الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر الكفاءات العراقية على شاكلة سابقاته

ناهدة التميمي

2011 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



منذ التغيير ولحد اللحظة ونحن نسمع كل يوم بمؤتمر عراقي يعقد في الخارج .. مرة لتقارب الاديان ومرة لتقارب المذاهب ومرة للكفاءات العراقية ومرة للتقارب العربي ومرة للاعمار ومرة للاعلام ومرة لبناء العراق واخرى لحل مشاكل المهاجرين من الجيل الاول والثاني, ومرة لحل مشاكل اللاجئين الذين تريد دول الغرب ترحيلهم وبالنتيجة لا اديان تقاربت ولامذاهب تلاقت ولا كفاءات عادت ولامشاكل حُلت ولا اعمار حصل ولاعرب تناغمت.
و مؤتمر الجاليات العراقية الذي عقد مؤخرا برعاية الهجرة والمهجرين في ستوكهولم لحل مشاكل اللاجئين والكفاءات العراقية في السويد واوربا لايختلف عن سابقاته في شيء, فهو لن يحل مشكلة ولن يقدم حلولا جذرية وناجعة ولن تكون له تاثيرات مستقبلية على من عُقد بشأنهم .. فقد عُقدت في الخارج منذ التغيير الى الان مئات المؤتمرات ولم نلمس منها نتائج مُرضية ذات شأن .. اذ ان هذه المؤتمرات غالبا ما تكون غير مدروسىة , وحسب المزاج ويسودها ابناء المسؤولين او اقرباؤهم وهي اولا واخيرا صرف اموال دون صدى ًيذكر ..
والحقيقة ان عدد المؤتمرات العراقية التي تعقد خارج العراق وداخله يفوق عدد المؤتمرات الامريكية مع الفارق .. ففي الاخيرة هنالك دراسات دقيقة واهداف واضحة ونتائج ملموسة بينما تطغى على مؤتمراتنا الفوضوية والعشوائية والمحسوبية والمنسوبية , فمثلا في مؤتمر الكفاءات العراقية لم تدعى كفاءات عراقية حقيقة وانما كل من له صلة بحزب او اخو او اخت مسؤول كبير او من المقربين من بعض الاحزاب المتنفذة حتى ولو كانوا بدون كفاءة .. وهذا الذي يجعل تلك البلدان تفلح ونحن نتأخر
وكمثال بسيط آخر على التناقض الذي يعم هذه المؤتمرات هو المؤتمر الذي عُقد حول بناء الدولة العراقية ولكنه انطلق في القاهرة .. اذ كيف نبني العراق من القاهرة اليس هذا تناقضا ..
فلو ان هذه التكاليف المليونية التي تبذخ على هذه المؤتمرات دون وجع قلب من فنادق راقية وتأجير قاعات للاجتماعات بالشيء الفلاني يوميا واكل باذخ وفاخر وصرف اجور السفر لكل المشاركين, صُرفت على من يستحق في الداخل الم تكن اجدى وانفع .. ثم هل انتهينا من حل كل مشاكلنا في الداخل كي نذهب الى المهاجرين بارادتهم لبلدان الغرب وهي في اسوأ الحالات ستؤمن لهم المأوى والمأكل والراتب ..
هذه المؤتمرات تعتبر فاشلة بكل المقاييس لانه لا تقارب حصل ولا مشاكل تخص اللاجئين حُلت ولا كفاءات عراقية عادت اوسوف تعود لبلدها بسبب عدم الاستقرار الامني وقلة الخدمات وعدم ترحيب المجتمع العراقي بهم لانهم يعتبرونهم من المتنعمين والمترفين وقد جاءوا ليشاركوهم في رزقهم ولقمتهم .. فما الجدوى اذن.!!.
اما المشرفون على هذه المؤتمرات ومنظميها فهم انفسهم في كل مرة , وعليه سيكون الضيوف انفسهم في كل مرة من معارفهم ومقربيهم .. وهم كل يوم مسافرون الى بلد وطائرات مجانا وفنادف وبذخ عالفاضي .. ولو كانوا حريصين لاستأجروا فنادق رخيصة واكتفوا بطعام بسيط ولفكروا بان فقراء العراق ومحروميه ومرضاه اولى بالصرف من هذه المؤتمرات التي لاتسمن ولاتغني .. هذا لو كانت هنالك اخلاق واناس يحبون شعوبهم ويحرصون على الصرفيات..لتساءلوا اين تصرف.. ولماذا ..ومالهدف منها ..؟
هذا لو افترضنا حقا انها تفيد .. ولكن !!! لااظن .. لانها لو فادت لكنا لمسنا نتائجها منذ ثمان او تسع سنوات .. ولكن كل مايطرح فيها هواء في شبك وبطرق عشوائية غير مدروسة, اما الهدف الفعلي منها فهو الاسفار والاطيار وزيارة البلدان والبذخ والطعام الفاخر على حساب جياع العراق ...
د. ناهدة التميمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحاجه ام الاختراع والحاجة للكفاءة والعلم وا
الدكتورصادق الكحلاوي ( 2011 / 12 / 10 - 17:46 )
تحية مع شكر للزميلة الدكتوره ناهده التميمي على مقالتها والفكرة الاساسية فيها
وهي استمرار عقلية وثقافة الدعاية والتصفيق على حساب الجديه في احداث التغييرات المطلوبه في حياة شعبنا العراقي الجريح المنكوب
يقرر العلماء ان العلم والعلماء كانوا موجودين منذ الازل ولكن على عدد اصابع اليد الواحده وكان العلم والفلسفة تتطور على اساس الجدلية الداخلية في احتكاك المفكرين ببعضهم حتى انه ظهر ان كل العلم والمعرفة والعلماء منذ بدء البشرية حتى نهاية القرن التاسع عشر بالكاد يساوي نظيرها في النصف الاول من القرن العشرين وحتى اصبح في نهايات القرن العشرين تنتج المجتمعات علما وعلماء في كل ثلاث سنين اكثر من كل الذي انتجته البشرية حتى الان
لماذا لاننا في العصر الحديث نتعامل مع العلم والعلماء -الكفاءات-ليس كترف كمالي
ان حياة الناس حياة المجتمع في انتاجه وخدماته وعلاجه وثقافته تتطلب حلولا مثلى وسريعه اذن الطلب الاجتماعي هو الذي يلح في تكاثر العلم والكفاءات
عندنا في العراق نعيش على اقتصاد ريعي ونوعية حياتنا بائسه وفي السنوات التسع الاخيرات فلا السياسيين بادروا للتنمية ولاالارهاب سمح وبذافالمؤتمرات بزنس لص


2 - وصف جميل
د. ناهدة التميمي ( 2011 / 12 / 13 - 09:45 )
شكرا للدكتور صادق الكحلاوي على تعليقه القيم .. وبالفعل هذه المؤتمرات المفرغة من المحتوى الفكري والوطني ماهي الا استمرار لسياسة التصفيق دون تفكير وعلى حساب الجدية في احداث التغييرات المطلوبة ..
بلى دكتور اصبحنا نتعامل مع الكفاءات وكانها ترف مالي واجتماعي ولذلك سارع كل من هب ودب ليضع قبل اسمه حرف الدال حتى ولو كان اختصاصة في لعبة الصكلة او الطاولي ..
نعم وليكن هذا تفكيرنا وما نعمل من اجله .. حياة المجتمع في انتاجه وخدماته وعلاجه وثقافته ..
رغم النفط فحياتنا بائسة والمؤتمرات وغيرها هي بزنس لص وهذا اجمل وصف

اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز