الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الحملة المشبوهة ضد حزب الاتحاد الديمقراطي

زوهات كوباني

2011 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


يتعرض حزب الاتحاد الديمقراطي في الاونة الاخيرة الى حملة من الهجمات الاعلامية المخططة والمستهدفة من قبل القوى الاستعمارية التي تريد النيل من حقوق الشعب الكردي، ومن اعوان هذه القوى من الذين يتغذون على بعض فتات الطعام والعظام هنا وهناك. وتاتي على راس هذه الحملة الدولة التركية التي لها في نفس الوقت مصالح ومخاوف حيال التطورات في سوريا، وما يعيشه النظام في دمشق من تغييرات قد تودي به الى السقوط، وحصول الشعب الكردي على حقوقه المشروعة في تقرير مصيره، وادارة نفسه من خلال تطبيق مشروع "الادارة الذاتية الديمقراطية".

اسباب هذه الحملة الاعلامية الشرسة:

الدولة التركية التي تلعب دور القيادي في تطبيق سياسات امريكا من خلال الاسلام السياسي، والتي تنظر لنفسها كنموذج يحٌتذى به من قبل كل دول المنطقة وتعمل على تقديم الاخوان المسلمون في كل الخطوات التي تخطوها في الشأن السوري والمنطقة ككل، وهذا ماظهر في التغييرات الاخيرة في مصر وتونس وليبيا حيث تقدم الاخوان المسلمون بين صفوف المعارضة التي تستلم زمام السلطة في تلك الدول. أما تركيا فتجد بعض العراقيل في تطبيق سياساتها وهذه العراقيل تتجسد في حركة الحرية الكردستانية في غربي كردستان والتي تعمل على تطبيق مشروع "الادارة الذاتية" بشكلٍ فعلي ولذلك تعمل على التشهير بحزب الاتحاد الديمقراطي عن طريق رسم الكثير من السيناريوهات ووضع جميع وسائل الاعلام في خدمة ذلك بما فيها الاعلام العربي، وهذا ما يؤثر على بعض الكرد الذين لا يحللون سياسات الدول بل ينظرون من منظار ضيق اناني، وذلك بنشر سيل من الاكاذيب ضد هذا الحزب الذي قدم ومايزال يقدم الكثير من التضحيات ومن شهداء المقاومة في السجون السورية من امثال أحمد حسين حسين (بافي جودي) والبرلماني السابق الاستاذ عثمان دادالي، ونازلية كجل وغيرهم الكثير. وهذه الحملة تقام تحت يافطة ان "حزب العمال الكردستاني متفق مع الدولة السورية" وانه "يقيم المعسكرات" والى ما هنالك. من هنا تظهر حقيقة ان الدولة التركية تخاف كثيرا من تحركات حزب العمال الكردستاني ومخططاته الراهنة، وبناء على ذلك تجعله راس الموضوع. واذا لم تخشى قوة من قوة اخرى لا تضعها في نصب عينها. وكل هذا ما هو الا افتراء وكذب شنيع فما زال اعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي في السجون السورية وما زالت سورية تحافظ على اتفاقية "اضنة" الاستخباراتية المعادية للكرد. فوليد المعلم وزير الخارجية السوري والذي صرح بان نظامه مايزال متفقا مع تركيا بصدد حزب العمال الكردستاني، ومازال يٌظهر عداوته علنا لهذا الحزب وتقدم التنازلات لتركيا التي انقلبت عليها ب 180 درجة وتنظم المعارضة الاسلامية من اجل اسقاطه .

فلتعلم القوى التي تنظر الى تركيا على انها بمثابة الاب الروحي لها ، ستنقلب عليهم كما انقلب على سورية وعلى غيرها الكثير من الحركات . فهنا سياسات الدول هي مجرد مصالح لا غير وعندما تنتهي هذه المصالح فانها لا تفكر بك وتستطيع ان تبيعك بابخس الاثمان. فالتاريخ الكردي مليء بمثل هذه الاحداث فجميع العصيانات والانتفاضات تم دعمها من قبل الدول المجاورة ومن ثم تم الانقلاب عليهم . وهكذا ستنقلب تركيا على المتواطئين معها بعد ان تحقق مصالحها واهدافها في المنطقة عامة والنظام السوري خاصة لانه ذو تجربة طويلة ومريرة مع الكرد.

الجانب الاخر من هذه الحملة الشعواء الباطلة هي حسد و غيرة الاخرين من الانجازات التي يحققها حزب الاتحاد الديمقراطي اجتماعيا وجماهيريا، وهذ الحسد يشبه كثيرا الحسد الذي ظهر لدى البعض عندما تصاعدت حركة حزب العمال الكردستاني في سورية وجنوب غربي كردستان في بداية الثمانينات. وفي تلك المرحلة كانت هناك دعايات واوهام من قبل الكثيرين -الذين عجزوا عن القيام بالنشاطات- ليحموا انفسهم من انتقادات الجماهير المحقة عليهم كونهم يحملون اسماء ويرفعون شعارات رنانة طنانة ولكنها فارغة المحتوى .ففي هذه المرحلة يقوم حزب الاتحاد الديمقراطي بتطبيق مشروع "الادارة الذاتية" وانشاء المؤسسات الثقافية والاجتماعية واللغوية والاكاديميات التي هي احتياجات عاجلة وهامة بالنسبة للمجتمع الكردي في غربي كردستان لان اي مجتمع لا يحقق تحولا مؤسساتياً لا يستطيع ان ان يحقق التطورات.

لنسال هذه القلوب الحاقدة والسوداء والمفقودة العقل والهوية: الا يحتاج الشعب الكردي الى مثل هذه المدارس والمراكز الثقافية والؤسسات النسائية والفنية والمدنية والاكاديميات السياسية التي افتتحها حزب الاتحاد الديمقراطي في المناطق الكردية من اجل ان يتعلم؟ اذا لم نقم نحن بفتح مثل هذه المدارس فمن ننتظر لافتتاح هذه المدارس؟ هل سيفتح لهم الاخوان المسلمون الذين ينكرون حقوق الكرد بجميع الاشكال علنا ويتهمون حركة حرية كردستان بالارهاب خنوعا لسياسات الدولة التركية، رغم انهم في مرحلة من المراحل كانوا هم انفسهم يقاومون بجميع الاشكال بما فيها الجانب المسلح؟ ام رئيس المجلس الوطني السيد برهان غليون سيفتح لهم المؤسسات الكردية وهو الذي صرح علنا على الفضائية الالمانية بان "الاكراد في سورية هم مثل المهاجرين القادمين الى فرنسا" وبعد ظهور ردود افعال منددة بتلك التصريحات، غيّر غليون اللهجة واعتذر ووعّد بان "الاكراد سيحصلون على حقوقهم" ولكن النظرة الاولى كان تعبر عن ما يجول في خاطره وهو لسان حال عقليته ومنهجيته وما تم بعد ذلك هو ذر الرماد في العيون لا غير .اي ان المعارضة العربية المتمثلة في "المجلس الوطني" والتي حتى الان ليست لها نظرة واقعية وموضوعية عن الكرد في سورية هل ستقوم باقامة وانشاء المؤسسات للكرد؟ فالذي لا يعترف بك كيف سينشئ ويفتح لك المؤسسات؟. اليس من الحق ان تدعموا مثل هذه الجهود وتشاركوها في سبيل تعميمها على جميع الفئات، وجعل هذه الفرصة فرصة الشعب الكردي من اجل تبيان وضعه وتحقيق ادارته الذاتية الديمقراطية في كردستان .حتى ان نحول كل بيت الى مدرسة للتدريب والتعليم والى مؤسسة للثقافة والفن . هناك تناقض واضح، فمن ناحية تناضل من اجل حرية شعب ما ومن ناحية اخرى لا تقوم بانشاء المؤسسات التي تجعل حرية هذا الشعب مضمونة، لانه اذا لم نقم بمثل هذه المؤسسات فانها ستبقى في ايدي قوى اخرى لا نستطيع الان ذكر اسماءها .

ان مثل هذه الهجمات هي على علم ومعرفة ويقين تام بانه في حال توعية الشعب الكردي ووصوله الى هويته والقدرة على ادارة نفسه بنفسه من خلال مؤسساته لن يبقى لمثل هؤلاء اية مكانة لانهم مع تجهيل الشعب الكردي من اجل ان يتمكنوا من الاستمرار في تطفلهم على كدح وجهود هذا الشعب .
ان المجتمع الكردي القابع تحت نير الاعداء منذ عصور سحيقة ابتعد عن السياسة وعاش في ظلام دامس واليوم بفضل سياسات "الادارة الذاتية الديمقراطية" وانشاء مؤسساتها الثقافية والاجتماعية والفنية والنسائية يدخل في ساحة السياسة ويصبح مجتمعا سياسياً وبهذا يتم افراغ سياسات الاعداء التي جعلت المجتمع بعيدا عن السياسة لا تفهم ولا تناضل من اجل قضاياه السياسية والثقافية والاجتماعية والمعرفية واعتبر كل ما هو موجود بمثابة قدر له لا حول ولا قوة لهم الا بسياسات الدول المهيمنة، لانها تعتبر سياسات ربانية وتتظاهر بهذا الشكل ، فالذين يعادون حزب الاتحاد الديمقراطي بفتحه للمؤسسات وجعله ملك المجتمع - الذي يعيش القضايا والمشاكل في جميع النواحي يوميا وفي كل لحظة - يرى نفسه مسؤولا امام تحقيق اهدافه في الحرية والمساواة والعدالة فعجبا ايريد هؤلاء ان يقبع هذا الشعب في مثل هذا الظلام الدامس؟. عندها ما علاقتكم بالشعب وما هي التضحيات التي تقدمونها من اجله؟. اتعجب : هل الجلوس في البيت واطلاق الكلمات هناك وهناك كاف لتحقيق الامنيات؟


ان مخاوف تركيا واعوانها من المرتزقة هو ان يتمكن المجتمع السوري عامة والكردي خاصة من بناء مجتمع سياسي اخلاقي، وعندها لن يبقى لهم اي مكان في الميدان لتحقيق مصالحهم . ولا يستطيعون فرض ارادتهم على المجتمع الكردي لان الشعب سيقرر مصيره بنفسه بعد ان اصبح مجتمعا سياسيا مدركا لكل القضايا والمسائل ويستطيع ان يصبح قوة حقيقية لتفعيل وتوطيد الحل.

لنسال هؤلاء الا يحتاج الشعب الكردي الى تنظيم نفسه ضمن المؤسسات الثقافية والاجتماعية والفنية والسياسية، وما يقوم به حزب الاتحاد الديمقراطي اليس تحقيقا لمثل هذه الحاجات وردا وافيا على المطالب الاجتماعية الا يتطلب منكم انتم سواء كنتم افراد ام منظمات ام احزاب ام كتل ان تساندوا مثل هذه الجهود اوحتى ان تقوموا بها بانفسكم لنحوّل وطننا كردستان الى حديقة غنية بالزهور والورود، لان كل ما ننجزه اليوم سيكون مكسبا لنا وضمانة اكيدة لمستقبل افضل، وغدا لناظره قريب...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث