الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة عرف الديك الليبية

رحاب العربي

2011 / 12 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لنعت اي شخص بأنه لا موقف له يشار له وباللهجة الليبية "بذيل السروك (الديك) " الذي يميل مع توجهات الرياح حيثما هبت. هذا هو حال السلطة الليبية الحالية والتي اتسمت منذ بواكير إدارتها للجزء المحرر من البلاد قبل تحريرها الكامل من سلطة الطاغية، بتضارب تصريحات المسؤولين فيها من أعلى قمتهم الى قاعها وتراجعهم عنها ونفيها اذا اقتضى الامر قبل ان يرجع صداها داخل قاعات جلوس الليبيين البسيطة..

وهكذا حال لحكومة ورثت تركة بحجم وكارثية 40 عام من حكم فوضوي دكتاتوري، لا يمكنها بهذه المواقف المتذبذبة التي تفتقر للحس السياسي وتقدير حجم المسؤولية في التصريحات والقرارات التي تصدرها وتخرج عبر وسائل الاعلام المحلية والعالمية لا نعتقد انها قادرة على التقدم نصف خطوة على طريق إعادة بناء ليبيا التي خردها الطاغية ولم يبق فيها على اية ملامح للدولة يمكن ان يؤسس عليها هيئة مؤقتة لإدارة البلاد. بل لعلنا نذهب الى القول بان الارتجال والتسرع في إطلاق التصريحات وإصدار القرارات وعدم التريث ودراسة كل الابعاد التي تشكلها على المجتمع وعلى الصعيد العالمي، يزيد من تعميق مأساة ليبيا ويؤخر مسيرة إعادة البناء ويبدد الامل في النفوس.

أكثر من مسؤول سواء في المجلس الوطني الانتقالي او المجلس التنفيذي السابق او الحكومة المؤقتة الحالية يدلي بتصريح امام عدسات القنوات الفضائية العالمية في الصباح، ويقوم هو نفسه او حتى مسؤول آخر في مؤسسته في المساء بنفيه او إطلاق تصريح آخر يلغيه !! مواقف تصيب المتتبع للشأن الليبي وخاصة المواطنين الليبيين بالحيرة بل تجعلهم يفقدون الثقة في هذه السلطة الجديدة ولا يصدقونها.. بالامس القريب يخرج قرار عن الحكومة المؤقتة ويطالب بخروج المسلحين من العاصمة كضرورة لبداية تفعيل كل مؤسسات الدولة وإعادة الحياة المدنية للبلاد، ولم يمض على هذا التصريح 24 ساعة وإذ بمسؤول في هذه الحكومة ينفي هذا التصريح ويؤكد على ضرورة بقاء المسلحين لضمان امن العاصمة والبلاد!!! هكذا وخلال ساعات يتحول المسلحون من عائق للاستقرار والامن في البلاد الى ضرورة لضمان الاستقرار والامن فيها!!!

كيف يمكن لحكومة وسلطة منحها الشعب ثقته الكاملة وبعيد ثورة دفعنا فيها ثمنا باهضا من الدماء والاموال والموارد، أن تتعامل مع مسائل حساسة بوزن الامن ومصادر التشريع وغيرها من المسائل الحساسة، بهذه الارتجالية والتذبذب في المواقف، خاصة أن جزءا مهما من أعضاء هذه السلطة قد مروا بتجربة سياسية مهمة وإن كانت في ظل الطاغية كافيه لإكسابهم خبرة في التعامل مع المواقف ودراسة اي قرار او تصريح قبل إصداره لتحاشي اي ردود فعل قد تترتب عليه من اية جهة كانت، أما أن يصدر موقف في قضية ما من هذه السلطة الفتية في الصباح و لا تكاد تغرب شمس اليوم نفسه حتى يصدر تصريح آخر من نفس السلطة ينفيه، فهذا اقرب ما يكون في توصيفه لعرف الديك الذي يميل مع الريح حيثما توجهت او كما يقول المثل الليبي "ذيل سردوك"..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جرذان بنغازي
عمر عبد العظيم ( 2011 / 12 / 12 - 01:43 )
هذا مصير جوقة العملاء ومن ساندهم.اقلية متمردة استخدمت السلاح ودعمت من الاجنبي للاستيلاء على مقدرات البلد واخضاعه للفوضى والشركات الاجنبية.اخجل من نفسك وانت توصف الشهيد معمر بالطاغية؟ طيب هذا يعني ان الجرذان محررين؟ لكن الحقيقة ان اغلبية الشعب الليبي يشتمون الجرذان في السر لانهم مجموعة من قطاع الطرق و دماغ عاطل.العار لحكم المليشيات والرحمة والخلود لمعمر القذافي

اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية