحين الهواء مقتفيا اثر دون كيشوت الذي تحول الى اسطورة تستذكرها الاجيال في ارجاء المعمورة لدى التطرق للتصرفات الخارجة عن المألوف .
حروب المالكي العبثية ،لم تستعد دون كيشوت وحده ، فقد اعاد فشلها ، في اخفاء عجزه ، عن ارضاء واشنطن وطهران معا ، صورة النعامة التي تدفن راسها في الرمال حين يداهمها الخطر .
ملف اللاجئين الايرانيين ، الذي اشار له المالكي في مقالته ، احد عناوين العجز، حيث اتسعت رقعة الرفض الدولي ، لاية اجراءات قسرية ، قد تنجم عن المدة ، التي حددتها الحكومة العراقية ، لاخلاء مخيم اشرف ، مما يحول دون اقتحامه ، كما جرى في مرات سابقة ، وفي المقابل يخشى رئيس الحكومة العراقية الظهور امام الولي الفقيه الايراني بصورة المتراجع عن قرار اغلاق المخيم ، لا سيما وان هذا القرار كان جزء من صفقة ، حصل بموجبها على بعض مقومات البقاء ، في المشهد السياسي العراقي ، لذلك يحرص على ارسال اشارات للغرب بانه ليس بصدد اقتحام المخيم ، ويبقي في الوقت ذاته على المدة التي حددها لانهاء وجود اللاجئين في مخيمهم.
الشلل الذي اصاب العملية السياسية العراقية ، واجهة اخرى ، لحالة التارجح بين واشنطن وطهران ، التي تمر بها الحكومة العراقية ، فهي غير قادرة على الجمع بين متطلبات التوافق مع مكونات اساسية في المشهد السياسي العراقي وارضاء الولي الفقيه في ايران ، لا سيما وان طهران تضع الفيتو على اياد علاوي زعيم اكبر كتلة في البرلمان العراقي .
التوجه لتشكيل الاقاليم في العراق نتيجة طبيعية لحالة الارتهان واللاتوازن السياسي وافرازاته المتراكمة التي لا تبدأ ولا تنتهي من الشعور بالظلم وانعدام الامان في ظل حكومة محاصصة طائفية .
ينسحب الارتباك ايضا على السياسة الخارجية العراقية الحائرة بين طهران وواشنطن ، والذي تظهر بوضوح ، في التعامل " الفهلوي "مع تطورات الاوضاع في سوريا ، حيث تتضارب التصريحات الرسمية العراقية بين يوم واخر ، ولا تلقى قبولا في الشارع العراقي المتعاطف مع ضحايا النظام السوري .
ومع غياب القدرة على الحسم ، والعجز عن الخروج من حالة الترنح السياسي ، لا تبدو مهمة المالكي سهلة في التعامل مع الاستحقاقات العراقية لمرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي ، والمتغيرات المتسارعة في سوريا ، وتفاقم الوضع الايراني الناجم عن تنامي المعارضة الداخلية وفشل التعايش مع المجتمع الدولي .
كان على رئيس الوزراء العراقي ، ان يعي وهو يخاطب دولة مؤسسات ، لها مصالحها الحيوية في المنطقة ، ان مواجهة التحديات المفصلية ، تحتاج الى فهم اخر ، وقراءات مختلفة ، عن الذي جاء في مقالته ، لكنه تجاهل ان مؤسسات صنع القرار في الولايات المتحدة ،تمتلك في اسوأ احوالها الحد الادني من المعلومات ، وادوات التحليل ، التي تتيح لها معرفة ما يحدث في منطقة حيوية كمنطقتنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المالكي والقنبلة الأسلامية
علي حسين كاظم ( 2011 / 12 / 9 - 13:38 )
بعد فشل الانتفاضة العراقية عام 1991 زارنا ف ي معسكر رفحاء كثير من دعاة السياسيه والتقينا معهم ما كان يطلقون علينا المثقفين وتحدثنا معهم او بالاحرى تجادلنا معهم ومنهم المالكي الذي كان يلتفت يمينيا ويسار وبالعراقي كان خائفا لااريد اوصف حاله فلقد عشنا وضعه في دول اللجوء ولكن اود ان اذكر احد احاديثه قال ان الغرب يخاف منا فالحقيقة استغربنا من ذلك من اي شئ يخاف الغرب قال القنبلة الأسلامية وما هي القنبلة الأسلامية زيادة الولادة تصور اي عقلية لهذا المالكي الذي لم يعرف اي شئ عن الأقتصاد وتاثير الزيادة في الولادة امام اقتصاد متخلف وما 1ا تنتج الان هو رئيس مجلس وزراء واي وزراء في فترة حكمة التي لم تأتيه في احلامه يقود بلد تنهشه الطائفية والفساد الذي يرعاه من الالف الى الياء شخص في هذه العقلية يصلح لقيادة بلد يعيش هذا الخراب على جميع الاصعدة خوفي على العراق ان يعيش في هذه الدوامة بعد سيطرة احزاب التخلف على مقاليد الحكم وبدعم امريكي بعد انتهاء مرحلة الاحزاب الثورجية وبداية المرحلة الليبريالية على الطريقة الامريكية

اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط