الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى مصر - 4

عصام شكري

2011 / 12 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


ياجماهير مصر الثائرة،

ان الانتخابات التي تجري الان هي ادامة لقرار الطبقة الحاكمة الجديدة بالحاق الهزيمة بثورتكم. تريد هذه الطبقة لفلفة كل شئ لكي تستتب الاوضاع لصالحهم ويقولوا لكم: انتهى "المولد". كفى. ارجعوا للبيوت. انتم كما الجماهير في بقية انحاء المنطقة تترقبون الانتخابات ولكنها ليست مشجعة، لا لكم ولا للشعب التونسي، حيث قوى الرجعية السافرة، قوى تفتي بان المرأة عورة والسياحة حرام والتمثيل بدعة والمسرح ضلالة والثقافة والفنون والاداب رجس من عمل الشيطان وغيرها من سخافات ومعتقدات القرون الوسطى تدخل الى السلطة التي ستحكم حياتكم ومعيشتكم وترسم حدود حرياتكم. قوى الكهوف المظلمة التي ما شاركت بثورتكم وكانت تتفرج عليكم وانتم تسقطون الواحد تلو الاخر برصاص الداخلية والبلطجية، واليوم يريدون حصاد تضحياتكم ووضعها في جيوبهم.

لو كان المجلس الاعلى العسكري والجنرالات المنتفخين من ازلام حسني مبارك لا يعملون لخدمة اجندة اصحاب البنوك ومشاريع النهب السياحي وملاكي الاراضي والرساميل والمصانع والمزارع لقاموا بمساعدة شباب الثورة بتشكيل حكومتهم الثورية المرحلية والتي كان بالامكان ان تظم جميع قوى الثورة وتتفق على برنامج الحد الادنى الراديكالي حقا وكان حري بهذا البرنامج ان يظم قرارات وشروط منها رفع مكانة الطبقة العاملة والدفاع عن مكتسباتها وحقوقها والقضاء على البطالة وتوفير المساكن اللائقة والاستشفاء المجاني والضمانات الاجتماعية ومنع التمييز ضد المرأة وفصل الدين عن الدولة واطلاق اوسع اشكال الحريات الفردية والمدنية وخاصة للشباب والشابات ولكنهم فعلوا العكس. العكس تماما. اختاروا القوى التي تريد تنفيذ اجندة معاكسة لكل هذه المطالب عارفين ان هذه هي افضل طريقة للاجهاز على ثورتكم واهدافها التحررية والمساواتية والاشتراكية. ان المزيج الرجعي من قوى الاسلام السياسي والاحزاب التي يسمونها كذبا ليبرالية (لخداعكم) يهدف الى ضرب عصفورين بحجر واحد؛ فمن جهة يقولون انهم يعملون على تحقيق ارادة الشعب وان كل "الاطياف" السياسية ممثلة، ومن جهة اخرى لكي يضمنوا ان البرجوازية بكل اجنحتها تسيطر على السلطة السياسية وتمنع تماما قوى الطبقة العاملة والاشتراكيين؛ اي من اجل ضمان السيادة الطبقية الكاملة لهم، سيادة حفنة صغيرة على الاكثرية الساحقة.

ايها الجماهير العمالية، ايها الاشتراكيون في مصر

العمال لا يمكنهم ان يشنوا نضالهم السياسي كافراد مبعثرين ولا كتنظيمات عمالية او نقابية او مهنية ترفع مطالب اقتصادية صرف، رغم اهمية ذلك النضال وادامته، بل من خلال خلق اداة لنضالهم السياسي؛ الحزب السياسي للطبقة العاملة - الحزب الاشتراكي العمالي. ذلك الحزب يمثل الطبقة العاملة ويجسد امالها الاشتراكية في كل منعطف وزاوية ومطلب وفي الصراع على السلطة ؛ حزب بامكانه ان يعلن عن نفسه وعن شخوصه وان يظهر للناس ويطرح برنامجه للمجتمع ويبدأ بالنشاط السياسي العلني والمباشر والاجتماعي ويستخدم كل اليات النضال السياسي المتاحة في المجتمع. هكذا حزب بامكانه ان يحول الطاقة الكامنة للطبقة العاملة وجميع الشرائح المعترضة في المجتمع الى قوة هادرة، بامكانها التدخل في تقرير مصيرالمجتمع بأكمله. هذه المهمة ملحة وعاجلة وهي مفصل ضروري في مسار صيرورة الثورة.

النصر لثورتكم واهدافها في الحرية والمساواة والرفاه،

عصام شكـــري
سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام