الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(ما عنده حبايب)

هادي حسين الموسوي

2011 / 12 / 10
الادب والفن


تمدد ابو ايمان على القنفة وشعر بالم في ركبتيه وعزاه على المسير الكثير ... كانت ام ايمان في ساحة الدار الشرقي تراقب القدر وفكرها عند زوجها . وهل تدبر امر مبلغ الايجار؟... انه هاديء الان .. لن تعكر مزاجه ... ولكن لسانها انطلق من عقاله رغما عنها فجاء صوتها مرتفعا اجفل منه ونهض..
قالت : اتعرف بيت ام سلمان اللي كانوا بمشيغن .جيرانه هناك؟. اخذوا ملايين الدناير وقطعتين ارض ..اخذوهن ورجعوا لامريكا ...... عوضتهم الحكومة بموجب المادة 140 ؟؟؟؟؟؟؟ بس احنه حظنا طامس ... ليش احنا مو مغتربين كنا؟؟؟؟؟؟؟؟
صاح الرجل بهستريا بالغة : العن ابوك ذوله تابعين لجماعة اللي تعرفيهم ... مثلهم مثل كل مغترب عنده حزب يدافع عن حقوقه ... اما احنا الله يدافع عن حقوقنا .. سدي الموضوع احسن لا اذبحك ....
قالت : العفو عيني ما قصدت ااذيك .. لكن بالراديو يقولون العراقيين متساوين بالحقوق والواجبات ... والمغتربين كلهم راح يوصلهم التعوض حتى يقدروا يفتحوا مشاريع
صرخ : كلام ما اله قيمة ... شوف اليوم جربان الامس تحرسهم حمايات وسيارات مصفحة وهم ما الهم اي قيمة بالمجتمع نصهم سلابه وحرامية ونص خاتلين بعباية الدين او الاحزاب .. اذا العراقي ما يستند على هذوله محد يمشي اموره ... هذا زمن العجايب ... لا تنرفزيني بعد الله يرضى عليك ...
اجابت : بعد ما احكي ... اصب الغده ؟؟؟؟
قال: انسدت نفسي وما اشتهي بعد ...
رجع الى قنفته وتمدد من جديد وراح يستعرض حياته ( هرب في 1990 بعد ملاحقة العراقيين المساهمين بالانتفاضة ) من بلده هو وزوجته وابنته ايمان الى ايران وهناك ذاق العوز والفاقة والعنصرية ... ولم يطق الحياة هناك فذهب الى سوريه وتمكن من الحاق ابنته بالمدرسة .. ورغم معاناته في تدبير امور معيشته كان يشعر بكرامته .. ثم انتقل منها الى امريكا كلاجيء ... وتغيرت اموره من السيء الى الاحسن .. وجاءت الحرية الامريكية الى العراق لتوهم الناس بالديقراطية وتكافؤ الفرص .. فقرر ان يترك العمل وامريكا ويتوجه الى وطنه ليجد فرصته فهو مهندس ميكانيك ... وووو جاء ابو ايمان الى العراق المحرر ليجد الاجواء مغبرة .. والقتل والتدمير سمة ملازمة للعراق .. ولكنه لم ييأس وشحذ همته وتوجه الى الحكومة لكي يعمل في احدى مؤسساتها ... اكتشف ان لا مكان للعراقي للعمل مالم يدفع المعلوم او يصطحب معه تزكية من احد ازلام العهد الجديد .... وهاهو اليوم يدور في الشوارع بعربته ويصيح - غاز ... غاز ... -
انتبه من شروده فوجد زوجته تحمل صينية العشاء مبتسمة وتقول بصوت منكسر : احنا تركنا حياة العز هناك وجينا للفقر لكن ربك ما ينسانا ... لا تفكر ربك موجود ...
ابتسم وقال الله موجود خلي يولون ذوله.... احنا ماعدنا حبايب مثلهم..؟..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان


.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير




.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام


.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي




.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية