الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة والتنمية في المغرب :محاولة المخزن لادارة الازمة

حسن طويل

2011 / 12 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



لقد جاء فوز العدالة والتنمية في الإنتخابات التشريعية الأخيرة في سياق الحراك التي تعرفه مجموعة من البلدان العربية و في ظل محاولة المخزن على الإلتفاف على مطالب حركة عشرين فبراير ، متابعا مسلسله الذي بدأه بدستور ممنوح حافظ على طابعه الإستبدادي .المخزن معروف بتحكمه في الإنتخابات ونتائجها وصناعة الخريطة السياسية المهيمنة على المشهد السياسي المغربي عبر إليات و ميكانيزمات مباشرة كقانون الإنتخابات ،تدخل وزارة الداخلية ، التقطيع الإنتخابي ،تعبئة السلطات المحلية ....و تدخلات غير مباشرة كالإعلام ،خلق الحدث ، الماركتينغ السياسي للجهة المراد إنجاحها.....
جاء إختيار المخزن للحزب الأصولي لإدارة الأزمة لعدة أسباب أهمها مايلي:
‍1-هذا الحزب معروف ولاءه الشديد للمخزن وللصلاحيات المطلقة للملك عبر مؤسسة إمارة المؤمنين ، حيث كان يرفع دائما شعار " نحن مع ملك يسود ويحكم " وذلك بإعتبار الملك الضامن للطابع الدبني للنظام السياسي في المغرب ،
‌2-بنيته الفكرية و الإيديولوجية مزيج من تمظهرات للفكر الإخواني البراغماتي والإسلام المخزني و شكلانية أخلاقية، وتتميز ممارسته السياسية بإنتهازية فجة وجبن في إتخاد المواقف وبدفاع مستميت على الطابع المخزني للدولة المغربية و معاداة مرضية لكل ما يرتبط بالحداثة واليسار ،
3- هو تعبير مشوه عن مصالح جزء من الطبقة الوسطى التي تعرض للتفقير و التجهيل عبر مدرسة الفشل المغربية ،و تاثر سلبيا بالثقافة المسيطرة؛ التي يغلب عليها حداثة مشوهة و إسلام مخزني رسمي لايجد مانعا في الإرتباط بشكلانية فجة و إستغلالها للتسويق السياسي .
4-مشروعه المجتمعي ذو أفق سياسي مخزني متخلف و هو لايخرج عن إطار الليبرالية المتوحشة على المستوى الإقتصادي والفكر القروسطوي على المستوى الثقافي وإقتراحاته الإقتصادية هي شكل كاريكاتوري للمقاربة الكينزية بمستملحات دينية (حوار مع بوليف الذي يعد المنظر الإقتصادي للحزب و الذي يقترح إحداث صندوق الزكاة )،
5-مكافأته على الدفاع المستميث على الدستور الجديد و مواقفه الصريحة ضد حركة 20 فبراير، و هجمته ضد أحد البنود المقترحة من طرف اللجنة التي اعدت مسودة الدستور و الذي صرح فيه بحرية الإعتقاد لأنها تهدد مؤسسة إمارة المؤمنين ،

6- صعود نجم الحركات الأصولية في بعض البلدان التي عرفت الإنتفاضات مما يدخل المغرب إلى نفس السياقات و لكن بطريقته ( أسطورة الإستثناء المغربي )
لكل تلك الأسباب جعل المخزن من حزب العدالة والتنمية أفضل أداة لإدارة الأزمة، وقام بالتسويق السياسي لإنجاحه عبر الإنتخابات وذلك بإعطاء الضوء الأخضر لقياديه للتصريحات القوية ( معروف عنهم الجبن في المواقف في عدة محطات )و توظيف الإعلام لصعود نجمهم و جعلهم أمل المغاربة في التغيير و إستغلال فراغ المشهد السياسي من اي تنظيم قوي ينافسهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيجربهم المغاربة
حسن امحمد اعلي ( 2011 / 12 / 11 - 18:57 )
سيؤجلون الازمة لسنوات و هذا هو الاستثناء المغربي .


2 - الله يعز المخزن
عبد الله اغونان ( 2011 / 12 / 12 - 00:22 )
عندما يتخاصم المغاربة او يحس احدهم بالظلم كان يستنجد ويصيح- الله يعز المخزن او- علاه ماكاين مخزن ف لبلاد.المشكلة لدى البعض انه يقذف دائما خصومه بالعمالة للسلطة وكان السلطة ودائما شر مطلق كلما اقترب احد من الحكام او تولى مسؤولية ما.لكن الغريب ان هؤلاء يتناسون هذه التهمة عندما يكونون هم في السلطة.كثير من رموز اليسار قديما كانوا في حضن السلطة وتولى حزبان يساريان مع الاستقلال السلطة فلم لم يعتبروا مخزنيين
عندما فاز حزب العدالة والتنمية دمقراطيا ولاول مرت عبر دستور وصلاحيات
نجدهم مازالوا يشيرون باصابع الاتهام هذا حزب مخزني
يجب ان نتخلى على هذا السلوك ونتصف باخلاق سياسية مبنية على الاحترام والمنافسة الشريفة على اسس مذهبية واضحة
انت تعرف ان الاصالة والمعاصرة كون اساسا وبتصريح زعمائه لصد العدالة والتنمية لكن نور المصباح عطل الجرار الذي كاد يهلك الحرث والنسل
مع الشكر للكاتب المحترم

اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل