الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوز الإسلاميين نعمة أم نقمة؟ 3

عبد القادر أنيس

2011 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


فوز الإسلاميين نعمة أم نقمة؟ 3
أواصل، في هذه الحلقة الأخيرة، قراءة المقال الذي كتبه السيد عبد الخالق حسين تحت عنوان " فوز الإسلاميين نعمة أم نقمة؟":
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=285493
قال: "قبل أعوام نشرت مقالاً على حلقتين، بعنوان: (خوف الديمقراطيين من الديمقراطية) "بينت فيه خوف الديمقراطيين من فوز الإسلاميين إذا ما جرت انتخابات حرة ونزيهة في البلاد العربية، وأن هذا الخوف استغلته الحكومات المستبدة لصالحها، لتقول لشعوبها، أبقونا نحكمكم رغم سيئاتنا، لأن البديل أسوأ، أي حكم إسلامي قروسطي سيفرض عليكم حكم الشريعة، ويفرض الحجاب والنقاب على المرأة ويعيدها إلى عهد الجواري والحريم، سجينات البيوت (وقرن في بيوتكن). ولكن بعد ثورات الربيع العربي تغير الموقف، فصارت الانتخابات حتمية لا مناص منها، وبالتالي تحققت مخاوف العلمانيين الديمقراطيين بفوز الإسلاميين".
شخصيا أرى، من حيث المبدأ، أن فوز الإسلاميين هو نقمة قبل أن يتحول إلى نعمة. هو نقمة فعلية عندما تصل شعوبنا إلى هذا الحد من الانحطاط الفكري والسياسي، فتنتخب حَمَلَة أفكار عتيقة ظل المسلمون يعلكونها دون جدوى بعد أن استنفدت زخمها في القرون الإسلامية الأولى وتوقفت عن العطاء منذ ألف عام.
وهو نقمة فعلية عندما ينتخب الشعب أحزابا ظلت دائما تكفر الديمقراطية والحرية ثم ها هي وبين عشية وضحاياها تنتهز الفرص التي أتاحتها لها ثورات الشباب العربي وإسقاط الاستبداد، وتتحول، بقدرة قادر، إلى أحزاب ديمقراطية.
هي نقمة حقيقية أيضا لأنه سوف يتوجب على هذه الأوطان البائسة أن تتحمل لسنوات طويلة هؤلاء القوم المتخلفين وتضيع وقتا ثمينا في وقت تحتاج فيه مجتمعاتنا إلى حلول سريعة وإلى حرق المراحل للخروج من نفق التخلف الذي تسبب فيه حكام الاستبداد والإسلاميين وغيرهم من القوى التقليدية الدينية والقبلية والطائفية والقومية بعد أن حاربوا الديمقراطية والحريات وحاربوا الفكر المستنير وشجعوا الناس على هذا التكاثر المجنون حتى رهنوا أي إمكانية للتنمية ووضعوا مجتمعاتنا على فوهة بركان قد ينفجر فلا يبقي ولا يذر.
هي نقمة حقيقية لأن العودة من مغامرة الإسلاميين نحو الحكم الحداثي العقلاني سوف تتطلب وقتا طويلا وتضحيات كبيرة حتى يدرك الناس الخطأ الذي ارتكبوه مثلما نلاحظه في إيران وما يعانيه شعبها ويكابده في سبيل التخلص من النظام الإسلامي القائم الذي لن يفك قبضته على البلد بسهولة إلا عندما يصحو الناس صحوة حقيقية من أفيون الدين ورجاله. وهذا في حد ذاته ترف من الصعب أن نتقبله بله نبرره مهما كانت الحجة.
لكن (ما كل ما يتمنى المرء يدركه++ تجري الرياح بما لا تشتهي السفن).
وبما أن الناس تصرفوا بهذه الصورة فلا بد أن هناك ظروفا موضوعية اقتضت ذلك ولا يمكن القفز فوقها مثلما فعل حكام الاستبداد دائما دون أن يتجاوزوها، ومن السذاجة أن نتوقع غير ذلك بعد سنين طويلة من الاستبداد الغبي الذي أضر بالبلاد وبالعباد وعطل التنمية كما عطل العقول وهيأ أجيالا لهذا المآل البائس. ولهذا فإن فوز الإسلاميين من منظور آخر هو نعمة حقيقية أو هو بتعبير أصح شر لا بد منه ودواء مر يتوجب علينا تجرعه كسبيل وحيد للشفاء. وعلى العلمانيين أن يفصلوا نهائيا في الخيار الصعب الذي وضعهم أمامه حكام الاستبداد: إما أن تقبلوا بالاستبداد وتناصروه ضد الإسلاميين أو تناصروا الإسلاميين وسوف تتحملون عواقب حكم أسوأ. على العلمانيين أن يختاروا الديمقراطية حتى لو وصل الإسلاميون عن طريق الانتخابات إلى السلطة، بشرط أن يلتزم الجميع بميثاق شرف أهم بنوده الاعتراف بمبدأ التداول على السلطة وحق الأقلية الخاسرة في مواصلة الوجود والنضال السياسي بدون تضييق وعليهم أن يعترفوا بحق المواطنة للجميع دون تمييز، وعلى العلمانيين أن يُشْهِدوا شعبهم على ذلك كما يشهدوا العالم من حولهم بما في ذلك إبقاء الجيش محايدا لا يتدخل في الصراعات السياسية مادامت تتم بصورة سلمية.
الإسلاميون اليوم صاروا يتبنون خطابا متواضعا (ولو أنه مخاتل) ويعترفون ببعض هذه المبادئ، لكن قواعد اللعبة مازالت لم تحدد بشكل دقيق. لهذا فعندما يقول الكاتب بعد هذا الكلام السابق: "إذا كنا نؤمن بالديمقراطية حقاً، فيجب أن نقبل بنتائجها حتى ولو كانت ضد طموحاتنا، ولذلك، لا أرى في فوز الإسلاميين مبرراً للخوف والتشاؤم. أعتقد أن حقبة ما بعد الاستبداد هي للإسلاميين. فلو درسنا تاريخ الشعوب الغربية التي سبقتنا في الديمقراطية لوجدنا أنه من المستحيل الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية الناضجة بسهولة وسلاسة. وبنفس المنطق، فمن المستحيل انتقال الشعوب العربية بكل ما عرف من تاريخها الدموي المعقد، إلى الديمقراطية الناضجة بخطوة واحدة أو بين عشية وضحاها. لذلك نعتقد أن صعود الإسلاميين إلى السلطة مسألة حتمية، وربما مفيدة. مفيدة لأنها توفر الفرصة الذهبية لوضع الإسلاميين على المحك، واختبار إمكانياتهم وادعاءاتهم في حل مشاكل شعوبهم. فطالما ردد الإسلاميون شعارهم المعروف (الإسلام هو الحل)، وراحوا يمجدون السلف الصالح، وينكرون ما في التاريخ العربي-الإسلامي من جرائم ومظالم وعبث وجور الخلفاء والسلاطين، بل وحتى الأمجاد معظمها مختلقة وزائفة".
فإن قوله "إذا كنا نؤمن بالديمقراطية حقاً، فيجب أن نقبل بنتائجها حتى ولو كانت ضد طموحاتنا..."، يدعونا إلى طرح تساؤلات هامة: هل الديمقراطية تنحصر فقط في آلية الانتخاب؟ هل من قبيل الديمقراطية أن نقبل المشاركة كديمقراطيين علمانيين إلى جانب أحزاب تكفر الديمقراطية أو على الأقل لا تعترف بأهم ركائزها عدا الانتخابات مثلما كان حالهم في الجزائر التي ضرب الكاتب بها المثل عدة مرات متمنيا لو تم تمكين الإسلاميين من فوزهم؟ ألا تكون هذه المشاركة إلى جانب الإسلاميين بمثابة استفتاء غريب الأطوار على الديمقراطية التي يفترض أنها غير قابلة للاستفتاء؟ ألا تمثل مشاركة أحزاب دينية إخلالا بالديمقراطية نفسها؟ هل طموحاتنا كديمقراطيين تنحصر فقط في رغبتنا في الوصول إلى السلطة أم الهدف الأسمى هو إقامة دول ديمقراطية تلتزم بكل مقومات الديمقراطية التي تعتبر الانتخابات فيها آخر مرحلة والتي أثبتت التجربة الإنسانية الحديثة أنها، إلى حد الآن، أفضل طريقة لإدارة أنانيات الناس بطرق سلمية مجدية؟
وعندما يقول الكاتب: "فلو درسنا تاريخ الشعوب الغربية التي سبقتنا في الديمقراطية لوجدنا أنه من المستحيل الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية الناضجة بسهولة وسلاسة"، فهو محق، ولكن ما فائدة معرفة هذا التاريخ الغربي إذا لم نستفد منه اليوم ونعمل على تجنب انحرافاته المأساوية؟ هل علينا أن نحذو حذو الغرب في كل عثراته وسقطاته وحماقاته؟ هل للتاريخ عِبَر يمكن أن نستثمرها في حياتنا أم علينا أن نتصرف وكأن لكل شعب طريقا خاصا به لم يطرقه أحد؟ أليس من حقنا، على الأقل، أن نستفيد من التجربة التركية القريبة منا تاريخا وجغرافيا؟ ألم يخضع الإسلاميون فيها لغربلة طويلة وتشذيب حتى اضطروا إلى مراجعة مواقفهم وإعادة النظر في أفكارهم وفي مواقفهم من الديمقراطية والعلمانية والتداول على الحكم؟ ألا نرى الغرب كيف يقف يمينه ويساره صفا واحدا في وجه التطرف حتى اليوم؟
طبعا لا بد أن نلاحظ أن الإسلاميين في الآونة الأخيرة قد عبروا عن مواقف تتناقض كثيرا مع مواقفهم السابقة من الديمقراطية والحريات والتداول على السلطة، ولكن مقدار الانتهازية فيه كبير، ولا نعدم عندهم تصريحات أخرى تتراجع عن مواقفهم الجديدة، فمن شب على شيء شاب عليه، ومع ذلك فهي مواقف تمثل بداية النهاية لهم بحيث لم يعودوا يتحلون بالشجاعة الكافية لعرض أفكارهم القديمة المعادية للديمقراطية.
يقول الكاتب : "فإذا نجح الإسلاميون في حل مشاكل شعوبهم، وحكموا بالعدل، وتمسكوا بالديمقراطية والدولة المدنية، ودون أن يفرضوا قوانين الشريعة على الناس، كما وعدوا شعوبهم والعالم، ففي هذه الحالة يجب أن نرحب بهم، لأن الغاية تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية". وطبعا، إذا بلغوا هذه المرحلة فقد تخلوا نهائيا عن إسلاميتهم وتكون بلادنا قد تخطت مرحلة هامة في تاريخها الحديث، وهذا ما نتمناه. ولكن، هل يمكن أن يحدث هذا لهم من تلقاء أنفسهم؟ مثال تركيا يقول: كلا. وهو ما يجب أن يتواصل عندنا وعلى القوى الديمقراطية العلمانية أن تطالب بكل الضمانات وإشهاد كل الأطراف المحلية والدولية وخاصة الشعب والجيش والمجتمع الدولي، وإلا فإن مشاركتها إلى جانب الإسلاميين تعتبر بمثابة إعطائهم صكا على بياض يتصرفون كما يحلو لهم في مصير البلاد.
لعل بعض القوى العلمانية، كما هو الحال في مصر، شعرت بهذا التقصير، كما شعر به العسكر، وهو ما يفسر محاولتهم التصدي للإسلاميين واستدراك ما فات من خلال تشكيل مجلس استشاري يحاول الالتفاف على انتصار الإسلاميين. هذه الخطوة التي أقدم عليها المجلس العسكري في مصر جاءت متأخرة، كما أن معارضة الإسلاميين جاءت متأخرة أيضا. إنهما كمن حفر حفرة ثم غفل عنها فوقع فيها. العسكر كان يجب أن يدفع التطورات في مصر إلى سن دستور فيه كل الضمانات التي تقف في وجه أي قوة تحاول الاستبداد بالسلطة والتصرف بها كما يحلو لها، ولكنه تحالف مع الإسلاميين ولم ينصت لصوت القوى العلمانية ودفع الناس إلى التصويت على دستور يعطيه صلاحيات كبيرة تجرد الإسلاميين من التمتع بانتصارهم. والإسلاميون انطلقوا بغباوة لدفع الناس للتصويت على الدستور بعد أن أعمت مادة (الإسلام دين الدولة، الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع) عيونهم. وها هم اليوم يقعون ضحية هذا الدستور الذي لا يعطيهم الحق في تشكيل الحكومة ولو فازوا بأغلبية المقاعد.
طبعا يجب أن يقتنع الإسلاميون أن سن دستور للبلاد ليس مسألة أغلبية، بل هو مسألة توافق عام يحفظ للديمقراطية المبادئ التي جئنا عليها آنفا وإلا صار من حق الأغلبية أن تسن ما تشاء من القوانين ولو على حساب الديمقراطية نفسها.
إذا التزم الإسلاميون بهذا فمن واجب الديمقراطيين العلمانيين أن يناصروهم ضد العسكر الذي هو أصلا من مخلفات الاستبداد السابق ويجب العمل على انسحابه من الحياة السياسية نهائيا في أسرع وقت ممكن.
أما قول الكاتب: "أما إذا فشلوا، وهو الاحتمال الغالب، فعندئذ، سيواجهون انتفاضات شعوبهم مرة أخرى كما واجهت الحكومات العلمانية المستبدة من قبل". فمثال إيران واضح تماما عندما يستفرد الإسلاميون بالسلطة. الإسلاميون في هذا البلد وصلوا إلى السلطة ضمن حركة جماهيرية أطاحت بالشاه وساهمت فيها كل شرائح المجتمع ولكن الإسلاميين لجئوا في تلك الظروف إلى استغفال العامة وقمع فضيع للعلمانيين لا يختلف عن قمع الأنظمة الاستبدادية (العلمانية) تجاه المعارضين، بل يفوقه، بالإضافة إلى فاشيتهم في الحكم التي لا تكتفي باحتكار السلطة وقمع المعارضة السياسية فقط بل يمتد قمعها إلى الحريات الفردية فيتدخلون في حياة الناس ولباسهم ومركبهم ومشربهم وفي حياتهم الروحية فيقمعون ما استطاعوا عبر فرق الحسبة وما يشبهها من الأجهزة البوليسية والمخابراتية. فهل من العدل أن نطالب العلمانيين بهذه التضحية القصوى التي سوف تكون نتائجها تقتيلا ومنافي وملاحقات؟
وموقف الكاتب، هناك، فيه ظلم مزدوج: فهو ظلم في حق الديمقراطية لأنه من جهة فهو يطالب العلمانيين بقبول نتائج (ديمقراطية) ليست ديمقراطية في شيء (مثال الجزائر سنة 1992، والذي كان من رأي الكاتب تمكين الإسلاميين من السلطة رغم أنه كفروها واعتبروها بيعة والبيعة في شريعتهم مرة واحدة الخروج عنها كفر بواح)، لأن الديمقراطية ليست انتخابات فقط ثم يكون من حق الفائز أن يفعل ما يشاء. وهو ظلم في حق العلمانيين لأنه يطالبهم بالقبول بنتائج مؤلمة: إما مواصلة المعارضة في ظروف مستحيلة وعداء عام من طرف الأغلبية وتقديم رقابهم للإسلاميين ليجزوها أو التزام صمت القبور أو الهجرة المرة. هذا على المستوى الفردي أما على المستوى الوطني فقد عبر عن ذلك الكاتب بقوله: "وعلى الأغلب، فالإسلاميون سيفشلون في حل مشاكل شعوبهم، لأنهم يريدون فرض حلول وقوانين القرون الغابرة لحل مشاكل القرن الحادي والعشرين، وإعادة شعوبهم إلى الوراء لـ 1500 سنة بدلاً من دفعها إلى الأمام لمواكبة الشعوب المتطورة". ولا أخال الكاتب يجهل، هنا أيضا، معنى هذا الكلام وعواقبه؛ لا أخاله يجهل (حلول وقوانين القرون الغابرة لحل مشاكل القرن الحادي والعشرين، وإعادة شعوبهم إلى الوراء لـ 1500"، وهي حلول وقوانين معروفة بما سادها من عبودية وإقطاع وقمع للشعوب وتأليه للحكام وقبلية وعشائرية وطائفية، وجز لرقاب المعارضين وإبادة المختلفين وتطبيق لشريعة قروسطية تكفيرية دموية. ولهذا فليس من السهل أن نرضى لشعوبنا، وإن كنا لا نوافقها على انسياقها وراء الإسلاميين، أن نرضى لها هذه العودة المشئومة إلى الماضي وكأننا نَتَشَفَّى فيها.
ولهذا فأنا لا أتفق مع الكاتب في هذا الكلام كما لا أتفق معه حين يستنتج منه بعد ذلك: "وفي ظل ما يشهده عالمنا اليوم في عصر العولمة من تحولات حضارية سريعة وتداخل المصالح في مختلف المجالات، وبروز مشاكل جديدة تحتاج إلى حلول علمية جديدة، فإن سياسة الإسلاميين الرجعية محكوم عليها بالفشل الذريع. ومن هنا سيقدم الإسلاميون للجماهير الدليل العملي على فشل حلولهم الخيالية الطوباوية، وشعاراتهم البراقة التي تمسكوا بها طويلاً، وسيسقطون كما سقط من قبل الأنظمة ذات الأيديولوجيات الاشتراكية، والشيوعية، والقومية العربية، والبعثية الفاشية".
اعتراضي على هذا الكلام يستند إلى رفضي لتحميل الجماهير كامل المسؤولية على انتخابها للإسلاميين، بينما الواجب على العلمانيين وكل القوى الديمقراطية أن تحذر منهم الناس قبل فوات الأوان وتكشف عن خواء أطروحاتهم ومعارضة دخولهم في اللعبة الديمقراطية قبل أن يقبلوا بمقومات الديمقراطية الأخرى، غير الانتخابات، كما تعيشها المجتمعات المتمدنة. وحتى في بلد عريق في الديمقراطية مثل فرنسا مازلنا نقرأ لسياسي مثل فرانسوا بايرو مرشح الانتخابات الرئاسية السابقة قوله: (( La démocratie, c’est bien davantage la protection des minorités que la toute-puissance des majorités. )) أي: أن الديمقراطية هي قبل كل شيء حماية الأقليات أكثر مما هي طغيان الأغلبيات.
أما أهم وَهْم نقع فيه عندما نتبنى هذا الطرح (ترك الجماهير تجرب الإسلاميين لتكتشف فشلهم) فهو التصديق بهذا الزعم. الجماهير، أينما وجدت، وليس فقط الجماهير الإسلامية، لن تكتشف فشل الإسلاميين وانحطاط أفكارهم ولو عاشت تحت حكمهم ألف سنة. والدليل أن جماهيرنا تعيش منذ مئات السنين خاضعة للفكر الديني العبودي الإقطاعي العنصري، ورغم جهود مفكري النهضة المتواصلة منذ ما يقرب من قرنين فإنها مازالت تصدق خرافات رجال الدين وتنساق وراءهم بالملايين: المتعلمون منها قبل الجهلة. وعليه، فإذا كان العلمانيون يعرفون حقيقة الأمر فلماذا لا يتحركون في الوقت المناسب؟
مأساتنا لا تكمن فقط في جماهير غافلة، بل في غياب أو حتى خيانة النخب القادرة على تأطيرها وتوعيتها وتذكيرها المتواصل بماضيها وبما يقتضيه حاضرها ومستقبلها. وهذا ما لم يتح للناس عندنا. فقليلة هي النخب التي صارحت مجتمعاتها بمكامن البؤس والانسداد. النخب تعاملت دائما مع الناس باعتبارهم قصرا لا يجوز مصارحتهم بالحقيقة تماما كما رأى أبو حامد الغزالي (إلجام العوام على الاشتغال بعلم الكلام). وأنا شخصيا ناضلت في صفوف يسار كان يقول للناس (ولو تملقا) بأن الإسلام حاشاه لا عيب فيه، إنما العيب في فهمه وفي رجال الدين وفي الإقطاع والبرجوازية. ولهذا كان من الطبيعي أن ينساق الناس وراء (الصحوة) الإسلامية التي جاءتهم بالدين الصحيح.
يختم الكاتب مقاله: "هناك من يعتقد من العلمانيين الديمقراطيين، أن هذا التحليل هو الآخر خيالي ومجرد تمنيات وأفكار رغبوية، ويرون أنه إذا ما وصل الإسلاميون إلى السلطة فإنهم سيتمسكون بها، ويعملون على أسلمة المجتمع، ولن يتخلوا عن السلطة إلا على أسنة الحراب، ويستدلون على ذلك بالأنظمة الإسلامية المستبدة في السعودية، وإيران، والسودان، وأفغانستان في عهد طالبان. وجوابنا على هذا الاعتراض رغم وجاهته، أن الأوضاع في البلاد العربية قد تغيرت، فحاجز الخوف عند الشعوب قد انهار، ومعظم الذين ثاروا هم من جيل الشباب الذين يشكلون نحو 70% من الشعب، وهم دون الثلاثين من العمر، وإذا ما فشلت الأحزاب الإسلامية في تحقيق طموحات الشباب فلن يتردد هؤلاء في العودة إلى ميادين التحرير، وإعلان الثورة والعصيان مرة أخرى على الحكومات الإسلامية التي تنكرت لوعودها وعهودها، وسيتم إسقاطها عبر صناديق الاقتراع. وهكذا تتطور المجتمعات باختيار البديل الأفضل وفق القاعدة الداروينية الاجتماعية: البقاء للأصلح".
وتقديري أن مصادر فشل الإسلاميين المتوقع لا يأتي فقط من إمكانية فشلهم في حل مشاكل الناس ومن ثمة إمكانية اصطدامهم بالجماهير، لأننا نعرف براعتهم في أساليب التلهية وتحريف الوعي وجر الناس نحو قضايا هامشية لتزيد من إغراقهم في المذهبية والطائفية وخلق قرابين من المارقين والزنادقة والخونة والنصارى واليهود وكل أعداء الإسلام تضحي بهم للجماهير الهائجة، بل تأتي أصلا من الظروف العالمية والمحلية المستجدة التي أثرت على مواقفهم السابقة والتي يبدو أن الأنظمة الحاكمة ومختلف دوائر صنع القرار الغربية ترى اليوم أن العالم الثالث وخاصة الإسلامي منه صار بؤرة توترات خطيرة على السلام والأمن والاستقرار في العالم ويتوجب تشجيع تلك الشعوب على الخروج من مآزقها، وتأتي أيضا مما طرأ على الإسلاميين من تغيرات أهمها اقتناعهم باستحالة الإطاحة بالاستبداد وحدهم عن طريق الجهاد والانقلابات، وتأتي أيضا من كون فوزهم الحالي مشروخا بالنظر إلى أنهم لم يكونوا المبادرين بهذه الثورات وليس من السهل عليهم خداعها واستبدال ثوب الضحية بثوب الجلاد، دون أن يتعرضوا للنقد والكشف والفضح، كما كان شأن حكام الاستبداد القومي وكما هو شأن حكام البلدان التي تحكم باسم الإسلام رغم ثرواتها الطائلة، وتأتي أخيرا من عولمة الاتصالات وتعدد منابر التعبير والإعلام والوصول إلى الجماهير خلافا لما كان عليه الحال سابقا، وليس من السهل على الإسلاميين الوقوف في وجه هذا الإعلام لإخفاء الحقائق أو مراقبتها، بله منعها والتصرف هكذا في عالم صار قرية صغيرة.
لهذا يبدو لي أن على القوى الديمقراطية أن تعبر بقوة عن معارضتها لمحاولات العسكر (مثال مصر وغيرها) للتحايل على نتائج الانتخابات وخلق عراقيل في وجهها، بل حتى التواطؤ ليفوز الإسلاميون. العسكر يقوم بلعبة قذرة سبق أن جربتها الأنظمة الاستبدادية السابقة كنوع من الوصاية على الشعب الذي اختار الإسلاميين نكاية فيهم. إذا كان العسكر مقتنعا بأن الإسلاميين يشكلون خطرا حقيقيا على مصر وعلى ديمقراطيتها الفتية وعلى السلم الاجتماعي وعلى التنمية الاقتصادية المعتمدة على السياحة وعلى التفتح وعلى الاقتصاد الحديث، فلماذا لم يعملوا قبل الانتخابات على إصدار دستور يتضمن كل الضمانات الديمقراطية ومن بينها توقيع كل المترشحين على ميثاق شرف يتعهدون فيه باحترام التعددية السياسية وإبعاد الدين عن السياسة والتداول على السلطة واحترام حق الأقليات السياسية في الوجود والعمل السياسي، وإعطاء الجيش الحق في التدخل، ولو لمدة معينة، لمنع أي انقلاب على الديمقراطية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشعوب العربية مازوشية فلا تراهنوا عليها
الناصر الجزائري ( 2011 / 12 / 13 - 22:55 )
مازالت الشعوب العربية تتلذذ بعبوديتها بطبيعتها المازوشية، فلا أمل في انها ستستيقض يوما من لاوعيها. ان التجربة الغزاوية أفضل دليل فلم تحل على غزة إلا الويلات تلو اليلات وترى الناس في الشوارع يناصرون الذي جاءهم بهذا الوضع المريم ولم يحركوا ساكنا ولم يفهم الناس حقيقة الإسلاميين إلى يومنا هذا وهم يعيشون على ما تقدمه أوروبا من صدقات من أكل وشرب ولباس ودواء ثم يحمدون الله على نعمته.ولو سألت أي مثقف لقال لك بأن الوضع في غزة أفضل منه في الضفة.فالمشلكة مشكلة وعي، فالعبد ليس حرا لأنه لايعي عبوديته ، لقد قال أبراهام لينكن-يجب تحرير العقول قبل تحرير الأجساد- فلا تراهنوا على الوعي الغائب لهذه الشعوب


2 - تلون الإسلاميين
سناء نعيم ( 2011 / 12 / 14 - 06:59 )
كيف يمكن للعلمانيين توعية الناس وتحذيرهم من خواء اطروحات الإسلاميين إذا كانت الجماهير مازالت تنساق وراءهم بالملايين وتصدق خرافاتهم؟وتسأل لماذا لايتحركون في الوقت المناسب مع إعترافك الصريح بتملق اليسار وعدم تحميل الإسلام أي مسؤولية في إخفاق مجتمعاتنا؟
الجراة والوضوح هما الصفتان اللتان يجب ان تتوفرا في العلماني كي يتصدى للخطاب الديني المراوغ ،وبما ان العلمانيين الحقيقين قلة فستبقى المشكلةقائمة.وما اخشاه ان يظل الإسلاميون يرددون ان الإسلام بريء من كل الإخفاقات والإنتكاسات وتظل الجماهير تردد معهم النغمة النشاز ولن نستفيد من أي فشل محتمل.
إن التغير المفاجيء للخطاب الإسلاميي يثير الإستغراب عن الدافع الحقيقي لتحولهم من النقيض إلى النقيض وهو ما قد يفسر نضج تجربتهم وادراكهم أن عجلة التاريخ لا تعود للوراء لذلك تبنوا قيما حداثية تتعارض مع جوهر الدين في سعيهم وراء السلطة وفرحتهم لن تطول أمام التحديات التي تواجههم وأولها الصراع مع المتشددين الذين يرون في حركة النهضة وأخواتهاعلمانية بقناع إسلامي.
إقحام الدين في السياسة والحياة العامة هو أصل كل الشرور وهو ما لم نعيه أبدا .






3 - ان غدا لناظره قريب
نور الحرية ( 2011 / 12 / 14 - 10:25 )
التجربة التونسية سوف ترينا كيف سيتعامل الاسلاميون مع الواقع ومع زملائهم في التحالف الذي يضم علمانيين بامتياز وعلى راسهم المرزوقي واعتقد ان هذا التحالف لن يصمد طويلا نظرا لحجم التناقظات بين الطرفين فالنتمهل قليلا وسنرى مدى تخبط الاسلاميين في ادارة دفة الحكم


4 - إلى الأخ الناصر الجزائري
عبد القادر أنيس ( 2011 / 12 / 14 - 10:37 )
شكرا للأخ الناصر الجزائري على المرور وإثراء الموضوع. طبعا صدق من قال بأن الدين أفيون الشعوب. وكما هي حالة المخدر فكلما زاد إدمانه كلما زادت حاجته إلى التمسك بهذا المخدر وبعيته له.
نحن نعول، خاصة، على القوى السليمة التي لم تقع ضحية التخدير، وهي موجودة، حسب رأيي، ورغم الدور المدمر الذي يلعبه التعليم فنداء الحب والحياة والحرية والفضول أقوى. تحياتي


5 - إلى سناء نعيم
عبد القادر أنيس ( 2011 / 12 / 14 - 10:50 )
شكرا لك سناء على المرور وإثراء المقال. رأيي أن الاحتكار الذي مارسته حكومات الاستبداد عندنا بمشاركة الإسلاميين على التعليم والتكوين والإعلام والحصار الذي تعرض له الفكر الحر هو السبب في هذه الغفلة لدى الناس عندنا. تجوالي المتواصل في المواقع الإلكترونية أقنعني أن حدود الجغرافيا بدأت تنهار وصار في الإمكان تنوير الناس وتناول مختلف الطابوهات وخاصة تلك المرتبطة بالدين والمرأة والسياسة وغيرها دون الحاجة إلى ممارسة الحظر على الأقلام والعقول. صار في الإمكان التواصل بين الناس وتبادل الحقائق، وهذا في حد ذاته إنجاز عظيم لن يتأخر في الإثمار. التحولات الأخيرة ما كان يمكن أن تتم لولا هذا. قديما كان بإمكان المستبد أن يستفرد بالمعارضة ويقمعها ويغرقها في الدماء والدموع دون أن يعلم الشعب أو العالم أو يخشى حسيبا ورقيبا ولا حتى لائما، كما كان بإمكان رجل الدين أن يقول ما يشاء دون أن يعارضه أحد أو يجرؤ على كشف تناقضات دينه. تحياتي


6 - إلى نور الجزائر
عبد القادر أنيس ( 2011 / 12 / 14 - 10:59 )
شكر لك نور الجزائر. تقديري أن التجربة التونسية سوف تكون حاسمة في مصير الإسلاميين. فالشعب التونسي لم يعطهم الأغلبية المطلقة، وهو ما جعل انتصارهم مثلوما، بالإضافة طبعا إلى التحولات العالمية والمشاكل العويصة التي تتخبط فيها مجتمعاتنا والتي لم يعد يكفي معها التخدير الديني. المشكل الأكبر في نظري يكمن في دور العلمانيين الذي أراه أدنى مما يجب. اختبار الإسلاميين سوف يكون أمام محكمة الاقتصاد والحريات وليس أمام محكمة الدين. تحياتي


7 - نعمة
نعيم إيليا ( 2011 / 12 / 14 - 11:39 )
هذا هو جوابي على تساؤلك ، التعليل:
إذا صار حكمهم لخير الشعب فقد ضمن الشعب الحصول على النعمة فهنيئاً مريئاً
وإذا صار حكمهم نقمة على الشعب، فقد نال الشعب جزاءه العادل وفي الجزاء العادل نعمة
مع تحياتي وتقديري لهذا الجهد العظيم


8 - شكرا للانترنت
سناء نعيم ( 2011 / 12 / 14 - 11:39 )
تحية تقدير وإجلال لكل العباقرة والمخترعين ومنهم مخترع النت العجيبة التي حطمت الحدود والقيود وكسرت كل طابو وكل ممنوع وأصبح بمقدور المتصفح ان يحصل على المعلومة التي يريد وإذا كانت هناك جنة فالمخترعون اولى بها لا المتمتمون والسجد الركوع الذين يصلون ليلا ويغشون نهارا.تحياتي لك ولنور الحرية(الجزائر)الذي أرجو ان يزداد امثاله يوما بعد يوم في ظل غزو النت دون انسي المعلقين الاخرين وبخاصة الدكتور كامل النجار.


9 - إلى الأخ نعيم إيليا
عبد القادر أنيس ( 2011 / 12 / 14 - 12:20 )
شكرا لك أخ نعيم. أضيف إلى مقولتك الصحيحة عاملا آخر أراه هاما جدا وهو عامل التنوير والتوعية. الشعوب في حاجة دائمة إلى نخب تقف منها موقف الذاكرة ضد آفة النسيان، نسيان أعدائها ومستغفليها. تحضير البديل العلماني الديمقراطي ضرورة حيوية لمجتمعاتنا لكي تتمكن من تجاوز امتحان الإسلاميين بنجاح. كان جمال الدين الأفغاني يقول دائما: (الأزمة تلد الهمة) ولكن مرت أزمات كثيرة ومتواصلة علينا دون أن تنعكس في ميلاد الهمة والعزيمة والاستعداد للتطور والتقدم رغم الفرص المتاحة مثل الانتخابات أو حتى العيش في بيئات حرة مثل المهاجرين. فعامل التوعية ضرورة والناس عموما لا يتغيرون وحدهم بلا تعليم وتنوير. التقصير الكبير من قوى الحداثة والعلمانية وليس من الشعوب فقط. تحياتي


10 - نعمة واي نعمة
عبد الله اغونان ( 2011 / 12 / 14 - 13:54 )
قلت لك سابقا بان فوز الاسلاميين نعمة لهم ونقمة لكم.مصائب قوم عند قوم فوائد.لو تحملت الجبهة الاسلامية للانقاذ الحكم كما كان يجب لانها فازت لما وقعت المجازر التي ذهب ضحيتها الاف الجزائريين.ماذا تغير غير ان العسكر مازالو يتحكمون دون ان يستطيعوا وقف الفساد فهم سببه واجراء .لابد ان يفوز الاسلاميون تلك سنة الله. الجزائر لن تكون الاستثناء.السؤال فقط متى وعسى ان يكون قريبا


11 - لاتخافو نبش القبور ؟
سرسبيندار السندي ( 2011 / 12 / 14 - 17:38 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي عبد القادر وبصراحة في كل مقال جديد إبداع أكثر وتعليقي ؟

1 : صدقني مهما حاول هؤلاء المتسكعين بدينهم على أن يشفو مريضا لن يستطيعو ولا أقول أن يحيو ميتا كما لم يقدر من قبل نبيهم ؟

2 : هنا يصدق قول ألأخ نعيم إيليا ( فإن كانت نقمة فمبروك على الذين إنتخبوهم وأزروهم ) لأن النعمة في قناعتي مستحيلة مهمى تغنو بها بحكم الواقع والتاريخ ، تصديقا لقول السيد المسيح ( هل يجتنى من الشوك عنب ، أو من العوسج تين ) ؟

3 : أخر الكلام : قولي لكل محبي الحق والحياة والحرية ، لا تخشو نبش القبور وفضح المستور مادام هنالك من يخشى الحق والحقيقة والنور ، ودعو الموتي يدفنون موتاهم كما قال السيد المسيح ؟

4 : مسك الختام محبتي للجميع والسلام ؟ )


12 - إلى السيد عبد الله اغونان
عبد القادر أنيس ( 2011 / 12 / 14 - 18:47 )
سيد عبد الله اغونان، تقول - بأن فوز الإسلاميين نعمة لهم ونقمة لكم-. وهذا تعبير لم توفق فيه. من نحن ومن هم؟ عندما تحل نقمة ببلداننا فهي كارثة على الجميع (مثال الصومال، السودان، العراق أفغانستان، الجزائر...). ألا يقول القرآن عن حق -اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة-. نحن هنا لسنا بإزاء انتخابات في دولة ديمقراطية مستقرة، بل هي عملية تقرر مصير بلداننا ومستقبلها نحو مزيد من التخلف والمرض والفقر أو نحو الانطلاق لبناء مجتمعات حية. عن الجبهة الإسلامية أدعوك لقراءة شيء مما كان يكتبه أقوى رجل فيها حتى تتكلم عن تلك الحقبة وأنت على بينة.
http://www.tawhed.ws/a?a=dgmxpctq
اقرأ مقال: الدمغة القوية في نسف عقيدة الديمقراطية. وأعطني رأيك فيما بعد. تحياتي


13 - إلىالأخ س السندي
عبد القادر أنيس ( 2011 / 12 / 14 - 19:01 )
شكرا لك أخي س . السندي على المرور وإثراء الموضوع. نقديري، وكما للأخ أغونان أعلاه، أنه لا يجب أن ننظر للمسألة من زاوية الربح والخسارة وكأننا في منافسة ديمقراطية عادية من حق الفائزين أن يفرحوا مثلما هو الشأن في مباراة رياضية نزيهة. الربح سيكون للجميع والخسارة ستكون للجميع. وأمامنا أمثلة وصل فيها الإسلاميون للسلطة وتسببوا في خراب بلدانهم حتى صار الناس يترحمون على عهود الاستعمار. لهذا فإن فوز الإسلاميين إذا تحول إلى استبداد فسوف يطال شره الجميع بما فيها الإسلاميون. فمتى نفهم أن علينا أن نتبنى الديمقراطية من أجل إدارة خلافاتنا بطرق سلمية بدل الغرق في أوحال الدين والتكفير وإلغاء الآخر والحروب الأهلية. تحياتي

اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