الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنبؤات المثقفين المصريين بالثورة ... ادعاءات باطلة..!!

حلمي محمد

2011 / 12 / 14
الادب والفن


لم يعد الشعب المصري يرتكن إلى (الخرافات الروائية) للأدباء والشعراء, ولا لسيوفهم القلمية الوهنة الهزيلة التي لا تحرك ساكنا قدر أنملة, ولا تتعدى كونها تأوهات على الأوراق, او على الأكثر صيحات في فضاء سحيق....

دائماً ما كانت النخبة المثقفة في مصر تسخر من الشعب وخاصة الشباب والأجيال الجديدة, وكانوا يصفونهم بالسلبيين وفاقدون للرؤية المستقبلية ولم يعد لديهم القدرة على تحقيق أحلامهم. وها هو الشباب قوي الإرادة شديد العزيمة, يصنعون ثورات ويحققون انجازات في فترات زمنية قياسية, لم تفلح الأجيال التي سبقتهم جميعها في ان تحقق ولو شيئاً ضئيلاً يذكر, مما حققته تلك الأجيال الجديدة العنيدة التي لا تقبل أنصاف الحلول.

عندما أدرك المثقفون المصريون من الأجيال السابقة, دورهم السلبي المهمش تجاه ثورة الخامس والعشرين من يناير, وعلموا ضألة الدور الذي لعبوه طوال الفترات الزمنية التي مضت قبل الثورة, وتخللتها أحداث كثيرة ومثيرة, وعلموا ان ما يحدث في مصر من تغييرات جذرية سريعة الخطى متتالية ومتعاقبة الإيقاعات, هو أكبر بكثير مما كانوا يحلمون به او يجرؤون على تخيله ولو لبرهة من الزمن. عندما علموا ذلك كله راحوا يرددون ان كل ما يحدث في مصر من تغييرات وثورات, إنما هو نتاج حتمي لما قدموه هم من أعمال أدبية وفنية على مختلف تصنيفاتها المتعددة بدءاً بالشعر الحلمنتشيي ومروراً بالأعمال الأدبية الروائية وانتهاءاً بالأفلام السينمائية.

وراحوا يرددون أيضاً انه لولا تلك الأعمال التي قدومها هُم على مر الأعوام الطويــلة التي مضت .... ولولا ما قرأه هؤلاء الشباب الثوار, من أعمال أدبية واستمعوا إليه من قصائد ثورية للشعراء القدامى ... ما تولدت بداخلهم كل هذه المشاعر الثورية والتي دفعتهم وقادتهم إلى القيام بثورة الخامس والعشرين من يناير ...!!!!

في حين أن ما كتبوه وقدموه من أعمال أدبية على مدى العقود المنصرمة, لم تتعدى كونها تسلية او كوميديا ساخرة اقتبسوا العديد منها من المترجمات العالمية للأدب الغربي او نقلوها عن السجلات المؤرخة للثورات الغربية القديمة, فقاموا بتعريب ما جاء بها من شعارات ثورية وأدرجوها وأدمجوها داخل رواياتهم وقصائدهم وأعمالهم السينمائية. ثم توجهوا بها وخاطبوا من خلالها فئات قليلة من أبناء الشعب المصري لا تتعدى أعدادهم المئات او في أقصى التقديرات بضع آلاف.

فكان لتلك الأعمال التي قدموها او قاموا باقتباس أغلبها واالتي كانت تتسم بالغموض والتشفير والإشاراة إلى الفساد والظلم الذي كان مسيطراً على مقاليد الحكم, برموز وألغاز غير مباشرة وبعبارات (مدبلجة) لا يقدر على فهمها ومقارنتها وتطبيقها مع ما يحدث على أرض الواقع, إلا فئة قليلة من الشعب. فليس من المنطق ان يكون لمثل تلك الأعمال دورا مباشرا في تحريك كل هذه الملايين الغفيرة من الشعب, ولا حتى ان تكون وراء تجمعية صغيرة مكونة من عددة أفراد في حارة او زقاق.

وبعد ان جاءت الثورة ولم يجدوا لأنفسهم دورا يذكر فيها, وان الشعب الذي كانوا يصفنونه بالسلبية والانصياع واللامبالاة, قد سبقهم وحقق ما لم يقدروا على تحقيقه واطلقوا شرارة الثورة ثم ما تبعها من أحداث وتطورات وتغيرات أقرب من الخيال, راحوا يحاولون القفز على الثورة والتشعلق باطرافها وراحوا يقلبون في صفحات ما كتبوه (ترجموه) من روايات وقصائد ويبحثوا بداخلها عن نصوص او عبارات قد تتشابه مع أحداث وشعارات ثورة الخامس والعشرين من يناير.

ليسرقوا من الشعب ومن الشباب المصري ثورتهم. بادعاءاتهم الكاذبة بانهم هم من كانوا وراء الثورة وأنهم هم من أعدوا لها وتنبؤوا بقدومها.

ونسوا, او تناسوا ان هؤلاء الشباب الذين نزلوا إلى الميادين حاملين أرواحهم على أكُفهم ليقدمونها ثمناً باهظاً ليحققوا العدالة والحرية, أنهم أيضاً يكتبون الشعر ويعزفون الموسيقى ويدونون في صفحاتهم الشخصية ويكتبون المقالات فيحولنها إلى واقع ملموس في الميادين, فهم يكتبون بأراوحهم ودماءهم وبألسنتهم أروع وأعظم القصائد والقصص والروايات.

ـ أيها المثقفون المصريين (أصحاب الفخامة والمعالي والسمو) .. ساكني الأبراج العالية !!
لا تسرقوا من الشعب البسيط ثورتهم, ولا تصعدوا فوق أجساد شهداء الثورة لترفعوا رؤوسكم, ولا تزاحمونهم في الميادين لتنتزعون من أيديهم راية الثورة التي حاولتم وأدها في المهد فأسميتمونها (ثــورة الــجيــاع) !!!!!

ـ لكم أن تشاركون الآن وتنضمون إلى صفوف الشعب وتبحثون عن أدواراً حقيقة تُساهمون بها في بناء المجتمع وتطويره, ويكون لكم تأثير فعال ومباشر في الإرتقاء بوطنكم, فالمجالات كثيرة والساحات متاحة أمامكم كي تحققون أحلامكم وتًخرجونها من بين طيات الأوراق إلى أرض الواقع.
**********
من ألمانيا الديمقراطية في 14.12.2011
فجر الأربعاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا