الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة بايدن إلى العراق.. محاولة للتنفيس الأميركي

جواد كاظم البكري

2011 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


زيارة بايدن إلى العراق.. محاولة للتنفيس الأميركي

جاء نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بغداد في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني من هذا العام وهو يحمل في جعبته أربعة ملفات يبحثها مع الساسة العراقيين كمحاولة لتخفيف الضغط على الموقف الأميركي جراء أكثر من ثمان سنوات من الفشل المتلاحق على صعيد السياسة الخارجية متمثلاً بتراجع الدور الأميركي ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل في مجمل القضايا العالمية، فضلاً عن السياسة والداخلية متمثلاً بالضغط الشديد التي سببه احتلال العراق إضافة إلى أفغانستان على الاقتصاد الأميركي، فالملف الأول هو ملف الحصانة الذي لم ينتهِ بعد، فلا زال الأميركان لديهم الأمل في إبقاء عدد من المدربين يتمتعون بالحصانة، وهنا يطرحون مجموعة من الخيارات، الخيار الأول، ويُعتقد انه انتهى ولم يعد من الممكن القبول به أمام الضغط الشعبي العراقي، وهو البحث عن حصانه للمدربين الأمريكان من نوع خاص أي غير المذكورة في اتفاقية جنيف، أما الخيار الثاني فهو إلحاق المدربين الأمريكان بالسفارة الأمريكية في بغداد، أي حصولهم على حصانة الدبلوماسي المذكورة في اتفاقية جنيف، ونعتقد إن الخيار الثاني هو المرجح العمل به في الوقت الحاضر على أقل تقدير، وما يؤكد العمل بهذا الخيار هو مطالبة الجانب الأمريكي زيادة عدد موظفي السفارة الأمريكية في بغداد تزامناً مع زيادة بايدن إلى بغداد.
أما الملف الثاني فهو ملف الأقاليم، والمعروف للقاصي والداني إن بايدن من مشجعي إقامة الأقاليم، وهو صاحب المشروع الشهير (مشروع بايدن لتقسيم العراق) وهو مشروع قديم عرّابه بريجنسي منذ ثمانينات القرن الماضي، إلا إنه في 26/أيلول/2007 اقر مجلس الشيوخ الأميركي بالأغلبية مشروع بايدن لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات (سنية, شيعية, كردية) وأيد هذا المشروع العديد من مراكز الأبحاث الأميركية منها مركز سابن التابع لمعهد بروكينغز في واشنطن, فهناك دراسة بعنوان (التقسيم السهل للعراق) أو ما يعرف بالخطة B الذي تُقر أن تقسيم العراق (هي أفضل الخيارات المتاحة).
ونلاحظ تصاعد نبرة المطالبة بتشكيل الأقاليم من قبل بعض الأطراف السياسية المشاركة في السلطة مع قرب حلول (الهزيمة مع حفظ ماء الوجه) لقوات الاحتلال الأميركي من العراق بعد تصاعد الضربات من قبل المقاومة الإسلامية المتمثلة بصورة خاصة بكتائب حزب الله في العراق التي حاولت كثيراً وسائل الإعلام الأميركية والعربية المحسوبة على أميركا والكيان الصهيوني طمس الكثير من الحقائق عن الضربات الموجعة التي توجهها هذه الكتائب إلى قوات الاحتلال في العراق، إذ أن هذه الهزيمة تم تأطيرها باتفاقية الإطار الستراتيجي الموقعة في تشرين الثاني 2008.
أما الملف الثالث فهو الملف السوري فتحاول الولايات المتحدة والجامعة العربية جر العراق إلى منطقة الحياد فيما يخص هذا الملف وجعل موقفه متلائماً مع موقف الجامعة العربية الداعي إلى تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية إضافة إلى فرض حصار اقتصادي عليها.
أما الملف الرابع فهو الملف الاقتصادي، ففي ظل الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالاقتصاد الاميركي منذ عام 2008 وفي ظل محدودية خيارات مواجهة هذه الأزمة، فأن بايدن يهدف إلى الحصول على المزيد من العقود الاقتصادية لصالح الشركات الاميركية والضغط على الحكومة العراقية لإدخال تلك الشركات على حساب الشركات الآسيوية والغربية، وبخاصةً في مجال شراء الأسلحة الأميركية تحت ضغط لوبي الصناعات العسكرية.
فجاءت هذه الزيارة بأهداف محلية تصب في صالح الوضع الداخلي الأميركي في محاولة للتنفيس عن الضغوطات الكبيرة التي تتعرض لها الإدارة الأميركية فهي تنصب في محاولة أميركية لتسوية وضعها في العراق بعد الانسحاب. إضافة إلى الإشراف على تنفيذ مشروع تقسيم العرق، فضلاً عن استغلال الخلافات السياسية الداخلية في العراق لغرض الحصول على مكاسب لصالح مشروع التقسيم.
أما الأهداف الإقليمية، فهي طمأنة الكيان الصهيوني بأن أميركا لا زالت موجودة في المنطقة ولن تترك هذا الكيان فريسة لإيران، وهي بمثابة حملة علاقات عامة لكسب ود اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة قبيل الانتخابات الاميركية التي هي على الأبواب.
وهنا نرى أن على القوى السياسية العراقية إعادة ترتيب أوراقها وإعادة قراءتها للواقع العراقي الجديد بعد حذف المتغير الاميركي من المعادلة العراقية في عراق ما بعد 2012.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا