الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وصية أبي الأخيرة : -لا تدافعوا عن العراق أبدا -

جاسم محمد كاظم

2011 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


في آخر مطافه الذي وصل نحو تخوم عقد السبعين تحسس جسده الناحل إنها نهاية محطاته الأخيرة التي لا يتجاوزها نحو عقد آخر . وستغفى عيونه الواهنة بنوم سرمدي لن يزعج بدنه بيقظة أخرى بعد إن أتلفه في حماية بلد أسمة العراق .
وأجمل ما في وعي هذا الشيخ أنة تحسس في أخر أيامه جسامة خطأه القاتل يوم غادر أرض الكويت حين تولى الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم مقاليد الأمر وظهرت طبقة المدقعين من عراقيي الشتات إلى الوجود بعد أن سلبها الإقطاع المحتمي بدرع الدين لحومهم الغضة .
ومثل غيرة من فقراء العراق توجه نحو مقابر الجيش لكي يطرد الفقر والعوز في عام 1962 .وسار مع السائرين في عام 1967 لكي يحمي الأهل والأرض والعرض من أبناء " يهوذا ولاوي وإسرائيل" وعاد بتذكار من أرض الأردن عبارة عن سكينة حادة بقراب فضي تسمى ( شبريه ) جميلة المنظر ومسدس من نوع ( ويبلي ) .
وعاد من جديد ليكمل النزال مع قوات "غولاني المدرعة " في الجولان أيام تشرين في لواء المشاة العشرين . وفقد نصف سمعة أيام" القادسية الثانية ؟" وبقيت آذنة المعطبة تعذبه ما بقي من حياته تنفجر أيام وأيام بصديد مؤلم استعصى على كل العلاجات .
لكن هذا السيرة لم تمر مرور الكرام كما هي في عقول البقية لأنها كشفت لهذا الشيخ حقائق ربما لم تكتشفها عقول فلاسفة تنعموا في هذا العالم .
صورة أبي الأخيرة جعلتني ابكي ليس لفقد ذلك الرجل الذي طالما مسكت أصابعه من أيام الصغر لكني وجدت في أخرياته صراحة من وجد حقيقة نسجت خيوطها 30 سنة من خدمة متواصلة توقفت حافلاتها حافية على رصيف الفقر .
أبي وصل إلى أصعب قراراته وأكثرها ثورية وأدرك انه دار في متاهة الله أكثر من خمسين عاما لم يجد في نهايتها "دولة علي العادلة" التي قضى العمر في انتظارها و زادة ألما أنة وجد بدلها بناءا يمتلئ باللصوص والكذابين يوم وصل اجر 30 سنة أمتلئت بأصوات القذائف إلى 10-1( عشر ) أجور من خدموا شهرا في حماية "دولة علي العادلة "
أبي ترنم بصوت ناعم بوصية لنا عمودها الفقري تجنب خطأه القاتل والتصديق بترنيمة المحتالين واللصوص القائلة بالدفاع عن العراق وبذل الأرواح رخيصةً سخيةً من أجلة .
ووصية أبي أفصحت عن نفسها بان وطن الدين والقومية كذبة مثلما أفصح السويديون عن دواخلهم بنسبة 80 % بأنهم لن يدافعوا عن "أوسلو" البرجوازية حالة تعرضها لغزو نازي جديد بل سيهبوها بكل ما فيها للغزاة .
أبي أراد إن يكون هندوسيا في احتضار أيامه ولولا إن كان قراره بإحراق جسده قد يسبب كارثة اقوي من عصف قنبلة نووية لأمرنا إن نحرقه بأكوام الخشب لانة لايريد لجسده إن يدفن في تربة ً حقيرة لم تحترمه في سنين حياته وقرر إن يذهب بلا مأتم عزاء أو بفاتحة الشيوخ والمعزين .
أبي قال لنا بصدق ما أراد فلاسفة سومر وماديي أثينا إخبارنا به قبل 3 ألاف سنة ونحن على وصية أبي لسائرون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جلد الذات 2
Almousawi A. S ( 2011 / 12 / 13 - 20:07 )
ولاسيما كتب علي الوردي، وهو أحد نوابغ العراق. اقرأه جيدا لتفهم مجتمعنا والعراقيين جيدا.
إن السياسة عندنا أم البلايا، وقد عانيت شخصيا كثيرا منها، ومررت بمطبات وأخطاء كثيرة، وعندما نشرت كتابي -شهادة للتاريخ- عام 2002، مع نقد ذاتي صارم وصريح لمسيرتي السياسية، فقد كتب كاتب صديق أنني بالغت في النقد الذاتي لحد جلد الذات. ولكنني أعتقد أن الجلد الذاتي، لو حصل، هو أفضل من كبرياء طمس الأخطاء، ومن اعتبار النقد الذاتي مسا بالكرامة وضعفا. وأخطائي السياسية كانت مما ساهم، مع مجموع أخطاء الآخرين، في نشر ثقافة التشدد السياسي والمطالبة بغير الممكن، مع أن السياسة هي فن الممكن.
رغم كل شيء، فإن ضميري تجاه شعبي وبلدي مرتاح، لأنني كنت أعمل من أجل أهداف نبيلة، ولكنها أخطاء الطريق والمسيرة. وقد خرجت من قوقعة الأيديولوجيات المغلقة لأفكر بحرية وروح نقدية، وأستمع لمختلف وجهات النظر، وأتعلم من الآخرين


2 - وصية معاصرة
Almousawi A. S ( 2011 / 12 / 13 - 20:38 )
بهذا الشك فقد التعليق مغزاة خوصا انها وصية معاصرة ومنشورة في الحوار ايضا واسف اني ساختار ما هو على السنة الحيوان وهو الاسلوب القديم تحاشيا لمقص الحبيب الرقيب
أسد
اجعل عرينك فوق أطراف الجبالْ

ودع السهول .. يجوب في السهل الغزال

لا ترتضي موتاً بغير ذرى النصال

نحن الليوث قبورنا ساح القتال

ولدي إذا ما بالسلاسل كبلوكْ

و براية الأجداد يوماً كفنوك

فغداً سينشرها و يرفعها بنوك
خروف

إياك يا ولدي مفارقة القطيع

لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة

لا تحك يا ولدي و لو كموا الشفاه

لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباه


3 - يامن تعب يامن شكا يامن عل الحاضر لكا
كفاح جمعة كنجي ( 2011 / 12 / 13 - 20:46 )
نعم عزيزي جاسم حالة والدك هي مثل ينطبق على الاف مثله قضوا اعمارهم في خدمة هذاالبلد الذي يسمى العراق ،ومنهم مازالت قبورهم مجهولة لحد الان نعم هذا هو بلدنا الذي يكرم احيانا الجبان والمجرم قبل الابطال وهناك مثل كوردي يقول (هندهكا ده كه ن وهنده كه تخون)ويعني البعض يعمل والاخرون ياكلون ويقابله بالعربي العنوان الذي وضعته للتعليق ولايسعني الا ان احيي والدك واتمنى له الذكر الطيب ولكل الذين على شاكلته الخلود والرحمة ومااكثرهم من البصرةالى الخابور ..تحية لك


4 - للتعليق 2جغرافية خاطئة للأسد
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 12 / 13 - 22:34 )
مشكل الأسد أنة لايعيش فوق أطراف الجبال ويترك السهل للغزال لانة بعملة هذا يحكم على نفسه بالموت جوعا .بل كانت السهول ملاذ وعرين الأسد منذ كانت الخليقة . ولو قرانا التاريخ جيدا لوجدنا إن السومريين لم يعرفوا الأسد حينما كانوا أقواما جبلية بل عرفوه عندما وصلوا إلى سهول العراق واسموة -كلبا كبيرا -. ولو تابعا -ناشينال جكرافي ابو ظبي - لوجدنا إن الاسد مخلوق ضعيف يكسب رزقة من اكل الحيوانات الضعيفة والمريضة ولايسطيع منازلة ثور هائج خوف قرونة الحادة كرمح . وقتلة بعض الاحيان قرن غزال ناعم .وهو في الليل جبان يخاف قطعان الضباع التي التهمت انيابها القوية كثيرا من الأسود .


