الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس الوطني السوري - على المحكِّ الأخير

وهيب أيوب

2011 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


الغالبية الساحقة للمعارضة السورية في الداخل والخارج، تعلمُ علم اليقين أنّ نظام دمشق الاستبدادي سوف لن يسقط بالمظاهرات ولا الاعتصامات ولا الإضرابات ولا حتى العصيان المدني. كما أنّه لن يسقُط، ولن يتنازل عن تمسّكه بالسلطة من خلال العقوبات الاقتصادية، سواء كانت العربية منها أو الدولية. هذا النظام الفاشي المُجرِم، ومنذ اللحظة الأولى اتّخذ قراره بقمع وقتل كل من عارضه ودعا لإسقاطه، لهذا فإن فاتورة القتل والاعتقال والتعذيب والتهجير ومحاصرة المدن وتدميرها، فاقت كل الحدود.
ما نسمعه من غالبية "تنسيقيات" الثورة السورية في الداخل كما الخارج، أنّه لا حلّ لإسقاط هذا النظام إلا باستخدام القوّة والسلاح، من خلال إقامة منطقة عازلة أو أكثر، يلجأ إليها الجيش الحرّ المنشق، وحظر جوّي تتخذ قراره الأمم المتحدة ومجلس الأمن، دون الحاجة لقوات دولية على الأرض السورية، وأن الجيش الحرّ وما سينضمُّ إليه من أعداد كبيرة جاهزة للانشقاق وهي تنتظر تأمين المناطق الآمنة والحظر الجوي، هي الكفيلة بإسقاط هذا النظام العصابة، خلال أسابيع.
إذاً، من المسؤول عن هذه المماطلة وإضاعة الوقت؟ وهل البعض في انتظار أشياء لا نعرفها، ولا يعرفها السوريون..؟ وماذا تعني المُهل المتكرّرة من الجامعة العربية؟ هل هناك تسوية تحت الطاولة وخلف الكواليس، على غرار التسوية اليمنية؟ وهل هناك من مشاركٍ بها ،سواء من الداخل أو الخارج من المعارضة السورية، ومن داخل المجلس الوطني وخارجه..؟
تلكؤ المجلس الوطني في توسيع المجلس ليضم كافة أطياف المعارضة السورية، يثير الريبة والشكوك...! فمن الذي سيطالب بإحالة الملف السوري للأمم المتحدة ومجلس الأمن، إذا لم تكن هناك معارضة سورية موحّدة في الداخل والخارِج يستطيع المجتمع الدولي السماع لها وتلبية طلباتها؟
الواضح أيضاً، أن هناك أطرافا عربية في الجامعة وأطرافا دولية أُخرى ومنهم إسرائيل، تسعى لإنقاذ نظام الأسد، من خلال إدخال بعض الإصلاحات عليه، وبهذا يتداركون الخطر القادم عليهم فيما لو سقط النظام تماماً، فربما يكون أحدهم هو التالي. ولهذا تمّ أخيراً تفويض الوفد العراقي من قِبل الجامعة العربية للتفاوض مع النظام السوري. فماذا يعني هذا الخيار من قِبل الجامعة بإرسال وفد، هو بالأساس طرف وحليف النظام السوري وداعماً له في قمع الثورة، سوى أن يكون شكّنا في محلّهِ!؟
إن استمرار الوضع السوري على ما هو عليه، لا يعني سوى أمرين اثنين:
إما أن يستطيع النظام، عبر المُهل المعطاة له من الجامعة العربية واستمرار قمعه الدموي للثورة بإخضاعها للقبول بحل وسط، تشارك فيه بعض أقطاب المعارضة القانعة أو المتواطئة في تسوية تُنقذه من الانهيار الكامل، ويؤمّن لها هي حصّة في المشاركة بالسلطة المُعدَّلة؛ وهذا ما سيرفضه الثوار على وجه التأكيد، على اعتبار أن هذا نظام يستحيل العيش معه بعدما أظهر أنّه بمثابة العدو للشعب السوري وليس مجرد خصم سياسي. وإما أن تنزلق البلاد إلى حرب أهلية من خلال عسكرة الثورة، إضافة للجيش الحرّ المنشق، وهذا غير مُستبعد؛ وقد أشار له برهان غليون نفسه. فهمجية النظام ووحشيته في قمع الثورة السلمية، لن تترك للعقلاء مكانا باستمرارها على هذا النحو السلمي، خاصة بعد فقدانهم الأمل بأي دعمٍ وتدخّلٍ دولي وإقليميّ يؤمّن لهم الحماية من بطش النظام وإجرامه من دون أي وازعٍ أو ضوابط.
كذلك فإن مصلحة إسرائيل وأميركا تكمن في خيارين، إما الوصول لهذه التسوية والمحافظة على العهود المقطوعة لها من النظام الحالي بالحفاظ على هدوء وأمن حدودها الشمالية في الجولان المحتل القائم منذ أربعة عقود، وإما الحرب الأهلية التي قد تستمر لسنوات، على غرار الحرب الأهلية اللبنانية، وقد تؤدّي لتقسيم سوريا لدويلات، وهذه أُمنية إسرائيلية قديمة، ترجع لعام 1968. ومن هذه الزاوية أيمكن رؤية سبب تلكّؤ أميركا لعشرة أشهر تجاه النظام السوري.
إن مدينة حمص اليوم وبعض المدن السورية الأخرى، تعاني من أزمة إنسانية حقيقية، تجعلها مناطق منكوبة بكل ما تعني الكلمة، فحتى الأطباء يُقتلون بسبب معالجتهم للجرحى، وقطع الكهرباء والماء والاتصالات، ومنع العلاج والدواء عن المصابين، وقلة الغذاء ومواد التدفئة، هو بمثابة كارثة إنسانية حقيقية لا تُحتمل. والتعامل مع هذه الأوضاع بدمٍ بارد غير مسؤول، سيوصل الناس والثوار إلى أماكن وخيارات يصعُب التراجع عنها. فمن يكون المسؤول حينها عما ستؤول إليه الأمور؟
هذا السؤال برسم المجلس الوطني والمعارضة السورية كاملة، ولن نتحدّث هنا عن مسؤولية الجامعة العربية والمجتمع الدولي، فهؤلاء ينطلق كُلٌّ من مصالحه الخاصة.
ربما يدخل المجلس الوطني السوري في هذه المرحلة الحرِجة من الثورة السورية امتحانه الأخير، في كسب مشروعيته لتمثيل الثورة والشعب السوري، ويتحمّل مسؤوليته في اتخاذ قرارات واضحة وحاسِمة، وهذا يتطلّب الاستحقاقات التي ذكرتها سابقاً، وأهمها ضمّ باقي أطياف المعارضة للمجلس، وإلا فعليه تحمّل العواقب التي ستحلّ به، كما بالثورة والشعب السوري.

الجولان المحتل – مجدل شمس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استعمار واحد في الجولان لا يكفي... ؟؟
نايـــــــــــــــــــا ( 2011 / 12 / 11 - 18:19 )
ألا يعاني الشعب السوري في الجولان المحتل ما يكفي من قمع دولة استعمارية كإسرائيل حتى يطالب بتدخل أجنبي على كامل التراب السوري ؟
لقد أكد المجلس الوطني في بيان أصدره بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان بأنه : (يؤكد في هذا اليوم الخاص مطلبه الأساسي ومطلب الشعب السوري بوجوب العمل من قبل المنظمات والهيئات العربية والدولية ذات الصلة من أجل الضغط في مجلس الأمن لاستصدار قرار يقضي بحماية المدنيين، والاستمرار في محاصرة النظام السوري وعزله والعمل السريع باتجاه إغاثة المنكوبين في المدن السورية المحاصرة وفي مخيمات اللاجئين) ؟


2 - كلها أحمد جلبي وكرزاي
سعدي العمر ( 2011 / 12 / 12 - 00:28 )
شو حضرتك تقلد احمد الجلبي؟تدخل اجنبي؟طيب مالنفع الذي يطال العمال والفقراء من التدخل العسركي؟التظخم - القنص الطائفي-الخصخصة وديونية جديدة تتحكم بمسار الدولة- قطر واموالها من اجل الاسلمة.لتخجل من نفسك واذكر الحقيقة كاملة - اذ انتم اقلية منبوذة تنحنح في الاطراف مستغلة الفضاء الواسع الذي يمكنها من التخريب


3 - هرطقة غنم السلطة
عمر السمين ( 2011 / 12 / 12 - 00:39 )
الواضح أيضاً، أن هناك أطرافا عربية في الجامعة وأطرافا دولية أُخرى ومنهم إسرائيل، تسعى لإنقاذ نظام الأسد، من خلال إدخال بعض الإصلاحات عليه
فييناـ ا ف ب: ذكرت وكالة الانباء النمساوية ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اعلن الاحد ان سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد سيكون -نعمة- لمنطقة الشرق الاوسط وضربة لـ-محور ايران حزب الله


4 - أبواق النظام تتنطح كعادتها
نبيل السوري ( 2011 / 12 / 12 - 05:38 )
المعلقان 2و3 ينطان فوراً لتخوين الكاتب ومن يؤيده وكأن النظام كان كل عمره وطني ونظيف وماشالله عليه والكاتب ينتقده لمصالحه الشخصية
نعم يا سادة، إسرائيل تعين النظام الذي لن يجود الزمان بمثله لصالحها، فهو من سلم الجولان وهو من حافظ على الهدوء فيه طيلة 40 سنة لم يسمح خلالها للطيور أن تخرق الجبهة كيلا تزعج ماما إسرائيل
للمعلق 2، أنت من يجب أن يذكر الحقيقة كاملة وأن النظام اللص يتعامل مع الشعب بأسوأ مئات المرات من تعامل إسرائيل مع ألد أعدائها، وهو من يستدعي التدخل الدولي لهول إجرامه ووحشيته ، كفاكم عهراً ونفاقاً حيث تعتبرون سحل أبناء جلدتكم من قبل نظام سافل وكأنه حلال ومن حقه، وكأن هؤلاء المنتفضين قاموا بأوامر خارجية وليس لأن نظام حقير قد سحل كل مقومات الإنسانية للشعب وبطريقة تبز المجرم بول بوت، ولم تعرفها حتى النازية، لكن برأيكم الخائن أن هذا حقه ولايحق للشعب حتى قولة أه، فيالبؤسكم وعاركم
أما المعلق 3، فأقسم أنني حين قرأت تعليق باراك عرفت أنه يحاول إعطاء مصداقية للنظام إذ سينط الأبواق ليقولوا لنا: إنظروا إن إسرائيل لا تريد النظام، والحق أن هذه إحدى الطرق لمساعدته لمعرفتهم بخفايا أمثالكم
يتبع


5 - أبواق النظام تتنطح كعادتها 2
نبيل السوري ( 2011 / 12 / 12 - 05:51 )
إن كل من يقرأ تاريخ هذا النظام سيرى بكل وضوح أن إسرائيل هي أول المستفيدين منه وهي من ساعده بطريقة إعطاء المصداقية الكاذبة وعبر السنين ال41 من حكمه وحتى قبل ذلك
إن عدنا لخفايا حافظ أسد منذ أوائل الستينيات وكيف تم سقوط الجولان على يده وبرغبته، مروراً بحرب التحريك عام 73 والتي كانت بالحقيقة خسارة إضافية حولها الخائن حافظ إعلامياً لربح، لكن ليصبح لهذا النظام مصداقية عربية لأمثال مصطفى بكري وبقايا الناصريين وأيتام الموائد من أمثال جوزيف سماحة والقنديلين وقائمة العار هذه، مروراً بهدوء الجولان العجيب ل40 سنة، وخفض رأس النظام ورئيسه على هتك عرضه من قبل طيران العدو ومع ذلك استمراره بقذفهم بخطب وصراخ ووعيد كان الإسرائيليون لايعيرونه أي انتباه لعلمهم التام بهكذا نظام واحترامه لتعهداته للعدو، وأنه موجه لسحل الشعب السوري ونهب ثرواته فقط لاغير، يمكننا فهم تصريحات باراك أنها لصب الزيت على النار
إسرائيل أيدت النظام، لكنها بدأت تتراجع لعلمها أنه ساقط بغبائه، لذا فالأفضل أن يخرب قدر الإمكان، وما تصريحات باراك إلا لإحداث لغط إضافي وخراب لسوريا وهذا ربح لإسرائيل
ومن لايرى ذلك فهو أحمق أو عميل
تحياتي


6 - نبيل السوري
ريما ( 2011 / 12 / 13 - 15:12 )
من متابعة مقالات وهيب يبدو ان لا احد يقرا له ويدافع عن خيانته وعمالته الواضحة سوى نبيل السوري
اذا كان هذا الهراء الذي يكتبه هذا الوقح ليست اسمه خيانة فما تعريف الخيانة يا أوغاد


7 - الوغد هو من يدافع عن نظام مجرم يا ريما
نبيل السوري ( 2011 / 12 / 13 - 16:35 )
ومهما كنت ذكرأم أ أنثى فلا بورك أمثالكم، أنتم العملاء الحقيقيون حين تقفون مع المجرم ضد الضحية
لن تصلوا لنعل كاتب محترم مثل وهيب، فموتوا بغيظكم
والشعب لفظكم ومزبلة التاريخ المشهورة نهايتكم


8 - مزبلة
ريما ( 2011 / 12 / 13 - 18:12 )
الذي سيموت بغيظه انت وعميلك الصغير الذي تشد على يده عندما ترى ثقب ط...... قبل أن ترى قوات النيتو في سوريا يا خونة


9 - إلى الخونة جميعهم
نبيل السوري ( 2011 / 12 / 14 - 04:36 )
مؤخراتكم هي التي ستسابق الريح حين يسقط هذا النظام الوسخ أمثالكم
نظامكم لن يكون أشد بأساً من مبارك وزين العابدين وتشاوتشيسكو
وأنتم والنظام اللص الخائن هو الذي يستدعي تدخل الغرب
وستتذكرون كلامي هذا قريباً حين يبحث العميل إبن العميل بائع الجولان عن ثقب يختبىء به ولن يجده
حينها سنرى كيف ستناصروه حين تكون رجليكم في نفس الفلقة
غريب أمركم حين تقفون مع الطغاة ضد الشعوب ومعناه أنكم تجاوزتم أسفل الدرك الأسفل في العمالة والخيانة
يالعاركم وبؤس


10 - سؤال بسيط
قلم رصاص ( 2011 / 12 / 30 - 21:11 )
كل ما دق الكوز بالجرة تقولون باع الجولان الخ
والتاريخ يشهد ان القيادات السوريه لم تفرط بملم واحد من الجولان ولو فعلت لكان اتفاق السلام وقع زمن رابين ..
والسؤال هنا كيف لاسرائيل ان تفاوض على الجولان ما دمت سوريا باعته ؟
ارجو من الاخوة التوقف عن استعمال هذه الدعايات الرخيصه للنيل من موقف القيادات السوريه المشرف ومن يظن ان خيار الحرب هو خيار سهل فلينصب نفسه وزير دفاع وليتحقنا بخطه عسكريه للانتصار على اسرائيل وحليفاتها من امريكان واوروبيين وقطريين ومستعربين

اخر الافلام

.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل


.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ




.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا


.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم