الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرومانسية ... هي الحل

غادة عماد الدين

2011 / 12 / 11
العلاقات الجنسية والاسرية


من الطبيعي أن تشوب الحياة الزوجية بعض الخلافات والنزاعات البسيطة، هذه التي تسمى بملح الحياة، ولكن إذا زاد الأمر عن ذلك فقد ينعكس إلى توتر وقلق على أفراد الأسرة، وقد تصل هذه الخلافات إلى أشكال مختلفة مثل التراشق بالألفاظ والعند الذي يصل بالعلاقة بين الزوجين إلى طريق مسدود، ويتحول الزوجان إلى مصارعين في حلبة جمهورها الأبناء. وفي هذا المضمار تنهار الأسس السامية والمفاهيم العليا، وتنقلب حياة الأسرة رأساً على عقب لأن العنف مرفوض أساساً في حياة البشر - بين إنسان وإنسان - ونحن نعيش على مسرح الحياة وليس في غابة لا يسكنها البشر.
الحياة الزوجية هي شركة بين اثنين، وهذه الشركة تقوم على المودة والرحمة كما قال تعالى: {وجعل بينكم مودة ورحمة}. لذا فإن العلاقة الزوجية هي علاقة حب وتفاهم تترتب عليها حقوق وواجبات، وكما قلت سابقاً قد تشوبها بعض الخلافات مثلها مثل أي علاقة إنسانية. لقد وصف الله سبحانه وتعالى العلاقة الزوجية ب "الميثاق الغليظ"، وهو ما تحلم به كل فتاة وكل رجل، فيحوله بعض الرجال المرضى إلى قيود حديدية، ويتحول الرجل من شريك رحيم إلى ... عشماوي!!
إنها قضية مؤسفة تدمي الروح والفؤاد. أما عن الأسباب فقد تكون:
ـ إما بسبب فعل استفزازي من قبل الزوجة باستخدام كلمات مؤلمة سيئة تثير غضب الزوج.
ـ أو بسبب الفوارق الاجتماعية والثقافية، وكذلك فارق السن بين الرجل والمرأة.
ـ أو بسبب تعرض الرجل لإحباطات شديدة خارج البيت أو شعوره بالنقص فيفرغ تلك الإحباطات عن طريق العنف والضرب وكأنه يثبت لنفسه أنه الأقوى، أو قد يكون قد تربى في أسرة تحب السيطرة والقسوة فيقلد هذا الأسلوب السيئ. فقد يقلد والده عندما كان صغيرًا إذا كان قد شاهده وهو يعنف أمه فتكون القسوة سلوكًا ورثه عن والده.
ـ أو بسبب الشك والغيرة والسلوك غير السوي والاضطراب النفسي والعقد النفسية منذ الطفولة وسيطرة الأهل عليه، كل ذلك ينعكس على زوجته فيحاول أن يظهر لأهله بأنه ذو شخصية قوية أمام أهله فيستخدم القسوة .
ـ أو بسبب المفهوم الخطأ لاستخدام القوامة، حيث يفسر بعضهم القوامة على أنها السلطة والقسوة و أحياناً يلجأ للضرب، معتبراً ذلك من حقوقه الشرعية.
إن الدين الإسلامي يهتم بحقوق المرأة، وقد وصى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو خير البشر، بأن تعامل المرأة معاملة حسنة «خياركم خيركم لأهله»، وأن يخاف زوجها الله في معاملتها، ويكفي وصيته عليه الصلاة والسلام "واستوصوا بالنساء خيرًا". وهنا أقول لابد من العلاج النفسي والتقويم الاجتماعي داخل الأسرة، فلا بد من تقديم التوجيه والإرشاد السلوكي للزوجين، وأيضًا على مستوى المجتمع لابد أن يكون هناك تثقيف ديني واجتماعي للشباب لكي يعرفوا معنى القوامة، وأن يدركوا أن الأسلوب الأمثل للتعامل مع المرأة بصفة عامة يكون على نهج كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام حيث قال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}.

ومن اجل مزيد من السعادة الزوجية فإن الأطباء النفسيين في فرنسا – وأنا أرى ذلك أيضاً - ينصحونك بإضفاء مزيد من الرومانسية على حياتك الزوجية.

وقد تتساءلين ما هو السبيل والطريق لإضفاء مزيد من الرومانسية إلى حياتك الزوجية ؟
والحل بسيط جداً فهو يكمن في الحرص على تقديم المفاجآت الصغيرة لزوجك، مثل شراء أشياء صغيرة وتقديمها لزوجك في أوقات عادية لتشعريه بالسعادة وتعبرين عن اهتمامك به، وأيضاً الخروج مع زوجك بمفردكما من آن لأخر مما يعيد إليكما ذكريات جميلة ناعمة، ويستعيد مشاعر الحب الطاغية والرومانسية المفتقدة بينكما الآن.
داعبي غروره ... فالرجال يميلون إلى أن تغذى الزوجة لديهم الشعور بأنهم أسياد المنزل على طريقة "سي السيد"
يفسر الأطباء النفسيون الفرنسيون معنى الرومانسية بأنه الشعور الجميل بأنك مرغوب من الجنس الأخر... والمشاعر الرقيقة بينكما، وهو الشعور الذي يجعلكما تحلقان في السماء بمجرد نظر أي منكما في عيني الآخر.
واختفاء الرومانسية من البيوت له أثر سلبي على أداء الزوجين في باقي مجالات الحياة.
الرومانسيون والرومانسيات هم الأكثر قدرة على الإنتاج وأكثر إيجابية في التعامل مع المشاكل اليومية في العمل والحياة الاجتماعية.
ومن اجل مزيد من الرومانسية في حياتك اجعلي زوجك على سلم أولوياتك، وحاولي كسر روتين حياتكما بشتى الطرق

والدعوة الأخيرة إلى الرومانسية تخص الرجال الذين يظنون أن إرسال باقات الزهور أو المكالمات الهاتفية الرقيقة أو الإطراء والمديح للزوجة شيء تافه أو ثانوي بدعوى "أننا كبرنا على مثل هذه الأشياء" أو استناداً إلى أن تفانى الزوج في توفير الماديات من أجل ضمان مستوى معيشي لائق لأسرته أمر كاف.
ويرى أطباء وعلماء النفس الفرنسيين أيضاً أن إهمال تغذية المشاعر الرقيقة لدى الزوجة هي خطر بالغ يحطم جدار الرومانسية التي تعد من أهم دعائم السعادة الزوجية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يكرهن القراءة
عبد الله اغونان ( 2011 / 12 / 12 - 00:45 )
كلام مفيد يااستاذة غادة وانت مشكورة عليه فكثير من الرجال لايحسون او يستشعرون هذه الحقائق لان الحب صار عادة روتينية.ولكن يمكن ان انتفع بهذه التوجيهات التي تناسيتها وقيمتها في التذكير -وذكر فان الذكرى تنفع المومنين-لكن من يذكرهن هن وقد الغين القراءة ورقية والكتروية من حساباتهن واستعضن بافلام تافهة مبنى ومعنى .قومي باحصاء في هذا المنبر البعيد عن اهتمام كثيرات من بنات حواء لتعرفي ان الامية سائدة فيهن .فتكون مقالتك لم تصل الى اذانهن
الرومانسية هي الحل صحيح اشهد انك قد بلغت

اخر الافلام

.. الدول العربية الأسوأ على مؤشر المرأة والسلام والأمن


.. إحدى الطالبات التي عرفت عن نفسها باسم نانسي س




.. الطالبة التي عرفت عن نفسها باسم سيلين ز


.. الطالبة تيا فلسطين




.. الطالبة نورهان الحسنية