الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديوان الملكي والتخبط في القرارات

رعد خالد تغوج

2011 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كان الله قد سلط هتلر على اليهود فأنه قد إبتلانا – نحن الأردنيون المفجوعون- بالحكومات المُتتالية التي هضمت حقوقنا واخفقت طموحاتنا، ذلك أن النظام الاردني يعمل بعكس الحكمة الإلهية التي إرتضاها الباري عز وجل للإنسان عندما جعل له أذنين أثنيتين مع لسان واحد فقط لكي يسمع أكثر من أن يتكلم ويدلي بتصريحات من خلال قربة مثقوبة تسيل منها رائحة العفن.

النظام الأردني – وأقصد النظام الهاشمي – أهتزت شرعيته في الأونة الأخيرة وسبب ذلك يعود حصراً إلى الطغمة التي أبتلانا الله بها عندما جعل الحاشية لا تعرف إلا التسبيح بأسم النظام والتسلح بخطابه وغرس الكلام الفارغ في أذان سيد البلاد والعباد، فالتصريحات التي تخرج من الديوان الملكي من حين إلى حين ليست سوى مراهقة سياسية لا يُقدم عليها من بلغ مرحلة الفطام في السياسة والرُشد في الإدارة.

إنها معضلة كبرى يا سيدي ... أن لا تسمع كلامنا البائس والمغلوب على أمره إلا من خلال تلك الفئة التي تغربل ما تشاء .... وقد كنا فيما سبق نحسب حسابين قبل كتابة مقال ، الأول يتعلق بالمقص الذاتي الذي ينبع من داخلنا خوفاً من المخابرات والسجون والشرشحة أمام العامة، والثاني خوفاً من قوى الشد العكسي نفسها التي مسخت أدنى درجة للحرية في التعبير وصون الكرامة الأردنية، واليوم ذهبت المقصلة والمشنقة وبقيت رمزيتها المتمثلة بكوابيس التحقيق والتغريم.

قبل أقل من قرن – وهذه تذكرة لرجالات الديوان الملكي – كتب عرار قصيدته المشهور في وجه الملك المرحوم عبدالله الأول ،وقال فيها بعد أن شاهد الملك المؤسس يلعب الشطرنج:
يلعب الشطرنج في قصر رغدان ويحكم الأفرنج في الأوطان

فما كان يا سيدي من الملك المؤسس إلا أن يضحك وينفي عرار أسبوعاً إلى العقبة، فماذا نقول نحن يا ديوان!!! وانا أعتبر نفسي تلميذا لهذا الشاعر الثوري، وقد بلغ الفساد والغطرسة المدعومة من أعلى المستويات البُلغين؟

إذا كان كلامنا نحن المفجوعون لا يصل إلى سيد البلاد عن طريق الحاشية فمن حقنا أن نكتبه كتابةً وأمام الملأ لكي يعرف القاصي والداني ما الذي يفعله ثلاثة ألاف موظف في الديوان الملكي العامر!! ولكي يعلم الناس أجمعين ما الذي يفعله عشرات المستشارين الذين حصدوا ثرواتهم من كلام فارغ لا يغني ولا يُسمن من جوع.

وما أردتُ قوله هو أنه داجن من يظن أن الديوان الملكي والمخابرات العامة لا تعرف عن قضايا .... ومئات القضايا المتعلقة بالمظالم الصحفية، وداجن أكثر من يظن أن الصحافة الأردنية نزيهة ولا تخلو من شللية ومحسوبية ومحاصصة عشائرية، وإذا كان الله قد أبتلانا نحن الشراكسة بالولاء الأعمى للنظام والحكومة وجميع مكتسبات الدولة ، فلا يعني هذا أننا مساكين وأرتضينا بعظمة صغيرة من أدنى أطراف الكتف، لأن هذا القول يخالف التاريخ والجغرافيا معاً.

ولست هنا في مقام تحليل الصحافة ومظالمها ولكني في موقع يسمح لي أن أتكلم وأعبر عن رأي، فقد أجريت مئات المؤتمرات الصحفية لرجال دبلوماسين وعلماء ورجال سياسة من مختلف بقاع الأرض، والظاهر أن المركب لا يسير إلا وفقاً للمبدأ نفسه الذي كرسته أجهزة الدولة في العشر سنين الأخيرة، وهو مبدأ الشللية والعشائرية والمحسوبية.

لقد كتبت قبل ثلاث سنين عن تسييس القبيلة وقولبة السياسة بحيث أصبح ما كتبته واقعاً مراً، ومصير هذه المقالة وغيرها معروف فهو محتوم بعدة أهداف لعل أهمها أن يجد المعني بالديوان الملكي أنه لا توجد ردود فعل قوية على هذا التصريح فيضع المقالة في درج فارغ وينسى ما كتبته بعد أن يكون قد أخذ الغضب منه موقعه، وفي حال وجدت صداً فأن المحاربة الشرسة التي سألقاها من الديوان وغيره من أجهزة الدول لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم.

يا سيدي إن التلفزيون الأردني لا يُصورك إلا وأنت تجالس الفقراء في معان ومضارب السلط .. ولا يُصورك إلا وأنت تأكل القلاية والخبز والأكل البسيط، ولا يصورك إلا وأنت تشرب القهوة البدوية في معان والكرك، وعندي سؤال لمدير التلفزيون – بعد أن رفض هو و طاقم الإدارة تعيني في هذا الجهاز، هل بإستطاعة شخص خفيف لا لون له مثلي أن يقابل الملك متى شاء؟ أظن أن امجد العضايلة وطاقم الديوان العامر سيلجئون إلى التسويف والمماطلة إن لم يكن نصيبي ثلاثة امور أدركها جيداً :

فأما فكُ رقبة أو أن يفتك الديوان بي ويُنزلني إلى أسفل سافلين أو أن يجعلو يدي مغلولةً إلى عنقي!!!

هذا شيء معروف بالبداهة ..

وكذلك الحال مع جريدة الرأي الذي منعوني من الكتابة بها زوراً وبهتاناً بفضل الإدارة الجديدة الموقرة، كيف يصورونك على أنك على مدار الساعة تقابل الصحفين والمظاليم وذوي البأس الفقراء، إليس طاقم الديوان الملكي العامر يأتي قبل زيارتك إلى أي مكان بكلاب حراسة تفتشنا من أعلى نقطة في جسمنا إلى أخمص أقدامنا، كيف يضحك الديوان وإعلام الديوان الملكي علينا وعلى الشعب الأردني ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين.

نعم نحن نعيش في القرن الواحد والعشرين قرن العلم والتكنولوجيا والتطور الحضاري، ولا أظن أن هنالك أناس من السذاجة الفكرية والثقافية يظنون أن ما يقوم به الديوان الملكي هو قمة الحضارة والمسؤولية والتطور، حتى اني سمعتها من أشخاص عرب 48 قبل فترة عندما قال أحدهم أن ملككم يضحك عليكم أو أن الديوان لا يعرف كيف يتصرف ويتخبط في مسوؤلياته، وأقسمُ أنها كانت صاعقة بالنسبة لي فقد كنت أظن أنني الوحيد الذي أعرف ذلك!!!

أرجو من الديوان والمسؤولين أن لا يرفعوا قضية ضد هذه المقالة لأن الظروف أكبر من اللعب بالمحاكم هذه الأيام فقد بلغ السيل الزبى ويجب تدارك الوطن والوطن وحده هو المكان الهندسي لمعركتنا مع القوى الرجعية والشد العكسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د