الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وثائق غير قابلة للعرض

فرات المحسن

2004 / 12 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في تصريح جديد ومثير كرر وزير دفاع الحكومة المؤقتة حازم الشعلان اتهاماته لإيران وأعطاها مرة أخرى صفة العدو الأول والأخطر للعراق والعرب، وأنها من يصدر الإرهاب لزعزعة أمن العراق. في تصريحه الجديد أضاف سوريا بشكل صريح وواضح. وكذلك فقد وجه اتهاما مباشرا للقائمة الشيعية لائحة (( الائتلاف العراقي الموحد )) بالعمالة لإيران .وأشار بأصابع الاتهام لشخص السيد الشهرستاني وهو العالم النووي العراقي والمرشح الأقوى لمنصب رئيس الوزراء القادم لو فاز ائتلاف القائمة الشيعية. ويقف خلف ترشيح السيد الشهرستاني والقائمة المذكورة رجل الدين السيد على السيستاني ومجموعته وقد أعدت هيكلة القائمة وفق لجة سداسية شكلها السيد المرجع الأعلى لهذا الغرض.
في هذا الشأن يثار التساؤل : ما الذي دفع السيد حازم الشعلان لفتح النار مباشرة على إيران وسوريا وقائمة الائتلاف الشيعي في العراق في هذا الوقت وبتلك القوة.هل هي دوافع لـ(تبرئة ذمة) لدى جهة ما، بعد أن أزف الرحيل الذي ربما ستكون الانتخابات المقبلة نهاية المطاف بالنسبة له وللوزارة المؤقتة بقيادة السيد علاوي، أم أن توجيه الاتهامات من قبله وعلى المكشوف جاء ضمن سيناريو وتكليف من الإدارة الأمريكية مثلما أعلن عن ذلك في الرد الإيراني على تلك الاتهامات وعلى لسان عبد الله رمضان زاده الناطق الرسمي باسم الحكومة الإيرانية بعدما اقترنت اتهامات الشعلان بتهديدات أطلقها الرئيس بوش لإيران وسوريا في ذات اليوم.البعض يعزو الأمر لصراع تنافسي غير حكيم بين قوائم انتخابية وشخصيات تريد الاستحواذ على أصوات مناطق وعشائر وبالذات في منطقة الفرات الأوسط . والأخر يعتقد أن الأمر جاء على خلفية تدهور الوضع الأمني أثر فشل خطة السيد رئيس الوزراء والتي وضعت وفق ظنون استيعاب البعث والبعثتين وتم أثرها التخلي عن فكرة اجتثاثهم .ولكن يبدوا أن الاتهامات الحالية جاءت من النوع الثقيل والصارخ وهذا ما لم تعتاد عليه سياسات حكومة السيد علاوي وتحاشته طيلة حياتها الماضية واستطاعت بلغة دبلوماسية بدت في أكثر توقيتاتها، لغة خائفة حد الرعب من إثارة غضب الجيران وقطع حبل الود المراوغ والكاذب معهم. وكان ترتيب الأوراق السياسية يميل لتهدئة الأوضاع وطمطمة ما يمكن إخفائه والتستر عليه في انتظار الفرج وتبدل المواقف. ولكن إصرار الجيران على مواقفهم وعدم اعترافهم الصريح بحكومة علاوي والذي يصل في بعضه حد الاستخفاف والإهانات، بل ويتعدى في فعله أبعد من حدود التأثير الخفي في الأعمال الإرهابية والجرائم اليومية ويعلن عن المشاركة فيها بتوريات لغوية جاهزة يعقبها رفع الصوت والتشكي من دخول الإرهاب القادم الى بلدانهم من العراق.كل ذلك سبب إحباطا كاملا لمشاريع حكومة السيد علاوي وبالذات المصغرة منها والتي تكونت منه ووزراء الدفاع والداخلية والأمن القومي .وقد عبرت تلك الوزارة في كثير من الأوقات وعلى لسان السيد رئيس الوزراء عن مشاعر الإحباط والخيبة تجاه مواقف البلدين الجارين وعدم القدرة على مواجهة أسراب الإرهابيين المنطلقين الى العراق عبر حدودهما.وهذا بالذات ما جعل السيد الشعلان يوجه اتهاماته المباشرة والصريحة لكل تلك الدول وحلفائها بعدما شعر بعلقم الخذلان والخيبة والفشل يملأ فمه وأضحى يصارع أشباحا تقض مضجعه وتفشل خططه وتعري عجزه الكامل.
هل السيد الشعلان محق في اتهاماته وما هي مصادر معلوماته ؟.أم أن السيد الشعلان يماطل للتمويه على موقف غامض في العملية السياسية يحاول إخفائه ؟؟!!..
دون شك ومهما أردنا المماطلة أو التسويف وأبعاد الشبهة عن إيران وسوريا فأن وقائع الحدث اليومي تشير مباشرة الى أنهما مصدر لكل تلك السلسلة من العمليات الإرهابية. وربما العمى أو الغباء أو فرط الهوى الإيراني ـ السوري لدى البعض، وحدها ما يدفع لنكران الأمر.الوزير الشعلان محق في اتهاماته وليس من الأنصاف أن نكذب رئيس وزرائه ووزير الأمن القومي والمئات من رجال الدولة والآلاف من المواطنين الذين يذكرون الحقائق عن تلك العمليات وغيرها .
فالشعلان قادر أكثر من غيره على الوصول لمصدر المعلومة الموثقة والحصول عليها لكونه وزيرا للدفاع ويطلع على تقارير استخباراته. وحلفائه في السلطة والأحزاب لديهم أيضا الوثائق التي تكشف تورط الجيران في العمليات الإرهابية والإجرامية داخل العراق وأكثر هذه المعلومات أمست حديث الشارع وهذا ما أكده وكيل وزارة الداخلية العراقية ومسئول الأمن في العاصمة بغداد اللواء حكمت موسى حيث قال ان وكالة الاستخبارات التابعة للوزارة قدمت لمجلس الوزراء وثائق تثبت تورط سورية وإيران في دعم أعمال الإرهاب داخل العراق وأيضا فأن قائد شرطة النجف السيد الجزائري أشار لتورط إيران وسوريا في العمليتين الإجراميتين الأخيرتين في كربلاء والنجف.
ولكن أين تلك الوثائق ولماذا يعتم عليها ولماذا يختفي بعضها أو يتلف..؟؟!!. ذلك هو السؤال المحير الذي لا يزال يقض مضاجع العراقيين ويدفعهم لتكذيب الحكومة المؤقتة في كل ما تذهب أليه.
الوزير المكبل اليدين يشعر بخذلان شديد سببته له سياسات الإدارة الأمريكية .وهو كباقي أعضاء الوزارة المؤقتة الذين توضع عند أبواب غرفهم لافتات بالخط العريض تذكرهم بحدود قدراتهم وطاقاتهم ومسؤولياتهم،يخشى دائما تجاوز حدود مرتسمه البروتوكولي. وحتى في تصريحه الناري الأخير كان يبدو غير قادر على الإفصاح أكثر مما أريد له قوله ، ووثائقه ودلائله ومستمسكاته لن يفرج عنها إلا بأمر ووقت يكونان ذي فائدة للمحتل وليس للشعلان أو غيره.وفي كل مرة يعد بكشف الحقائق ولكنه وباقي الوزارة يجدون أنفسهم في كامل العجز أمام فلسفة الأمريكان التي أوكلت لهم دورا محدد المعالم وسمتهم بين قوسين حكومة ذات مهام مؤقتة.
أذن قائمة الممنوعات طويلة وواسعة و التعتيم والمخادعة ضرورية أيضا في مثل هذا الظرف العصيب، وتلك واحدة من أسباب التعتيم على الوثائق وليس جميعها.
منذ تولي السيد الشعلان الوزارة ولحد الآن تنتشر بين أوساط الحرس الوطني معلومات شبه مؤكدة عن القبض على الكثير من العناصر المرتبطة بالمخابرات الإيرانية والسورية والبعض من هؤلاء عراقيين. وقدموا اعترافات كاملة عن تورطهم بأعمال إرهابية أدت الى مقتل العشرات من العراقيين وأيضا اعترفوا عن مصادر تمويلهم وارتباطاتهم. وبحجة ضرورة كشف ارتباطاتهم بالخارج وتوثيقها يتم تسليمهم لقوات الاحتلال للتحقيق، بعدها يتم التعتيم على الأمر لأسباب سياسية غير مقنعة.ويشار الى أن أكثرهم قد تم أطلاق سراحهم بتعاون من الشرطة العراقية أو عبر رشاوى أو بتدخل شخصيات وأحزاب لصالحهم، وأيضا من خلال الهجمات المتكررة على مراكز الشرطة ومواقع احتجاز هؤلاء القتلة .
ما بات الإشكال يتوقف عند تأكيد الوجود الحقيقي للوثائق وللمستندات أو مثل ما سماها السيد الشعلان (شواهد ووقائع موثقة ) حيث أعلن عن امتلاكه صور لقياديين سوريين مع شخصيات إرهابية عراقية ،أفلام ومراسلات وكتب رسمية وغيرها الكثير تدين المخابرات الإيرانية والسورية وتؤكد تورطهما في العمليات الإرهابية، فقد تعدا الأمر تلك القناعة وتخطاها الى الحديث عن ضرورة الكشف عمن يريد التستر عليها وربما أتلافها، من القوى السياسية العراقية.
نعم أن وزير الدفاع صادق في بعض ادعائه ولكن الادعاءات وحدها لن تضعنا في اليقين دون أن نرى (شواهده ووقائعه) وهذا يضعنا ليس فقط في دائرة الشك بنموذج تلك الوثائق ودلالاتها وإنما نندفع أيضا لنشير بأصابع الاتهام الى ضلوعه شخصيا وباقي وزارته وكذلك حلفائه الأمريكان في بعض ما يجري، أن لم يكن مشاركة مباشرة، فهي تقع في خانة تسهيل مهمة الإرهابيين بمختلف أجناسهم وهوياتهم.وليس هناك ما يخفى عن ارتباط الكثير من المجرمين البعثيين بحزب السيد رئيس الوزراء وأيضا هناك صداقات وعلاقات سياسية واقتصادية لبعض الوزراء ومنهم الشعلان والنقيب وقاسم داوود مع الكثير من هؤلاء وترجع تلك العلاقة الى ما قبل سقوط صدام وطورت الى نوع جديد من العلاقات التكافلية المترافقة بضغوط فعالة. وهؤلاء يمدون اليوم العون للإرهابيين من رفاقهم البعثين .تلك الحميمية في الصداقة والرفقة القديمة تشفع للتعتيم وثلم فكرة الكشف عن المستور بشكله الكامل، وترفع من حمية التعمية والتغليس.وهناك أيضا قوى سياسية مرتبطة بإيران لها قدرة التأثير في العملية السياسية لا تريد كشف تلك الوثائق وليس من مصلحتها الإعلان عنها لأن ذلك سوف يفضح خيوط ارتباط بعض تشكيلاتها ورجالها بتلك العمليات الإرهابية.

التحدي الحقيقي لن يكون في ما يكشفه شفاهيا السيد الشعلان وينفيه الجيران بشدة، إنما يكون في مكاشفة أهل العراق ووضعهم في صورة الحدث الحقيقية والفعلية.الوثائق تتعلق بأرواح أبناء العراق وليس بأرواح غيرهم، ويجب أن لا تستغل الوثائق للمهاترات والمزايدات وشد الحبل وإرخائه، أو تكون فسحة للعب سياسية قذرة بين قوى سياسية وحكومات .وما دامت تلك الوثائق موجودة ويعتم عليها أو ينكرها بعض الوزراء والقوى السياسية ممن يرتبط مصيريا وسياسيا بإيران وسوريا أو قوات الأحتلال.فأن الجميع يبقى متهما ومدانا بالمشاركة في استرخاص دم العراقيين وذبحهم بالمجان .
قال السيد الشعلان أنها بضعة أيام وسوف يعلن وثائقه على الشعب العراقي وبالرغم من أننا سمعنا ذلك القول المكرر منذ عام ونصف وبعشرات المرات من وزير الدفاع وممن سبقه.........ولكن نقول: لنصدق هذه المرة وزير دفاعنا ...ونحن بالانتظار ..وإنها لبضعة أيام أيها السيد الوزير ....ولتكن عند (كلمتك) لا غير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواندا: جيل كاغامي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيرانيون يتوجهون لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلادهم.




.. كيف تراشق ترامب وبايدن خلال المناظرة الرئاسية التي نظمتها CN


.. استخبارات غربية: إسرائيل و-حزب الله- وضعا خطط الحرب بالفعل




.. رئاسيات إيران.. كم عدد الأصوات التي قد يحصل عليها المرشحون و