5 - يكد أبو كلاش ويأكل أبو جزمه
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 12 / 13 - 22:41 )
تحية للأخ صباح كنجي وأود إن أضيف إلية مثلا شعبيا شائعا عندنا في الجنوب يضرب لمن يعمل ولا يجد ماياكلة .بينما يأكل البعض على الجاهز . لذلك يتندرون بالقول الشهير -يكد أبو كلاش ويأكل أبو جزمه - وهذا هو حال العراق والعراقيين طوال حياتهم المملوءة باللصوص والمحتالين .مع التحية


6 - ما زال الخطاع والكذب مستمر
فؤاد محمد ( 2011 / 12 / 14 - 07:52 )

الرفيق العزيز جاسم
سيستمر الحال هكذا ما لم تسقط الراسمالية
ويبدا التاريخ الانساني بالشيوعية
اعانقكم


7 - ولهذا نحن شيوعيون يارفيقي فؤاد
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 12 / 14 - 08:48 )
تحية عطرة للعزيز فؤاد محمد .
ساكلمك بلهجتنا الدارجة .-وينك يارجل جنك ماموجود . صار وكت ماقاريلك تعليق .رفيقي العزيز مشكلة اللزواجية مجلبين بالراسمالية .تخليها تاكل لحمهم خل تفيدهم جوية الكصة ودك الركعات وي الحرامية .
مع اطيب تحية لاغلى رفيق


8 - الشعوب الذليلة
Almousawi A. S ( 2011 / 12 / 14 - 13:48 )
السيد الفاضل
تعليق رقم 2 ينقصة رقم 1 بسبب مقص الرقيب وليس لة علاقة بالاسود جملة وتفصيلا غير اني فهمت حقا لماذا هكذا مواقف مرة من شعوب تجرأ على تسميتها ذليلة واخرى عن العراق وتدعو الى عدم الدفاع عنة غير ان الاسباب التي تطرحها غير مقنعة بالنسبة لي حيث في الشعوب الذليلة لانة لم تقبل في الكلية العسكرية في عام 89 والان المرحوم والدك وحمى الأهل والأرض والعرض من أبناء - يهوذا ولاوي وإسرائيل او دولة علي العادلة او القادسية الثانية
الا تجد معي ان الشعوب وكذلك العراق لها مواقف اخرى من هذا وذاك
مع احترامي


9 - التعليق رقم 5 يشمل التعليق رقم 3
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 12 / 14 - 14:44 )
المشكلة أنت لا تتحسس طعم الألم الحاد . فكل شي عندك مخبوط أشبة بخبطة البرياني . مشكلة العراقي انه بلا وطنية منذ خلق العراق . لان السلطة في العراق مهما كانت شكلها تحاول إذلال هذا العراقي وجعله عبدا ذليلا لأهوائها .لان كل السلطات لم تنبت من تربة العمل . فكلها مثلما يصفها الرفيق النمري عبارة عن عصابات قذرة تحاول التهام مايمكن التهامه . لهذا فهي تتدرع يوما بالقومية ويوما بالدين .تحاول استغلال الناس بعيشهم .لذلك كانت السلطة عدو العراقي الأول وهي سبب سلبه كل شي بما فيها وطنيته .
في إحدى المرات روى لنا احد المهندسين إن مهندسا ألمانيا يعمل في احد المشاريع العراقية أيام الثمانينات قام فجأة من بين العمال وانزل سحابة سرواله وأطلق العنان لبوله واقفا تحت أنظار ودهشة العمال والمهندسين .وحين سالة المترجم عن غرابة عملة الذي اثأر امتعاض العمال . أجاب المهندس الألماني - وهل تحسب هؤلاء من البشر -


10 - وصية عمك قبل الاخيرة
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2011 / 12 / 14 - 15:55 )
الصديق العزيز جاسم تحية لك وللسيد الموسوي و للصديق كفاح جمعة كنجي وللثوري فؤاد الذي مازال يحلم بسقوط الرأسمالية و التي ان كان لها فضلا علينا وهو هذه الصفحة التي جمعتنا معا.
تحياتي لكم جميعا
اصدقائي
لاهمية المقال سوف ننشر اليوم مقالا :
وصية عمك قبل الاخيرة
تحياتي و قبلاتي للجميع


11 - عزائي الحار لك سيدي
شامل عبد العزيز ( 2011 / 12 / 14 - 18:17 )
تحياتي للجميع
كما قال الأخوة هنا
تتشابه حالة والدك مع الآلاف ولا احب ان أقول الملايين من أبناء وطننا
هي الماسأة لكل شريف
خالص العزاء مرّة اخرى
مع الاحترام


12 - الإخوة والأصدقاء الأعزاء جاسم وشامل
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 12 / 14 - 23:14 )
شكرا جزيلا لكم مع أمنياتي لكم بالتوفيق .ونحن بانتظار وصية العم ماقبل الأخيرة.مع خالص التحية والاحترام .


13 - وطن أم مقصلة؟
صباح كنجي ( 2011 / 12 / 15 - 02:50 )

ومن هذا المنطلق بالذات ولهذه الأسباب ايضا كتب الراحل محمد الماغوط الكثير من الكتابات الساخرة المؤلمة وكان عنوان كتاب له سأخون وطني...... الوطن الذي يستنزف دماء وارواح ابنائة ليس وطنا بل مقصلة.. وشتان ما بين الأثنين.. لم يكن العراق في يوم من الأيام وطناً.. كان على امتداد التاريخ مقصلة.. ولعقود قادمة سيكون الساطور سيدا في هذه الأرض المعذبة التي تحمل بين طياتها وطنا جريحاً يسعى البعض للإجهاض عليه... مع مودتي
وهذه المرة معك.. صباح كنجي وليس كفاح جمعة كنجي


14 - تحيتي للأصدقاء الازيرجاوي وشامل عبد العزيز
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 12 / 15 - 03:19 )
تحية خالصة للصديق الرائع جاسم الازيرجاوي وسوف تكون لكل منا وصيته الخاصة حين جعلنا القدر اللعين في هذا العراق . وتحيتي إلى الصديق شامل عبد العزيز .


15 - عذرا أخي كفاح العتب على الكهرباء
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 12 / 15 - 08:32 )
عذرا أيها الصديق والأخ العزيز فقد حصل سهوا وبسرعة الكتابة خوف انقطاع الكهرباء التي لانراها سوى أربعة ساعات في اليوم . ويسعد (صباح ك) ياكفاح .مودتي واحترامي


16 - اخي جاسم
كفاح جمعة كنجي ( 2011 / 12 / 15 - 12:06 )
، اخي جاسم صباحك الاسعد. كتبت الاعتذار فاسعدني، وان لم تكتبه فسابقى سعيدا .انت اخي وصباح شقيقي .ولتشابه الاسم والشكل في حياتنا انا وصباح ،طرائف وفواصل كثيرة ان التقينا يوما وهذا ما اتمناه ساحدثك عنها وخاصة تلك التي حدثت لنا في الجبل ايام البيشمركة تحياتي لك والخلود لكل الاباء الذين شاكلة المرحوم والدك تحيات لك ولكل الناس الطيبين في بغداد


17 - شكرا جزيلا على تعازيك
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 12 / 15 - 14:47 )
أخي ورفيقي كفاح أشكرك على التعزية وسلامي لأخيك صباح وأتمنى منك المواصلة متمنيا لك وكل أحبابك وأصدقائك ورفاقك الموفقية والسلامة والصحة . رفيقك وأخيك جاسم محمد كاظم


18 - رحم الله اباك
علي العبودي ( 2011 / 12 / 25 - 07:51 )
رحم الله اباك : ما كان يعلم عقيدة الهندوس بحرقهم الاجساد بعد رحيلها والقائمة عل ذرها في الريح لتنزلها الامطار وتنبت الروح من جديد ليقتات عليها الاباء وتنفخ الروح جنينا وعاد عراقيا حتما فاين منه المخرج .مع الف تحية وسلام لك يا ابن العراق الابي

اخر الافلام

.. دمار في -مجمع سيد الشهداء- بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنان


.. انفجارات تهز بيروت مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية




.. عسكريا.. ماذا تحقق إسرائيل من قصف ضاحية بيروت الجنوبية؟


.. الدويري: إسرائيل تحاول فصل البقاع عن الليطاني لإجبار حزب الل




.. نيران وكرات لهب تتصاعد في السماء بعد غارات عنيفة استهدفت الض