الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكرار النمطية التاريخية...وفرص مسك المبادره -1-

احمد ناصر الفيلي

2011 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


التاريخ يثير المشاعر، عبر قراءاته المختلفة، وما تحفظه سجلات من وقائع واحداث لتمد الوعي الانساني بمنظومات العبرة والدرس، من اجل رسم خطى المستقبل في ضوء المتغيرات الماحقة عبر مراحل زمنية فاصلة.
والمشاهد التاريخية تتكرر احياناً، وان بسيناريوهات مختلفة، فيما العبرة والدرس يستجلى حضورهما الخطوات العقلانية المتآتية، التي تعكس اهمية القراءاة الواعية للتاريخ نفسه. لكن المشكلة تتعاظم لو ادرنا الظهور للعبرة التاريخية ودروسها المتقاة من رحم المعاناة انسانية مسهرة، معذبة ومتعبه.
من خلال المد التاريخي المتصاعد في المنطقة المستفيقة من سبات فكري وانساني عميق الغور، والتي اثرت في التطور الحضاري والانساني والفكري في عموم المنطقة، التي شكلت صفحة من صفحات القرون الماضية لعديد بقاع العالم التي تسبح في بحيرة الطمآنية الحضارية وتجلياتها المتعددة في النمو والارتقاء وبدء السباق التاريخي مع الزمن لاختزال مراحل مفوته من روزنامة شعوب المنطقة.
كان للتجربة الديمقراطية آفاقها الرحبة، والتي استطاعت خلق مجتمعات متصالحة مع نفسها، متسقة مع نوع وطبيعة النظام الذي تتعاطاه، وتتعاطى معه، فهو مشتق منها في طور تبادي منظم، ومنسجم تعكسه الطبيعة التدوالية للسلطة وتغير الكابينات الحكومية مع كل فاصلة تاريخية محددة وفقاً لعقودها الاجتماعية.
تغير الحكومات واشكال المناصب الحكومية اصبحت جزء من ممارسة تاريخية، تعكف عليها كثير من شعوب أرجاء المعمورة من اجل شد البناء الداخلي وتعزيز فرص الرخاء والرفاهية للشعب الذي تعود على الاندماج بشكل مصيري ومؤثر فألية يرجع القرار والتحكيم والتقيم.
ان مشهد الحكومات في أرجاء العالم هو مشهد الرأي العام لشعوبها ورأي مجتمعها في نوعية البرامج المرحلية وما تفرزه من مشكلات وأولويات وطرق التصدي لحلولها من استيعاب اهمية مدلولاتها وعاتديتها سواء بالضرر او النفع.
اتساق النمط الحكومي مع مسار الشارع العام في عديد البلد، أنقذ تلك الدول من محنة الصراعات التناقضية، التي تأكل البلدان كما تأكل النار الحطب، وتواري خلف المشاهد كل تلك الممارسات البغيضة التي تعكس مراحل وحقب اكل الدهر عليه وشرب، فأفق الحياة الواسعة المتطوره في شعوب عديدة خلق نخب سياسية واعية متفهمة لابعاد تلك النظرة، وحريصة على التفاعل مع المعادلة، بما يضمن تطورها وسلاستها وضمان التخلص من اية عقدة او شائبة بحرص يتجاوز حتى الحقوق الشخصية لعمومية المسألة وقضيتها العامة كقضية مجتمع.
ما تظهر الاحداث المتلاحقة من فورات الانتفاضات الجماهيرية الضاربة شرقاً وغرباً في المنطقة، وطرق التعامل معها من قبل السلطات الحاكمة والتي ما تزال تمسك بأهداب الحلول الامنية، في صورة تشبه تلك التي حدثت في اواسط القرن الفائت وما تلاها حيث شعار الحاكم (العصا لمن عصا) بأعتبار نفسه ، الولي الذي يجب ان لا يعصى في امر، فهو واهب الحياة والممات، وصانع الغني والفقر، ومقدر الاقدار في ملكوت الفضاء الفسيح.
تجاهل منطق التاريخ والزمان والمكان يعكس الطغيان والغي الذي يسدر فيه الحكام، حتى دون الانتباه لمصائرهم وما قد تجره عليهم سيرة اعمالهم عبر عقود مديدة، والتي تعكس أرث المنطقة القديم في قصص الف ليلة وليلة التي تعكس آبهة ومظاهر عظمة كاذبة، لم تصنع افقاً لحياة المجتمع في اي اتجاه ودليلنا عدم نمو بذرة التجدد، انطلاقاً من جذور تاريخية ذات منابت ومنابع ممتدة.
ان ما يطفو على سطح الاحداث كل يوم، ومسلسل المواجهات تعكس المفاهيم البالية التي كرستها انظمة وسلطات لم يكن همها غير غنيمة السلطة ومرابعها الآخاذة واجواءها التي تغسل أذهان الحكام الذين يتخيلون انفسهم في عالم علوي، فيستجلون قراءات لا علاقة لها بالعالم الذي يجري حولهم ومآل الدنيا التي تتغير، ومنطقها الذي يلفظ به في كل مرحلة، ما يعيق تقدمها على طريق استمرارية الوجود ولانهائيته.
ان تجربة البلاد الغزيرة بتاريخها الطويل، وايقاع حركة التاريخ المجاورة تكشف صفحات هامة، لابد الاستفادة منها ومن الظروف التاريخية التي اجادت في الفرص بشكل غير مسبوق فهل من اتعاظ وفائدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور 1.6 مليون شخص مادونا تحيي أضخم حفل في مسيرتها


.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا




.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال


.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح




.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة