الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


؛؛عراقنا الجديد؛؛: ندرس اكثر لنستهلك اكثر من ثروات البلد!!(2)

علي عبد داود الزكي

2011 / 12 / 10
الادارة و الاقتصاد


؛؛هل الشهادة الجامعية في خدمة البلد فعلا؛؛ ام انها بطالة وبطالة مقنعة؟!!. للاسف منذ اكثر من 6 اعوام والدولة تعمل على ارسال البعثات الى خارج العراق لغرض الحصول على الشهادات العليا في مختلف التخصصات العلمية والانسانية. وكأن كل ما يحتاجه العراق اليوم هو الشهادات العليا. اكثر من 10000 بعثة دراسية ارسلت الى خارج العراق ولا زالت ترسل حتى الان البعثات والزمالات الدراسية. طبعا مؤسساتنا التعليمية لا تحتاج الى كل ذلك ولا مؤسساتنا الصناعية تحتاج اي استشارة علمية الا بحدود ضيقة جدا كما ان المؤسسات الصناعية المحلية لا تحتاج الى كما كبير من الخريجين من ذوي الشهادات الجامعية الاولية والعليا. مؤسساتنا العلمية لا يمكن ان تصنع المستحيل ما دامت مؤسسات التكنولوجيا معطلة في البلد ومؤسسات الصناعة فاشلة ولا تقوى على عمل شي يدعم اقتصاد البلد. ان كلف ارسال طالب الدكتوراة او الماجستير الى خارج العراق كبير جدا. هنا نقول بدلا من ان يتم ارسال كل هذا الاعداد من البعثات للخارج كان من الممكن ارسل 10% من هذا العدد فقط وبذلك يمكن توفير مبالغ كبيرة يمكن الاستفادة منها لغرض بناء اساس تكنولوجي صناعي سليم وبناء المختبرات العلمية المتطورة في اغلب جامعاتنا ومؤسساتنا العلمية العراقية لغرض دعم المؤسسات التكنولوجية الصناعية والبحثية.
الكثير من الجامعيون اليوم هم طالبي شهادة فقط وليس طالبي علم ، دراستهم وتهافتهم لنيل الشهادة ليس لغرض تطوير البلد وانما لغرض ان ينال صاحبها فرصة عمل افضل لكي يعمل او ينال صاحبها مكانة اجتماعية ما ، او تمنحه درجة وظيفية اعلى تزيد من مخصصاته وراتبه دون عمل جديد واحيانا البحث عن الشهادة لتسلق سلم المناصب فقط. المفروض من الدولة ان توفر فرص عمل باعداد اكثر لمن لا يملكون شهادات جامعية ، فمثلا ممكن ان تعمل الدولة على توفير فرص عمل لخريجي المتوسطة بنسبة تتجاوز 50% وتوفر 20% من الوظائف لخرجي الاعداديات وتوفر 10% للجامعيون والشهدات العليا ماجستير توفر 7% والدكتوارة توفر 3% لكي لا يكون هنا تسابق وفاسد وتزوير في الحصول على الشهادات الجامعية العليا وبذلك سيكون العمل اقدس من الشهادة. لكن قبل ان يتم العمل على ذلك يجب وضع قوانين للتربية والتعليم بحيث تكون هيكلية التعليم هرمية بحيث تكون اعداد الطلبة الذين سيصلوا للجامعة لا تتجاوز 20% فقط (بحيث يصل النخبة من الطلبة الى الجامعة فقط). ان ما تصرفه الدولة على الطالب منذ دخوله المدرسة في الاول الابتدائي الى ان ياخذ شهادة البكلوريوس كبير جدا والمفروض يكون ناتج ذلك هو ان يكون الخريج الجامعي ذو مهارة انتاجية عالية تدعم الاقتصاد المحلي من خلال عمله. ايهم اقدس طلب الشهادة ام العمل؟ طبعا طلب الشهادة العلمية مقدس لكن ليس باقدس من العمل.

كان على الدولة بدلا من ان ترسل 10000 بعثة لدرسة العلوم والهندسة للحصول على شهادات عليا، كان عليها ان تركز اهتمامها على احتياجات البلد قبل اي شيء اخر وتعمل على ارسال البعثات لجلب الشهادات في التخصصات التي ستحل الكثير من مشاكل الاحتياج الداخلية الملحة. ان الشهادات التي يحتاجها البلد ويفتقر لها بشدة وسيبقى يحتاجها هي شهادات التخصصات الطبية. اضافة الى ان اغلب اصحاب هذه التخصصات لا يعانون من البطالة ولا البطالة المقنعة وذلك لحاجة المجتمع الماسة لهم ولخدماتهم. لذا كان الاجدى بالدولة ان ترسل 10000 طالب من خريجي الاعدادية لدراسة التخصصات الطبية في مختلف دول العالم لكي تحل مشكلة مستعصية في البلد وهي الافتقار الشديد لهذه التخصصات محليا. اضافة الى انها كانت ستوفر فرص عمل كبيرة وتجعل العراقيين يملكون ثقافة صحية عالية.
قد ينزعج البعض من بعض ما ورد من اراء ... لكن الانصاف والوطنية يحتما على الانسان ان يرى فائدة المجتمع العامة قبل فائدته ومنفعته الشخصية....
قلنا ما نعتقد ونؤمن بالتغيير ان ثبت خطا ما اعتقدنا......

د.علي عبد داود الزكي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردوغان ونتنياهو .. صدام سياسي واقتصادي | #التاسعة


.. تركيا وإسرائيل.. مقاطعة اقتصادية أم أهداف سياسية؟




.. سعر الذهب عيار 21 يسجل 3080 جنيها للجرام


.. الجزائر في المرتبة الثالثة اقتصاديا بأفريقيا.. هل التصنيف يع




.. ما تداعيات قرار وزارة التجارة التركية إيقاف جميع الصادرات وا