الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب يدفعون بالليبرالية الي حافة الهاوية

فريد يحي

2011 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الحزب الديمقراطي الحر يواجه أعمق أزمة في تاريخه. فالقيادة الليبرالية تفتقر إلى الفريق القوي الذي لا يجد له دور في حكومة الأسود والأصفر. " روزلر" ومعاونيه صاروا على المحك... فهل لا يزال هناك أمل للحزب الديمقراطي الحر ؟

لقد صاحب انتخاب اوباما ،تقليعة سياسية جديدة، وهي الملل من كل ما هو قديم ومتعود ، هذه التقليعة التي انطلقت من امريكا كما هي العادة دائما ، لاقت صدى كبير جدا في أوروبا ،خصوصا عند دعاة التحديث ، فوجود رئيس شاب، واسود لأول مرة في التاريخ الأمريكي صار حلم لابد من تحقيقه عند الجميع .

الأسرع...كان الحزب الديمقراطي الحر ،الذي دفع بموجة كبيرة من الشباب ذو الأعراق المختلفة ،والعادات المتطرفة ،إلي المقاعد الأولى في المنصة الرئيسية ، ليحقق نجاح منقطع النظير من قبل ناخبين ،انخرطوا ضمن موجة هذه التقليعة ،وليصبح عندها الحزب الديمقراطي الحر شريكا رئيسيا للحزب الديمقراطي المسيحي في الائتلاف الحكومي بزعامة المخضرمة أنجيلا ميركل.

فيسرفيله "المثلي"،والذي لا يتورع على اصطحاب صديقه في منتديات برلين الرسمية،هو احد شباب الحزب الديمقراطي الحر وزعيمه"الأسبق" ،يقلد وزارة الخارجية ، ليتحول الوهم عند هذا المفترق إلي واقع في حقل يأكل فيه القوي الضعيف بدون رحمة...وهذا ما حدث.فقد صار يتخبط هو وأعضاء حكومته أمام هذا المد السياسي العملي الجارف ،تارة تجدهم في القاع ومرة أخرى على السطح ،مضيعين جهودهم كلها في محاولة السباحة،داخل أمواج متلاطمة لم يكن لهم من سبيل إلا طلب النجدة ،ملوحين بالأيادي معتمدين على شركائهم الأقدر منهم على التعامل مع هذا المد،ليأخذوهم بعيدا عن القاع ،...ولكن هيهات فقد غرق زعيم الحزب "جويدو فيسترفيله "،وربما قد حان الوقت الآن لوزير الخارجية أن ينسحب من الحياة السياسية بالكامل ،كما انسحب سابقا من زعامة الحزب الليبرالي،...استعدادا لغرق البقية فالحزب الديمقراطي الحر يواجه أعمق أزمة في تاريخه. فالقيادة الليبرالية تفتقر إلى الفريق القوي الذي لا يجد له دور في حكومة الأسود والأصفر. حتى مع محاولات روزلر (32 عاما )،"ذو الأصول الفيتنامية،والمتبنى من عائلة ألمانية" ومعاونيه ،والذين كانوا على محمل الجد فعلا.

لازالوا قيادات الحزب من الشباب الآخرين والمطالبين بالاستقالة، لم يتعلموا الدرس فوفقا للمفهوم الجيد لبرلين ،أصبح هناك سؤال بداء يطرح نفسه عند السياسيون الليبراليون موازاة لذلك: هل سيعتبر فيليب روزلر زعيم الحزب الحقيقي؟وهل حان الوقت الآن "لفيسترفيله" أن يتخلى عن السياسة؟ وهل صار هناك من فائدة، للحزب الديمقراطي الحر أن يمرر تشريع تخفيض الضرائب خلال هذه الفترة التشريعية في الحكومة الفيدرالية، لكي يفي بالوعد الرئيسي لحملة الحزب الانتخابية الفدرالية، والتي انتظرها الناخبين منذ فترة طويلة حتى كادت أن تبقى ثانوية.

على ما اعتقد لم تعد هناك فائدة من هذا الأمر...لقد تأخر الوقت، وسينتفض الحزب الديمقراطي الحر، ويعلن عن طريق صناديق الاقتراع، انه لا مجال لتهور الشباب، الذي سيقود حتما إلي النهاية... فلنبتعد عن الفروع ونعود إلي الجذور.

لقد انجروا وراء خدع الشريك ،الذي سمعهم كما يجب ،ولكن تم رمي أرائهم خلف الظهور...زينوا لهم المحيط، فاندفعوا بتهور الشباب ليحصلوا على أسوء نتيجة، فقد انتصرت حكمة الشيوخ على عبث الشباب.

الناخبون، فقدوا الثقة، ففي الربيع الفائت، اقترعوا... فجاءت النتائج ولم تسفر عن المرجو منها فقد تحصل سياسيو الحزب على 1.8 % فقط.

الكارثة ا المتأتية من الهزيمة الكبيرة للحزب في انتخابات مجلس النواب ببرلين جعلت كل الليبراليين البكم يسمعون. حتى ولو أنه من الصعب سماع اللوم، عندما تأخذ لهجة واضحة... وهي الدعوة إلي الاستقالة... عن عجل.

في حين أن برلين ليست موطن الليبرالية، فقد كان الحزب الديمقراطي الحر يواجه دائما مشاكل صعبة فيها، للمرة الخامسة منذ السنة 1949 الحزب يفقد مكانا في مجلس النواب.ففي العام 1995 و1برلين. يتحصل الحزب إلا على 2.5 و2.2 % خصوصا في شرق برلين ...فالليبراليون تقليديا يواجهون دائما في برلين صعوبة، ولكن لم يتوقع احد أن ينخفض الحزب إلي هذا المستوى من الأصوات خصوصا، في ظل انخفاض الحزب الوطني الألماني، المطالبين بالرفاهية "العدالة الاجتماعية ".

في نهاية سنة انتخابات السوبر ، قامت برلين بتوجيه لطمه مسرحية..., نهائية لليبراليين. إضافة إلي أن الحزب الديمقراطي الحر قد سقط العام 2011من حسابات ولايات "راينلاند وبريمن "، "ساكسونيا أنهالت" ،"مكلنبورغ فوربومرن ". حتى ولو أنه نجح في الحصول على نسبة 5.3 في وطنه الأم بولاية "بادن فورتمبيرغ" ، إلا إن هذا النجاح ،كان في أضيق الهوامش ، فالـــ خمسة في المائة،شكلت دوما عقبة في استمرار تحالف الأسود والأصفر ،ببرلمان الولاية .

نعم أن الحزب الديمقراطي الحر شهد العديد من الأزمات والحوادث المثيرة التي كانت في صالح الناخبين. فالحزب لا يقاتل للمرة الأولى في تاريخه من أجل البقاء. فبعد سقوط 1982، على سبيل المثال، تحول الكثير من الناخبين المصابين بخيبة أمل من الحزب الليبرالي الحر إلي الحزب الديمقراطي الاجتماعي... وفقط بمساعدة واسعة ،عن طريق حملة لجلب الأصوات المترددة ،فأن الحزب نجح في بقائه على مستوى الاتحاد. كما أنه في منتصف 1990،وخلال عهد كول ،فأن الحزب الديمقراطي الحر تهاوى على شكل صفوف، من المجالس التشريعية في الولايات. ،حتى أن العديد من المعلقين قد بدا بالفعل في ذلك الحين، يدق ناقوس الموت لليبرالية،و لكن الحزب الديمقراطي الحر كان قادرا على تجديد نفسه كحزب ليبرالي اقتصاديا وسياسيا ،وذلك بإعادة ترتيب القادة وتعبئة الناخبين الجدد.

لا عجبا أنه... حتى في الأزمة الحالية ،فأن العديد من المعلقين أقترح بأن يسلط"الاف.دي.بي" الضوء على قوته التقليدية. فيجب التفكير في المحتوى الليبرالي التقليدي، وطرح وزير خارجية يحظى بشعبية، حتى يتأكد دور الحزب، بوصفه له دور رئيسي في النظام السياسي.
أولا،ات قديمة للحزب الديمقراطي الحر ،في إمكانها أن تمد يد المساعدة له ،خلال أزمته الراهنة.

أولا ، عام الانتخابات للحزب الديمقراطي الحر متعطل ،بسبب نظام الأحزاب المتعدد،و الذي غالبا ما يكون نصيبه الفشل ، ولأن معظم المشترين هم من معسكر اليمين.فالوقت الذي بإمكان الحزب أن يقرر فيه بشأن تحالفات الحكم سواء في الاتحاد أو الولايات ، انتهى منذ فترة طويلة. والاتحاد المسيحي لا يخفى عليه هذا الأمر، فهو قد صرح، بأنه لا يتوقع جدية أكثر في النصر مع تحالف الأسود والأصفر، خلال الانتخابات القادمة في العام 2013، وهو بذلك يضع الخضر كسلف للأحرار. ولهذا فإنه لم يعد موضع شك، بأن الحزب سيكون جاهزا في يوم الانتخابات ليبقى في مأمن..

ثانيا، من المفترض أن منصب وزير الخارجية، والمعطى لأحد قيادات للحزب...لا يفترض فيه أن يعطى للأكثر إشعاعا أو بريقا،فالأحرى أن يكون للأجدر،خاصة إذا ما أخذ في الاعتبار أن للسياسة الخارجية ،تجعل من المانيا ،صاحبة تأثير ونفوذ على عديد من القرارات، التي لا تحظى بشعبية ،في الوضع الدولي المتنامي لها. كما سيكون من المهم أيضا أن يتم إقرار قضايا السياسة الخارجية المهمة ، وخصوصا السياسة الأوروبية والمفاوضات الدولية الصعبة في مكتب وزارة الخارجية وليس في مكتب المستشارية..

ثالثا، يجب على الحزب الديمقراطي الحر أن يهتم بقضايا الحقوق المدنية ليس فقط بالاشتراك مع حزب الخضر، ولكن أيضا مع حزب القراصنة المنافس، الذي بداء يصعد في الآونة الأخيرة... خصوصا قضية الحقوق المدنية الرقمية، مع عدم التقليل من أهمية الاحتفاظ بالبيانات أو حماية البيانات بالمعنى التقليدي.

رابعا ، الليبرالية الاقتصادية التي شعرت بالعجز في كل مكان ،خلال الأزمة المالية والاقتصادية الحالية ،ناهيك عن أزمة اليورو الأخيرة، والتي هزت كل المؤسسات.فأن الحزب الديمقراطي الحر ،لم تكن عنده سوء نية بالتقليل مؤخرا ،في مطالبه الليبرالية الاقتصادية ،من خلال خفض الضرائب والمحسوبية. فأعراض العجز هذه، أثرت على جميع المدافعين عن السوق الحرة في السياسة والإعلام والعلوم بالإضافة إلى ما هو أبعد من مقر الحزب الديمقراطي الحر.

السؤال يبقى هو،هل في الإمكان إنقاذ الحزب الديمقراطي الحر؟ ،بالتأكيد الإجابة لن تكون سهلة. وبالتالي فإن الحزب في الوقت الحالي ليس لديه سوى فرصة واحدة. وهي مشاركة الحكم مع الاتحاد المسيحي خلال السنتين المقبلتين ، والحصول على ما لا يقل عن اثنين من الناخبين من الطبقة المتوسطة خلال انتخابات 2013 الفيدرالية ، كذلك يجب على الحزب، التركيز على منع أسوأ الأحوال ، آلا وهو السقوط تحت معدل نسبة الخمسة في المائة، لاجتياز العقبة والبقاء على العهد. عندها سيحتاج الحزب إلي أربع سنوات، يكون فيها ضمن صفوف المعارضة، حتى يستعيد تجميع صفوفه، ومواجهة مستقبل غامض... والإجابة على سؤال "ما ذا تعني الليبرالية في القرن 21؟".

سواء كان الأمر بالحصول على هذه الفرصة ، أم لا، فعلى الحزب أن يقرر موقف بشأن خطة إنقاذ اليورو. فعلى الرغم من كل الاحتجاجات الحالية،فأن الحكومة يمكن أن تعتمد على الأغلبية ، والتحالف في تمرير القرار ، ففي نهاية المطاف،فأن القرار سيكون قرار الناخبين البرجوازيون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: أسو


.. الجزيرة ترصد مبنى الشركة المتهمة بتصدير أجهزة البيجر التي ان




.. الإعلام الإسرائيلي يناقش تداعيات اغتيال القيادي بحزب الله ال


.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #




.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست