الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زهرة الاوركيدة

كامي بزيع

2011 / 12 / 13
الادب والفن


هي ملكة الزهور، هي زهرة الفخامة، وتقول لك: " سأجعل الحياة جميلة من أجلك"
لكن الأساطير تربطها بالجنس والشهوانية والخصب، حيث كانت نساء الإغريق تظن، بأن هذه الزهرة، تسيطر على جنس المواليد، فإذا أكل الزوج من جذور الأوركيد سيكون المولود ذكراً، أما إذا أكلت الأم كمية كبيرة منها فستكون المولودة أنثى. وقد ارتبطت بالانثى اضافة لشبهها بالعضو الانثوي فهي ايضا تحتاج الى تسعة اشهر لتزهر كما لو كان الامر حمل وولادة.
وجدت في آسيا , وفي جنوب ووسط اميركا. ويقال بان هذه الزهرة موجودة الان في جميع بقاع الارض ماعدا القطبين الشمالي والجنوبي. تنتمي الاوركيد الى أكبر عائلات النباتات حيث يوجد منها 30 الف نوع اما الانواع البرية منها فلا تعد ولا تحصى، وقد اثبتت دراسات لعلماء العصر الحجري ان هذه الزهرة وجدت منذ مئة وعشرين مليون سنة. اما اسم اوركيد فهو مستمد من الكلمة اليونانية Orchis وتعني الخصية بسبب شكل بصيلاتها وقد اعطاها هذا الاسم تلميذ ارسطو واسمه تيوفراستوس.
وعليه تروي الاسطورة الاغريقية ان اورشيس ابن خليع مستهتر وخلال احتفال عل شرف الاله باخوس، ثمل من كثرة الشرب وقام برذيلة مع احدى الكاهنات، وهذه الشنعية استدعت العقاب والموت. وبالم كبير طلب اهل الشاب من الالهة ان تعيد الحياة الى ابنهما، وقد وافقت الالهة ان تعيد الحياة اليه بصورة زهرة تفوح عطرا وفرحا عند الناس. وهكذا تحول الشاب الى زهرة الاوركيدة التي ربطها الناس مذاك بالشهوة.
الاسطورة الصينية تذكر ان الشابة هوان لان كانت بديعة الجمال، تثير الاعجاب في قلب كل من يراها الا انها كانت خالية الشعور فاترة الاحساس، الامر الذي سبب الالم لعشاقها الذين تسابقوا يقدمون لها الهدايا اتلنفسية علّ قلبها يلين، الا انها مع كل هدية كانت تزداد صلابة، بل اكثر من ذلك كانت تحتقر صاحب الهدية، مما اضطر الالهة الى معاقبتها، فامام سحر الشاب المشهور مون كاي لم تستطع الصمود، ونظرا لعدم مبالاته وتهميشه لها قررت ان تصارحه بحبها فرد عليها :"لا تهميني ابدا ، انك كاي فتاة اخرى، اما محبوبتي فهي الهة، ورغم كل غرورك انت لا تصلحين لربط حذاءها". بابتسامة ازدراء غادرها، فتذكرت الاله الذي يعيش في جبل تان فيان وذهبت اليه لكنه ايضا اجابها بان هذا عقاب لها على غرورها وقسوتها. عند خروجها من المعبد التقت ساحرة فسالتها الصبية عن حبيبها فاخبرتها انها حولته الى شجرة، فانحت الصبية على الشجرة تضمها بذراعيها وهمست:"سامحني مون كاي، قل لي كلمة حب ومغفرة وشفقة، الا ترى كيف ازحف تحت قدميك" ولان الشجرة لم ترد مكثت الصبية عندها لفترة طويلة. وفي صباح احد الايام مر جن قربها، فاقترب منها وقد رثى لحالتها، فقال لها :"ساحولك الى زهرة باحساسك الذي تكنيه الى حبيبك، وسيعرف الناس من خلال بتلات الزهرة روحك، غرورك وتقلبك وقسوتك، واهتمامك الدائم بالناقة، وسامنحك نعمة، لن تنفصلي ابدا عن المجد الذي تحبينه، ستعيشين في نسغ وطفيليات حبيبك". وهكذا بينما الجن يتكلم، اخذ ثوب هوان لان الزهري، يتحول الى لون شاحب ثم تحول الى لون ارجواني ناعم اما عيناها فاخذت تلمع كالذهب وجسدها اصبح لؤلؤي، اما ذراعاها الملتفتين حول الشجرة برجاء مفجع، فقد تحولت الى زهرة الاوركيدة الاولى التي ظهرت على الارض.
اما الاسطورة المكسيكية فتربط الزهرة بالفانيليا، ذلك انه كان للملك تنيتزلي ابنة فاتنة الجمال تسمى نجمة الصباح وكانت مكرسة لعبادة الالهة التي تحافظ على الزراعة والخبز والغذاء، لكن الامير الشاب"الشاب الغزال" اغرم بالاميرة، وبينما الصبية خرجت من الهيكل لتاخذ الخبز وتقدمه الى الاهتها، اختطفها الامير وفرا معا الى الجبل لكن اعوان الملك وجنوده استطاعوا القبض عليهما حيث قطعا راسيهما. ومن الدم الذي سال في الغابة نبتت زهرة الاوركيدة، التي فاحت بعطر جميل يلامس اكثر النفوس براءة، وهي رائحة الفانيليا التي لا تزال الى الان تسيطر على الحواس كما وتستعمل في الطعام.
وقد تم لفت النظر اليها بشكل كبير في القرن التاسع عشر. وهي على ثلاثة انواع: متسلق ومتمدد على الارض ونبات هوائي. وهي اساسا برية تنمو على الشجر. اما أكبر نباتات الاوركيدة فيصل ارتفاعها الى 20 مترا. ويمكن لزهرة الاوركيدة وتنثر عطرها لفترة طويلة تتراوح بين 8 الى 10 اسابيع.
تحمل زهرة الأوركيدة بشكل عام رسائل الحب والحكمة والتفكير.
في الصين ترمز إلى النقاء وإلى تعدد الأطفال.
في ماليزيا يعتقد بأن هذه الزهرة تطرد الأرواح الشريرة، التي تستدعي البشر إلى العالم السفلي.
وفي الشرق عموماً ترمز الأوركيدة إلى الرفاهية والخصب.
يستخرج من هذه الزهرة الفانيليا، ويقال إن شعب الأزتيك (قبائل من الهنود الحمر) كانوا أقوياء نتيجة مشروبهم السحري ، ولم يكن هذا المشروب إلا الفانيليا المستخرج من الأوركيد، إضافة إلى الكاكاو، كما انهم كانوا بها يدفعون الضرائب.
يطلق على زهرة الأوركيدة، "أصابع السيدات" أو "ضفائر النساء" وذلك بحسب أنواع بتلاتها التي تصل إلى حوالي خمسة وعشرون ألف نوع.
لغة الزهور
تحمل الاوركيدة رسائل عالمية للحب والجمال والحكمة والفكر, ولكل نوع من ألوان الأوركيدة معنى ولغة خاصة:
فاللون الوردي يدل على عاطفة نقية
واللون الأبيض يدل على جمال ناضج
اللون الأبيض الزهري "حبنا نادر وجميل"
اللون الأبيض المصفر "إني دائم التفكير بك"
وفي عيد الأم تكون زهرة الأوركيدة هي المفضلة لأنها تختصر الدعاء: "يطول عمرك يا أمي"
كذلك في الأعراس فباقة العروس إذا ما تكونت من زهور الأوركيدة فإنها تحمل الاماني بالخصب والحياة السعيدة.
إنها من أكثر الزهور أناقة وشهرة، وقد أعلنت في عام 1981 الزهرة الوطنية لسانغافورا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام


.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر




.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش


.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص




.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود