الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدني الخدمات الصحية في إقليم كوردستان العراق

عبدالباقي عبدالجبار الحيدري

2011 / 12 / 9
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


معالي وزير الصحة ... نحن نعلم أن مسئوليتكم عظيمة ولكن الحكومة لم تضعكم في هذا المنصب إلا وأنتم إن شاء الله أهل لهذا المنصب الكبير و الإنساني العظيم، وفقكم الله وأعانكم على تحمل المسئولية العظيمة في خدمة جميع المواطنين في الإقليم.
ان هذا الإقليم المليئ بالخيرات والثروات ولكن من المؤسف يا سيادة الوزير أن نرى المرافق الصحية في حالة سيئة لا يرضاها أي انسان، والاستهتار بأرواح البشر .. ولا حياة لمن تنادي . ان تدني الخدمات وطول المواعيد في مستشفيات الحكومية من جهة وجشع المستشفيات الأهلية من جهة أخرى، فإن المواطن يدور في حلقة مفرغة وإذا كانت ظروف أغلب المواطنين المادية تحول دون ذهابهم للأخيرة فإن المعضلة ما يجدونه من خدمات متدنية في المستشفيات الحكومية.
الطب مهنة انسانية تقدم خدماتها لابناء الشعب الكوردستاني ، ومن المخجل أن نرى قسما من الأطباء ينظر لهذه المهنة من زاوية الكسب المادي ويريد الاغتناء باسرع وقت،وعلى حساب العامة.وقد ارتفعت اجور الأطباء في العيادات الخاصة ولمختلف الاختصاصات في عموم الإقليم و حتى وصلت إلى اضعاف مضاعفة، بينما افتقدت العيادات الطبية الشعبية لشعبيتها بسبب ارتفاع اسعار خدماتها هي ايضاً والمقدمة إلى ذوي الدخل المحدود.ويلجأ الميسورون إلى المستشفيات الأهلية هرباً من سوء الرعاية في المستشفيات الحكومية كونها تعليمية وتسودها الفوضى بسبب الزخم. مع انتعاش الرأسمالية في القطاع الطبي بالإقليم ،وتتصاعد استثمارية الطبابة الأهلية، ومحاولات احتواء الطبيب والصيدلي والممرض اصحاب المهنة الإنسانية في دائرة اية مستشفى تدفع أكثر،والكشفيات المرتفعة والابتزازية للاطباء والاتفاقات الجانبية مع مختبرات التحليل والاشعة والسونار و الصيدليات ومن مظاهر الازمة الصحية في الإقليم افتتاح جامعات أهلية غير مطابقة للمعايير الدولية للجامعات،والتي لا تشترط حصول الطالب على درجات بعينها للقبول بكليات الطب كما هو الحال في الجامعات الحكومية،لكن من يستطيع ان يدفع يحصل على الكلية التي يريدها!
ان بيع الادوية وفتح عيادات بدون شروط الصحية من قبل اناس لا يملكون حتى الشهادة، التي اصبحت تنتشر بشكل واسع في عدد من احياء مدينة اربيل وباقي المدن في الإقليم واغلبها منتهي الصلاحية او فاسدة!وتنتشرايضاً دكاكين اللاصحة التي تبيع الدواء ويمارس اصحابها المداواة وزرق الابر وفحص و مختبرات التحليل. فضلاً عن غياب النظافة والتعقيم،وانحدار الثقافة الصحية للمواطنين، في وقت ينشغل مسؤولون في وزارة الصحة بمنهجية التسييس وصراع الامتيازات. والفقراء في الإقليم لهم الله ممن ابتلوا في الامراض المزمنة وانعدام النظافة واستعمال المواد الغذائية الغير صالحة للاستهلاك البشري من لحوم ميتة وخضروات مليئة بالفيروسات ، فكيف سيعالج الفقير مع انعدام الفحوصات المجانية في المستشفيات أوالمراكز الصحية التي تفتقر حتى لوجود صرف الادوية من صيدلياتها الفارغة والتي توزع بالجداول على عيادات الاطباء الخاصة وانعدام وجود المختبرات للتحليلات المرضية في بلد النفط ، الم تستيقظ الحكومة بعد عن ضميرها الذي وصل بالمتاجرة بارواح المواطنين وصحتهم.
ونتمنى من المسئوولين في وزارتكم الموقرة وممن لديهم ذمة وضمير ان يزورا المستشفيات الحكومية و الأهلية ، وانا اقول لسيادتكم بكل الصراحة لا المستشفيات الأهلية ولا الحكومية جيدة ولا يوجد هناك أية متابعة من قبل وزارة الصحة على هذه المستشفيات ، هل أصبحت حياة الإنسان رخيصة إلى هذا الحد، يا سيادة الوزير.
هل تعلم سيادة الوزير ان جولاتكم المفاجئة إلى المستشفيات الحكومية و الأهلية قليلة جداً ؟...
هل تعلم أن أي مستشفى يعلم بزيارتكم وانت تدعي انها مفاجئه ؟.......
هل تعلم بان أكثر مستشفيات وزارتكم أصبحت ملجأ للذباب والحشرات التي تؤنس وحدة مرضانا ؟.......
هل تعلم بان الطبيب لا يستقبل المريض في المستشفى العام كما يستقبله في عيادته أو مستشفاه الخاصة، حتى في جانب التعامل الإنساني، فالابتسامة العريضة والاخلاق الراقية التي يتحلى بها المسؤول الصحي في أماكنه الصحية الخاصة لن تعثر عليها في دوامه الرسمي في المستشفى العام ؟.......
هل تعلم بتسريب الأدوية من المذاخر والصيدليات العامة ظاهرة تنخر في هيكلية ادارة المستشفيات وتضعف من قدراتها على تقديم الخدمات الصحية اللازمة ؟....
هل تعلم بأن مديري المستشفيات الذين وضعت ثقتكم فيهم يعالجون ابنائهم خارج مستشفيات الوزارة لعلمهم بردائتها والسبب هم و انتم ؟....
هل تعلم بأن المؤسسات الصحية قديمة؛ فمعظمها جرى إنشاؤه في الاعوام 1960 و 1980 بما يتناسب مع التطور العلمي في العراق في ذلك الوقت ؟...
هل تعلم بأن أي مدير مستشفى لا يطلب الكثير منكم لكي يحتفظ بكرسيه؟....
هل تعلم بسفر المسؤولين الحكوميين للعلاج بمستشفيات في دول اخرى، كما هو الحال مع رئيس الجمهورية جلال الطالباني الذي تلقى علاجه في مستشفى في الاردن ، ورئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني في النمسا، وغيرهم من المسؤولين الذين لا يعلنون عن سفراتهم العلاجية في بلدان مختلفة ؟..... هل تعلم بان مستويات النظافة سيئة في معظم المستشفيات الحكومية و الأهلية، و كذلك عيادات الاطباء، ودورات المياه فيها متهالكة، والرعاية الصحية في تناقص ؟....
هل إذا مرضت أيها الوزير سوف تقوم بمتابعة علاجكم بأحد مستشفيات وزارتكم ؟....
إن هذه الظواهر وغيرها لا تحتاج إلى منظار دقيق لرصدها من قبل المسؤول أو غيره، فهي ظاهرة للعيان ويمكن رصدها بسهولة ويسر، لكن المطلوب هو عمليات ادارة ناجحة وحازمة ترافقها نظرة إنسانية إلى الفقير أو المواطن الغير قادر على مراجعة العيادات والمستشفيات الأهلية التي غالباً ما تعرض خدماتها مقابل أجور باهظة لا يتمكن على توفيرها سوى الأثرياء،أما الفقراء فتبقى عيونهم ترنو إلى الله تعالى و إلى ذوي الضمير الحي.
واخيراً سيادة الوزير المسألة تحتاج لأن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وأعني هنا من أكبر منصب في الوزارة إلى أصغر منصب وأن يكون الهدف الأسمى والأول لكل هؤلاء هو تحقيق دور الوزارة في توفير أفضل سبل الرعاية الصحية لكل مواطن في هذا الإقليم، مع وضع آلية الثواب والعقاب في الوزارة، فكما نقول للمحسن أحسنت نقول للمسئ أسأت ونعاقب المخالف بقدر مخالفته بعيداً عن عملية تسييس الوزارة. أسأل الله أن يلهمنا الصبر و الصحة في غياب الرعاية الصحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت


.. تأجيل محاكمة ترامب في قضية الوثائق السرية | #أميركا_اليوم




.. دبابة إسرائيلية تفجّر محطة غاز في منطقة الشوكة شرق رفح


.. بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المناطق السكانية ف




.. وصول عدد من جثامين القصف الإسرائيلي على حي التفاح إلى المستش