الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم الديمقراطية الأمريكية في العراق

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2004 / 12 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


وهم الديمقراطية الأمريكية في العراق
نجاح محمد علي
"طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" ...متى 5: 9

عندما نتحدث نحن العراقيون عن " اكذوبة الديمقراطية" الموعودة في العراق الجديد، ونطالب بحوار ومصالحة وطنية شاملة تعطي لكل ذي حق حقه ولاتبخس الناس أشياءهم وبقبول الـ"آخر" خصوصا إذا كان ممن يرفض العنف والقتل العشوائي، واستخدام القوة،ويطالب بدلا من ذلك بالحوار السلمي لحل الخلافات،،نتعرض لهجمة لانستطيع أن نصفها الا بأنها غير ديمقراطية من رجال غير ديمقراطيين لايمكنهم في يوم من الأيام أن يؤسسوا لديمقراطية في العراق وهم لم يتمرنوا عليها في أحزابهم وتنظيماتهم.
ولكن عندما يُعلن الأمريكيون أنفسهم أن الديمقراطية الموعودة في العراق الجديد " وهم"،يصمت أولئك الديمقراطيون الجدد!!من العراقيين طبعا،كل منهم يغني على ليلاه فـ " جارية الحي لاتُطربُ".
ففي تصريح ليس غريبا وقد تكرر من المسؤولين الأمريكيين،" طالب وزير الخارجية الأمريكي المستقيل كولن باول شعب بلاده بطرد الوهم القائل ان الانتخابات العراقية ستضع حداً للهجمات.واعتبر وزير الخارجية الأمريكية كولن باول (الأربعاء22 ديسمبر) ان على الامريكيين ان يطردوا وهم استتباب الأمن بعد الانتخابات العراقية، مشيرا الى ان الانتخابات لن توقف هجمات المقاتلين."
" وأضاف ان العازمين على وقف مسيرة الديمقراطية لن يرتدعوا بمجرد اجراء الانتخابات. وقال باول إنه يجب ألا يكون هناك واهم بأن الانتخابات ستعجل بخروج امريكا من العراق او بظهور ديمقراطية تتمتع بالاستقرار."...(وكالات).
وقبل باول " حذر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد من ان اجراء الانتخابات العراقية قد لا ينهي الحركة المسلحة، واشار الى انه "سيكون من الخطأ "توقع ان يعم السلام العراق بعد الانتخابات.
وقال رامسفلد في مؤتمر صحافي(الأربعاء22 ديسمبر) في وزارة الدفاع (البنتاغون) "سيكون من الخطأ توقع ان يعم السلام العراق بعد الانتخابات، اعتقد انه يجب ان تكون توقعاتنا منطقية"....(وكالات).
لقد اعترفت وكالة المخابرات الامريكية في تقريرين جديدين لها نشرا يوم 7ديسمبر الجاري أن الوضع في العراق يتجه نحو مزيد من التدهور وتوقعت الوكالة في تقييمها للوضع العراقي تفاقم أعمال العنف والاشتباكات الطائفية ما لم تتمكن الحكومة العراقية المؤقتة من تحقيق تقدم ملموس وفرض سيطرتها على الأوضاع ..مايشير الى أن الذين يتوقعون أن الانتخابات القادمة ستمكن العراقيين من تحقيق الديمقراطية واخراج قوات الاحتلال من البلاد واهمون، بحسب وصف باول لهم.
لن أشكك بنوايا المسؤولين الأمريكيين فهم وعدونا بديمقراطية نموذجية يحتذى بها في الشرق الأوسط (باول مثلا) وهاهم اليوم يقرون بأنها بعيدة المنال، ولا أعتمد على نظرية " المؤامرة" لأن " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" أو " يا أيها الذين آمنوا إن تُطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردّوكم بعد ايمانكم كافرين" وغيرها من آيات التبري والتولي، ماعاد لها مكان في عالم الواقعية السياسية.. اليوم ، ولكنني أود أن ألفت الأنظار فقط الى أن الخط البياني لتصريحات المسؤولين الأمريكيين خاصة رامسفلد تؤكد حقيقة واحدة وهي أن الاستقرار والأمن والديمقراطية، وخروج القوات الأمريكية ،أصبح ظله بعيدا عن مراى العراقيين ، وأن الانتخابات لن تخرج أمريكا من العراق..كيف ؟ هذا ما يمكن النظر له على أرض الواقع ومايشهده العراق من تفجيرات أمنية وتفكك للوحدة الوطنية، من أبرز مؤشراته القتل على الهوية الطائفية والقومية في بعض مدننا العراقية.
والملفت أن وزير الدفاع الأمريكي دأب منذ سقوط النظام السابق، وبعد ازدياد عمليات القتل والتفجيروالفلتان الأمني، على التصريح بأن " العمليات الارهابية ستزداد" وهذا الكلام كرره بعد تشكيل مجلس الحكم المنحل، وعشية الاعلان عن تسليم السلطة للعراقيين، وبعد الاعلان عن الحكومة العراقية المؤقتة، وأعاده مرات ومرات خلال الشهور الماضية، وزاد عليه مؤخرا بقوله إنه سيكون من الخطأ توقع أن يعم السلام العراق بعد الانتخابات".
لماذا كل ذلك يارامسفلد؟...
أقول : الحليم تكفيه الاشارة.

"لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً" "متى 34:10








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممر رملي قد يدهشك وجوده.. شاهد كيف عبَر إماراتي من جزيرة إلى


.. حزب الله يعلن استهداف موقع السماقة الإسرائيلي في تلال كفر شو




.. لماذا تضخ الشركات مليارات على الذكاء الاصطناعي؟! | #الصباح


.. حكومة نتنياهو تستعد لتطبيق فكرة حكم العشائر خاصة في شمال غزة




.. هل يمكن للأجداد تربية الأحفاد؟ | #الصباح