الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار والحرية

الناصر عبد اللاوي

2011 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


إن الحرية أن يحترم المرء الآخر ولا يتعدى حدوده باعتبار أن الآخر ماهية قبالتي ولا استطيع أن أتجاهله..ونحن اليوم نشهد موجة أحداث ساخنة تتعلق بنمط جديد للمثقف الفوضوي..خصوصا الأحداث التي رمت بثقلها في الساحة السياسية والدينية. وإنما الأمر يتطلب حصافة عقل هل نحن اليوم في هذا الظرف الصعب في حاجة لإشعال فتيل النعرة الدينية والمذهبية الفكرية..هل نتجاسر اليوم على نمط من العدمية .لا ادري إذا كانت مثل هذه الأنماط الفكرية تدفع لبر الأمان أم تضع البلاد في شعلة نار مرعبة لا يقوى عليها إلا حفنة من المارقين عن القانون أو ذوي النوايا النفعية..في تقديري علينا وضع مثل هذه الاستفزازات باسم شعار الحرية جانبا وان نلتفت لقضايا تخصنا سئل فيلسوف يوناني لماذا لا تبحث في الآلهة قال أن عمر الآلهة طويل وعمر الإنسان قصير.. ومن جهة ثانية الذين يرفضون مثل هذا النمط السينمائي من موضح قدسي وواجب اخلاقي ان يعامل الاخرين بالنقاش وان لا نضع البلاد في عنف دام لا ندري خاتمته ونحن في ديننا ناخذ بالهدي والنصح والحوار والتفاهم لان الفوضى في هذه الحاله هي شكل من العدمية وليست خلاقة بمعنى لا نبدل الديكتاتورية بفوضى لا ندري عواقبها الوخيمة .لا ادري كيف تضيع أوقاتنا هدرا بداية من المجلس التأسيسي الذي ارجعنا إلى الدرجة الصفر..الا يكون كل هذا وراءه عقل مدبر عفوا متعفن يستهزئ بقدرات الشعب الأبية ..هم نصبوا أنفسهم مؤسسين وهم نصبوا أنفسهم رعاة..ولكن لا يمتلكون القرار الإنساني .بل ان واجبهم ان يعجلوا بضبط دستور يوفر الأمن والاستقرار . إن المسؤولية الايتيقية والذاتية الواعية بالانتماء والتراب وكل مكونات المواطنة الصادقة ان يضع آلة المحسوبية الضيقة وان يؤمن بصدق الفعل وخالص العمل تونس اولا..ونحن نبصر هذا الزحف الهائل من الاحزاب ومكونات المجتمع المدني ..ولكن دون فاعلية تذكر ..ونحن نسمع ونرى رجال شبه مفكرين ولا مفكرين يتكلمون لغة مخرومة ومتعثرة شقها الأيمن عامي والأخر فرنسي هجين وهم يديرون النقاش في الفضاء العمومي والتلفزي . أنهم يزرعون الغوغاء دون اعتبار لأي نوع من الاحترام الذي من شأنهم أن يعرفون انهم دعاة خراب ..لا ادري مالذي اصاب اعلامنا..هل هي صحوة غوغاء ام هي حالة ارتكاسية تذكرنا بجلمود صخر لطخته فقاقيع المزابل لعقود زمانية آفلة الم يعلمهم الشباب ان المعاني تترجم في الافعال وتترجمها الاعمال..بل هم يريدونها ابواق دعاية وغربان ناعقة فوق غابات مكسورة ومهجورة.نحن في دوامة لاندري نهايتها من بدايتها...ونحن نحاكم ونصدر بطاقات جلب وندين المتطبعين ونخنق انفاس المطبلين ولكن هؤلاء الكثير منهم محاط بهالة الكمال ومحصنا كخفاش ليل بمزامير وكهوف ...لا ادري مالذي ارادت ان تصرح به الكلمات في ظل صمت رهيب غلاء المعيشة وضيق اليد وانعدام الحيلة وبطالة تزداد..وتجاوزات بالجملة ..وحتى مدائننا الجميلة اصبحت قديمة وجمال مدائننا قبحته اشكال انتصاب فوضوي...اين دور القادة ودعاة المجتمع المدني وطلائح الاحزاب الساكنة في مهواة بلا توجيه ولا نصح...هذا الامر يستدعي وقفة نقدية نأمل ان تغلب المصلحة العامة الاحكام الذوقية والمصلحية الضيقة الرخيصة لان بلادنا درة ومعدن نفيس ارجو ان لا تلحقوه بالكنوز التي سيطرت عليها عصابة الطرابلسية وحاشيتهم المرتزقة ..واخشى ان تكثر الكلاب السائبة في فيافي المدن القفراء البلقع .اقول هذا الكلام وانا..ادرك ان كل امرئ يعرف هذا القول ..وانما غياب الفعل وعدم حسن توظيف التدبير هو الذي جعلنا نكرر ولكن لا من مجيب..صحيح تونس غالية هذا يعلمه كل مواطن حر ولكن كيف نحافظ على مكتسباتها وهيبتها .وانما ان تعود الدرة درة...يااهل القضاة كفانا تظاهر بالامس رايناكم باللباس الاسود الذي نجله رمزا للعدالة وتطبيق القانون..اليوم في مثل هذا العرس الذي نأمل أن نقطع فيه رأس الافعى والديكتاتور . اين العهد الذي قطعتموه اجلوا الخصام..وانتم يا رجال الامن والامان ..كيف تتركون البلاد تغطس في حمام فوضى ودم من جديد رجائي ان يكون صوت الضمير هو الواجب الانساني والقيمي الذي يوجهنا. الحوار ابلغ ما يرتفع اليه الانسان وخصوصا اليوم في عالمنا العربي ما احوجنا للحوار وفهم مقاصد بعضنا على شرط ان لا نسقط في النعرات الحزبية الضيقة او المصالح الشخصية بل علينا ان نسمع بعضنا حيث يكون الانصات مكسبا ايتيقيا يرقى بنا لمنزلة مرتفعة....وهذا الامر يتطلب قليلا من الصبر على انفسنا..والعاقل من يمتلك نفسه عند الغضب ولعل الاعلام اليوم مطالب بعمل تاريخي في تهدئة الاجواء الساخنة وان ينقي الغث من السمين دون محسوبيات ايديولوجية هذا القول ينطبق خصوصا على الدول التي تشهد حراكا سياسيا ونحن مقبلون على ازمة اقتصادية تتطلب مراجعة كل الضوابط والعلاقات التي من شانها ان تعمق الازمة معا من اجل التحدي لنصنع غدا افضل ما يهمنا هو الانسان بدون اسقاط محمولات حزبية او قومية او مدنية وجمعيتية ....ذاك حق كل واحد في ان يعتقد وينتمي ويختار في بناء شخصيته ولكم عندما يرتبط الامر بالمصلحة العامة علينا ان نضحي بذواتنا من اجل بناء الوحدة الوطنية.....مع الشكر لكل من امن ان الحياة تنظر دوما لما هو افضل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل