الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الاستعماري يسبق النظام الرأسمالي -1-3

أنور نجم الدين

2011 / 12 / 13
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


يقول ستالين: "أن لينين ماركسي، ومن الواضح أن أساس مفهومه عن العالم هو الماركسية. ولكن لا ينتج عن ذلك أبداً أن عرض اللينينية يجب أن يبدأ بعرض مبادىء الماركسية. أن عرض اللينينية يعني عرض ما هو خاص وجديد في مؤلفات لينين، وما اضافه لينين إلى كنز الماركسية العام ..
وعلى هذا، ما هي اللينينية؟

إن اللينينية هي ماركسية عصر الاستعمار والثورة البروليتارية .. فقد ناضل ماركس وأنجلس في المرحلة السابقة للثورة (نعني الثورة البروليتارية) حين لم يكن الاستعمار قد تطور بعد .. أما لينين، تلميذ ماركس وأنجلس، فقد ناضل في مرحلة الاستعمار المتطور، في مرحلة الثورة البروليتارية الآخذة في النمو، وفي وقت انتصرت فيه الثورة البروليتارية في قطر واحد فحطمت الديمقراطية البرجوازية، ودشنت عهد الديمقراطية البروليتارية، عهد السوفيات" (أسس اللينينية، جوزيف ستالين، النسخة الالكترونية في الحوار المتمدن). http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=78867


هذا هو السر التاريخي الذي اكتشفه لينين وتلميذه ستالين، بل هذا هو تشويه المنهجي للتاريخ، فالاستعمار لم يتطور بعد إلا في وقت متأخر من تطور الرأسمالية، حسب لينين وستالين. أما عكس ما يسمى بتلاميذ ماركس، فالنظام الاستعماري له مدلوله التاريخي في عهد يسبق عهد النظام الرأسمالي.

والآن لندع ماركس يجيب على هذا الهراء البرجوازي الذي يستهدف في الأساس تشويه المنهج البروليتاري للثورة من خلال تشويه التاريخ كله، فعهد الاستعمار، والحروب التجارية العالمية، والثورة البروليتارية (1848، 1871)، جميعها من صنع عصر ما قبل خرافات لينين وستالين عن عصر اسطوري غير موجود في التاريخ، فالتراكم الأولي للرأسمال يفترض مسبقًا نظامًا استعماريًّا واحتكاريًّا متطورًا، فالنظام الاستعماري سابق للنظام الرأسمالي، بل هو نقطة انطلاق أسلوب الإنتاج الرأسمالي العالمي بدلا من كونه نتاجًا عنه، فالدعامة الأساسية لظهور النظام الرأسمالي، ثم توطيده هو النظام الاستعماري. فما قصة نشوء النظام الرأسمالي؟
____________________________________________________________________________


رأس المال، نقد الاقتصاد السياسي، كارل ماركس – ترجمة محمد العيتاني

"لكي يولد هذا النظام الرأسمالي، فيجب –إذن- وعلى الاقل بصورة جزئية، أن يكون قد جرى بالفعل انتزاع وسائل الإنتاج من المنتجين .. أولئك المنتجين الذين كانوا يستخدمونها لتحقيق عملهم الخاص .. الحركة التاريخية التي تحقق الانفصال بين العمل وشروطه الخارجية، تلك هي –إذن- مفتاح السر للتراكم المسمى تراكمًا (أوليًا)، بسبب انه يعود إلى العصر ألما قبل التاريخي للعالم البرجوازي" (ص 1053).
"ولكي يفهم القاريء سير هذا التطور، لا يتحتم علينا الرجوع إلى عهد موغل جدًا في القِدَم. ورغم ان الصيغ الأولية الأولى للإنتاج الرأسمالي وارتساماته البدائية قد حدثت في عهد مبكر، في بعض مدن حوض المتوسط، فإن العهد الرأسمالي لا يعود تاريخه إلا إلى القرن السادس عشر" (ص 1054).
"ان أعمال الاغتصاب، والقسوة الفاحشة، والآلام، تؤلف منذ الثلث الأخير للقرن الخامس عشر حتى نهاية القرن الثامن عشر، موكبًا لنزع ملكية الفلاحين نزعًا عنيفًا" (ص 1076).
"ان نشوء البروليتاريا لا نار عندهم ولا مأوى، من الاشخاص الذين سرحهم كبار السادة الاقطاعيين، ومن المزارعين الذين سقطوا ضحية العمليات العنيفة والمتكررة لنزع الملكية – هذا النشوء كان يتم بالضرورة بأسرع مما كان يتم امتصاصه، ومن جهة أخرى، فهؤلاء الناس المنتزعين بغتة من شروط حياتهم المعتادة لم يكن في استطاعهم ان يتكيفوا، على النحو المباغت نفسه، مع قانون النظام الاقطاعي الجديد. وهكذا انبثقت منهم طائفة كبرى من الشحاذين، واللصوص، والمتشردين. ومن هنا نشأ، حوالي نهاية القرن الخامس عشر وخلال القرن السادس عشر كله، تشريع دموي ضد التشرد. فآباء الطبقة العاملة الحالية عوقبوا لأنهم حملوا حملا على حياة التشرد والفقر ..
وهذا التشريع بدأ، في انجلترة، في عهد هنري السابع.
هنري الثامن، 1530 – ان الشحاذين، المسنين، العاجزين عن العمل، يحصلون على شهادات للشحاذة. أما المتشردون أصحاء الاجسام فيحكم عليهم بالجلد والسجن" (ص 1088).

"ان طفولة الإنتاج الرأسمالي تعرض، في أكثر من وجه من وجوهها، الأطوار نفسها التي مرت فيها طفولة المدن الكبرى في العصر الوسيط، حيث كان يُبَت بمسألة معرفة أي من الأقنان الفارين سوف يكون سيدًا وأي منهم سوف يكون خادمًا، هذه المسألة كان يبت فيها، في الشطر الأعظم منها، تاريخ فرار كل منهما، وأيهما كان تاريخ فراره أقدم. بيد ان هذا السير بخطى سلحفاة لم يكن يتلاءم أبدًا والحاجات التجارية للسوق الكونية الجديدة، التي خلقتها الاكتشافات الكبرى عند نهاية القرن الخامس عشر. غير ان العصر الوسيط كان قد خلف نوعين من الرأسمال، ينموان في ظل نظمة الاقتصاد الاجتماعي الأكثر اختلافًا وتباينًا، وقد كانا، حتى قبل عصرنا الحديث، يحتكران مرتبة الرأسمال. وهذان النوعان هما الرأسمال الربوي والرأسمال التجاري" (1116، 1117).

"فاكتشاف مناطق الذهب والفضة في اميركة، وتحويل سكان البلاد الأصليين إلى حياة الرق، ودفنهم في المناجم أو ابادتهم، وبدايات الفتح والنهب لجزر الهند الشرقية، وتحويل افريقيا إلى نوع من الجحور التجارية لاصطياد الزنوج، هذه هي الطرائق (الغزلية الطاهرة) للتراكم الأولي، التي تُبشر بالعهد الرأسمالي في فجره.
وبعد ذلك بزمن وجيز، اندلعت نيران الحرب التجارية. وميدان هذه الحرب هو المعمورة بأسرها. وبعد ان بدأت بثورة هولندة ضد اسبانيا، اتسعت اتساعًا جبارًا في الصليبية التي خاضتها انجلترة ضد الثورة الفرنسية، وما تزال تمتد، حتى أيامنا هذه، في حملات قراصنة، مثل حرب الأفيون الشهيرة ضد الصين.
ان مختلف أساليب التراكم الأولي التي أدى العصر الراسمالي إلى انبثاقها، تتوزع، في البدء، على أساس تاريخي إلى حد ما، بين البرتغال، واسبانيا، وهولندة، وفرنسة وانجلترة، إلى أن أدمجتها انجلترة هذه، جميعها في مجموع منظم، يشمل معًا النظام الاستعماري، والقرض العام، والمالية الحديثة والنظام القائم على الحماية؛ إن بعض هذه الطرائق ترتكز على استخدام القوة الوحشية، ولكنها، كلها بلا استثناء تستثمر سلطة الدولة، أي القوة المجتمع المتمركزة المنظمة، وذلك لكي تستعجل استعجالا عنيفًا، الانتقال من الاقتصاد الاقطاعي إلى النظام الاقتصادي الراسمالي، واختصار مراحل الانتقال" ( ص1118، 1119).

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لفد شوهت الاستالينيه كل شيئ
فؤاد محمد ( 2011 / 12 / 13 - 07:01 )
الرفيق العزيز انور تحية
جهد رائغ في كشف الحقائف والزيف اللينيني الاستاليني السوفيتي والاحزاب الذيليه
ف تشويه وانحراف الماركسيه
اعانقكم


2 - عزيزي الرفيق فؤاد
انور نجم الدين ( 2011 / 12 / 13 - 08:44 )
نعم، يشمل التشويهات اللينينية والستالينية والتروتسكية والماوية كل المجالات التاريخية والفكرية.
تقبل حالص تحياتي


3 - خربطات ستالين
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2011 / 12 / 14 - 17:48 )
الصديق انور
تحية لك
و للصديق العزيز فؤاد محمد و الذي يبحث بجدا عن كل جديد
كنا نعتقدا اننا وحدنا في معركة كشف لا ماركسية لينين و خربطات ستالين عن فكر ماركس
http://www.ahewar.org/m.asp?i=3601
لكننا اليوم سعداء بوجودك معنا
و بحضور الاستاذ نبيل عودة
http://www.ahewar.org/m.asp?i=1310
ولنا غدا تعليق ثان
قبلاتي الحارة


4 - الصديق العزيز الزيرجاوي
انور نجم الدين ( 2011 / 12 / 15 - 03:51 )

لا يبحث الرفيق فؤاد عن كل جديد فحسب، بل ويحاول تطويره من جانبه أيضا، حسب اطلاعي.
وفي حقل المعركة مع الماركسية بكل تياراتها، اللينينية، التروتسكية، الماوية، تجد الكثير من الأبحاث في الحوار المتمدن يشمل كل المجالات التاريخية والتأويلات الفكرية، فنظام لينين لم يكن اقتصاديًا سوى نظام تايلوري في العمل، وروبسبيري في السياسة. أما تأويلات البلشفيين فيشمل كل المجالات التي يدرسها العلم التاريخ، أي المادية التاريخية.
أما ماركس فلم يكن ماركسيًا بل ماديًا، ولا نجد بين ماركس ولينين سوى التناقض من الالف إلى الياء، فمنهج ماركس المادي لا يشبه اطلاقا منهج لينين البرجوازي.
خالص تحياتي




5 - عفوا الرفيق الزيرجاوي
انور نجم الدين ( 2011 / 12 / 15 - 04:02 )
كنت أريد أقول: فلينين تايلوري في الاقتصاد وماكيافيللي في السياسة وروبسبيري في الدولة (انظر: الحوار المتمدن).
مع التقدير


6 - نعم كل جديد مبدع وخلاق
فؤاد محمد ( 2011 / 12 / 15 - 09:21 )
الرفيق العزيز جاسم تحية
انت بالذات وبقيت الرفاق من اجمل الجديد الذي اعتز به وبالتجديد الثوري الخلاق
اعانقكم


7 - العزيز الزيرجاوي!
انور نجم الدين ( 2011 / 12 / 16 - 04:43 )
لقد اطلعت على بعض من مواضيعك الرائعة.

عنوان موقعي: http://www.ahewar.org/m.asp?i=2282

عنوان موقع الرفيق محمد المثلوثي: http://www.ahewar.org/m.asp?i=2824

اننا حاولنا من جانبنا اظهار التناقض بين المنهج الذي يتمسك به ماركس ومنهج انجلس، فماركس كان (مضطرا إلى الاطلاع على ما وراء العلم الاقتصاد السياسي) حسب تعبيره، فحقل أبحاث ماركس هو التطور الصناعي الانجليزي والثورات البرجوازية والبروليتارية الفرنسية (1789، 1871).
وهنا بيت القصيد، فماركس انجليزي وفرنسي التفكير، أما انجلس فألماني التفكير، فهو يبدأ من ترهات هيغل، يعني من الدياللكتيك. والفلسفة الماركسية-كلمة وتعبيرا ومفهوما- هي من صنع انجلس لا ماركس، ولا يمكن ان يكون ماركس ماركسيا، يعني مذهبيا، وطريقته هو الطريقة التجريبية الانجليزية. أما طريقة انجلس –وهي مشوه في الأساس- نفس الطريقة الفلسفية الألمانية، ففكر انجلس خليط من 1) مادية فيورباخ التي يعود تاريخها إلى المادية الميكانيكية، مصدرها بالطبع الاحساسات، 2) ديالكتيك هيغل، ومبدع المادية الديالكتيكية –الفلسفة الماركسية- هو انجلس. أما مادية ماركس فتاريخية.
تحياتي الخالصة


8 - الصديق انور و الصديق فؤاد
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2011 / 12 / 16 - 05:46 )
الصديق انور
شكرا لك
لو تتكرم أنت و الصديق فؤاد مشكورين مقدما على مراسلتي على العنوان التالي من اجل تبادل الاراء

[email protected]
با نتظار رسائلكم
مع الشكر و التقدير

اخر الافلام

.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع


.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم




.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.


.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا




.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية