الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل أوضاع الثورة بعد المرحلة الأولى من الإنتخابات ..

محمد السعيد أبوسالم
(Mohamed Elsaied Abosalem)

2011 / 12 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


من خلال ما سبق كتابته حول الانتخابات المصرية عن طريق تحليلي للواقع من وجهة نظري البسيطة المتواضعة, أنطلق إلى نتائج المرحلة الأولى التي أكتسح التيار الإسلامي فيها كل التيارات بشقيه السلفي والأخوان, فالإيمان بالثورة جعلن في الجمعة الأولى بعد المرحلة الأولى أتحدث عن الموجه الثالثة من الثورة واضعاً لها عدة تصورات, فالآن نحن أمام اكتساح للإسلاميين في البرلمان من خلال اكتساحهم سيكون النصيب الأكبر في لجنة كتابه الدستور من حقهم, برغم طبعاً التزوير والتزييف والتدليس الذي استخدموه للوصول إلى البرلمان, ولكن لنرى الأمر بوجهة نظر أخرى, فالإسلاميين لم يصلوا إلى السلطة كما يحدث الآن, ولم يتعرف الشارع إلا من خلال ما يتصدقوا به على العمال والفقراء والمهمشين, وما يوعدوا به الطبقة المتوسطة من أحلام ورديه بنصيب الأسد في المستقبل, فهم يرتدون رداء التقى والتدين ومن خلفه يخبئون النظام القديم بكل جشعه واستغلاله بل وأشد منه أيضاً, فالإمبريالية تراه "التيار الإسلامي" هو طوق نجاتها في المنطقة, فهو يستوعب النظام الرأسمالي ويشجعه, ويشجع أيضاً على التخلف من خلال التحكم في كل أدوات الإنتاج والتضييق على الحريات, لان في هذا الطريقة المثلى في فرض سيطرته على الشارع بسهوله, لإحكام السيطرة عليهم من خلال الأفيون القاطع للألسنة وهو الدين, والطبقة البرجوازية التي يشكل القيادات في التيار الإسلامي جزء أصيل منها تساعده حتى تسكت الشارع من خلال تغير الوجوه فيتوهم الناس أن الثورة نجحت وانتهت,
حين أعلنت تيارات يساريه عدم مشاركتها في مهزلة الانتخابات, كان من واقع رؤيتها وتحليلها الواقعي للظرف الذي تعيشه مصر, ولم يكن مجرد معارضه لا تستند على أسباب ودوافع, فلدينا حكم فردي يقوم به المجلس العسكري الذي يتعامل بديماجوجية مع الشعب, فأخرج للقوى الديمقراطية التيار الإسلامي من جحوره ليصنع صراع على هوامش تجعل الشارع يعرض عن السياسة ويكرهها لأنها بالنسبة له مجرد شعارات تقوم بها النخب تتحدث بخطاب لا يفهمه البسطاء من الشعب, فقبل 25 يناير كان هناك فراغ بين الأحزاب والشعب, لذلك نجد أن نسبة الإقبال على الحركات الاحتجاجية كان أعلى من الانخراط في العمل الحزبي, والسبب كان النظام وما يسوقه عن السياسة والسياسيين والأحزاب, وبعدما تم خلع مبارك, أعاد المجلس الأمور إلى ما كانت عليه, فخطابات النخب لا تلمس جهور ما يريده المهمشين والفقراء, فقام المجلس بالتضييق على الفقراء من خلال رفع الأسعار والقيام بحمله بأن الاقتصاد ينهار والاحتياطي ينتهي, ثم أزمة الجاز إلى أزمة الغاز ألان, لدينا طبقه وسطى تخاف على مكتسباتها وتريد ألا تهبط إلى الفقر من خلال الأزمات المفتعلة, وكل هذا يتم ربطه بالثورة والثوار, حتى الأزمة الأمنية التي أفتعلها المجلس العسكري لتطلب نفس الطبقة من العمال والمعلمين والفقراء أن يتوقفوا عن الاحتجاج من أجل الاستقرار, والتغيب الإعلامي يجعلهم لا يبنوا وجهات نظرهم إلا من خلال رغباتهم الذاتية التي يخافوا أن تفقدهم الثورة إياها, فكل فكره تسوق ضد الثورة يؤيدوها, وبرغم ما حدث أمام ماسبيرو وفى الموجه الثانية عند محمد محمود, كان إيمانهم بالمجلس العسكري حد العبادة, فصدقوا تصريحاته ورواياته الكاذبة حتى يحصلوا على الاستقرار, وقى تصميم من المجلس العسكري والمشاركين في الانتخابات على الإبقاء على موعد الانتخابات, فغاب تماماً الانفلات الأمني, وأيضاً لم نرى أي بلطجي ...
بالعودة إلى ما بعد 11 فبراير كان هناك غضب لكل من يهتف ضد العسكر والمجلس, ولكن مع مرور الوقت يفهمه المهمشين والفقراء الحقيقة مما يلمسوا من جوع وعدم تحقيق العدالة التي خرجوا يهتفوا بها في يناير, وهذا السخط ظهر بصوره واضحة في الموجه الثانية, فلم يتوقع أي من الطرفين "المجلس ونظامه من ناحية ومن التيارات الثورية من ناحية أخرى" فكلاهما لم يكن جاهز لهذا, ولكن الطرف الأقوى انتصر بمشاركه الإسلاميين والأحزاب الانتهازية التي صممت على الانتخابات بصفتها إحدى مكتسبات يناير, والتيار الأضعف وهو الثوري الذي لم يقوم بدوره في التأطير والتنظيم, حتى يستطيع تحويل الفوضى إلى كلمه واحده وهدف واحد, فالموجه انتهت مع أول ورقه ترشيح وضعت في صندوق الانتخاب, وهذا ما سيحدث مع التيار الإسلامي أيضاً فالجوع كافر والفقر كافر, فلن يسمع هؤلاء المطحونين لخطابهم الديني الذي لا يشبع, وسيثور ضد الجميع "ثورة الجياع" ستكون فوضى إن لم ينظم الجميع صفوفه وبدأ في الوغى الطبقي ليوجه الصراع الطبقي إلى عدوه الحقيقي .
فالآن الإسلاميين لأول مره في مواجهه مباشره مع الشعب, فهو حفر قبره بيده لأنه لم يرى من الغيم الذي يخبأ الأفق إمامه, فالفرصة التي وجدها سانحة أمامه ليصل إلى السلطة ويحقق ما أراده, ستنقلب ضده, لأنه لو تنازل في أول الأمر للشعب, فلن يستطيع لمصالحه المشتركة مع البرجوازية التي هو جزء منها, لذلك سيعود إلى سياسة النظام القديم الذي يستخدمه كستار له, ويقوم بسياسته بل وأفظع منها ..
أعود هنا وأقول على كل القوى الديمقراطية أن تتحد لاستكمال الثورة من خلال القيام بما عليها من تأطير وتوعيه العمال والمهمشين والفقراء, حتى حين يحين موعد الموجه الثالثة نستطيع أن نحسم الثورة من خلالها, ولا ننسى أن العدو الأكبر للديمقراطية سيتصادم مع الشارع, ولن يحميه منهم الدين الذي يتاجر به ويخبئ تحت عباءته ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -