الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاً نحو دولة علمانية لا دينية

هاني برهومة

2011 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لا بد ان هذه القضية قد طفت على السطح من جديد و اصبحت الشغل الشاغل لطبقة المثقفين و النخبة من سياسين و اقتصاديين و اساتذة جامعات ممن يشكلون اتجاهات الرأي العام و توجهات المجتمع كما شغلت بال الكثيرين من شبابنا و شاباتنا الذين وقفوا في وجه ظلم و إستبداد الأنظمة بسلمية في ثوراتهم.
و الان بعد مضي اكثر من احدى عشر شهرا على الربيع العربي و بعد ان ازاحت هذه الثورات رؤساء و حاكمين إستبداديين و بعد ان فرحنا و احتفلنا بهذا النصر العظيم، بات من المألوف ان نسمع العديد ممن يطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية او الدين في هذا البلد او ذالك.
و نتيجة أنتشار ظاهرة التدين الشكلي في مجتمعاتنا العربية بطريقة اصبح تطبيق الدين فيها يضر بالدين و صاحبه على حد سواء كما ان هذه الظاهرة أدت الى بروز العديد من الأساليب و الطرق الهادفة الى الابقاء على هذه الظاهرة من التدين و المسارعة في اخماد و وأد اي ثقافة او "وسيلة تعبير عن الرأي" تعارض ظاهرة المجتمع المتدينة.
لذا و بعد ان تخلصنا من قيود لازمتنا طويلاً ينبغى علينا نحن الشباب المثقف الواعي في إيجاد حلول و سياسات من شأنها إنجاح الدولة نحو تحقيق العدالة و المواطنة و المساوة في الحقوق و الواجبات للمواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم أو تفسيراتهم أو أفكارهم الدينية.
في هذه الدولة يجب علينا ان نطبق مبدأ (دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله) فإرادة الشعب هي مصدر كل السلطات و مرجعيته بعيداً عن الدين او المعتقدات الدينية على اختلافها، فوظيفة الدولة كما قال الفيلسوف الانكليزي جون لوك ((يجب ان تنشغل الدولة في الإدارة العملية وحكم المجتمع فقط، لا أن تنهك نفسها في فرض هذا الاعتقاد ومنع ذلك التصرف. يجب أن تكون الدولة منفصلة عن الكنيسة، وألا يتدخل أي منهما في شؤون الآخر. هكذا يكون العصر هو عصر العقل، ولأول مرة في التاريخ البشري سيكون الناس أحرارًا، وبالتالي قادرين على إدراك الحقيقة))
كما ان الفيلسوف اليهودي إسبينوزا كان أول من أشار لفصل الدين عن الدولة و السياسة إذ قال (( أن الدين يحوّل قوانين الدولة إلى مجرد قوانين تأديبية. وأشار أيضًا إلى أن الدولة هي كيان متطور وتحتاج دومًا للتطوير والتحديث على عكس شريعة ثابتة موحاة)).
فالحرية و العدالة و الطبيعة و العقل هي المصدر الأساس للتشريع في هذه الدولة من دون المساس بحرية اعتقاد مواطنيها على اختلاف معتقداتهم سواء كانوا مسلمين او مسيحيين او يهود او حتى ملحدين.
حينها سنبني دولة المستقبل كما سنزرع جيل واع مبتكر لا مستهلك و ستصبح مجتمعاتنا اكثر وعي و انفتاحاً على العالم الخارجي بتعاون وثيق ما بين الرجل و المرأة على السواء و الكل امام القانون بمستوى واحد و بدرجة واحدة، و سنفخر بثوراتنا المجيدة التي منحتنا الاستقلال و العدالة و الحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام في حرم جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة للمطالبة بإن


.. القوات الإسرائيلية تقتحم معبر رفح البري وتوقف حركة المسافرين




.. جرافة لجيش الاحتلال تجري عمليات تجريف قرب مخيم طولكرم في الض


.. مشاهد متداولة تظهر اقتحام دبابة للجيش الإسرائيلي معبر رفح من




.. مشاهد جوية ترصد حجم الدمار الذي خلفته الفيضانات جنوب البرازي