الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة

تولام سيرف

2011 / 12 / 10
الادب والفن


القصة تحتوي على منظور فلسفي يمكن التماسه في كل حدث وحوار واحيانا كلمة


زيارة قرية
---------

قرر الخالق مرة الذهاب الى قرية لم يسمع عن وجودها
عبر الجبال والوديان ناظرا يمينا ويسارا سعيدا بسماع اصوات الطيور, مادحا نفسه بما خلق
وصل القرية نحيفا كثير العطش والجوع

قطعة صغيرة مثبتة على خشبة, رُسم عليها اسم القرية بالصبغ الازرق الفاتح
تحت القطعة يجلس السيد سانتوس ثملا كعادته ينجر بقطعة خشبية صغيرة كعادته ايضا
بجانبه حبل لم يفهم الخالق سبب وجوده

يستفسر الخالق اذا كان قد تعرّف عليه سانتوس

يجيبه سانتوس,
- ياسيدي لو دفعت ثمن جرعتين من التّكيلا في الحانة, ستكون لي ماتشاء.

يتركه الخالق متعكر الوجه ممتعضا لعدم معرفة ذاك الثمل لشخصه

وصل بعد خطوات الى ملتقى بعض سكان القرية امام بيت صغير عبارة عن بعض جذوع الشجر غطيت بأوراق قصب السكر و اوراق شجر الموز
هذا الملتقى كان اكثر الايام خمّارة, يتحول الى كنيسة ايام الاحد و المناسبات كالزواج او تعميد المولود الجديد

سألهم
- الا يوجد احدٌ فيكم يهتم بالامور الالهية؟

بين اصوات التّكيلا وضحكات الفتيات الثملة يفهم بوجود رجل في داخل البيت يهتم بالقضايا الروحانية
يتوجه اليه يتعثر بزجاجات فارغة
يرى رجلا في الستين من عمره او اكثر جالسا في آخر زاوية يبدو وكأنه في انتظار المسيح
رحب فيه قدم له قطعة جذع شجرة تستخدم للجلوس,

يسأله
هل انت من يهتم بامور المخلوقات؟

يجيبه االرجل
- نعم انا قس

يبتسم الخالق
- انا صاحب الخلق

ينهض القس يحلب كرسي افضل, ويقول
- هذا الكرسي خاص لاصاحب الخلق

يتعجب الخالق لعبارة اصحاب, ويسأل
- هل هناك غيري؟

يجيبه القس بصوت متعب
- عددهم في اليوم الواحد اثنين الى اربعة

يجلس الخالق ويبدأ بتساؤلاته حول سكان القرية التي لايعرف عنها شيئاً
في هذه اللحظة يسمع وقع خطوات راكضة امام الحانة
يسأل الخالق القس عما يجري

يجيبه القس
-اما خمر مجاني ام كارثة

خرجو مسرعين, ينادي احد عمال الحصاد السكرانين
-انه سانتوس شنق نفسه بحبل على شجرة التين

يتقرب القس الى سانتوس, يعمل اشار ات المسيح, يقرأ كلمات لايفهمها احد

خمسة من الرجال يأخذون بامر دفنه, اما بقية العمال فيعبّرون عن حزنهم برمي سيكارة او قليل من الخمر على الميت
اتفقوا الذهاب الى الحانة وفتح برميل تكيلا ليشربوه على نخب سانتوس

عادا القس والخالق مكانهما, وسأله ثانيةً عن القرية, فيذهب القس بسرد تاريخ القرية منذ الكارثة قبل خمسة عشر سنة

تعجب الخالق, كيف لم يسمع عن كل هذه المآسي, وخصوصا قصة البنت الجميلة الجالسه امام الحانة والتي فقدت اطفالها وزوجها
وها هي تقضي يومها بعرض جسدها لتحصل على بعض المال لشراء الغذاء لطفلها الاخير
فهي لا تعلم من هو ابيه فعدد الزبائن ذلك اليوم كانوا خمسة, و لاتقوى التحدث بذلك خشية فقدان منبع رزقها.


يخرج الخالق شاكرا القس دوره

في طريقه الى مدخل القرية عند الرحيل, يردد مع نفسه,
- اظن انه من الافضل ان اترك عملي الى زيوس.




تحياتي و مودتي


تولام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأهلي هياخد 4 ملايين دولار.. الناقد الرياضي محمد أبو علي: م


.. كلمة أخيرة -الناقد الرياضي محمد أبو علي:جمهور الأهلي فضل 9سا




.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 34.5 مليون جنيه إيرادات


.. … • مونت كارلو الدولية / MCD جوائز مهرجان كان السينمائي 2024




.. … • مونت كارلو الدولية / MCD الفيلم السعودي -نورة- يفوز بتنو