الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار الحادي عشر.. الصمت الزوجي !!..

أشرف محمد مجاهد

2011 / 12 / 10
العلاقات الجنسية والاسرية


كثيراً ما يكون الصمت والتجاهل وعدم الوضوح مقدمات للانفجار أو انهيار الأسرة، وفي أغلب الأحيان يعقبه الفراق والانفصال، ومعظم بيوتنا تعاني من هذا الخطر الكامن، خطر الصمت الزوجي المتبادل، وتجاهل الحوار والنقاش اليومي المتزن، ومعالجة الأخطاء والهفوات أولا بأول بالحديث الهادئ والحوار المثمر البناء، خطر كتمان المشاعر الغاضبة والإحساس بالغبن والضيق واليأس من الطرف الآخر.

هذا الصمت يبدأ حين يشعر كلا الطرفين أن الحوار والنقاش أصبحا بلا جدوى، وأن المشاكل اليومية المتكررة أصبحت مشاكل مزمنة ومتغلغلة داخل النفوس، ويصعب الخوض في تفاصيلها وإيجاد الحلول المناسبة لها، فيصبح الصمت والهروب من الواقع المعيشي بالانشغال بأشياء أخري أحد الحلول المؤقتة لاستمرار الحياة الزوجية ببرودها، والتي سرعان ما تلبث أن تكون مقدمة لمشاكل أعمق وخلاف أشد ونزاع لا حدود له، فالصمت حينها يصبح كالفتيل الذي يشعل الخلاف وينهي العلاقة ويقضي عليها للأبد.

وعلماء النفس والاجتماع يرون أن الزواج عموماً يمر بمراحل متعددة تختلف في خصائصها وطبيعتها، ويستلزم لطرفي العلاقة التعامل مع كل مرحلة من تلك المراحل بدقة وحذر حتى ينجحا في العبور بسفينة الأسرة إلى بر الأمان.

ففي البداية تكون مرحلة الاستكشاف، وفيها يكشف كل طرف الآخر بشكل واضح، حيث يحمل كل من الزوجين طبائع وعادات ومكتسبات ومفاهيم مختلفة تماماً عن الآخر، فمهما كان الإنسان واضحاً أثناء فترة الخطبة إلا أن المعايشة المشتركة تكشف الدواخل الحقيقية لكل منهما مع ما يواجهانه من صعوبات مادية واجتماعية في بداية زواجهما.

والمرحلة التالية تمثل في إعادة التكييف مع الواقع الجديد والتواصل الصريح العلني لمواجهة ظروف الحياة والتزام كلا الطرفين تجاه حياته الأسرية، ومعرفة كل منهما لما له وما عليه من واجبات ومسئوليات.

أما المرحلة الثالثة وهي مرحلة التعود وتركيز كلا الطرفين على رعاية الأبناء، فالزوجة تنغمس فيما بين عملها ومتطلبات بيتها اليومية، والزوج ينشغل بحثاً عن عمل إضافي لزيادة دخله للإيفاء بمتطلبات أسرته المالية، وهذه المرحلة غالباً ما يشتعل فيها الشجار والخلاف وتتحول العلاقة فيها من الحب والألفة إلى الزهد والملل.

والمرحلة الرابعة وهي مرحلة أزمة منتصف العمر والحكم علي العلاقة الزوجية ومدي إسهام كلا الطرفين سلباً وإيجاباً، فيتضح الصراع وتشتبك العلاقة، ويتمسك كل منهما بوجهه نظره المختلفة عن الآخر، وتسيطر فكرة جدوى الاستمرار أو عدم الاستمرار في الزواج ومدي الفائدة المرجوة منه، وفيها يشعر الطرفين بالفراغ والوحدة ويتم التساؤل عن معني الحياة وقيمتها ؟!.. وماذا فعلت وماذا سيأتي ؟!..

وتأتي المرحلة الأخيرة وهي الصحبة، وحصاد العمر وتحدى الوحدة القاتلة التي تلوح لهما في هذا العمر، وفيها تتمتع الأسرة بقدر من الاستقرار العائلي والاستمتاع بالحياة بشكل أفضل، وفيها تكون العلاقة حميمة جداً لأنها عادة ما تكون أكثر روحانية وعاطفية من المراحل السابقة.

فالصمت الزوجي عادة ما يدب خلال مراحل الزواج الثالثة والرابعة، وهي مرحلة التعود وأزمة منتصف العمر، والتي إلا لم يتم التنبيه لها ومعالجتها المعالجة الصحيحة، يحدث الفراق والانفصال، وتتم الزيجة الثانية بكل آثارها السلبية، وتتعقد الأمور لكلا الطرفين وكذلك الأبناء، ولا تصل الأسرة للمرحلة الأخيرة.

حالة الصمت الزوجي مردها إلى حيثيات معينة ككثرة مشاغل الزوج واحتياجه للراحة والدفء العائلي أو لعدم وجود تفاهم بالقدر الكافي بين الزوجين أو لاختلاف المستويات الثقافية والاجتماعية أو لزيادة تطلعات وطموح أحدهما، وقد تكون لأسباب نفسية وعاطفية... والحل الذي يجب أن يدركه كلا الزوجين بحكمة وبحسن تصرف لتجنب الانزلاق لهذا الصمت القاتل هو المصارحة الدائمة والوضوح التام والحوار البناء حتى تستقر الحياة الزوجية، ومن ثم تعاود السير في طريقها الصحيح، طريق الصحبة ومودة آخر العمر...

وللحوار بقية أن شاء الله...
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهرب من الزواج.. ينتشر بقوة.. وقد يستدعي تدخل طبيب!


.. 16 امرأة يتهمن الساحر الشهير ديفيد كوبرفيلد باعتداءات جنسية




.. لا تشكو المهر وغلاء الأسعار قد تكون مصابا بفوبيا الزواج | #ا


.. مصر.. سائق يحاول اغتصاب فتاة في القاهرة • فرانس 24 / FRANCE




.. يارا لابيدوس: قصّة امرأة عبّرت الموسيقى عن حنينها وعن جذورها